توج الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مساء أمس؛ «كأسه الغالية» للفريق الكروي الأول في نادي الهلال، عقب فوزه على نظيره النصر بركلات الترجيح (2/4)، بعد تعادل الفريقين بهدف لكل منهما في المباراة النهائية التي جرت على ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض وسط حضور أكثر من 60 ألف متفرج. ليدخل الهلال الكأس رقم 12 من هذه البطولة الغالية إلى خزائنه.
وسلم الأمير سلمان بن عبد العزيز الكأس والميداليات الذهبية لأعضاء الفريق الهلالي، فيما سلم الميداليات الفضية للفريق الحائز للمركز الثاني، واحتفل لاعبو فريق الهلال بالكأس في حضرة ولي العهد الذي بارك لهم انتصارهم، مثمنا الجهد الكبير الذي بذله فريق النصر طوال المباراة. وسجل الفريقين هدفيهما في الوقت الإضافي الثاني، حيث تقدم الهلال من ركلة جزاء سددها محمد الشلهوب، وعادل البديل حسن الراهب النتيجة للنصر من ضربة رأسية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني.
ووصل ولي العهد إلى ملعب الملك فهد الدولي قبيل نهاية الشوط الأول، يرافقه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص المشرف على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، فيما كان في استقباله الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، ووكلاء الرئيس العام لرعاية الشباب، وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم. وفور وصول ولي العهد إلى المنصة الرئيسية قوبل بترحيب الجماهير الرياضية وبادلهم التحية.
وشهدت المباراة التي امتدت إلى أشواط إضافية ثم ركلات ترجيحية مستوى مثيرا من الجانبين، وسط فرص مهدرة منهما، ولم ينجح أي منهما في التسجيل في وقت المباراة الأصلي، ليحتكم الحكم الإيطالي جيالوكا روتشي إلى وقت إضافي شهد تسجيل هدف من كل فريق، قبل أن ينجح الهلال في حسم النتيجة بركلات الترجيح.
الشوط الأول: بدأت المباراة بشكل سريع، لا سيما من جانب الهلال الذي هاجم مرمى النصر بضراوة في الدقائق الخمس الأولى وسط ارتباك دفاعي واضح من الأخير، وتزايدت الكرات المقطوعة من الجانبين في هذه اللحظات خاصة في منطقة الوسط، ومرر الزيلعي كرة ماكرة خلف مدافعي الهلال في الدقيقة 8 إلى البرازيلي باستوس الذي تسلل بذكاء بين لاعبي المنافس، لكنه سقط بعد احتكاكه بسلطان البيشي ليطالب الأول بضربة جزائية، لكن حكم المباراة الإيطالي جيالوكا روتشي أشار بالاستمرار بعدم صحتها.
وكاد المدافع البرازيلي أوزيا يفتتح التسجيل لفريقه الهلال في الدقيقة الـ13، حينما تلقى كرة ركنية عالية من قدم الشلهوب سددها بقوة الأول، بيد أن براعة حارس النصر عبد الله العنزي كانت لها بالمرصاد ليخرجها ركنية، ومارس النصر ضغطا شديدا على مستوى الهجمات المضادة بقيادة باستوس حينما انفرد بكرة في يمين الملعب الهلالي لتواجه تصديا من أوزيا الذي أبطل الهجمة بتدخل غير قانوني ليحصل على أول بطاقة صفراء في الدقيقة 14، لينبري لها حسين عبد الغني ويسدد كرة سريعة وماكرة اعتلت العارضة الهلالية.
وبدا واضحا في ربع الساعة الأول إصرار النصر على مبادلة الهلال اللعب، وضغط على ملعب الأخير بكراته المضادة، فيما لم يقدم وسط الهلال بقيادة الشلهوب وسلمان الفرج الأداء المطلوب وسط غياب ياسر القحطاني وعدم تقديمه أي دور في هذه الدقائق تحديدا، وسدد المصري حسني عبد ربه كرة مباشرة في الدقيقة الـ20 لكن حارس الهلال عبد الله السديري تصدى لها.. ورد ويسلي لوبيز بكرة ضعيفة لم يجد حارس النصر صعوبة في الإمساك بها.
وتناقل النصراويون هجمة جميلة عند الدقيقة 22 بين باستوس والسهلاوي، إذ مرر الأخير كرة للأول، قبل أن يعيدها له مرة أخرى ليسدد كرة صاروخية حاذت القائم الأيمن الهلالي. وأظهر النصر جرأة أكثر في غزو المرمى الأزرق لأكثر من مرة، وفشل الزيلعي في عرض هجمة خطيرة تحصل عليها في الدقيقة 24، إذ مررها بطريقة ضعيفة لتذهب إلى قبضتي حارس الهلال.
ومرر الفرج عند الدقيقة 26 كرة خطيرة ذكية إلى محمد الشلهوب الذي استغل تصرف عبد الغني أمام الكرة ليتجاوزه إلى عمق المنطقة الجزائية النصراوية اليسرى ليسدد صاروخية قابلها العنزي بتصد بارع لها وعاد أوزيا لتسديد كرة صاروخية من 45 ياردة لكنها ذهبت إلى العنزي دون صعوبة تذكر.
وشكل الهلاليون في الدقائق الخمس الأخيرة التي تسبق مرور نصف الساعة الأول من الشوط الأول ضغطا كبيرا على الدفاع النصراوي، وتحصل سلطان البيشي على فرصة للتسديد وأرسلها صاروخية تصدى لها العنزي، لتعود إلى ويسلي الذي أرسلها مرة أخرى لتجد قدم حارس النصر لها بالمرصاد، لينتهي مفعولها بتسديدة ثالثة من البيشي اعتلت العارضة النصراوية.
وأنذر الحكم الإيطالي عند الدقيقة 35 لاعب الهلال محمد القرني ببطاقة صفراء لدخوله العنيف ضد لاعب النصر المصري حسني عبد ربه، ورغم الضغط النفسي على لاعبي الفريقين فإن الدقائق التي أعقبت نصف الساعة الأول شهدت هدوءا واضحا وغيابا للفرص الحقيقية على مرمى الفريقين. وتحصل ويسلي على كرة مرتدة من تمريرة مبعدة من عبد الغني وسددها صاروخية اصطدمت بمدافع نصراوي قبل أن تخرج ركنية، وتحصل سلطان البيشي على بطاقة صفراء ثالثة على مستوى فريقه بعد دخوله العنيف على قدم باستوس في الدقيقة 42.
الشوط الثاني: بدأ النصر هذا الشوط بتغيير استعان فيه مدربه الأوروغواياني كارينيو بصانع ألعاب الفريق عبده عطيف ليحل مكان أيمن فتيني، وشهدت الدقيقة الثانية أخطر فرصة نصراوية حينما مرر الزيلعي كرة ولا أروع طار لها السهلاوي ليسدد رأسية جميلة اعتلت العارضة الهلالية وسط صيحات جماهير النصر ووسط المحاولات النصراوية على المرمى الهلالي.
وقد أجاد النصر في سيطرته على أرض الملعب، والتي قابلها انضباط هلالي كبير وتركيز عال، وقاد إبراهيم غالب عند الدقيقة 57 هجمة منظمة ومرر الكرة إلى عبد الغني الذي أرسلها عالية إلى باستوس الذي تفنن في استقبالها وتسديدها بطريقة ماكرة، لكنها اعتلت العارضة الهلالية وسط قلق الجماهير الزرقاء، ورد مواطنه البرازيلي أوزيا بكرة هلالية إذ سدد صاروخية لكنها اصطدمت في عمر هوساوي لتخرج ركنية.
وكاد ياسر القحطاني «الغائب الحاضر» في المباراة يسجل في النصر الهدف الأول، لكن تمريرة الزوري التي طار لها برأسه كانت عالية لتمر أمام مدافعي النصر لتخرج ضربة مرمى. ومرر محمد الشلهوب عند الدقيقة 63 كرة أخرى للمنفرد بالمرمى عبد الله الزوري الذي فشل في استثمارها ليخرجها ضربة مرمى وسط حسرة الجماهير الهلالية.
وقاربت المباراة على ثلث الساعة الأخير منها، واستعان الكرواتي زلاتكو مدرب الهلال بسالم الدوسري ليحل مكان البرازيلي ويسلي. وتحصل غالب على بطاقة صفراء لإعاقته سالم الدوسري عند الدقيقة 74، وأهدر ياسر القحطاني هدفا محققا عند الدقيقة 83 حينما طار لكرة الزوري العالية، لكنه لم يصل إليها برأسه لتخرج ضربة مرمى.
ولجأ الفريقان إلى شوطين إضافيين وسط إنهاك واضح على صعيد لياقة اللاعبين، وأشرك الأوروغواياني كارينيو لاعب النصر «اليوناني القضية» أنجيلوس خاسيتاس الذي شهد تسجيله جدلا واسعا في الشارع الرياضي السعودي؛ كون تقييده في كشوفات النصر كان خارج فترتي الانتقالات، وبدت واضحة رغبة المدرب في إرسال كرات عالية استغلالا للطول الفارع للنجم اليوناني، وكاد نواف العابد عند الدقيقة 110 يسجل هدفا ذهبيا لفريقه الهلال بعد أن تلقى تمريرة ياسر القحطاني من فوق مدافعي النصر، لكن تسديدته واجهت براعة من الحارس عبد الله العنزي.
ووسط تتالي الفرص على المرميين انفرد نواف العابد بهجمة هلالية خطيرة ليجد إعاقة من البحريني محمد حسين ليعلن حكم المباراة ضربة جزاء قاتلة في الدقيقة الـ117 لينبري لها محمد الشلهوب ويسدد على يسار حارس النصر الذي فشل في التصدي لها ليسجل هدفا هلاليا قاتلا.
هذا الهدف أشعل مدرجات «درة الملاعب» وألهبها حماسا منقطع النظير. ووسط توقعات الجماهير بإطلاق صافرة النهاية كان لحسن الراهب البديل لعبده عطيف رأي آخر، حينما مرر المتألق خالد الزيلعي كرة رائعة طار لها حسن الراهب فوق رأس المرشدي ليلسعها في الشباك الهلالية مدركا التعادل، وسط صيحات مدرج النصر وبكاء جماهيره فرحا باللحاق بنتيجة المباراة.
واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، حيث نجح الهلال في تسديد أربع ركلات ترجيحية بأقدام لاعبيه ياسر القحطاني والبرازيلي أوزيا ومحمد الشلهوب ونواف العابد، فيما اخفق محمد مسعد في التسجيل.. ومن جانب النصر أخفق المصري حسني عبد ربه واليوناني خاستياس في التسجيل فيما أحرز إبراهيم غالب وعبد الغني الركلتين الترجيحيتين.