الأسترالية مويا: حان الوقت لمنح المرأة السعودية فرصة ممارسة الرياضة بشكل علني

نائبة رئيس الاتحاد الآسيوي قالت إنها ستقاتل من أجل مقعد نسائي في «فيفا»

TT

«قابلت لاعبة كرة قدم سعودية في ناد خاص للمرأة، يقع خلف أبواب موصدة نظير عدم اعتراف اتحادها المحلي بها، وأبدت لي رغبتها الماسة في ممارسة اللعب».. عبارات كشفت من خلاها المرشحة الأسترالية مويا دود التي تشغل - حاليا - منصب نائبة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن رغبتها في التركيز على النساء لكسب جولة الانتخابات التي ستجري مراسمها في مايو (أيار) المقبل للظفر بمقعد تمثيل الكرة النسائية في اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؛ حيث ترى أن المرأة في عدد من أجزاء العالم ما زالت تواجه عوائق ثقافية تمنعها من خوض المباريات بصفة رسمية، حاملة على عاتقها كسر تلك الحواجز؛ لتضيء لنساء العالم المحبات لكرة القدم دروب الظلام التي عانتها لقرون.

وكشفت دود عبر حديثها لشبكة «فوكس سبورت» الأسترالية عن أنها وضعت خططا لنمو لعبة كرة القدم الخاصة بالنساء، وقالت: «في الوقت الحالي من الصعب أن تصبح المرأة محترفة، فهي في معظم الأحيان لا تبدأ بممارسة اللعبة إلا في سن الـ17 عاما، وهذا يعوق وصولها إلى الاحترافية الكاملة، والبطولات الدولية المخصصة للمرأة ما زالت بحاجة إلى مزيد من التطوير، ونسعى إلى إقامة بطولة دوري أبطال آسيا للنساء؛ ولكننا نواجه عقبات لوجيستية تعرقل تلك المساعي، وعلى الرغم من ذلك، نحن نسير في الطريق الصحيح، ونتقدم بوضوح نحو ذلك الهدف».

وأشارت دود من خلال إعلانها عن خطواتها التي ستسير وفقها خلال حملتها الانتخابية إلى أن المرأة السعودية تواجه صعوبات في ممارسة كرة القدم بشكل علني، مرجعة ذلك إلى عوامل اجتماعية وثقافية لا بد من التغلب عليها بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى جانب الاتحاد القاري المعني بقضايا الجنسين، ملمحة إلى ضرورة ممارسة ضغوط قوية على الاتحادات الوطنية لفتح المجال أمام المرأة للمشاركة في المحافل الدولية دون أي قيود، وقالت: «في السابق كنا نمارس كرة القدم في العطلات المدرسية، والآن بات بإمكان المرأة أن تشارك في دوري أميركا الشمالية الذي يتيح لها اللعب جنبا إلى جنب مع لاعبين دوليين، وعلينا أن نؤمن بأن كرة القدم النسائية نمت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وتتجه إلى أن تأخذ طابعا رسميا يشمل الجميع».

وأوضحت الصحيفة الأسترالية أن طموحات مويا دود تواجهها المرشحة الجديدة ليديا نيسيكيرا رئيسة اتحاد كرة القدم في بوروندي، والتي سبق لها أن نالت عضوية اللجنة الأولمبية الدولية عام 2009، وستشهد المنافسة بين السيدتين جدلا واسعا في ظل تباين برنامجيهما الانتخابيين للظفر بالمقعد الدولي، مبينة أن دود تعمل بهدوء داخل أروقة الاتحاد الآسيوي لكسب كثير من الأصوات، خصوصا أنها تنال شعبية لا بأس بها داخل أوساط القارة، ووعدت جميع السيدات العاملات بالاتحادات القارية بأنها ستحدث نقلة نوعية فيما يتعلق بكرة القدم النسائية حول العالم.

وكانت المرأة السعودية قد سجلت أول حضور لها في الأولمبياد الدولي الأخير، ولاقت مشاركتها تأييدا واسعا من الاتحادات الدولية، على الرغم من أنها لم تظهر بالمستوى الجيد نظير غياب التأسيس، فما زالت المدارس والجامعات والأندية الرياضية تغلق أبوابها أمام الراغبات في ممارسة كرة القدم أو غيرها من الرياضات، في الوقت الذي أوضح فيه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عبر حديث إعلامي سابق أنه لا يوجد أي أمر يمنع مشاركتها بصورة فاعلة في المجال الرياضي، وقال: «هذا الأمر ما زال خاضعا للدراسة على مستوى عال، وهناك أندية نسائية تابعة للحكومة وبعضها خاص، وفي النظام لا نجد ما يمنع وجودها في تلك الأماكن دون اختلاط، كما أنه لا بد من إيجاد ميزانية لإقامة مبان خاصة بها، وقريبا ستكون الصورة أكثر وضوحا، خصوصا أننا نتحدث عن جزء من المجتمع، والرئاسة قدمت دراسة متكاملة للرياضة النسائية، وهي قابلة للتنفيذ في أي وقت».