الليلة.. قطبا العاصمة في موقعة تاريخية للظفر بأقدم المسابقات السعودية

عبد الرحمن بن مساعد: اعتدنا المنصات.. وفيصل بن تركي: طريقنا لم يكن مفروشا بالورود

TT

تتوجه الأنظار مساء اليوم صوب ملعب الملك فهد الدولي في الرياض لمتابعة الموقعة التاريخية بين النصر والهلال على كأس ولي العهد السعودي، في واحدة من أقوى وأهم مواجهات الموسم، ويسعى الهلال لمواصلة رحلته الناجحة مع هذه البطولة للفوز باللقب السادس على التوالي تتويجا لفرض سيطرته على هذه البطولة مؤخرا التي حققها (11) مرة من 38 نسخة لهذه المسابقة.

في المقابل، يظل طموح النصر متركزا على العودة إلى البطولات وحصد اللقب الثالث له في هذه المسابقة. وتحمل بطولة كأس ولي العهد تاريخا كبيرا، فهي من أقدم وأكبر المسابقات السعودية لمشاركة جميع الفرق السعودية فيها، وانطلقت عام 1957. وفي سجل النهائيات الرسمية المباشرة بين الفريقين على مستوى الكأس تقابل الفريقان في 5 نهائيات كسب النصر منها ثلاثة، وهي: كأس الملك عام 1981 و1987 وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين موسم 1994-1995م، فيما كسب الهلال لقبين من أمام النصر، وهما: كأس الملك عام 1989م، وبطولة كأس الكؤوس العربية عام 2000م. وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان في هذه البطولة، مع أنهما التقيا خلال آخر 5 نسخ من البطولة في الأدوار الثمن والربع والنصف نهائية، وفي جميع تلك المواجهات كان الفوز من نصيب الهلال.

ويملك الفريق الأزرق سجلا متميزا من حيث إنه الأكثر وصولا لنهائي هذه المسابقة، حيث بلغها 12 مرة سابقة في تاريخه ولم يخسر إلا نهائيا واحدا فقط، فيما واصل يسجل حضوره الخامس خلال نهائي الليلة، فإذا كان الهلال قد حطم الأرقام في هذه المسابقة فإن نجمه المخضرم محمد الشلهوب حطم الأرقام كأكثر لاعب شارك في 9 نهائيات للمسابقة.

ولا تخضع مواجهات الفريقين للمقاييس الفنية فحسب، وإنما هي تتأثر بالظروف الخارجية، من أهمها: التهيئة النفسية والتمرس والحضور الذهني والتركيز لدى اللاعبين. وشرع الفريقان في فتح ملفات الاستعداد لهذه المواجهة مبكرا على كافة الأصعدة الإدارية والفنية والدعم المعنوي للاعبين؛ من خلال تحديد المكافآت وحل جزء من مشاكل اللاعبين المالية وتسليم الرواتب، وكان الهدوء والتحفظ وإغلاق التدريبات لمفاجأة الفريق الآخر عنوان تلك الاستعدادات، والفريقان يدخلان المواجهة بكامل صفوفهما ولا تسجل إلا حالة غياب واحدة في صفوف النصر لإصابة المهاجم الإكوادوري أيوفي، وقد نجحت إدارة النصر في إحضار البديل وإنهاء قيده مع الفريق وهو المهاجم اليوناني أنجيلوس كاريستياس الذي من المتوقع أن يشارك كورقة بديلة مهمة.

أما في الهلال ورغم تذبذب مستواه الفني وتراجع النتائج لعدم الاستقرار الفني للفريق، فإن هذه السلبيات تختفي في مثل هذه المواجهات، وطريقة الهلال والنصر الفنية تكون متشابهة برباعي دفاعي تقليدي مع عودة ماجد المرشدي لدفاع الأزرق مع الزج بمحوريين يقومان بالمهمات الدفاعية والمساندة الهجومية مع مساندة ثلاثة لاعبي وسط للمهاجم الوحيد، فتكون الخطورة في مفاتيح اللعب القادمة من الخلف ومدى فعاليتها وكذلك الاستفادة من الكرات العرضية والثابتة. ومشاكل الهلال الفنية في ضعف العمق الدفاعي، لكنه يملك وسطا قويا وهجوما مقنعا والمساندة للمهاجمين بطريقة جيدة والغزو من الأطراف، خصوصا من الجهة اليسرى.

أما النصر فهو يعيش طفرة فنية ويقدم مستويات رائعة ونتائج جيدة مع مدربه الأوروغوياني كارينيو، فتحسن مستوى الخط الخلفي الذي يعد أقوى دفاع في الدوري حتى الآن، وكذلك تحسن الأداء الهجومي وسرعة صناعة اللعب، وبين الفريقين قصص تنافس طويلة ومثيرة، فمن ينجح في الاهتمام ببعض التفاصيل الفنية الدقيقة مثل التركيز وحسن استغلال الفرص؛ سيكون الكأس من نصيبه.

من جانب آخر، عبر الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس مجلس إدارة نادي الهلال، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»؛ عن فخره واعتزازه بالتشرف بالسلام على راعي المباراة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، وقال: «نحن كرياضيين كلنا فخر وسعادة بأن تحظى رياضتنا برعاية واهتمام القيادة في السعودية، وما تشريف ولي العهد لمواجهة الهلال والنصر في نهائي الكأس إلا دليل الاهتمام الذي نجده، و(الديربي) حظي بهذا الشرف الكبير، وكلي أمل بأن يقدم الفريقان المستوى المأمول منهما، وأنا واثق بأن اللقاء سيكون من أجمل المباريات».

وعن فريقه ومدى جاهزيته لهذه المواجهة، قال: «فريقنا ولله الحمد متواجد في كل المنافسات والبطولات، وهذا يؤكد جاهزيته لها باستمرار، وهذا هو ديدن الهلال لسنوات طويلة، ونحن أعددنا العدة، وكل ما نتمناه أن يكون التوفيق حليفنا».

وعن منافسه وتطوره الأخير ومدى تخوفهم من هذا الجانب، رد رئيس الهلال قائلا: «النصر فريق كبير وعريق حاله كحال الهلال، وإن كان ابتعد في السنوات الماضية لظروفه الخاصة، لكنه عاد هذا الموسم كمنافس، وهذا من صالح الكرة السعودية، ونحن في الهلال نحترم النصر وندرك قوته وسنعمل على التفوق عليه، وفي النهائي الأهم هو التوفيق الذي نتمنى أن يكون في كفتنا».

وأضاف الأمير عبد الرحمن بن مساعد: «كما هو معلوم أن الهلال في كل سنة له بطولة أو أكثر من نصيبه، ونحن توفقنا بأن نخوض النهائي السادس على التوالي في هذه البطولة، وهذا إنجاز لا شك يسجل لنا، كما أنه في عهد إدارتي لعبنا كل النهائيات لبطولة كأس ولي العهد، واستطعنا بتوفيق الله أن نحقق اللقب، وهذه المرة الخامسة، ونأمل أن يكون الكأس من نصيبنا».

وعن أسباب إصرارهم على التحكيم الأجنبي، قال: «نحن نعلم أن الحكام السعوديين جيدون ولا نشكك في ذممهم، لكن ليس في صالحهم إدارة نهائيات كبيرة مثل (الديربي) خصوصا، فالضغوط الإعلامية والجماهيرية ستضره أكثر من نفعه، ووجود الحكم الأجنبي يعني التركيز والنظر لأخطائه على أنها طبيعية ولا يمكن تأويلها عكس الحكم المحلي».

فيما جدد الأمير فيصل بن تركي، رئيس نادي النصر، تأكيده على ثقته بنجوم فريقهم لتقديم مستوى مشرف في المباراة النهائية ونيل الكأس الغالية، وقال: المناسبة غالية، والرياضيون جميعهم سعداء بتشريف ورعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد للمواجهة التي تعتبر عرسا رياضيا، ولا شك أن وجود النصر طرفا فيها شرف لكل محب لهذا الكيان، والكل يعلم أن مشوار الأصفر للوصول لهذه المباراة لم يكن مفروشا بالورود، بل جاء ثمرة للكفاح والجهد والعطاء من الجميع، كما أنه لم يكن ضربة حظ، بل بعد أداء فني متطور أشاد به الجميع، والكأس بالنسبة لنا نرى أنها ثمرة نسعى لتحقيقها لتكون خير ختام لمشوار الفريق في هذه البطولة. وأضاف: نعرف أن اللقاء لن يكون سهلا وسيجمعنا بفريق بينه وبيننا تنافس رياضي كبير طوال مشوارنا التاريخي، وكما أننا نسعى للبطولة فهم أيضا يرغبون بذلك، ونتمنى أولا أن يقدم الفريقان مواجهة تليق بالمناسبة، وأن يكون ذهبها الأصفر من نصيبنا.

ورفض رئيس النادي الحديث عن مشاركة أي لاعب، وقال: كل اللاعبين المسجلين في كشوفات الفريق هم محل ثقة واعتزاز من الجميع والأمور الفنية بيد المدرب الأوروغوياني كارينيو، والشيء الذي أؤكد عليه أن الجميع في جاهزية تامة.

من جانب آخر، وصفت صحيفة (إيديفارول) الرومانية مدرجات الهلال بأنها «لا تكتفي بالهتافات من أجل لاعبيها، بل امتد حالها لتهاجم اللاعبين كما فعلت مع المهاجم البرازيلي ويسلي لوبيز الذي غاب عن التهديف لـ(6) مباريات، قبل أن يصفه المدرج الأزرق بلقب المخرب»، وتكشف صحيفة (إيديفارول) الرومانية توتر العلاقة مؤخرا بين المحترف البرازيلي وإدارة الهلال من جهة والجماهير الزرقاء من جهة أخرى، حيث لم تعد الأيام الملاح وحدها حاضرة بينهم، بل طالتهم جميعا أيام عجاف تهدد استمرار ابن السامبا في صفوف الهلال، رغم أن الفريق الأزرق تنتظره الكثير من المنافسات المصيرية التي تجعله بأمس الحاجة لهداف كويسلي الذي تمكن من تسجيل «21» هدفا في كافة اللقاءات التي خاضها بقميص الهلال ابتداء من فترة الاستعدادات التي سبقت انطلاق الموسم ومرورا بالدوري السعودي وانتهاء بمسابقة كأس ولي العهد التي يخوض فيها الأزرق اليوم لقاءه الختامي أمام غريمه التقليدي النصر.

وأشارت الصحيفة إلى أن البرازيلي ويسلي لم يتسلم أي مبلغ مالي منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مبينة أن المسؤولين في نادي الهلال برروا له ذلك التأخير بأنه عائد إلى سوء الأوضاع المالية، مؤكدين أن ما يتعرض له يطول كافة اللاعبين وليس مقصورا عليه، إلا أن الحجج التي قدمتها الإدارة لم ترض البرازيلي، حيث أوضحت الصحيفة أنه على بعد خطوة من تقديم شكوى رسمية ليتمكن من فسخ عقده ويصبح بموجبها لاعبا حرا يحق له الانتقال إلى أي ناد آخر، مبينة أن تأخر المرتبات ليس وحده السبب في تفكير ويسلي بالذهاب بعيدا عن السعودية، بل كذلك الأمور الأخرى المحيطة بالنادي، والتي يأتي في مقدمتها السخط الجماهيري الذي يلاحقه مؤخرا، ما جعله يشعر بمزيد من التوتر، ويسهم بشكل كبير في تفريطه بكثير من الفرص السانحة له، علاوة على ظهوره بالمستويات الهزيلة التي لم يكن عليها بداية الموسم الحالي.

وكان عدد من الصحف الرومانية قد أبدت اهتمامها باللاعب البرازيلي ويسلي لوبيز بعد أن خاض تجربة مميزة مع فريق فاسلوي الروماني، حيث لا يزال مطلبا مهما لمعظم الأندية هناك، ويسعون جاهدين إلى تتبع كافة الأنباء حوله، ليجدوا الفرصة لمفاوضته، وتنال كافة مواجهاته وأهدافه التي يحرزها مع فريقه الحالي الهلال مساحة كبيرة في الصفحات والشبكات الرياضية، كما أن اللاعب لا يخفي رغبته في تكرار تجربته الجميلة في الملاعب الرومانية.

وتأتي الأنباء المقلقة حول مصير البرازيلي ويسلي قبل ساعات قليلة من المواجهة المرتقبة مساء اليوم أمام النصر في نهائي كأس ولي العهد، التي يحتاج من خلالها الفريق الأزرق إلى كافة عناصره للقدرة على حمل اللقب للمرة السادسة على التوالي بعد أن احتكرها منذ عام «2007»، إلا أن المهمة هذا الموسم تبدو أصعب بعد أن استعاد غريمه التقليدي النصر كثيرا من عافيته، وبات برفقة مدربه الأوروغوياني كارينيو فريقا قويا قادرا على المنافسة حتى الرمق الأخير.