حجب مواقع مراهنات حاولت استغلال جماهير «الديربي»

بعضها بات يستخدم اللغة العربية للتقرب أكثر من المشجع السعودي

TT

دخلت مواجهة نهائي كأس ولي العهد التي تجمع الغريمين التقليديين الهلال والنصر مساء اليوم، سوق المراهنات في عدد من المواقع الإلكترونيّة التي تحظى باهتمام كبير من الزائرين في سبيل كسب الأموال الطائلة.

حيث لم تعد تلك السوق حكرا على المنافسات الأوروبية الكبيرة أو المسابقات الشهيرة في القارة العجوز، بل امتدت لتشمل كل البطولات التي تحظى بشعبية واسعة، حيث تهتم مواقع المراهنات بالدوريات الناشئة نظرا لمحدوديّة اطلاع المراهنين عليها، مما يساهم في رفع نسبة الغموض أثناء الرهان، وذلك يجعل إمكانية التنبؤ بالطرف المنتصر أمرا عسيرا، فهي تعتمد معيار الضبابية لرفع السقف المالي الذي يحصل عليه المراهن الفائز، إلا أن تلك المواقع باتت تواجه حملة قويّة من قِبل هيئة الاتصالات السعودية التي أخذت على عاتقها عملية حجبها لتحد من إمكانية ممارسة السعوديين لهذه الأسواق التي تعد مخالفة لثقافة المجتمع ومتعارضة مع توجهاته الدينية.

ولم تعد مواقع المراهنات الكبيرة بعيدة عن المتلقي السعودي حيث تستهدفه إعلاناتها في عدد من شبكات التواصل الاجتماعي، كما باتت تقدم كل خدماتها باللغة العربية، وتستخدم الكثير من الأساليب الجاذبة، حيث تلغي احتمالية التعادل وتكفل لجميع المتراهنين إعادة أموالهم، وفي حال انتصار الفريق المتوقع خسارته فإن المراهن يتحصل حينها على مبلغ أكبر ممن راهن على فوز الفريق الأقوى، ففي لقاء الهلال والنصر الذي سيجري مساء اليوم اعتبر عدد من مواقع المراهنات أبرزها «بارتي بيتس» الهلال هو الطرف الأقرب لتحقيق الانتصار مما يمنح من يراهن بانتصار النصر بكأس ولي العهد مبلغا ماليا أكبر نظير توقعه لأمر لم يكن في الحساب كما يرى مسيرو الموقع الذي تعود ملكيته لرجل أعمال دنماركي، كما تتيح تلك المواقع إمكانية تحديد هوية صاحب الهدف الأول، والنتيجة التي سينتهي عليها كل شوط، واستحدثت ما يسمى بـ«المراهنات الآسيوية» وهي وسيلة تحظى بسقف رهان أقل من غيره، كما أن هناك ضمانات أكبر تكفل للمتراهنين المشاركين من القارة الصفراء امتيازات تختلف عن غيرهم، وذلك لتحفيزهم على ممارسة النشاط الرهاني الذي لا يحظى بالاهتمام الكبير آسيويا على عكس ما يجري في أوروبا.

ولا تخلو سوق المراهنات في كرة القدم من الجدل، وذلك منذ الثاني من إبريل (نيسان) عام 1915 بعد أن كشفت تقارير إنجليزية عن تواطؤ لاعبي نادي ليفربول ومانشستر يونايتد لتنتهي المباراة لصالح الأخير لتتناسب مع نتائج المراهنات التي طرحتها عدد من المراكز الكبرى في العاصمة الإنجليزية، حيث دوّن حكم تلك المباراة في تقريره بأن اللقاء بدا غريبا ولم يخفِ إمكانية تورط لاعبي ليفربول بما جرى خصوصا بعد إهدارهم لركلة جزاء احتسبت لهم، ومنذ ذلك الحين والمراهنات تحمل معها ارتيابا مما جعل عدد من الدول تفرض رقابة مشددة عليها لتفادي أي تلاعبات قد تحدث مِن قبل الأطراف المشاركة في الرهن، والأمر ذاته أصبح يؤرق الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث كشف مؤخرا «الإنتربول الرياضي» فضيحة تلاعب بالنتائج تطال كل الدول دون أن تكون البلدان العربية بمأمن منها.

يذكر أن اللجنة الأمنية الدائمة للإنترنت التابعة لوزارة الداخلية والتي يتشكل داخلها أعضاء من جهات متعددة من ضمنها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات هي المسؤولة عن وضع سياسات الترشيح واتخاذ القرارات فيما يتعلق بحجب المواقع من عدمها، وفي عام 2004 انتقلت مهمة الحجب إلى هيئة الاتصالات حيث تقوم بمنع وصول المستخدمين إلى المواقع التي تتضمن مواد تنافي الدين الحنيف والأنظمة الوطنية بناء على توجيهات اللجنة الأمنية.