فتحي الجبال لـ «الشرق الأوسط»: كومبواريه «غالط نفسه».. والخسارتان أفقدتاه «منطق الكرة»

طالب الجماهير والإعلام الرياضي بعدم استكثار الفوز بالدوري السعودي على «الفتح»

TT

ابحثوا في البلاد العربية عن مدير فني يبقى في منصبه فترة تزيد على 5 سنوات.. قد تجدون ناديا أو ناديين أو خمسة أندية وسط الآلاف، لكن الأكيد أنه من النادر أن تفعل الإدارات الرياضية لأندية العرب ذلك، كونها مزاجية ومسيرة وتسعى دائما لامتصاص الشارع الرياضي والإعلام السليط الناقد بقرار «إعفاء المدرب» كونه هو السبب في تواضع وتردي نتائج ذلك الفريق..! لكن ذلك لن تجده أبدا في فريق الفتح السعودي.. الفريق الذي أخجل أندية كبرى في بلاده، حيث رسخ في أذهان المتابعين «فكرة» الاستقرار الفني «من خلال الاختيار السليم أولا للمدرب، ومن ثم تسليمه كل الصلاحيات التي تكفل له العمل في بيئة صالحة ومناسبة وراقية وتحقق التطلعات بالنسبة له».

قال له المهندس عبد العزيز العفالق، رئيس نادي الفتح: «ماذا تريد يا فتحي الجبال؟ (تونسي الجنسية).. ضع مطالبك وسنحققها لك كيفما تريد.. لك الحق في وضع الاستراتيجيات اللازمة لبناء فريقنا، لأننا نريد أن ننافس الكبار.. لا،ليس المنافسة فقط.. نفكر في اللقب.. صحيح أن الفكرة صعبة لكنها ليست مستحيلة ما دام الفكر الإداري موجودا والمدرب المناسب موجودا واللاعب المالك للروح والمهارة موجودا». أكثر من 5 سنوات متتالية والخبير التونسي فتحي الجبال يعتلي عرش الإدارة الفنية الفتحاوية.. يعمل بهدوء.. لا تدخلات إدارية.. ولا ضغوطات شرفية.. كما تفعل الأندية الكبرى التي تعاني من الداعمين بفرض «بعض اللاعبين» بينما الرؤساء يتفرجون! فتحي الجبال يقود فريق الفتح حاليا لصدارة الدوري السعودي بفارق 4 نقاط عن «الوصيف» الهلال، والجولات المتبقية من الدوري السعودي للمحترفين تبدو صعبة، كونها تحتاج إلى خبرة أكثر من المهارة.. تحتاج إلى التعامل النفسي أكثر من التعاطي الفني.. تحتاج إلى هدوء يحضر بواقعية لا بالمحاولات الخجولة. «الشرق الأوسط» حاورت نجم المدربين في الدوري السعودي للمحترفين.. المدرب المتفوق على 13 مديرا فنيا.. تعملق أمام «الكبار» وانتصر عليهم.. تحاوره «صحيفة العرب الدولية» ليقدم لقرائها كل شيء.. يتحدث عن الفتح والدوري السعودي.. وعن كومبواريه ورأيه في ما قال عنه.. ورأيه في نهائي «العمر» الذي سيجمع التاريخيين قطبي عاصمة المملكة العربية السعودية «الرياض». وإليكم نص الحوار:

* بداية نود الحديث عن وضع فريق الفتح والطموح المقبل في دوري زين بعد أن تحقق بنسبة كبيرة هدف المشاركة في النسخة بعد القادمة لدوري المحترفين الآسيوي.

- أعتقد أننا لم نضمن الحصول بشكل رسمي على مقعد في المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، فلا يزال هناك مجال لبعض الفرق للتقدم نحو المراكز الأربعة الأولى، ولذا يتوجب علينا التركيز في المباريات المتبقية من أجل حسم المشاركة في أبطال آسيا، ومن ثم تحقيق إنجاز آخر من خلال الدوري يمثل حلما لجميع جماهير الفتح بشكل خاص وجماهير الأحساء بشكل عام، ولا تزال الفرصة مواتية لتحقيق ذلك ما دام أننا محتفظون بالصدارة حتى الآن، ويتوجب علينا في فريق الفتح بذل جهود مضاعفة من أجل إنجاز ما نخطط له في دوري هذا الموسم.

* كان الطموح المعلن هو الحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى في بطولة الدوري، هل الفوز على أقرب المنافسين الهلال مرتين ذهابا وإيابا هو ما عزز طموحاتكم؟

- الفوز على الهلال مرتين لم يجلب لنا سوى ست نقاط من حيث الحسابات، لكنه بالتأكيد جلب الكثير من الإيجابيات، خصوصا أن الهلال أكثر الأندية حصولا على الدوري والمنافس الدائم على جميع البطولات والفوز عليه عزز طموحنا معنويا، لكن على أرض الواقع حققنا الفوز على معظم فرق الدوري، ولذا حصدنا هذا العدد التاريخي من النقاط، وأعتقد أن الجميع متفق على أن الفتح حقق الكثير من الإنجازات هذا الموسم، ولذا أتمنى أن لا يستكثر أحد علينا تغيير طموحنا من ضمان المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي إلى السعي للفوز ببطولة الدوري.

* قبل منتصف الدوري وتحديدا بعد الفوز على الهلال في الرياض ذكرت شخصيا وذكر أكثر من مسؤول في إدارة الفتح أن تحقيق إنجاز في الدوري صعب، لأن الدوري يحتاج إلى نفس طويل جدا ومصاريف مالية باهظة، كيف نجحتم في التغلب على السلبيات الفنية والمادية التي جعلت منكم فريقا صاحب نفس طويل بعد أن كان الانطباع السائد أن نفسكم قصير؟

- الجد والاجتهاد والإخلاص الذي أبداه اللاعبون، وقبل ذلك الدعم الإداري والوقفة الصادقة من محبي نادي الفتح، والعمل الذي قمنا به كفريق بكل عناصره وتغلبنا على الظروف الصعبة من خلال خوض كل مباراة على أنها مباراة بطولة لا يمكن من خلالها القبول بالخسارة، كل ذلك نتج عنه بلوغنا مراحل متقدمة من المنافسة، وهذا الشيء كما قلت سببه جهد مبذول من قبل الجميع، لأننا مثلنا نموذجا حقيقيا وليس مصطنعا للأسرة الواحدة، وبذل كل منا الجهد والتضحيات من أجل المواصلة، والحمد لله الفريق الآن يتقدم بخطوات جيدة جدا نحو الإنجاز.

* بصراحة، ما الأثر الذي تركته الخسارة من فريق الشباب في المباراة التي جرت في الأحساء ضمن الجولة الثامنة عشرة، خصوصا أن تلك الخسارة جعلت الكثير يراهن على أن حلم تحقيق اللقب بات (سرابا)؟

- بالعكس، لم نتأثر بالخسارة في تلك المباراة، ولم تهتز ثقتنا بأنفسنا، لأننا نؤمن بأن كرة القدم فوز وخسارة والتعرض للخسارة من أمام فريق كبير ومتمكن مثل الشباب لم يهز معنوياتنا، وشكرت اللاعبين بعد المباراة على الأداء القوي والرجولي والتضحيات التي قدموها قبل وأثناء تلك المباراة، والفريق عاد مجددا لنغمة الانتصارات، وهذا ما يؤكد أنه لم يتأثر معنويا من الخسارة ضد الشباب، ولا يزال للمشوار بقية، والحلم يقترب منا شيئا فشيئا.

* نقل عن مدرب الهلال السابق الفرنسي كومبواريه قوله إن مدرب الفتح فتحي الجبال ليس عميقا بما فيه الكفاية في الأمور الفنية، وإن الكرات الطائشة عنوان فريقه، أي أنه شكك في قدراتك ومنهجك كمدرب، ما ردك؟

- ليس من طبعي أن أعلق على آراء الآخرين، وأفضل أن يقول المحللون الكبار والمعتبرون رأيهم في هذا الموضوع، لكن ما دام أنه قال مثل هذا الكلام تجاهي فأود فقط الإشارة إلى أنني تفوقت عليه مرتين في الدوري، فلو أن تفوق الفتح على الهلال في الدور الأول من بطولة الدوري كان بمحض الصدفة فكيف تكرر الأمر نفسه في الدور الثاني؟ بالتأكيد أنا قرأت أفكار كومبواريه قبل وأثناء المباراتين اللتين جمعتا الفتح والهلال في الدوري. ثم إنني أود أن أضيف أن الهلال يمتلك لاعبين وإمكانات تفوق الفتح، وهذا لا يختلف عليه اثنان، فكيف أكون مدربا غير «قارئ» للمباريات وأنا من قاد فريقي للفوز على الهلال مرتين بوجوده؟ أعتقد أن الوقائع كافية للرد عليه، وأتمنى أن لا يكون ما نقل على لسانه هدف من خلاله إلى التقليل من شأني أو شأن أي مدرب، لأن ذلك خارج اللباقة والاحترافية المعهودة بين الأشخاص الذين يمارسون نفس المهنة.

* في الموسم الماضي غاب اللاعب البرازيلي إلتون عن قرابة 13 مباراة في الدوري نتيجة الإصابات، ومع ذلك رفضت إلغاء عقده، وفي هذا الموسم هو المفتاح الأول للفوز لفريقك، وهذا يعني أن رهانك عليه كان في محله.. ما الذي جعلك تصر على استمرار إلتون مع الفريق رغم الإصابات المتلاحقة وقيمة عقده العالية؟

- أعرف إلتون جيدا، وهذا ما جعلني أصر على استمراره مع الفريق، إلتون لاعب مختلف جدا، فهو ليس نجما داخل الملعب، بل إن قلبه دائما مع الفريق وحماسي ويوجه اللاعبين حتى وهو خارج الملعب، كنت متيقنا أن بقاء إلتون معنا يمثل ضرورة، والحمد لله أن اللاعب عاد بقوة هذا الموسم وأثبت أنه من أفضل اللاعبين الأجانب المحترفين في الدوري السعودي بشهادة الكثير من النقاد، وهو يمثل أهمية كبيرة في التشكيلة الأساسية للفريق.

* هل يمكن القول إن الفتح بلا إلتون فريق عادي؟

- لا أبدا، فالفتح فاز في مباريات لم يشارك فيها إلتون، آخرها أمام التعاون، وكما ذكرت أيضا في الموسم الماضي غاب نصف الدوري تقريبا ومع ذلك حقق الفريق مركزا متقدما. صحيح أن إلتون نجم كبير ومؤثر في التشكيلة، لكنْ لدي بدلاء جاهزون وأكفاء قادرون على تعويض غياب أي لاعب، وهذه الميزة التي تجعل من فريقنا قادرا على المواصلة في هذا الدوري.

* في الموسم المقبل سيشارك فريقك الفتح في دوري المحترفين الآسيوي كما هو مرجح. هل سيكون هناك استقرار في موضوع اللاعبين غير السعوديين، خصوصا أن الفتح يعتبر الفريق الوحيد في الدوري الذي استفاد من مشاركة المحترفين الأربعة في عدد من المباريات؟

- بالتأكيد، سيكون هناك استقرار في موضوع اللاعبين غير السعوديين كون ثلاثة منهم مرتبطين بعقود مع النادي حتى نهاية الموسم المقبل، والرابع على الطريق في حال سارت الأمور على ما يرام.

* ذكرت في أكثر من مناسبة أنك تتمنى وجود اللاعب محمد الشلهوب في فريقك، هل تعتقد أن الفرصة مواتية لطلبه بالإعارة من الهلال للحضور مع الفتح، خصوصا أن مشاركة فريقك في دوري المحترفين الآسيوي قد تسهل عملية موافقة اللاعب على ارتداء شعار الفتح؟

- لا أعتقد أن الإدارة الهلالية ستتنازل بسهولة عن هذا النجم، خصوصا بعد أن استعاد موقعه في التشكيلة الأساسية مؤخرا، وبالتأكيد سأكون سعيدا لو أن الشلهوب حضر مع فريقي، لكن أستبعد ذلك، لأن الشلهوب تحديدا بات ماركة مسجلة باسم الهلال، هذا ما أتصوره شخصيا. وحقيقة، الشلهوب يتميز بأدائه الفني وأخلاقه العالية والكثير من المميزات التي تجعله مكسبا لأي فريق يلعب له.

* في كثير من الاستفتاءات الرياضية لهذا الموسم تم اختيارك كأفضل مدرب، بل إن هناك من طالب بتوليك مهمة المنتخب السعودي الأول خلفا للمدرب السابق فرانك ريكارد. ماذا يمثل لك ذلك؟

- بالطبع يمثل لي الشيء الكثير، وهي شهادات أعتز بها كثيرا، لكنني أؤكد في هذا الجانب أن النجاح الذي يتحقق لفريق الفتح ليس عمل المدرب فتحي الجبال لوحده، بل هو نتاج عمل جماعي وانعكاس لأجواء صحية موجودة في هذا النادي، فالجميع على قلب واحد، وهذا هو ركيزة النجاح.

* هل فكرت مؤخرا في أن ترحل من الفتح، خصوصا بعد تحقيق إنجاز كبير بالفوز بالدوري في حال حصلت على عرض من أحد الأندية التي تملك إمكانات أكبر من نادي الفتح، أو عرض من الاتحاد التونسي لقيادة أحد المنتخبات الوطنية في المستقبل القريب؟

- قلت في وقت سابق إنني لا أتخيل نفسي بعيدا عن الجو الأسري في نادي الفتح، فأنا أعتبر نفسي من أبناء النادي، ورحيلي عنه لن يكون إلا لنادٍ تتوافر فيه نفس الأجواء الصحية الموجودة بنادي الفتح، وهذا أمر صعب، أما بالنسبة لتدريب المنتخب الوطني التونسي فهو حلم يراود أي مدرب لقيادة منتخب بلاده، لكن الاتحاد التونسي عين مؤخرا المدرب نبيل معلول ويجب أن نقف مع هذا المدرب ونثق به لتقديم شيء للكرة التونسية في المستقبل، خصوصا أن المنتخب الأول خرج مبكرا من البطولة الأفريقية الأخيرة، وهذا ليس من عادته.

* بما أنك من المدربين العارفين ببواطن الأمور في الكرة السعودية، ما الأسباب التي جعلت المنتخب السعودي يخرج مبكرا من دورة الخليج الأخيرة في البحرين؟

- أعتقد أن الروح كانت غائبة عن المنتخب السعودي رغم أنه يضم كوكبة من اللاعبين الممتازين، ولا يمكن التشكيك في أن المنتخب السعودي من المنتخبات الرائدة على مستوى الخليج العربي وكذلك القاري، وإن تراجع في السنوات الأخيرة، لكنه يعتبر دائما المرشح الأول لنيل اللقب الخليجي. وفي الدورة الأخيرة لم يكن في أوج عطائه وافتقد اللعب الجماعي الذي يميزه، وخصوصا تغيير السرعة في التنشيط الهجومي، وكانت هذه أبرز العوامل التي جعلت الاتحاد السعودي لكرة القدم يبحث عن قرارات لتهدئة الشارع الرياضي السعودي، وتحديدا الإعلام والجمهور، وحقيقة أنه من الصعب على المدرب رغم قيمته الكبيرة والثابتة أن يعمل في ظل ظروف صعبة وضغوط إعلامية وجماهيرية وإحساس بعدم الرغبة من شريحة واسعة من الإعلام والجمهور السعودي، وكانت الإقالة هي الحل الأنسب للجميع، خصوصا أن الاتحاد السعودي جديد ويود أن يعمل في ظل جو هادئ نسبيا، وكان أي قرار باستمرار ريكارد سيجعل الأجواء صاخبة دائما، فكان الخيار الوحيد أو المخرج هو إقالة المدرب، مع أنني شخصيا لا أؤيد اتخاذ القرارات المتسرعة، بل يتوجب تقييم المرحلة قبل إصدار أي قرار.

* هل المنتخب السعودي قادر على العودة بقوة للمنافسة في المناسبات القادمة؟

- بالتأكيد هو قادر، فالكرة السعودية مليئة باللاعبين المميزين أصحاب الإمكانات الفنية العالية، ومتى ما حصل انسجام وعادت الروح فستعود الكرة السعودية كما كانت أو أقوى، فهي تملك مقومات النهوض بقوة من الكبوات التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة.

* أيام قليلة وتقام المباراة النهائية لكأس ولي العهد السعودي التي ستجمع قطبي الكرة في العاصمة الرياض، الهلال والنصر. ما الذي تتوقعه في هذه المباراة من حيث الأحداث داخل الملعب والنتيجة؟

- عادة في مباريات الفرق الكبيرة والمتنافسة، خصوصا في حال مباريات الديربي، يكون التوقع فيها صعبا جدا، كون العامل الفني لا يمكن أن يكون هو المقياس الوحيد، فهناك أمور كثيرة تتحكم في النتيجة، من بينها العوامل النفسية وغيرها. وهذا الوضع ليس مقتصرا على السعودية، بل إنه موجود في غالبية دوريات العالم. لكن يمكن القول إن الهلال أكثر خبرة في الوصول إلى النهائيات، خصوصا في السنوات الأخيرة، وهذه ميزة إيجابية يفقدها النصر الذي غاب طويلا عن النهائيات، لكن ما يميز النصر أنه سيكون متعطشا للفوز باللقب وسيبذل لاعبوه كل ما بوسعهم من أجل الفوز بالمباراة النهائية التي لن يكون الفوز فيها حدثا عاديا، لأنه تحقيق لقب أمام منافس تقليدي.

وأيضا النصر في المباراة الأخيرة التي جمعت الفريقين كسب المباراة، وهذا عامل إيجابي أيضا من الناحية المعنوية، لكن كما قلت العنوان الأبرز لهذه المباراة أنها ستكون بين الخبرة الهلالية والتعطش النصراوي، ولذا الجمهور موعود بمباراة مثيرة بين قطبي العاصمة الكبيرين.

* لنتطرق إلى المنتخب التونسي الذي خرج كحال المنتخبات العربية مبكرا من البطولة الأفريقية الأخيرة التي اختتمت مؤخرا في جنوب أفريقيا، ما الأسباب التي تعتقد أنها أسهمت في الخروج المبكر لمنتخب بلادك وبقية المنتخبات العربية من البطولة؟

- أعتقد أن سبب الإخفاق الكبير للمنتخبات العربية في البطولة الأفريقية الأخيرة ناتج عن سوء الإعداد قياسا بما كان عليه الحال للمنتخبات الأفريقية الأخرى التي تعرف بـ«السمراء»، حيث كان الإعداد للمنتخبات العربية متواضعا جدا، وكان المغرب وكذلك تونس أقل كثيرا من التوقعات قياسا بالجزائر، لكن الشيء الذي يتوجب عدم تجاهله تأثير عدم مشاركة المنتخب المصري في حظوظ العرب، كون المنتخب المصري من المنتخبات القوية والعريقة والمنافسة دائما، ولذا أرى أن الإعداد وسوء التحضير للبطولة هو سر التواضع في المستويات والنتائج للمنتخبات العربية.

* لكن هناك من يرى أن المنتخبات الأفريقية المعروفة بـ«السمراء» خطت مراحل متقدمة على المنتخبات العربية بشمال أفريقيا، وهذا ما اتضح جليا في البطولة الأخيرة.

- لا أعتقد أن هذا الكلام واقعي، والدليل أن فرق الأندية العربية لا تزال تتفوق وتحضر عادة في المباريات النهائية للبطولات الأفريقية، كما أن المنتخبات العربية لها صولات وجولات، وإذا كانت خرجت مبكرا من هذه الدورة فلا يعني ذلك أنها تخلفت كثيرا عن كرة المنتخبات الأفريقية غير العربية، بل يمكن اعتبار تفوق المنتخبات السمراء مقتصرا على البطولة الأخيرة.

* هل تعتقد أن الكرة التونسية باتت تعاني التراجع في النتائج والمستويات؟

- الكرة التونسية في الحقيقة تأثرت كثيرا من الأزمات السياسية نتيجة ما حصل من أحداث «الثورة»، حيث بات الوضع الأمني هشا جدا وألغيت وأجلت الكثير من المنافسات الكروية، أو إن بعضها أقيم دون جمهور، وبصراحة الوضع في تونس بات يشابه الوضع في ليبيا، وهذا أمر مؤسف جدا أن تكون كرة القدم متضررة من الأحداث السياسية، وأتمنى حقيقة أن يعود الاستقرار إلى تونس من أجل أن تعود كرة القدم للنهوض مجددا، فهي المتنفس للشعب التونسي، وأدعو الله أن تنتهي الأمور إلى خير ويعود الوضع طبيعيا وتشتد المنافسة الكروية، لأن ذلك سيكون من مصلحتنا جميعا، ولا أستبعد أن يكون ما حصل للمنتخب الوطني التونسي في البطولة الأفريقية الأخيرة نتاج ضعف الاستعداد في المعسكر الذي كان نتيجة ما يحصل في البلاد.

* كلمة أخيرة تود قولها قبل الختام؟

- أشكركم على هذا الحوار، وأحب أن أوجه رسالة للجمهور الفتحاوي بضرورة تكثيف دعمه للفريق في المرحلة القادمة التي تعتبر مصيرية وحاسمة، وأشيد بما بذلوه وضحوا به من أجل دعم الفريق، وهم حقيقة من العوامل الأساسية في ما تحقق وسيتحقق في المستقبل.