عبد الله بن سعد.. فارس العصر الذهبي للهلال

9 بطولات حققها مع النادي الأزرق خلال 7 سنوات فقط

TT

تبدو صناعة المجد أمرا سهلا في نادٍ حديث التأسيس أو آخر رغم عراقته، إلا أن قيادييه محدودو العدد، أما حينما يكون العمل والبحث عن المجد في نادٍ كالهلال وبحجم بطولاته المتعددة أو عدد رؤسائه فإنه - بلا شك - سيكون أمرا صعبا، إلا أن الأمير عبد الله بن سعد نجح في صناعة تاريخ كبير داخل جنبات هذا البيت الأزرق ذي الخزائن المدججة بالدروع والبطولات.

الأمير الراحل عبد الله بن سعد صنع مجدا لم يحققه أحد قبله، وإن نافسه بعده الأمير بندر بن محمد، بعدما نجح الثنائي في قيادة فريقهم الهلال نحو تحقيق تسع بطولات خلال الفترة الزمنية التي جلس فيها الثنائي على كرسي الرئاسة في فترات زمنية مختلفة.

سبع سنوات قضاها الأمير عبد الله بن سعد على كرسي الرئاسة كانت كفيلة بأن يتزعم أفضلية الرؤساء الهلاليين، بعدما حقق خلالها تسعة ألقاب، منها أول بطولة خارجية في تاريخ النادي العريق الهلال؛ حيث حقق الأمير عبد الله بن سعد أربعة ألقاب لبطولة الدوري وبطولتين لكأس الملك، ومثلها لكأس الاتحاد، بالإضافة إلى بطولة الأندية الخليجية عام 1986.

الأمير عبد الله هو أحد أبناء الأمير سعد بن فهد بن عبد الرحمن آل سعود من مواليد 1379 بالعاصمة السعودية الرياض، بعد أن أنهى المرحلة الثانوية التي درسها في معهد الأنجال، غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة علم الإدارة والاقتصاد، ونجح في الحصول على بكالوريوس في ذلك، وهو ما انعكس إيجابيا عليه في قيادته الهلال؛ حيث التنظيم المالي والإداري. بدايته مع الهلال لم ترتبط بالمناصب الرسمية، فقد كان شغوفا بعشقه الأزرق، ويحضر مبارياته قبل أن يدخل ضمن أعضاء رابطة الهلال، ومن ثمَّ يتحول إلى رئيس لرابطة المشجعين، قبل أن يتحول بعدها بسنوات قليلة إلى أدوار أكبر مسؤولية في البيت الأزرق، وذلك عندما دخل مجلس إدارة الرئيس الأمير عبد الله بن ناصر قبل أن يتسلم منصب نائب الرئيس في عهد الأمير الراحل هذلول بن عبد العزيز، وبعدها بفترة قليلة اعتلى دفة رئاسة النادي الأزرق ليستمر لمدة سبعة مواسم شهدت تطورا ملحوظا في قوة الفريق وكتابة تاريخ جديد، لا سيما تحقيقه أول بطولة خارجية على صعيد نادي الهلال، وشهدت فترة رئاسته التي امتدت إلى سبعة مواسم تعاقده مع المدرب الهنغاري كوبالا الذي سبق له الإشراف الفني على فريق برشلونة.

كانت أولى البطولات التي حققها الهلال في عهده بطولة كأس الملك في زمن المدرب اليوغسلافي بروشتش، وبعدها بموسم نجح في خطف لقب الدوري تحت قيادة المدرب البرازيلي كاندينو، في حين كانت ثالث البطولات التي حققها الهلال هي بطولة الأندية الخليجية تحت قيادة المدرب البرازيلي نوقيرا، وهي البطولة التي رفعها صالح النعيمة بعدما ارتدى شارة القيادة للمرة الأولى، ليعقبها بتحقيق بطولة الدوري مع البرازيلي نوقيرا أيضا.

أما خامس البطولات الزرقاء في عهد الراحل فكانت بطولة كأس الاتحاد تحت إشراف المدرب البرازيلي مانيلي، وبعدها الدوري تحت قيادة المدرب الشهير عمر أبو راس، ومن ثمَّ جاءت البطولة الـ7 بتحقيق الهلال كأس الملك تحت قيادة البرازيلي كاندينيو، ثم لقب الدوري السعودي تحت قيادة المدرب البرازيلي خوان كارلوس قبل أن يختم الأمير عبد الله بن سعد عهده في الرئاسة بتحقيق كأس الاتحاد تحت قيادة البرازيلي كاندينيو مجددا.

خلال العصر الذهبي للنادي الأزرق كانت هناك الكثير من التغييرات التي أجراها الأمير عبد الله بن سعد على صعيد العمل الإداري، كتقليص عدد العاملين في النادي، وتحديد بعض الصلاحيات، وإلغائه منصب مدير الكرة الذي كان يرى أنه مجرد منصب لا يغني ولا يسمن من جوع، واستبداله بما يسمى منصب «مشرف عام»، بالإضافة إلى قيامه بإلغاء الألعاب كافة، ومن ثمَّ إعادة بعضها من جديد إلى الساحة عقب خلافات نشبت بينه وبين مسؤولي تلك الاتحادات الرياضية؛ بسبب عدم دعمها هذه الألعاب التي تشكل عبئا ماليا على خزانة الأندية - حسبما يقول رئيس الهلال حينها - دون أي مردود مادي من قِبَل الاتحادات المحلية، وهو الأمر الذي يرهق ميزانية لعبة كرة القدم التي تعد مقياس النجاح والفشل في عيون الجماهير الرياضية.

وعقب هذه المواسم السبعة التي وقف فيها على العمل الإداري بقدميه كرئيس للنادي، وصاحب القرار الأول رمى الأمير عبد الله بن سعد ورقة الاستقالة، مفضلا الابتعاد عن النادي لظروف متعددة، منها نقص المادة، وذلك عام 1990. وشهد عام 1993 عودة الرئيس الذهبي إلى النادي مجددا، واستمر رئيسا لمدة سنة كاملة قبل أن يودع كرسي الرئاسة متوفيا عقب حادث سير شنيع تعرض له عندما كان في طريقه من العاصمة الرياض إلى مدينة عنيزة لحضور مباراة الهلال والنجمة إبان مشاركة الأخير في منافسات الدوري الممتاز، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على الوسط الرياضي والعاملين فيه؛ ما أدى إلى تأجيل تلك المباراة تقديرا لظروف وفاة رئيس النادي الهلالي الذي كتب تاريخا كبيرا دخل من خلاله قلوب الهلاليين.