جيانلوكا.. حكم نهائي «ولي العهد» الناجي من فضيحة الـ«كالتشيو بولي»

أطلق عليه «الجزار».. وخطأ تحكيمي أبعده عن دوري أبطال أوروبا

TT

حالة من الخوف والهلع انتابت حكم الساحة الإيطالي جيانلوكا روكي بين يومي 20 أكتوبر (تشرين الأول) و5 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وذلك أثناء التحقيق في ملابسات فضيحة «كالتشيو بولي» التي هزّت الكرة الإيطالية للمرة الثانية خلال 6 أعوام، وطالبت كارمن إسبوسيتو، نائبة المدعي العام، بإيقاع عقوبة السجن بحقه لمدة 16 شهرا وتغريمه مبلغ 30 ألف يورو؛ نظرا لتورطه في تلك الفضائح مثل زملائه الذين تعرضوا لعقوبات الحبس بتهمة زعزعة سمعة الكرة الإيطالية واتحادها الكروي.. لكن تحقيقات إضافية أجريت للتأكد من تورط روكي أثبتت براءته من كل الاتهامات التي وجهتها له المدعية، ليعود لممارسة التحكيم بصفحة ناصعة البياض، كما تقول وسائل الإعلام الإيطالية.

جيانلوكا روكي، أو «الجزّار» كما يسمى في أوساط جماهير كرة القدم الإيطالية، والذي اختير ليقود نهائي كأس ولي العهد السعودي بين الهلال والنصر الجمعة المقبل؛ حكم صارم لغاية إثارة الجدل، استطاع صناعة اسمه خلال سنوات قصيرة كأحد أبرز الأسماء الصاعدة من الجيل التحكيمي الجديد بعد إبعاد مجموعة من كبار حكام كرة القدم أعقاب فضيحة «كالتشيو بولي» عام 2006، لكنه لم يسلم من الانتقادات التي تأتي نتيجة قراراته الصارمة، ولعل أبرز تلك الانتقادات الجملة الشهيرة التي أطلقها المدرب البرتغالي المعروف جوزيه مورينهو مطلع عام 2010 عندما علم باسم روكي كحكم لإحدى مباريات فريق إنترميلان عندما كان البرتغالي مديرا فنيا له؛ «إنه شيء مخز أن يتم اختيار روكي حكما لمباريات إنترميلان.. حقا إنه عار»، وذلك بسبب إيمان مورينهو العميق بأن جيانلوكا روكي يتعمّد دائما عرقلة مسيرة إنترميلان على الرغم من إبعاده مسبقا من جانب لجنة الحكام في الاتحاد الإيطالي عن قيادة أي مباراة لفريق مدينة ميلان خلال موسمي 2005 - 2006م.

الانتقادات من جانب المنتمين لإنترميلان تجاه الحكم لم تتوقف بعد رحيل البرتغالي إلى ريال مدريد الإسباني، بل واصل خلفه الإيطالي الشهير كلاوديو رانييري الذي قال عن روكي الموسم الماضي «خلال 20 عاما من حياتي الرياضية لم أشاهد حكما يخطئ أخطاء مثل التي ارتكبها جيانلوكا روكي بحق فريقي اليوم»، وذلك بعد خسارة فريقه من نابولي بثلاثية نظيفة شهر أكتوبر من عام 2011.

وبسبب الخطأ الذي ارتكبه في مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد في دور المجموعات من بطولة كأس دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم؛ وجد روكي نفسه مبعدا عن قيادة مباريات دور الـ16، حيث احتسب ضربة جزاء خاطئة للأرجنتيني سيرخيو أغويرو ضد ألفارو أربيلو منحت فريق مانشستر سيتي هدف التعادل منتصف الشوط الثاني وأجبرت الفريق الملكي على لعب ما تبقى من المباراة ناقصا عقب طرد مدافعه الإسباني الدولي.

وسيكون من المجحف بحق الدولي الإيطالي البالغ من العمر 40 عاما والمقبل من إقليم فلورنسا التاريخي الجميل شمال إيطاليا؛ الحديث عن الانتقادات التي طالته فقط دون إبراز الجانب الإيجابي من مسيرته التحكيمية التي بدأت مطلع الألفية الجديدة بمباريات الدرجة الثالثة قبل أن يشق طريقه ليكون أحد أبرز حكام البلاد ويصبح وجها تحكيميا معروفا في القارة العجوز، حيث قاد 3 مباريات في دوري أبطال أوروبا الموسم الجاري كانت أبرزها بجانب مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي، مباراة برشلونة الإسباني وضيفه سيلتك الاسكوتلندي، والتي انتهت لمصلحة الأول بهدف ألبا في الدقائق الأخيرة، كما أنه قاد عدة مباريات ضمن أولمبياد لندن الأخير وأبرزها لقاء نصف النهائي بين المكسيك واليابان والذي طارت من خلاله الأولى لملاقاة البرازيل والحصول على الميدالية الذهبية لاحقا.

اليوم يحضر روكي لتحكيم نهائي كأس ولي العهد بمباراة «ديربي» لا تقل إطلاقا عن مباراة ديربي العاصمة الإيطالية بين لاتسيو وروما التي قادها شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت وطرد خلالها النجم الدولي الإيطالي دانييلي دي روسي، رافعا 109 بطاقات صفراء في 19 مباراة قادها بين دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي وكأس إيطاليا وتصفيات كأس العالم عن القارة الأوروبية، أبعد خلالها 8 لاعبين عن الملعب بالبطاقة الحمراء، نصفها كانت كبطاقات صفراء ثانية، كما احتسب 5 ضربات جزاء كانت إحداها لمصلحة باتزيني لاعب ميلان في مباراة جمعته بروما في الدقيقة 87 وأحرز منها اللاعب الإيطالي هدف التقدم ضد المنافس قبل أن يعزز بويان كريكتش ذلك بهدف رابع.