إصابة الشعراوي في ركبته تقلق أليغري قبل موقعة برشلونة

بالوتيللي يستهدف الديربي لمواصلة انطلاقته الرائعة مع الميلان

TT

استرجاع للماضي، فتى صغير السن لم يتعد بعد الـ17 عاما يتسبب في حصول فريقه على ضربة جزاء قبل دقائق من نهاية المباراة، ثم سددها ببرود أعصاب لاعب مخضرم. إنه المهاجم بالوتيللي نسخة عام 2007، عندما قاد قطاع الناشئين بنادي الإنتر للفوز بالدرع. بعد مرور ستة أعوام لم يفقد بالوتيللي عادة أن يكون لاعبا حاسما في فريقه. فهذا غالبا ما فعله في الميلان إلى الآن، أكثر مما كان يتوقعه الجميع، وربما أيضا اللاعب ذاته. لقد سجل حتى الآن أربعة أهداف في ثلاث مباريات، وهو ما يعادل الرقم الذي حققه أوليفر بيرهوف في موسم 1999/1998. فاللاعب الألماني يعد صاحب أفضل انطلاقة مع فريق الميلان: خمسة أهداف في أول أربع مباريات بالدوري الإيطالي؛ ثنائية في أول لقاء، وهدف في كل مباراة من المباراتين التاليتين، تماما مثل بالوتيللي. لكن المهاجم الإيطالي الآن لديه إمكانية معادلة بيرهوف خلال المباراة القادمة من الدوري، وتجاوزه أيضا. يكفي ماريو أن يحرز هدفا في لقاء الديربي أمام الإنتر ليصل إلى عدد أهداف اللاعب الألماني نفسه في بداية مشواره مع الميلان، فيما يحتاج ماريو إلى إحراز هدفين ليصبح صاحب أفضل انطلاقة في تاريخ النادي.

وهناك لاعبون يولدون قادة، وآخرون لا يحصلون على تلك السمة مطلقا. إنه أمر لا يتم تعلمه على أرض ملاعب كرة القدم، بل هي سمة، إما أن تكون بداخلك أو لا. بالوتيللي لم يشعر مطلقا بالخوف من تحمل المسؤولية، حتى عندما كان الأصغر سنا بين رفاقه. ثم في الميلان شعر ماريو بكونه في قلب مشروع النادي. أمام فريق بارما في الجولة الفائتة من الدوري أراد بأي تكلفة أن يسدد هو الكرة الثابتة، لأنه كان يعلم أنه سيسكنها الشباك. إنه الهدف الأول لفريق الميلان من ضربة ثابتة هذا الموسم، لكن بالنسبة إلى بالوتيللي ليس الأمر بالجديد. في عام 2008 حسم بطولة فياريجيو أولا بتصويبة في ربع النهائي، ثم تسديدة رائعة من على بعد 30 مترا في المباراة النهائية. وفي عام 2009 عاقب ماريو فريق روبن كازان في بطولة دوري أبطال أوروبا بكرة من خارج حدود منطقة الجزاء لا يمكن توقيفها. كرات ثابتة رائعة، تلك التي تعلمها منذ صغر سنه في شرائط الفيديو الخاصة بالأسطورة الأرجنتينية مارادونا. آخر مرة سجل فيها فريق الميلان هدفا من كرة ثابتة كان بتوقيع السويدي إبراهيموفيتش أمام كالياري منذ أكثر من عام مضى.

صحيح أن بالوتيللي ليس إبرا، لكن المهاجم الإيطالي استطاع في ثلاث مباريات فحسب تجفيف دموع جميع الذين كانوا يشعرون باليتم بعد رحيل زلاتان (بما في ذلك أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان). ومثل رفيقه السابق في الإنتر (إبراهيموفيتش) لا يخشى ماريو شيئا، ويطلق لسانه دائما بما داخله. ومساء الجمعة الفائت بعد لقاء بارما اختلف اللاعب مع حكم المباراة بسبب الضربات المبالغ فيها التي تعرض لها خلال المباراة. كذلك إبراهيموفيتش كان يشعر بأنه أقل حماية. كلمات ماريو عقب اللقاء أشعلت فتيل ديربي ميلانو المرتقب قبل أسبوع من موعده: على صفحات شبكة الإنترنت أخذ مناصرو الميلان في الدفاع عن مهاجم فريقهم، أما بالنسبة إلى جماهير الإنتر، فعلى العكس، الأمر كان مجرد معاناة من أوهام الاضطهاد. وفي تصريحاته علق ماريو أيضا على كلمات مورينهو «لا أفهم لماذا يتحدث مورينهو عني، بينما لديه فريق يتعين عليه الفوز بدوري أبطال أوروبا»، لكن مدرب الإنتر السابق لم يرد على ذلك.

لكن يكفي الآن ذكر الكلمات. ماريو أمامه ثمانية أيام للتركيز فحسب على لقاء الإنتر المقبل، نظرا لأنه لن يتمكن من المشاركة مع الميلان في مباراة برشلونة بعد غد الأربعاء. لقاء ديربي ميلانو هذه المرة ستكون قيمته مضاعفة. لأن بالوتيللي لو سجل هدفا سيعادل رقم بيرهوف. يذكر أن إبراهيموفيتش في أول موسم له مع الميلان لم يحرز أهدافا كثيرة في بداية مشواره، لكنه سجل على الفور في الديربي، وحينها احتفل بفتح ذراعيه، مثلما يروق كثيرا لماريو بالوتيللي.

وفي السياق نفسه، لم يعد متبقيا أمام ستيفان الشعراوي سوى يومين حتى يتعافى من إصابته: أمر ليس مستحيلا، وهذا ما يتمناه أيضا الجميع لأن لقاء الميلان – برشلونة لن يكون هو ذاته دون وجود ستيفان داخل الملعب. قبل أيام قليلة من مباراة ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري الأبطال أثارت ركبة الشعراوي الخوف داخل أسوار النادي الإيطالي. الحديث عن دق ناقوس الخطر سيبدو مبالغة، لأن الجميع داخل الميلان يشعرون بالتفاؤل، لكن ثمة بعض القلق.

وتدرب الشعراوي بمفرده، وسيظل يفعل ذلك حتى اليوم؛ فاللاعب يتابع برنامجا علاجيا متخصصا وعلاجا طبيعيا وتدريبات خاصة. الهدف هو فرض السيطرة على الألم الذي يعاني منه اللاعب في وتر الركبة، وهي مشكلة يتعايش معها الشعراوي منذ سنوات عدة، ومن حين لآخر تجبره على التوقف لفترة عن اللعب. جدير بالذكر أن الفرعون الصغير خرج متألما من لقاء فريقه أمام كالياري، وبعدها قرر المدرب أليغري عدم استدعاء اللاعب إلى لقاء بارما لضمان تعافيه بهدوء من أجل لقاء برشلونة. لكن الشعراوي، في الواقع، سيعود إلى المران الجماعي مع الفريق غدا، أي عشية مباراة البارسا، وحينها فحسب ستتم معرفة ما إذا كان سيخوض ستيفان مباراة الأربعاء أم لا. تجدر الإشارة إلى أن الطاقم الطبي بنادي الميلان على قناعة بأن المهاجم الشاب سيفعلها، هذا أيضا لأن ستيفان لديه رغبة مجنونة في النزول إلى أرض الملعب، وهناك تفاؤل كذلك من جانب حاشية اللاعب. وكان ستيفان قد لعب 33 دقيقة فحسب أمام برشلونة الإسباني في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال بالموسم الفائت، وشارك حينها من على مقاعد البدلاء ولم يرغب في إهدار فرصة التأكيد على مهاراته أمام أقوى لاعبي العالم. وحتى الآن لا يود أليغري حتى الأخذ في عين الاعتبار احتمال مواجهة ميسي ورفاقه من دون وجود أفضل هدافي الميلان بين صفوف الفريق. هذا أيضا لأن برلسكوني يحرص بشدة، كما أكد أكثر من مرة، على عدم تشويه صورة الميلان. لكن ينبغي إجراء الحسابات أيضا مع ركبة ستيفان الشعراوي.

وإذا لم يتمكن الشعراوي من خوض لقاء برشلونة فربما يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة، هذا لأن بالوتيللي غير قادر على المشاركة أوروبيا مع الفريق، وروبينهو في موضع شك: فقد توقف اللاعب البرازيلي خلال تدريب يوم الخميس الفائت بسبب التهاب في الأوتار، وتدرب بمفرده أول من أمس، وسوف يتم تقييم حالته بشكل أفضل في الأيام القادمة. لكن تعافي روبينهو قبل مباراة الأربعاء يبدو أكثر صعوبة من الشعراوي. وهكذا يتبقى لفريق الميلان المهاجم باتزيني (العائد مؤخرا من إصابة: وظل في لقاء بارما على مقاعد البدلاء) الذي سيشارك أساسيا بالتأكيد، ونيانغ وبويان وبواتينغ: الفرنسي نيانغ لديه فرص طيبة للمشاركة أساسيا أمام البارسا، لا سيما إذا تعين على ستيفان الغياب عن المباراة. أما بواتينغ فقد تألق أمام بارما في مركز المهاجم، وربما يقوم أليغري بإدراجه على الجانب الأيسر (في وجود الشعراوي) أو على الطرف الأيمن (في غياب ستيفان). أما الإسباني بويان فربما، على العكس، يتم الدفع به أثناء المباراة، فأليغري يعتبره اللاعب أكثر إفادة في الشوط الثاني عندما تكون دفاعات الخصم أكثر إجهادا، وحينها ينجح بويان بسرعته في اختراق خطوطه.