إبراهيم اليوسف: أخشى أن يدفع الهلال ثمن الحرمان من الاستقرار الفني

الحارس التاريخي قال إن المنافسة الشرسة انتهت بين قطبي العاصمة منذ سنوات

TT

اعترف إبراهيم اليوسف، حارس نادي الهلال السابق، بأنهم كلاعبين قدامى يشعرون بأن المنافسة الشرسة بين قطبي العاصمة انتهت منذ سنوات، مشددا على أن اللاعبين الحاليين لا يملكون إخلاصا وتفانيا من أجل الشعار كما كان في السابق، مبينا أن مواجهة النصر عام «1977» والتي انتهت بالتعادل الإيجابي «3-3»، لا تزال عالقة في ذهنه بعد أن كان الأزرق متأخرا بهدفين، معتبرا البرازيلي ريفالينو من أفضل اللاعبين الأجانب الذين مروا على الكرة السعودية بعد أن غير الكثير من المفاهيم الكروية بعد مجيئه، مؤكدا أن النصر تطور كثيرا مع مدربه الأوروغوياني كارينيو، وأنه يعمل وفق منظومة متكاملة أدت إلى بروزه ووصوله إلى النهائي، مشيرا إلى أن عودة الأصفر ستزيد من الندية والإثارة في الكرة السعودية.. الكثير من الأمور التي تحدث عنها اليوسف تجدونها في ثنايا هذا الحوار الخاص لـ«الشرق الأوسط».

* كيف ترى مواجهة الهلال والنصر اليوم في نهائي كأس ولي العهد؟

- أعتقد أن وصول الهلال والنصر لنهائي الكأس والتشرف بالسلام على راعي المباراة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، هو بمثابة شرف وإنجاز للفريقين، ولا شك أنهما سيسعيان للظفر بالكأس الذهبية الغالية، خصوصا أنها ستكون بطعم خاص؛ لأنها ستكون أمام المنافس التقليدي، ومن وجهة نظري أن الحدث الكروي الأبرز هذا الموسم هو تأهل الهلال والنصر للنهائي.

* كونك من نجوم الهلال السابقين، ما ذكرياتك عن ديربيات العاصمة؟

- لقاءات الهلال والنصر في الماضي لها طعم خاص، وكان الديربي الذي يهز أركان المجتمع الرياضي نظير وفرة النجوم والتنافس الشرس بينهما على البطولات، ولذلك كان أهل الخليج يعتبرونها بمثابة ديربي للمنطقة، والحقيقة أنت تعيدني للوراء لأكثر من «30» سنة وما زلت أتذكر الكثير من الجماهير الذين يقطعون عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام من أطراف العاصمة لحضور مباريات الفريقين، خصوصا في التسعينات الهجرية حينما كانت المنافسة شرسة والمستويات لافتة.

* ما الذي تغير بين ديربي الهلال والنصر؟

- حقيقة لا يمكن المقارنة بين الماضي والحاضر، فالآن تعددت أدوات الترفيه، وسابقا لم يكن أمامنا إلا الكرة، وحاليا أمام الشباب الكثير مما يشغله عن لعبة كرة القدم، ولذلك كانت المباريات القديمة بين الفريقين في جلها تشهد حضورا جماهيريا كبيرا، أضف لذلك تطبيق الاحتراف، وفي الماضي كان اللاعبون هواة، والحقيقة أن العاطفة والانتماء والإخلاص للفريق والشعار للاعب الأمس أفضل من اليوم؛ لأنه يلعب الكرة لحبه الشديد لها، فيما الآن حتى لو خسر فريقه اللاعب يأخذ راتبا شهريا عاليا ولن يؤثر هذا عليه، فيكون رد فعله على خسارة المباريات عاديا، بينما في الماضي كان الكثير منهم يبكون عند الخسائر، خصوصا في اللقاءات الكبيرة والنهائيات.

* وكيف كنتم كلاعبين قدماء تستعدون لمواجهات الهلال والنصر وفي المباريات النهائية؟

- الاستعدادات في الماضي تكون على حسب الإمكانات المحدودة المتوافرة وقتها، لكن نحن كلاعبين وقبل اللقاءات الكبيرة خصوصا أمام النصر، كنا نقيم معسكرا ليلة المباراة ونبيت في النادي، لكن لم يكن هناك غرف وفنادق «خمسة نجوم» كما هو الحال الآن في الهلال، حيث معسكر الأمير هذلول بن عبد العزيز الذي يعد من خيرة المعسكرات التي شاهدتها في حياتي.

* بصفتك حارس الهلال الأول في التسعينات الهجرية هل سبق أن خضت تحديا مع أحد مهاجمي النصر؟

- لا لم يسبق ذلك، لكن مهاجمي النصر رغبتهم هي التسجيل في مرماي وأنا أدافع عنه، ويكون التنافس شرسا على هذا الصعيد بيني وبين مهاجمي الأصفر حينها، أمثال أحمد الدنيني ومحمد العبدلي وفيما بعد ماجد عبد الله.

* ما المباراة التي لا تزال عالقة في ذهنك، ولماذا؟

- هناك لقاء نهائي الدوري عام «1979» وهدف البرازيلي الشهير ريفالينو الذي حسم اللقب، وهناك مباريات عدة، لكن الحقيقة التعادل الشهير «3-3» عام «1977» من المواجهات العالقة في الذاكرة، فكانت حلوة المذاق عند الهلاليين ومرة لدى النصراويين؛ لأن الأزرق تمكن من التعادل في آخر المباراة بعد أن كانت النتيجة «3-1» للنصر، وساهم ذلك في دفع الفريق خلال اللقاءات الأخرى وتحقيق لقب الدوري.

* برأيك من هم المحترفون الأجانب الذين كانوا علامة بارزة ولهم دور مؤثر في حسم الفوز خلال مباريات الفريقين؟

- في الجانب الهلالي البرازيلي ريفالينو هو جزء من تاريخ لقاءات الهلال والنصر، وهو من وجهة نظري أفضل لاعب أجنبي مرّ على ملاعبنا وغيّر كثيرا من مفاهيم الكرة لدينا وقلده الكثير من اللاعبين الشباب الصاعدين حينها وبعد رحيله، وكذلك نجيب الإمام، وفي المقابل أعتقد السوداني مصطفى النقر والبرازيلي ليرا الأبرز لدى النصر.

* من وجهة نظرك من هو الأقرب للفوز اليوم؟

- التوقع صعب، فالنصر تطور مستواه كثيرا هذا الموسم بعد أن جلب محترفين أجانب مميزين والمدرب الأوروغوياني كارينيو، ودليل ذلك وصوله للنهائي، والهلال هو حامل لقب هذه البطولة وحققها خمس مرات متتالية، والفرصة مواتية لتحطيم رقمه القياسي وإضافة اللقب السادس على التوالي، وأتمنى الفوز للأزرق رغم تأثره بتغيير المدربين، لكنني أعتقد أن الفريق يملك الكثير ليقدمه أمام النصر.