مدرب نابولي.. ثورة خططية خارج نطاق التوقعات

ماتزاري قلب النتائج بفضل قوة هجومه الرباعي في تسجيل الأهداف

TT

الحظ يحالف الشجعان، الذين يظهرون امتلاكهم للجرأة. وقد امتلكها المدرب والتر ماتزاري السبت الماضي في مواجهة لاتسيو على الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية. وفي ظل تحديه أي مبدأ خططي، دفع مدرب نابولي في الملعب بخمسة مهاجمين، علاوة على هامسيك الذي يعتبر دائما مهاجما، بينما لعب حينها في مركز صانع الألعاب، أو لاعب وسط. وقد تقدم نابولي أثناء فترة طويلة من الشوط الثاني بقوة الدفع الأمامي، حينما عدّل المدرب طريقة اللعب، بالدفع بأربعة مدافعين ومثلهم مهاجمين، ولاعبين اثنين في وسط الملعب، في محاولة قصوى للسيطرة على زمام المباراة والنتيجة. ونجح في ذلك بإدراك التعادل قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة. ومن جهة أخرى، سمحت له النتيجة بالبقاء خلف يوفنتوس المتصدر في المركز الثاني، ويأمل نابولي في الحفاظ على هذا المركز حتى المواجهة المباشرة مع فريق السيدة العجوز المتصدر في بداية شهر مارس (آذار) المقبل.

ومن الواضح أن الثورة الخططية تسببت في بعض المشكلات التي تتعلق بتوازن الفريق. ويكفي التفكير في المرحلة النهائية من مباراة لاتسيو الماضية لندرك الأمر؛ حينما أصابت كرة فلوكاري عارضة مرمى نابولي، والنهاية غير المقنعة لكاندريفا مدافع نابولي، التي أوضحت تباعد خطوط الفريق. ولكن كان مهما جدا إدراك التعادل ثم التفكير في تبعات بعض الاختيارات. ومن ناحية أخرى، كان والتر ماتزاري متحمسا ومتأثرا بأحداث المباراة، لينهي المباراة بأربعة مهاجمين في الملعب بالإضافة إلى هامسيك.

على أي حال، لقد رأينا فريق نابولي الهجومي من قبل في أكثر من مناسبة. وكانت آخر مرة لعب فيها الفريق بمهاجمين كثُر في مباراة بارما، وانتزع الفوز بشجاعة كافاني. واضطر مدرب نابولي، للجوء إلى الطريقة ذاتها على ملعب مارسي أمام جنوا، لضرورة قلب النتيجة لصالح نابولي، ونجح في تحقيق هدفه. وفي تلك المباراة، كان نابولي متأخرا بهدفين في الواقع، وفي الشوط الثاني بتدعيم الفريق بالمهاجم المقدوني غوران بانديف مع كافاني وإنسيني وهامسيك، انقلبت النتيجة تماما لصالح نابولي 4-2 ولكن لم تكن هذه المغامرة ناجحة دائما، حيث لم يكفِ في مباراة الإنتر الماضية على ملعب سان سيرو أن يخرج مدرب نابولي غامبريني في نهاية الشوط الأول ويدفع بالمهاجم بانديف محله، لجعل المباراة تنتهي على النحو المرغوب. وكان نابولي يهاجم دائما بتسديدات منخفضة طوال الشوط الثاني من المباراة، ولكن قلة تركيزه أمام مرمى الخصم أدت إلى انتهاء المباراة بنتيجة 2-1 لصالح الإنتر.

إذن، يبدو أن إبداعات ماتزاري الخططية خارج نطاق التوقعات، في ظل المتابعة الكبيرة لأحداث اللحظات الجارية مع اقتراب المواجهة المباشرة مع فريق السيدة العجوز المتصدر. ويرغب المدرب ماتزاري في الوصول إلى الموعد المحدد في بداية شهر مارس (آذار) المقبل بفريق قادر على الرد على كل المستويات في الملعب، بغض النظر عن من سينزل الملعب، وسينتزع عدم الفوز بالمغامرة شرفا استحقه حتى الآن.

وفي هذه الأثناء، يستعد المدرب ماتزاري مع فريق نابولي لمواجهة سامبدوريا اليوم الأحد في المرحلة 25 للدوري الإيطالي. وسيغيب عن الفريق بشكل مؤكد فولان بيهرامي، الذي يعاني من التواء بكاحله الأيمن، بينما سيعود السويسري الآخر دزيمايلي، الذي غاب عن مباراة الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية بسبب عقوبة الإيقاف. وسيقيّم مدرب نابولي إمكانية الدفع بالوافد الجديد رولاندو، في منافسة مع غرافا كما سيحتفل الفريق بعيد ميلاد كافاني الـ26.