آرسنال ومدربه فينغر تحت ضغوط قبل مواجهة بايرن ميونيخ غدا

الفريق الإنجليزي لم يعد أمامه سوى دوري أبطال أوروبا لإنقاذ موسمه

TT

يواجه فريق آرسنال الإنجليزي ومدربه الفرنسي آرسين فينغر ضغوطا كبيرة قبل المباراة الهامة أمام بايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا غدا.

وتلقى آرسنال ضربة موجعة بخسارته على ملعبه السبت أمام بلاكبيرن روفرز (درجة ثانية) في مسابقة كأس إنجلترا 1 - صفر، ولم يعد أمامه سوى البطولة الأوروبية لينافس على لقبها بعد خروجه من كأس المحترفين الإنجليزية وابتعاده عن دائرة المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي (سادسا بالجدول).

ولا يمكن القول إن آرسنال خسر المباراة لأن مدربه الفرنسي آرسين فينغر أشرك، وكما جرت العادة في المواسم الماضية، تشكيلة رديفة، بل زج بغالبية نجومه الأساسيين، وهو الأمر الذي يضع مزيدا من الضغط عليه وعلى اللاعبين قبل مواجهة بطل ألمانيا.

ويدرك آرسين فينغر أن مواجهة بايرن ميونيخ لا تحتمل أي أخطاء، وهو طالب لاعبيه برد فعل قوي في مباراة الغد لمصالحة الجماهير.

وسيكون خط وسط آرسنال مطالبا بأن يكون في قمة مستواه لإيقاف باستيان شفاينشتايغر صانع ألعاب البايرن المتألق.

وأظهر شفاينشتايغر في المباراة التي قاد فيها البايرن للفوز على شالكه 4 - صفر بالدوري الألماني في 9 فبراير (شباط)، ثم في الفوز 2 - 0 على فريق وولفسبورغ الجمعة الماضي، أنه لاعب من طراز كبير، عندما تسلم الكرة 107 مرات.

يدرك آرسنال أيضا أن البايرن يريد الثأر من الفرق اللندنية بعد أن خسر الفريق البافاري أمام تشيلسي في نهائي بطولة دوري الأبطال في مايو (أيار) الماضي.

ويقود شفاينشتايغر، الذي يحظى باحترام كبير في إنجلترا، بايرن ميونيخ الآن بهدوء وعزيمة للوصول إلى النهائي الأوروبي في ويمبلي. ويتحدث فرانك لامبارد ولاعبو إنجلترا الذين واجهوا ألمانيا بقيادة شفاينشتايغر في مونديال عام 2010 بتقدير بالغ عن نجم البايرن وتواضعه عندما صافح كل لاعب عقب فوز ألمانيا بمودة ودون شماتة.

أعاد لامبارد المجاملة في نهائي ميونيخ، معبرا عن أسفه لشفاينشتايغر الذي قدم أداء بديعا، لكنه تحول إلى قاتل عندما أهدر ركلة جزاء.

ينبغي على الجمهور الإنجليزي أن يسعد بفرص رؤية شفاينشتايغر شخصيا الذي يتمتع ببنية قوية؛ فطوله 183 سم.

ويمتلك بايرن ميونيخ مصادر الخطر الأخرى التي ينبغي على آرسنال الاحتراس منها، بدءا من هجوم فيليب لام من الناحية اليمنى إلى قوة توماس مولر، والانطلاقات إلى اللعب على الجناح وتصويبات الفرنسي فرانك ريبيري أو الهولندي اريين روبن.

ويبرز أيضا في خط هجوم الفريق الألماني الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي سجل ستة أهداف في أربع مباريات بالدوري.

يبدو المدير الفني الحالي للبايرن يوب هاينكس، الذي يخوض موسمه الأخير مع الفريق بعد إعلان اسم الإسباني جوزيب غوارديولا بديلا له، غير عابئ بقرار الإدارة، ومركزا على إنهاء الموسم بأفضل صورة، حيث بات قريبا من لقب الدوري الألماني، وبالطبع يريد مواصلة المشوار الأوروبي حتى النهاية كما فعل الموسم الماضي.

ووثق هاينكس في قدرات ماندزوكيتش الذي يتمتع ببنية قوية أيضا، وأثبت اللاعب أنه أهل لهذه الثقة بأهدافه الحاسمة.

ويرى هاينكس أن غوارديولا مدرب رائع، ويبدي الكثيرون الإعجاب به لجمال كرة القدم التي وضع أسسها في برشلونة، لكن بايرن لم يكن غاص في رمال نهر «إيسار» ويريد من ينقذه، فالفريق لم تهتز شباكه بهدف واحد منذ 14 ديسمبر (كانون الأول) (على ملعب بروسيا مانشنغلادباخ). إذن هل سيقوم غوارديولا برعاية المواهب الشابة كما فعل في لا ماسيا أكاديمية برشلونة؟ على الإطلاق، لام ومولر وشفاينشتايغر جميعهم خريجو أكاديمية بايرن المنتجة للاعبين.

يمتلك غوارديولا القوة اللازمة لتفعيل قدرات لاعبين مثل شفاينشتايغر؛ فكل من يرى العالم من منظور الدوري الإنجليزي يعترف بالإحباط من أن هذا اللاعب ابن الثامنة والعشرين لن يلعب على الإطلاق في الدوري الإنجليزي، لما يتمتع به من الطاقة، والقوة في الالتحام، والقدرة على صد هجوم عكسي في ناحية ثم الظهور في غضون ثوان في الجهة الأخرى.

لكن هناك بعض النقاد مثل لاعب بايرن ميونيخ السابق أولاف ثون يزعمون أن شفاينشتايغر ليس باللاعب المتميز وقد تراجعت سرعته، ويريد مشجعو آرسنال تصديق ذلك، لكن هل باستطاعة جاك ويلشير لاعب آرسنال أن يضاهي شفاينشتايغر؟ المواجهة المرتقبة بينهما ظهرت من قبل بصورة فظة معتادة في العناوين المثيرة بصحف إنجلترا وألمانيا.

يعد الصدام بين شفاينشتايغر وويلشير هو مواجهة لمنافسين مخلصين يتمتعان بالكفاءة التقنية والإيمان بالذات، وأيا كانت نتيجة المباراة ينبغي على ويلشير أن يطلب من فني الفيديو في الآرسنال أن يجمع له لقطات شفاينشتايغر التي تظهر تحركه والمراكز التي يتخذها والتصويب، وتلك هي المهارة التي ينبغي على ويلشير أن يطورها.

فاز لامبارد مع تشيلسي في المباراة الأخيرة التي جمعت بين فريق إنجليزي والبايرن في مايو الماضي، لكن أداء شفاينشتايغر كان رائعا.

ينبغي على آرسنال أن يتجنب فتح المساحات أمام شفاينشتايغر وماندزوكيتش ومولر؛ لأن لاعبي بايرن يشكلون خطر بالغا. ومن ثم يحتاج ويلشير لأن يكون في أقصى لياقته البدنية، فبايرن أشبه بشاحنة ثقيلة تسير على طريق سريع متجاهلة الإشارات المرورية وعلامات التحذير.

فوز بايرن على فولسبورغ يعني أنهم لم يتعرضوا لأي هزيمة خلال 18 مباراة، ويدعم هينكس خط دفاعه بأربعة لاعبين: فيليب لام، ودانييل فان بوتن، ودانتي، وديفيد آلبا، أمام مانويل نوير.

ومع إصابة خافي مارتينيز، لعب لويز غوستافو في خط الوسط إلى جانب شفاينشتايغر، فيما كان كل من مولر وكروز وريبيري يمثل القوى الخلاقة خلف ماندزوكيتش.

بالطبع قام آرسين فينغر بأبحاث لساعات على بايرن، فهو يستمتع بالكرة الألمانية، ويقول مازحا إنه كان يحتفل بعيد ميلاده بوضع الشموع على التلفزيون ومشاهدة مباراة في الدوري الألماني.

ويعلم فينغر كيف يدافع بايرن من المقدمة وإغلاق المساحات أمام مدافعي الخصم، لكن أبرز عوامل القلق بالنسبة لآرسنال ستكون في حال إصابة مدافعيه بالتوتر، وهذا ممنوع في وجود شفاينشتايغر.

وسبق لشفاينشتايغر أن حضر إلى آرسنال من قبل، لكنه لعب احتياطيا، حيث كان في العشرين من عمره أثناء المباراة التي جمعت الفريقين في عام 2005.

ورغم وجود لاعبين مثل دنيس بيرجكامب وتيري هنري وباتريك فييرا وآشلي كول في صفوف الآرسنال، ثم اشتراك لاعبين مثل روبن فان بيرسي وسيسك فابريغاس وروبرت بيريس، فإن الفريق الألماني تمكن من الفوز.