بالوتيللي يقود الميلان للفوز على بارما في «الكالتشيو»

سجل 4 أهداف في 3 مباريات ورسخ أقدامه مع فريقه الجديد

TT

واصل فريق الميلان نتائجه الإيجابية في «الكالتشيو» بالفوز أمام ضيفه بارما 2-1 أول من أمس (الجمعة) في افتتاحية الجولة 25 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي. في البداية سجل لاعب بارما باليتا هدفا عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 39 من الشوط الأول، ثم أحرز ماريو بالوتيللي في الدقيقة 32 من الشوط الثاني الهدف الثاني للميلان وفي الدقيقة 47 سجل سانسوني هدف بارما. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الميلان إلى النقطة 44 في المركز الرابع فيما تجمد رصيد بارما عند النقطة 32 في المركز العاشر في انتظار ما ستسفر عنه باقي مباريات الجولة. يبدو أن القلب الذي عبرت عنه بيده الصديقة الجديدة لماريو بالوتيللي أثناء نزول المهاجم إلى أرض الملعب قد جلب له التوفيق، وربما تصبح هذه العلامة هي الشعار الجديد مدرجات الميلان. لقد سجل الوافد الجديد حتى الآن أربعة أهداف في ثلاث مباريات، ومرة أخرى كان ماريو هو أفضل لاعب في المباراة. عندما لا يكون هناك ستيفان الشعراوي يتولى الأمر ماريو بالوتيللي. لو نظرنا إلى جدول الدوري الإيطالي حاليا سنجد قصة مختلفة تماما عن الأشهر الفائتة: الميلان لأول مرة هذا الموسم يصل إلى أحد المراكز الأولى في ترتيب الدوري (في انتظار نتيجة لقاء لاتسيو) وكل مباراة يخوضها يستمتع خلالها بالوافد الجديد.

بعد أن سجل بالوتيللي هدف الـ2-0 فتح ذراعيه على طريقة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، أسلوب للاحتفال بالهدف كان ماريو يتبعه عندما كان في قطاع الناشئين لنادي الإنتر، ثم قام بحركة تجاه مدرجات الجماهير وكأنه يريد قول «هذا الهدف لكم». أو ربما أراد أن يضيف: «هذا فحسب فاتح للشهية لما سوف يحدث خلال لقاء الديربي الأحد المقبل». ظل المهاجم الشاب واقفا في مكانه بعد إحراز الهدف بينما ركض الجميع نحوه لمعانقته، وكان أولهم ريكاردو مونتوليفو ثم يبيس. بينما داعب بالوتيللي نيانغ وكأنه شقيقه الأصغر لتعزيته على الضربة الثابتة التي فقدها: فقد كان نيانغ يريد تسديد الكرة وشعر بالغضب عندما تعين على بعض رفاقه التدخل لتهدئته وتوضيح أنه كان من الصواب أن يسدد ماريو الكرة، وبهذا الشأن صرح بالوتيللي عقب المباراة: «لقد قلت لنيانغ: سأصوب أنا كرة ثابتة أخرى، ثم أنت ستلعب المقبلة». وبهذا الشأن أوضح مدرب الميلان أليغري قائلا: «ماريو قرر أن يتولى هو تسديد الضربة التي جاء منها الهدف الثاني وعلى مدار أسبوع التدريب كان نيانغ وبواتينغ قد قاما أيضا بتجريب تلك الكرات، ولكن حسنا أن لعبها ماريو لأنها أسفرت عن هدف». وأضاف غالياني بهذا الشأن: «أنا سعيد برؤية مونتاري ويبيس وهما يحملان نيانغ بعيدا لجعل بالوتيللي يسدد الكرة، لقد كانت مغامرة من جانب الفريق بأكمله. ربما كان نيانغ سيحرز هدفا من تلك الكرة أيضا ولكن حسنا أن لعبها ماريو».

كان ماريو يشعر أن لحظته قد حانت. كان بالوتيللي قد حاول تسجيل هدف من ضربة ثابتة قبل ربع ساعة من إحرازه الهدف ولكن التسديدة حينها جاءت عالية، وحينها صرخ أليغري في وجه: «أطلق قذيفة أخرى». وقد أوضح المهاجم الشاب عقب اللقاء: «لقد تعرضت لضربة في الساق وفضلت أن أركل الكرة بحذر». وأضاف غالياني: «لم أكن أعتقد أن ماريو يمتلك أيضا تلك القدم القاتلة، لقد رأيته دائما يسدد كرات جميلة وليس ضربات ثابتة». وقد أهدى ماريو هذا الهدف إلى عائلته. وبينما كان بالوتيللي يحتفل في استاد سان سيرو بفوز فريقه كانت خطيبته الجديدة فاني تحتفل في المدرجان برقصة بالية.

خرج ماريو من الملعب سعيدا ولكن يشعر أيضا بالمعاناة، حيث كان وجهه مصفرا وقدماه مشبعتين بالضربات: «لو قرر حكم المباراة إشهار صافرته أكثر من ذلك لما خرجت من الملعب بهذا الوجه، هناك مخالفات لو كنت أنا من ارتكبها لتعرضت إلى الطرد أو الإنذار. أعيدوا مشاهدة المباراة». رأي لا يتفق عليه المدير التنفيذي لنادي بارما بيترو ليوناردي: «ماريو ظل يشتكي طوال المباراة وخدع الحكم في الكرة التي جاء منها هدف الـ2-0، وكان سلوكه غير رياضي»، وأضاف دونادوني مدرب بارما: «بالوتيللي لا يتسم بشخصية سهلة، من المعروف أنه مزعج بعض الشيء ولكنه أيضا مشاحن بصورة مبالغ فيها».

بالوتيللي لا يعتني بالآخرين وينظر أمامه: «أنا أستعيد مستواي شيئا فشيئا وأتمنى ذلك. لقاء الديربي؟ أفكر في البقاء إلى جوار رفاقي من أجل مباراة برشلونة، ثم سأركز على لقاء الإنتر. الميلان الآن في المركز الثالث محليا ولكن هدفنا هو الوصول إلى المركز الأول على الرغم من أن هذا الأمر يبدو مستحيلا بعض الشيء». وبشأن تصريح مورينهو منذ بضعة أيام مضت بشأن ماريو قائلا: «انتقال بالوتيللي إلى الميلان ليس أمرا دراميا، ربما صار كذلك لو كنا نتحدث عن خافير زانيتي»، فقد جاء رد المهاجم الإيطالي على النحو التالي: «مورينهو لديه حق ولكن لا أفهم لماذا يتحدث عني. إنه يتولى فريق قوي للغاية وعليه التفكير في الفوز بدوري أبطال أوروبا. مورينهو عليك أن تفكر في ريال مدريد ولا تتحدث عني». والأربعاء المقبل لن يتمكن ماريو من مشاركة الميلان أمام برشلونة ولكنه سيقوم بدور المشجع.

وعقب نهاية اللقاء قال أليغري مدرب الميلان: «نوجد الآن في مركز جيد من الجدول ولكن بطولة الدوري طويلة ولا يزال هناك المواجهات المباشرة. فريقنا يتحسن ولكننا عانينا بعض الشيء في الشوط الأول. الميلان، على أي حال، استحق الفوز. نحن فريق شاب تمت عملية تشيده في 31 أغسطس (آب) وانتهت في يناير (كانون الثاني) بشراء ماريو بالوتيللي. علينا ملاحقة إدراك هدفنا وهو المركز الثالث الذي كان يبدو أمرا مستحيلا منذ عدة أشهر. نعلم أن علينا الركض وعدم الاستسلام».

وفي آفاق الميلان هناك بطولة دوري الأبطال ولقاء برشلونة الأربعاء المقبل: «أنا قلق بشأن الأداء الذي سنقدمه، سنلعب على العبور إلى الدور المقبل من البطولة الأوروبية خلال 180 دقيقة وعلينا أن نكون بارعين في ارتكاب أقل عدد ممكن من الأخطاء. سنحاول عدم فقد تركيزنا ومحاولة استعادة خدمات الشعراوي وروبينهو». وأضاف أليغري: «باقٍ من الوقت أسبوع على لقاء الديربي ونحن في مركز جيد بالجدول، سنرى ماذا يمكننا فعله أمام الإنتر». وبشأن المباراة أمام بارما: «في الشوط الثاني لعبنا بشكل أفضل على الرغم من أننا ارتكبنا بعض الأخطاء في الأمتار الأخيرة. نحن بحالة جيدة، حتى إن فريق بارما لم ينطلق خلال الشوط الثاني مطلقا. هذا يعني أن الأولاد يتدربون بشكل جيد ولو استمروا على هذا النحو بإمكانهم إدراك الهدف المنشود»، وبصدد مونتوليفو صرح ماسيمليانو: «إنه بارع للغاية في استعادة الكرات، ولكنه اليوم كان مثاليا في تغطية الظهيرين عندما كانا يخرجان لمتابعة رؤوس حربة الفريق المنافس. نيانغ تدرب كثيرا وهو شاب صغير السن وأحيانا لا تكون لديه الإضاءة السليمة في التمريرة الأخيرة وعليه أن يتحسن أكثر بهذا الصدد». وبشأن الشائعات التي تقرب أليغري من مقاعد تدريب أندية أخرى أوضح مدرب الميلان قائلا: «لدي عقد مع هذا النادي وأتمنى البقاء هنا الموسم المقبل أيضا. علاقتي جيدة للغاية بإدارة النادي ويشرفني أن عملي يتم تقديره. هذا ليس ميلان الشعراوي أو بالوتيللي، بل هو في المقام الأول ميلان برلسكوني ويتكون من لاعبين شباب أصحاب مهارة».