كأس ولي العهد.. صالت وجالت في أرجاء الوطن وعانقها كثير من النجوم

توقفت 17 سنة.. وفي الألفية الجديدة احتكرتها 3 أندية

TT

تغلق بطولة كأس ولي العهد الستار مساء هذا اليوم الجمعة على نسختها الـ38 في تاريخها الممتد إلى 56 عاما، حيث يعود تاريخ انطلاق البطولة في نسختها الأولى إلى عام 1957، والتي توج فريق الأهلي بطلا لها، وشهدت البطولة فترة توقف دامت قرابة الـ17 عاما قبل أن تعود إلى الحياة من جديد مطلع التسعينات الميلادية دون توقف حتى مواجهة هذا المساء.

«الشرق الأوسط» تقدم قراءة تاريخية لتفاصيل هذه البطولة، وكيفية نظامها للفترتين اللتين شهدتهما قبل التوقف وبعده، بالإضافة إلى تسليط الأضواء على أبطال هذه المسابقة وأبرز أحداثها التاريخية.

* مرحلة ما قبل التوقف وسيطرة اتحادية

* بدأت مسابقة كأس ولي العهد السعودي مجزأة على مرحلتين، الأولى في الخمسينات إلى السبعينات الميلادية، في حين بدأت المرحلة الثانية، وهي التي تعد الأقوى فنيا، ومن حيث ضمان استمراريتها دون توقف طارئ، وأقيمت البطولة في المرحلة الأولى في الفترة من 1957 إلى 1974 ثم توقفت حتى عام 1991، وأقيم خلال فترتها الأولى خمس عشرة نسخة، كان لفريق الاتحاد ومنتخب الغربية نصيب الأسد في الفوز بعدد بطولاتها، حيث حظي كل منهما بـ3 بطولات.

وخوضا في تفاصيل أكثر، جمعت المباراة النهائية للنسخة الأولى من البطولة بين فريقي الأهلي والأولمبي، وانتهت المواجهة لصالح الأهلي بثلاثة أهداف دون رد، في حين حقق غريمه التقليدي وجاره اللدود فريق الاتحاد بطولتين متتاليتين، حيث فاز في نسخة 1958 على الأهلي 3 / 2، في حين تجاوز الوحدة في النسخة الثانية بنتيجة 4 / 2، وعاد الوحدة الذي خسر النهائي الأخير ليحقق لقب البطولة كبطل جديد لها عام 1960، بعدما انتهت المواجهة لصالحه 2 / 0 نظير عدم إكمال فريق الشاطئ الطرف الآخر لنهائي البطولة المباراة وتركها أثناء سيرها. وفي عام 1961 أقيمت البطولة على صعيد منتخبات المناطق وليس على صعيد الأندية، حيث توج منتخب الغربية بطلا لكأس البطولة بعد فوزه على منتخب الوسطى بهدفين مقابل هدف، وفي العام الذي يليه توج منتخب الشرقية على حساب البطل الأخير (منتخب الغربية) بعد فوزه عليه 2 / 1، وفي موسم 1963 توج فريق الاتحاد للمرة الثالثة في تاريخه بلقب البطولة بعدما سحق الطرف الآخر للنهائي (الاتفاق) بسداسية مقابل هدفين للاتفاق، وفي عامي 1964 و1965 حملت البطولة أبطالا جددا، حيث توج الهلال في العام الأول بعد فوزه على الوحدة 4 / 3، في حين توج الاتفاق بلقب البطولة بعد فوزه على الاتحاد بثلاثة أهداف دون رد، وتوقفت البطولة لمدة عام، وذلك في 1966 قبل أن تعود في الموسم الذي يليه على صعيد منتخبات المناطق، حيث توج في العامين الأولين منتخب الغربية بعد فوزه على منتخبي الشرقية والوسطى، وفي الموسم الثالث ذهبت البطولة إلى منتخب الوسطى بعد فوزه على الغربية بهدفين دون رد، وفي عام 1970 عادت البطولة على صعيد الأندية، وكان الحدث الأبرز هو إقامة المباريات النهائية خارج مدينة جدة، وبالتحديد ملعب الصبان الذي احتضن جميع مباريات البطولة منذ انطلاقتها قبل أن يقام النهائي الذي جمع بين فريقي الأهلي والوحدة على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض (الملز)، وانتهت المباراة لصالح الأهلي الذي توج بطلا بعد فوزه 11 / 5، وذلك بالنظام القديم (الركنيات)، ثم توقفت البطولة موسمين قبل أن تعود في 1973، التي توج فيها فريق النصر بطلا للمرة الأولى في تاريخه، وذلك على حساب الوحدة والأهلي قبل أن تتوقف البطولة مجددا لفترة هي الأطول، والتي امتدت قرابة الستة عشر عاما.

* أبطال جدد وزعامة زرقاء

* عادت البطولة مجددا عام 1991، وتمكن فريق الاتحاد من الفوز في النسخة الأولى بعد العودة مجددا، وذلك بعد فوزه على النصر 5 / 4 بركلات الترجيح، وفي الموسم الذي يليه حقق فريق القادسية البطولة للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على الشباب 4 / 2 بركلات الترجيح، وفي الموسم الثالث بعد العودة تمكن فريق الشباب من تحقيق لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه أيضا عقب فوزه على فريق الاتحاد 5 / 3 (بركلات الترجيح)، وفي موسم 1994 تمكن فريق الرياض من الفوز على بطل النسخة الماضية بهدف دون رد ليتوج بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه، وفي الموسم الذي يليه نجح الهلال من التتويج بلقب البطولة مجددا وللمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه على فريق الرياض بهدف دون رد، وفي موسم 1996 عاد الشباب أيضا لتحقيق البطولة للمرة الثانية في تاريخه عقب فوزه على النصر بثلاثة أهداف دون رد، وفي موسم 1997 عزز فريق الاتحاد تزعمه لأكثر الأندية تحقيقا للقب البطولة عقب فوزه على الطائي بهدفين دون رد، وفي الموسم الذي يليه عاد غريمه التقليدي (الأهلي) للظفر بلقب البطولة بعد تجاوزه فريق الرياض بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ونجح الشباب في الموسم الذي يليه من تحقيق البطولة للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه على الهلال بهدف يتيم دون رد.

ومع مطلع الألفية الجديدة كانت بداية عهد جديد لأبطال تزعموا عرش أكثر الأندية تحقيقا للبطولة، وانحصرت البطولة منذ ذلك التاريخ بين ثلاثة أبطال (الهلال والاتحاد والأهلي) والبداية كانت زرقاء، وذلك بعد فوز الهلال على الشباب بثلاثة أهداف دون رد، ليتوج بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، قبل أن يعود الاتحاد بالنتيجة ذاتها ويحقق لقب البطولة على حساب الاتفاق، وفي موسم 2002 كانت مواجهة من طراز آخر، حيث واجه الاتحاد غريمه التقليدي الأهلي على نهائي البطولة، وانتهت المواجهة لصالح الأخير بعد فوزه 2 / 1، وفي موسم 2003 حقق فريق الهلال لقب البطولة على حساب فريق الأهلي بعد فوزه بهدف دون رد، وعادت المتعة والإثارة بمواجهة الغريمين، الأهلي والاتحاد، وكانت هذه المرة اتحادية بهدف صاحب الرأس الذهبي المهاجم حمزة إدريس، ونجح الهلال في تحقيق لقب البطولة موسمين على التوالي، الأول كان على حساب القادسية بهدفين مقابل هدف وحيد، والثاني على حساب فريق الأهلي بهدف وحيد سجله نواف التمياط، وفي الموسم الذي يليه عاد الأهلي للفوز مجددا على غريمه التقليدي الاتحاد وتحقيق لقب البطولة على حسابه بعد فوزه بهدفين مقابل هدف وحيد سجل للأهلي (مالك معاذ وتيسير الجاسم) وللاتحاد (الحسن كيتا)، ومنذ موسم 2006 / 2007 لم تذهب البطولة إلى غير فريق الهلال الذي تمكن من المحافظة على لقبه خمسة مواسم متتالية، كان الأول أمام فريق الاتفاق، وذلك في موسم 2007 / 2008، وانتهت المواجهة للهلال 2 / 1، في حين جاءت في الموسم الذي يليه على حساب فريق الشباب بعد فوزه بهدف وحيد سجله المدافع فهد المفرج، ومن ثم في الموسم الذي يليه جاء فوز الهلال على نظيره الأهلي بهدفين مقابل هدف أخضر، وفي النسخة الرابعة من البطولات الخمس التي حققها الهلال على التوالي كانت على حساب الوحدة في الموسم قبل الماضي، وهي التي حملت نتيجة قاسية وكبيرة بعدما تمكن الفريق الهلالي من زيارة شباك الوحدة خمس مرات دون رد لفريق الوحدة رغم أن المواجهة كانت تقام للمرة الأولى على أرض الوحدة (مكة المكرمة)، وفي الموسم الماضي جمع النهائي بين فريقي الاتفاق والهلال، ونجح الأخير في تحقيق لقب البطولة للمرة الحادية عشرة في تاريخه عقب فوزه على الاتفاق بهدفين مقابل هدف للاتفاق.