جماهير الهلال والنصر تتوج «معركة 1994» كأقوى مواجهة تاريخية بين الغريمين

أحداثها المثيرة ووفرة أهدافها منحتها الأفضلية في استفتاء «الشرق الأوسط» عبر «تويتر»

من آخر مباراة جمعت الهلال والنصر ضمن دوري زين للمحترفين
TT

تأخذ مواجهات الديربي بين الهلال والنصر على مدى التاريخ موقعا استراتيجيا في قلوب وعقول جماهير الناديين، الأمر الذي يجبرها على حبس أنفاسها قبل كل مواجهة من هذا النوع، ويثير شغف الصحافة بدورها لطرح استفتاءات تتعلق بمثل هذه المباريات، في ظل الاستعدادات الجارية تحسبا للمواجهة المرتقبة يوم الجمعة المقبل على لقب كأس ولي العهد السعودي.

وقبل أن تطرح تذاكر المباراة النهائية لكأس ولي العهد، داعبت «الشرق الأوسط» ذكريات مشجعي الفريقين من خلال طرح استفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن أبرز مواجهة جمعت الفريقين وأسباب اختيارها، وتنوعت الإجابات بين عدة مواجهات تمتد لتاريخ طويل، ويعود ارتباط ذاكرة الجماهير بتلك اللقاءات إلى عدة أسباب، منها كثرة الأهداف والأخطاء التحكيمية والحضور الجماهيري الكبير والذي يعتبر من جمالية المباراة، إضافة إلى عبارات المعلقين، وهو الأمر الذي يعكس مدى تأثير المعلق على الشارع الرياضي، حيث ترسخ عباراته بأذهان كثير من المشجعين.

وتتزعم مباراة قطبي الرياض في عام 1994 والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بين الطرفين بواقع أربعة أهداف لكل منهما، الصدارة في ذاكرة الجمهور، حيث يرى أحمد برغوث أنها مواجهة للتاريخ، موضحا أن الهلال تقدم بأربعة أهداف دون رد، ثم نجح النصر في تعديل النتيجة في الشوط الثاني، إنها من أروع مباريات كرة القدم على الإطلاق، ويشاطره في ذلك حمد الضاوي الذي يرى أن متعة ذلك اللقاء في التغييرات الكبيرة التي شهدها، ويضيف أحد الجماهير تحت اسم «جبرني الوقت» أن جمالية تلك المباراة تبرز في عدم الاستسلام واللعب بروح وتفان من أجل شعار فريق النصر، أما فهد الشمري فيتجه إلى أن مواجهة 4-4 هي الأفضل على الإطلاق بين الفريقين، ويعلل ذلك بكمية الأهداف الكبيرة، إضافة لبروز نجوم واعدين، وأخيرا المساندة الجماهيرية الكبيرة للأصفر حتى عاد للمباراة، ويتفق فهد فرحان وبدر الشهري وتركي العواد على أن هذه المباراة تعتبر من أفضل المواجهات في تاريخ الهلال والنصر، وأخيرا يرى «علي» أن جلوس جماهير النصر حتى وقت متأخر من الشوط الثاني رغم الخسارة بنتيجة كبيرة من الهلال حدث لن ينساه، خاصة بعدما نجح الأصفر بفضل لاعبه فهد الهريفي في العودة للمباراة بروح قتالية عجيبة.

وليس ببعيدة عن هذا اللقاء المباراة التي جمعت بين الفريقين في نصف نهائي كأس الملك موسم 2010 والتي انتهت بخمسة أهداف مقابل ثلاثة لصالح الأزرق، في مواجهة شهدت أحداثا دراماتيكية تتمثل في عدد الأهداف والتسجيل المبكر واقتراب النصر من العودة لأجواء المباراة، قبل أن يسدد الروماني ميريل رادوي لاعب خط الوسط بنادي الهلال قذيفة قوية سكنت شباك حارس النصر عبد الله العنزي مع الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة ليمنح الأفضلية لصالح فريقه، حيث كتب محسن العتيبي أن عبارة المعلق التونسي عصام الشوالي بعدما سجل الروماني رادوي هدفه ما زالت تداعب ذاكرته بين الفينة والأخرى، وهي «اقتلوني.. اقتلوني»، مشددا على أن هذه المواجهة هي الأبرز في الفترة الماضية، أما المشجع «سام» فيتفق على أن هذه المباراة كانت مثيرة جدا، وأن رادوي أعاد زمن البرازيلي ريفيلينو الذي سبق له خوض تجربة احترافية في صفوف الأزرق، حيث اشتهر بتسديداته القوية، ويتفق شوشو المازن وعلي البشري ونادر المقاطي ومحمد آل رشيد على أن هذا اللقاء هو الأبرز في الفترة الأخيرة، لما حمله من إثارة كبيرة.

ويأتي نهائي الدوري السعودي في الموسم 1994 والذي توج فيه النصر بطلا لتلك النسخة في المرتبة الثالثة، على صعيد الجماهير من حيث أفضلية المواجهات بين الطرفين، حيث يرى أحمد جعفر (إعلامي بحريني) أنه الأبرز في تاريخ لقاءات الفريقين، وأطلق عليه «النهائي الماجدي»، مشيرا إلى أنها مباراة لا تنسى، ويضيف بندر الرشيدي في هذا الجانب أنها مباراة جميلة في كل تفاصيلها بالأهداف والجمهور وعبارة «فهد في قلوبنا»، وهو الشعار الذي كان يحمله قميص الأصفر، أما محمد البعيجان فيرى أنها الأبرز بالنسبة له وأطلق عليها «كوبري الموينع»، في إشارة للهدف الذي سجله ماجد عبد الله في شباك الأزرق.

وتحمل مواجهات الفريقين في البطولات العربية ذات الإثارة على صعيد الجماهير، حيث يقول عمرو فقيه: «من وجهة نظري الشخصية كمهتم بتاريخ الرياضة السعودية، أعتقد أن أبرز مباراة بين القطبين كانت نهائي البطولة العربية أو نهائي بلقولة، كان منظر الملعب مهيبا والحضور الجماهيري غير مسبوق في مواجهات الفريقين، وهو نهائي خارجي حتى أن من قادها تحكيميا حكم نهائي كأس العالم بين فرنسا والبرازيل عام 1998 المغربي سعيد بلقولة»، ويضيف في هذا الجانب أحمد عيسى أن نهائي البطولة العربية في الرياض 2-1 للهلال كان مثيرا بركلة الجزاء والهدف الذهبي.

وبعيدا عن الاتفاق على مواجهة محددة تظل بعض المباريات لها ذكريات خاصة عند بعض الجماهير، حيث يقول سلوم المالكي إن أبرز مباراة بالنسبة له هي تلك التي جرت في عام 2007 وانتهت بفوز هلالي، ويوضح أن سبب ارتباطها في ذاكرته «المهزلة التحكيمية» بحسب وصفه، وكانت تلك المباراة شهدت جدلا تحكيميا عقب إلغاء الحكم المساعد فايز الكابلي هدف طلال المشعل، وهو الأمر الذي أثار غضب المدرج الأصفر، أما نوار العتيبي فتقول إن أي مباراة شارك فيها فهد الهريفي كانت مثيرة دون تحديد مواجهة بعينها.

ويرى إبراهيم المكرمي أن مباغتات ماجد و«فاولات» الثنيان وتصريحات الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود والصخب الجماهيري كانت عنوانا لتفاصيل الإثارة في مواجهات قطبي الرياض.

ويستذكر خليفة الملحم لقاء الفريقين في الدوري عام 1996 والذي انتهى 3-0 للنصر، حيث يقول «كان عبد الله القرني نجما فوق العادة وطلال الفردوس وإبراهيم الشويع»، وأخيرا يذهب المشجع صالح إلى مواجهة الفريقين في الدوري عام 2005، حيث يقول: «تلك المباراة شهدت عودة سامي الجابر للتهديف في شباك النصر، ولذلك ما زالت راسخة في ذهني».