صلاح السقا: النصر يحتاج إلى تعزيز الثقة في نفسه.. والهلال مشكلته «معنوية»

أستاذ علم النفس قال إن قائدي الفريقين يملكان أسلحة الفوز في الميدان

TT

قال الدكتور صلاح السقا أستاذ علم النفس الرياضي المشارك في جامعة الملك سعود إن ظروف فريقي الهلال والنصر مختلفة عن بعضهما اليوم في نهائي كأس ولي العهد، وكل لديه ظروف تختلف عن الآخر؛ لكن أهمية اللقب بالنسبة لهما تبدو على الدرجة نفسها.

وأردف السقا في حديثه عن الجانب النفسي للفريقين: «لو تحدثنا عن ظروف ما قبل اللقاء نجد أن النصر يمر بحالة الانتشاء بعكس الهلال الذي يمر بأكثر من مرحلة تعرض لها، ولا نقول إنها محبطة؛ ولكن عدم التوفيق في مواجهاته الأخيرة، سواء التي كانت ضد النصر أو الشباب، فهو يسعى لإقناع جماهيره وقدرته على العودة، وهذه جميعها تضع ضغوطا وتجعل الإعداد النفسي والطريقة التي يفترض أن يتعامل معها أي فريق مع فريقه تختلف عن الآخر، فالنصراويون يحتاجون لكيفية تعزيز الثقة التي اكتسبوها من المباريات السابقة، بينما الهلاليون يحتاجون إلى رفع معنويات الفريق، والتأكيد أن كل ما حصل هو كبوة جواد، ولديهم القدرة على إسعاد جماهيرهم، وبصرف النظر عن طريقة الإعداد النفسي في كل فريق نجد البعض يحاول الإبعاد أو الإقحام؛ ولكن في نهاية الأمر يجب أن يعرف الجميع أن لها علاقة بشخصية اللاعب وقدرته على التعامل وفق ظروف ومتغيرات المباراة».

وأضاف السقا: «أي إعداد نفسي لأي مواجهة مهما كانت يفترض أن يكون من بداية الدوري؛ لأننا نعرف أن العامل النفسي ربما يكون ثابتا ومتغيرا، ويعتمد ذلك على قدرة الرياضي على التعامل مع هذه المتغيرات، والمشكلة تكمن في أن معظم الفرق السعودية لا يأخذون العامل النفسي بعين الاعتبار إلا في المباريات المهمة والحساسة، وهذه تسمى في علم النفس (الإعداد النفسي)، بمعنى إذا لم يوجد لدى الفريق إعداد نفسي طويل المدى ستكون الاستفادة من الإعداد النفسي قصير المدى قليلة جدا.

وعن الضجة الإعلامية التي صاحبت تسجيل المهاجم اليوناني أنجليوس خاريستياس للنصر ومدى تأثيرها في الفريقين، قال: «أعتقد أن التركيز في المعسكر الإعدادي للفريقين هو الأهم، وتسجيل لاعب من عدمه لا يشكل لي أي مشكلة، وكل لاعب يفكر فيما سيقدمه خلال المباراة التي تعد بالنسبة له مواجهة ينتظرها الشارع الرياضي لأهمية الحدث فيها، وكل لاعب لديه حصانة تجاه هذه الأحداث، ويفترض ألا يخوض اللاعبون مع هذه المهاترات التي تعد عوامل خارجية بصرف النظر عن الأحداث التي تحصل في وسائل الإعلام تجاه تسجيل اللاعب، وهذه تعد جزءا من العملية في إعداده، وأي متغيرات يجب التعامل معها بشكل إيجابي، وعلى سبيل المثال في الحصة التدريبية يجب عليه التركيز في طريقة المدرب واستيعاب الخطة التي سيطبقها والمهام المطلوبة منه، وكيف يواجه المنافس، بمعنى أن يتحكم في جميع الأشياء التي تتعلق به، في حين أن هناك عوامل خارجية لا يتحكم فيها اللاعب مثل الحكم، أو تسجيل لاعب من عدمه، أو انتقاد الجمهور له، فهذه العوامل لا يستطيع أن يتدخل فيها اللاعب. وعاد السقا للحديث عن أهمية قائد الفريق ودوره في الملعب؛ حيث أكد أن دوره قد يكون قويا وربما يضعف، وهذا يعتمد على مدى تقبل زملائه اللاعبين، فالدور القيادي يحتاج إلى مجهود كبير، وقدرة على حث اللاعبين في استعادة ثقتهم في أنفسهم، ودائما تجد القائد يوجه زملاءه في الملعب ويحفزهم على مضاعفة الجهد، وبكل تأكيد نتاج هذه الثقة هو رفع الروح المعنوية للاعبين.