مانشيني يسخر من فكرة إقالته إذا خسر سيتي أمام ليدز اليوم وتوديعه كأس إنجلترا

هل يتحمل مالكو النادي جزءا من اللوم على إخفاق الفريق خلال الموسم الحالي؟

TT

دافع روبرتو مانشيني المدير الفني لفريق مانشستر سيتي عن منصبه بقوة، زاعما أنه إذا كان على مانشستر سيتي أن يقيله، حينئذ، فإنه في هذه الحالة يجب على كل فرق الدوري الإنجليزي أن تفقد مديريها الفنيين. ويحتل، مانشستر سيتي، الذي يستضيف ليدز يونايتد اليوم في الجولة الخامسة من كأس الاتحاد الإنجليزي، المركز الثاني في ترتيب الدوري الإنجليزي خلف مانشستر يونايتد بفارق 12 نقطة ولديه 12 مباراة متبقية.

لكن على الرغم من هذا الفارق يعتقد مانشيني أن مانشستر سيتي لا يزال قادرا على الفوز بالدوري وأن منصبه يجب ألا يكون موضعا للنقاش. وقال: «بدأنا مشروعنا قبل ثلاث سنوات، وتمكنا خلالها من أن نصبح أحد فرق القمة. حصدنا ثلاثة ألقاب ولدينا الفرصة للفوز بالمزيد هذا العام. كل الأفراد الذين يتحدثون بشأن هذا لا يفهمون كرة القدم جيدا. لأنه إذا كان على مانشستر سيتي أن يقيلني، لخلت فرق الدوري الإنجليزي من المديرين الفنيين».

وسخر مانشيني من المزاعم بأن بعض لاعبي مانشستر سيتي السابقين يعتقدون ضرورة إقالته إذا خرج النادي من الكأس اليوم. وقال ساخرا أيضا: «ربما كان هؤلاء اللاعبون هم الأكثر فوزا بالبطولات في تاريخ النادي». ويعتقد مانشيني أن بطولة الموسم الماضي، الأولى التي يحرزها النادي منذ 44 عاما، في موسمه الثاني الكامل مع الفريق، أدت إلى رسم صورة غير واقعية، وقال: «ربما جاء فوزنا بالدوري الإنجليزي سريعا جدا لأن ذلك يتطلب على الأغلب أربعة أو خمسة أعوام بالنسبة لفرق مثل مانشستر سيتي للقيام بذلك».

وعلى الرغم من التكهنات، أكد المدير الفني الإيطالي أنه يواصل التخطيط للمستقبل مع إدارة النادي، حيث يعقد مانشيني ورئيس مجلس إدارة النادي، خلدون المبارك، مناقشات منتظمة، فيقول: «أتحدث مع خلدون كل أسبوع. ولدينا الكثير من القواسم المشتركة، فنحن نحمل نفس العقلية عند الخسارة، فهو يغضب ويشعر بالإحباط لكن هذا طبيعي بالنسبة لكرة القدم ما لم تكن بلا إحساس. عندما تخسر يغيب عنك الشعور بالسعادة لأربع وعشرين ساعة، لكنك تضطر بعد ذلك إلى التفكير في الخطوة التالية. نحن تربطنا علاقة جيدة. وهم ليسوا سعداء في الوقت الراهن لأن الخسارة لا تبعث على السعادة، لكني أعتقد أنهم راضون بما تمكنا من تحقيقه خلال السنوات الثلاث الماضية».

ورفض مانشيني ما ذكره البعض من أن الصراع على اللقب انتهى قائلا: «أنا لا أفكر بهذه الطريقة. إن لي وجهة نظر أخرى. فأنا دائما أعتقد أننا قادرون على الفوز بأي شيء. لا يزال أمامنا 12 مباراة. يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا، لا أن ننظر إلى جدول الترتيب لأن هذا ليس مهما في الوقت الراهن. نحن فريق جيد. وقد ارتكبنا بعض الأخطاء وأهدرنا بعض النقاط بشكل سيئ لكننا لا نستحق أن نتخلف بـ12 نقطة عن مانشستر يونايتد الذي يستحق الاحتفاظ بالصدارة في الوقت الراهن - وسوف نرى ما سيحمله المستقبل».

وأضاف مانشيني: «أعتقد أن هذه لحظة صعبة لأننا خسرنا سبع نقاط في ثلاث مباريات، لكن كرة القدم قد تبدو غريبة بعض الأحيان. فعندما تعتقد أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد، يمكن لثلاث أو أربع مباريات أن تغير كل شيء. لا يزال أمامنا النقاط التي تمكننا من الفوز بالبطولة لكن ينبغي علينا أن نتحلى بالثقة في أنفسنا. سنلعب مباراة الديربي في أوائل شهر أبريل (نيسان) وسوف نخوض قبل هذه المباراة ست مباريات - نحن بحاجة إلى دراسة ما سيحدث في المباريات الست المقبلة. إذا ما تمكنا من تقليص الفارق قبل مباراة الديربي.. لكن جدول الترتيب ليس مهما الآن، ما يهم الآن هو الفوز ولا شيء غير الفوز».

وفي في أعقاب الهزيمة 3 - 1 الأسبوع الماضي في ساوثهامبتون وجه مانشيني انتقادات قوية إلى لاعبيه زاعما أنهم كانوا يفتقرون إلى الجرأة. ولدى سؤاله عما إذا كان هذا الفريق يفهم النقد؟ قال: «أعتقد أن اللاعبين يدركون أنهم لم يقوموا بمهمتهم في ساوثهامبتون وفي بعض الأحيان ربما يكون من الأهمية بمكان أن يتحملوا المسؤولية. وإظهار في بعض الأحيان يكون أفضل». ولدى سؤاله: هل اللاعبون يتقبلون ذلك؟ قال «أعتقد ذلك».

ورفض مانشيني القول إن هذا كان أكثر رد فعل غاضب منذ توليه مسؤولية الفريق، فقال: «كلا، إنني شعرت بخيبة أمل لأنهم لعبوا مباراة سيئة. ولا أعتقد أن فريقا مثلنا يمكنه أداء مباراة كهذه. قد نخسر عندما يقدم الفريق الخصم مباراة أفضل منا. لكن الأمر لم يكن كذلك لأن فريقا مثلنا ينبغي أن يحاول التسجيل والتسجيل، لكننا أدينا بصورة بالغة السوء».

وحول تشكيلة مانشستر سيتي أمام ليدز، أضاف مانشيني: «نحن نلعب بأفضل تشكيل، لكني سأقوم ببعض التغييرات بسبب الإصابة التي لحقت بلاعبين أو ثلاثة، لكني سأعود للعب بذات التشكيلة فيما بعد». ويعاني فينسنت كومباني من مشكل ربلة الساق التي تعني أنه لن يشارك في المباراة المقبلة.

أما «مارك أوجدين» الناقد الرياضي في صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية، فيرى أنه بينما كان مانشستر سيتي يستعد للعودة من جولته الأسيوية قبيل انطلاق الموسم الجديد للدوري الإنجليزي، كان مانشيني يجلس في بهو قصر «الخيول الذهبية» بالعاصمة الماليزية كوالالمبور يتحدث إلى الصحافيين عن الحقيقة المزعجة التي يواجهها حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تتمثل في حاجة الفريق الماسة إلى التدعيم بلاعبين بارزين حتى يمكنه مواصلة المنافسة على الألقاب والبطولات المحلية والقارية على حد سواء. وكان المدير الفني الإيطالي قد وضع قائمة بأسماء اللاعبين الذين يود الاستعانة بخدماتهم، ويأتي على رأسهم النجم الهولندي روبن فان بيرسي.

وقال مانشيني: «يتعين علينا أن نطور من أدائنا، كفريق وكلاعبين أيضا. وإذا لم نتعاقد مع لاعبين جدد، فلن نتمكن من مواصلة الانتصارات مثل الفرق الكبرى الأخرى. لا أعتقد أنه يمكننا المنافسة في دوري أبطال أوروبا بهذا الفريق. هذه هي وجهة نظري، ولذا يتعين علينا التعاقد مع لاعبين جدد خلال الموسم الحالي».

وثبت أن وجهة نظر مانشيني كانت صحيحة تماما، ولا سيما بعد الهزيمة المذلة لفريقه أمام نادي ساوثهامبتون الأسبوع الماضي، والتي أنهت آمال الفريق في الاحتفاظ باللقب تقريبا، بعدما اتسع فارق النقاط بينه وبين المتصدر مانشستر يونايتد إلى 12 نقطة كاملة. ونتيجة للنقص الحاد في صفوف المدافعين، اضطر مانشيني للدفع بنجم خط وسطه خافي غارسيا في قلب الدفاع، علاوة على أن الفريق يعاني من انخفاض مستوى أبرز نجومه مثل جو هارت وغاريث باري ويايا توريه. وكان مانشيني قد انتقد المدير الرياضي بنادي مانشستر سيتي بريان ماروود، الذي يشرف على الصفقات الجديدة، لأنه لم ينجح في تدعيم صفوف الفريق بالشكل المطلوب بهدف الاستمرار في المنافسة على البطولات. ويعد هجوم مانشيني على ماروود هو في حقيقة الأمر هجوما على رئيس مجلس إدارة النادي خلدون المبارك والسياسة الجديدة التي بدأ يتبعها بغية الامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف التي أقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وقد شعر المدير الفني الإيطالي بأنه لا يملك الأدوات التي تمكنه من تلبية مطالب إدارة النادي والمتمثلة في الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وتخطي الدور الأول من دوري أبطال أوروبا. وفي النهاية، تعاقد النادي مع خمسة لاعبين جدد بنحو 50 مليون جنيه إسترليني، ولكنه لم يتعاقد مع أي من اللاعبين البارزين الذين كان يسعى مانشيني للتعاقد معهم. وقد فشل اللاعبون الجدد في حجز مكان أساسي لهم في صفوف الفريق، ربما باستثناء المدافع الصربي ماتيجا ناستاسيك.

ويدرك مانشيني جيدا أنه المسؤول الأول والأخير عن الفريق وأن فشله في تحقيق الأهداف التي حددها مجلس إدارة النادي قد يكلفه منصبه في نهاية الموسم، بغض النظر عن حقيقة أنه قد وقع على عقد جديد يمتد لخمس سنوات في الصيف الماضي. ولكي نكون منصفين، لا تكمن كل مشكلات مانشستر سيتي في عدم تعاقده مع لاعبين بارزين، ولكن مانشيني يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية أيضا، لأنه لم يتعامل مع مباريات دوري أبطال أوروبا بقدر كبير من الذكاء التكتيكي، وكان أقل من الناحية الفنية من المديرين الفنيين للفرق المنافسة، مثل المدير الفني لنادي بروسيا دورتموند الألماني يورغن كلوب، والمدير الفني «الاستثنائي» لنادي ريال مدريد الإسباني جوزيه مورينهو، والمدير الفني لنادي أياكس أمستردام الهولندي فرانك دي بوير، أما في الدوري المحلي، فقد استغلت الفرق المنافسة نقطة الضعف الواضحة التي يعاني منها الفريق على طرفي الملعب.

وعلاوة على ذلك، تتسم العلاقة بين مانشيني ولاعبيه بالتوتر بسبب شخصيته السلطوية، بالإضافة إلى أنه دائما ما يوجه الانتقادات للاعبيه على الملأ في حال خسارة الفريق، وخير مثال على ذلك انتقاداته لحارس مرماه جو هارت عقب خسارة الفريق الأخيرة أمام نادي ساوثهامبتون. ومن المفهوم أن المدير الفني الإيطالي يتمتع بعلاقة جيدة مع المدير الرياضي الجديد تكسيكي بغيريستين، الذي تعاقد معه النادي خلفا لبريان ماروود، ولكن الشيء المؤكد هو أن فترة الانتقالات الصيفية المقبلة ستكون هي المحك الحقيقي لهذه العلاقة.

ولم يعد مانشيني متأكدا بأي حال من الأحوال أنه سيبقى في منصبه حتى فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ولكن الشيء الوحيد الذي يصب في صالحه الآن هو حب جمهور النادي له. ولطالما أعرب مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي عن انتقاده لسياسة مالك نادي تشيلسي الإنجليزي رومان أبراموفيتش في التخلي عن المديرين الفنيين واحدا تلو الآخر، ولذا يبقى السؤال الآن هو: هل يسير مانشستر سيتي على نفس خطى أبراموفيتش ويقيل مانشيني في نهاية الموسم بسبب فشله في تحقيق أهداف النادي للموسم الحالي، على الرغم من نجاحه في قيادة الفريق للحصول على لقبين ونجاحه في الاستحواذ على قلوب عشاق النادي؟ هذا هو ما سنراه خلال الصيف المقبل، والذي سيكون مليئا بالإثارة بكل تأكيد.