الشباب يقهر الهلال في «معركة الكر والفر»

قطار النصر السريع يتجاوز الاتفاق بثنائية في جولة زين الـ20

مهند عسيري صاحب هدف الفوز الشبابي يحتفل مع مدربه (تصوير: يوسف الدبيسي)
TT

أسقط فريق الشباب أمس نظيره الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة قمة جرت على ملعب الأمير فيصل بن فهد في العاصمة الرياض وسط حضور جماهيري تجاوز الـ8 آلاف مشجع ضمن منافسات الجولة الـ20 من دوري زين السعودي للمحترفين، الذي شهد أيضا فوزا نصراويا ثمينا ومهما في مسيرته بالدوري على ضيفه الاتفاق بهدفين نظيفين بتوقيع محمد السهلاوي والبرازيلي باستوس في الدقيقتين الـ72 والـ76 ليرفع النصر رصيده النقطي إلى 37 نقطة، محتلا المرتبة الرابعة مقابل 31 للاتفاق الذي حل سادسا في لائحة الترتيب. وأربكت تغييرات الكرواتي زلاتكو فريقه «الأزرق» وسط حسرة الجماهير التي خرجت غاضبة على الفريق وإدارة النادي جراء الوهن الفني الذي يعيشه الهلال في الفترة الأخيرة، رغم أن المباراة بدأت بهدف أزرق من تسديدة ياسر القحطاني لكن تيغالي ومهند عسيري كان لهما رأي آخر بالرأسيات الثلاث في الدقائق الـ81 والـ86 والـ91 ليرفع الشباب رصيده إلى 42 نقطة معادلا الهلال الذي حافظ على وصافة الدوري بفارق الأهداف، بينما يغرد الفتح بالصدارة بفارق 4 نقاط.

* الهلال × الشباب

* الشوط الأول: بدأ بجس نبض من الفريقين وسط محاولات شبابية وتهديد أكبر على المرمى الهلالي الذي ظهر حذرا أكثر في تعامله مع لاعبي الفريق المنافس وتناقل الثلاثي البرازيلي مينغازوا والأرجنتيني تيغالي وماجد المرحوم كرة قبالة المنطقة الجزائية الهلالية، لكن تقدم الأخير أوقعه في تسلل حينما كان يهم بتسديد كرة في الشباك الزرقاء.

اقتربت المباراة من الدقيقة الـ15 دون أن يسجل هجوم الفريقين أي فرص تهديفية حقيقية على المرميين، وغاب القحطاني بشكل واضح في التسبب بأي خطورة على الدفاعات الشبابية، وفي المقابل كانت فرصة المدافع الشبابي حسن معاذ في الدقيقة الـ18 هي الأبرز حينما تلقى كرة مرتدة من الدفاع الهلالي ليسدد بقوة لتمر بمحاذاة القائم الأيمن للأزرق.

وتواصل الضغط الشبابي على الدفاعات الهلالية وكاد الأرجنتيني تيغالي أن يفتتح التسجيل لولا أن رأسيته الصاروخية تصدت لها قبضة عبد الله السديري لتخرج ركنية في الدقيقة الـ21، وألغى مساعد الحكم السويسري هدفا هلاليا جميلا سجله البرازيلي ويسلي بداعي التسلل في الدقيقة الـ33.

وتزايدت الألعاب العشوائية من الطرفين، لا سيما في خط الوسط، حيث الكرات المقطوعة من لاعبي الوسط، فضلا عن الأخطاء من جانبهما، وهو ما يعكس حالة التواضع الفني من الفريقين، وفي الوقت الذي كان فيه حكم المباراة يهم بإطلاق صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي مرر عبد العزيز الدوسري كرة غير مباشرة ساقطة في الجزائية الشبابية أخطأ مدافع الشباب في التصرف بإبعادها لتتجه نحو ياسر القحطاني الذي لم يتوانَ في تسديدها بذكاء في الشباك الشبابية، مسجلا هدف التقدم لفريقه.

الشوط الثاني: بعد الهدف الهلالي اضطر الشبابيون إلى محاولة تكثيف ألعابهم ومحاولة إدراك التعادل مبكرا، وأجرى المدير الفني البلجيكي برودوم تغييرا عند الدقيقة الـ57 بإشراك المهاجم مهند عسيري مكان ماجد المرحوم، وهدف من ذلك إلى تنشيط الحالة الهجومية في فريقه، وكاد البرازيلي ويسلي لوبيز في الدقيقة الـ58 أن يعزز من تقدم فريقه لولا أن تسديدته الصاروخية اعتلت العارضة الشبابية.

واستعان الكرواتي زلاتكو بالكولومبي غوستافو بوليفار بديلا لعبد العزيز الدوسري في الدقيقة الـ59، وبعدها بثلاث دقائق دفع بنواف العابد بديلا لياسر القحطاني، وبدت واضحة رغبة المدرب في تجهيزه لنهائي كأس ولي العهد، خصوصا أن اللاعب كان غائبا لفترة ليست بالطويلة عن المباريات الرسمية، فضلا عن أنه سعى من وجود بوليفار إلى تنشيط وسط الفريق وضخ دماء جديدة فيه رغبة في كبح جماح لاعبي الشباب الساعين نحو تعديل النتيجة.

وأجرى الشباب تغييره الثاني بإشراك لاعبه تميم الدوسري مكان عبد الملك الخيبري في الدقيقة الـ70، قابله تغيير هلالي، إذ استعان زلاتكو بالمهاجم الكوري يو بيونغ وأخرج البرازيلي ويسلي، ورغم المحاولات الشبابية المتعددة لإدراك التعادل، فإن الخطورة الهلالية باتت هي الأقوى، وأهدر الشلهوب هدفا محققا في الدقيقة الـ80 عندما راوغ مدافعا شبابيا وسدد صاروخية، لكنها اعتلت الهلالية.

وبدأت ترتسم ملامح التغييرات الشبابية في الدقائق العشر الأخيرة حينما مرر الأسطا كرة عالية طار لها تيغالي وسدد برأسية رائعة في الشباك الهلالية مدركا التعادل لفريقه في الدقيقة الـ81 وسط حسرة لاعبي الفريق الأزرق.

هذا الهدف لم يمنع الشبابيين من زيادة البحث عن محاولة للتقدم، إذ رسم حسن معاذ كرة منظمة في الدقيقة الـ86 ومرر كرة جميلة لتيغالي الذي لم يتوانَ عن إيداعها برأسية ولا أروع في شباك السديري الذي لم يفعل لها شيئا ليتقدم فريقه بهدف ثانٍ.

ووسط التوقعات بفوز شبابي إلا أن الشلهوب كان له رأي آخر عند الدقيقة الـ89 حينما استفاد من ضربة مباشرة قبالة المنطقة المحرمة الشبابية وسدد بذكاء بالغ، مستثمرا ارتباك الحائط الشبابي ليرسم الفرحة الهلالية على شفاه أنصار فريقه لتتحول المواجهة إلى مزيد من الندية والإثارة، إذ لم تستمر الفرحة الزرقاء سوى دقيقتين فقط، إذ أرسل مهند عسيري كرة صاروخية رأسية، مستغلا تمريرة كماتشو الرائعة ليسكنها في أعلى الشباك الهلالية اليمنى، مسجلا الهدف الثالث وسط حسرة الهلاليين، وكاد الشلهوب أن يدرك التعادل مستغلا ارتباك الدفاع الشبابي، لكن كرته التي أرسلها من مسافة 40 ياردة كانت قد اعتلت العارضة الشبابية ليعلن الحكم السويسري ستيفان استورد فوز الشباب على الهلال 3 / 2.