كونتي: لا مبرر لصافرات الاستهجان.. وأحلم بالتدريب خارج إيطاليا

بعد أن اكتسح اليوفي ضيفه سيينا بثلاثية وانفرد بعيدا في صدارة «الكالتشيو»

TT

«كنت أود وجود هرج ومرج شديد غير أنني وجدت قليلا من هذا الهرج. الاستاد لم يكن ممتلئا عن آخره بالجماهير، وهطول الثلج أشعرنا بالبرد. كان بإمكاننا جميعا تقديم ما هو أفضل، نحن داخل الملعب والجماهير في المدرجات خلفنا. وأنا لا أقصد بذلك جماهير روابط المشجعين». هذه الكلمات قالها أنطونيو كونتي مدرب اليوفي بعد أن نجح فريقه، أول من أمس، في ترسيخ أقدامه بصدارة الدوري الإيطالي واستعادة نغمة الانتصارات محليا بتغلبه على ضيفه سيينا 3/ 0 ضمن المرحلة 26، إذ حملت أهداف اللقاء توقيع المدافع السويسري ليشتستاينر والمهاجم جيوفينكو ولاعب الوسط بوغبا. حيث ارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 58 منفردا بالصدارة، بينما تجمد رصيد سيينا عند النقطة 21 في المركز التاسع عشر.

ولم يقبل كونتي صافرات الاستهجان التي أطلقها بعض المشجعون، على الرغم من الفوز الكبير على سيينا، التي تبرز بعض الأخطاء التي ارتكبها جيوفينكو (بالأحرى) وفوتسينيتش ولاعبون آخرون. وعبر عقب اللقاء عما بداخله بطريقة صارخة معتمدا على العلاقة العميقة التي تجمعه بجماهير النادي: «ثمة عادة سيئة يتم اتباعها هنا، أجد صافرات استهجان غير مبررة وسابقة لأوانها. هذا الفريق أعاد معنى الانتماء والفخر بأتباع هذا النادي. لا يتعين على الجماهير مطلقا نسيان أنه، منذ عام ونصف العام، كان اليوفي يخوض إلى جانب الدوري المحلي بطولة كأس الأجداد (يقصد به الدوري الأوروبي) ولم نكن نمثل شيئا. ينبغي أن يكون هناك دائما شعور بالدفء تجاه اللاعبين الذين يجعلوننا نحلم، وأنا مستعد للتصدي للجميع من أجل الدفاع عنهم». ودعا كونتي جماهير فريقه إلى تصرف أكثر تواضعا: «الظن ليس بالشيء الجيد. هؤلاء اللاعبون ينبغي احترامهم ومن يطلق الصافرات ضدهم ليس مشجعا حقيقيا للفريق. حاليا فارق الأيام يقل والكرة أصبحت ثقيلة وجماهيرنا ستصبح أكثر أهمية بالنسبة لنا. لو هناك أحد يفكر بأن كل شيء أصبح سهلا فسيكون من الأفضل له الاستحمام بماء التواضع».

وطالب كونتي أبناء فريقه بالتركيز التام والغضب الإيجابي لأن فريق سيينا (الملقب بالنمر) الذي يعرفه مدرب اليوفي جيدا والذي تمكن أيضا من الفوز على الإنتر ولاتسيو هذا الموسم سيكون لديه تعطش للنقاط من أجل الابتعاد عن منطقة الهبوط. ولكن اليوفي وجد أمامه خلال المباراة قطا وديعا غير قادر على إثارة أي مشكلات لفريق السيدة العجوز.

وبعد التنفيس الذي صدر عن مدرب اليوفي أثنى كونتي على أداء فريقه أمام سيينا، قائلا: «لقد أحسنّا عناق المباراة، وأظهرنا نضجا كبيرا. ثمة مرات أخرى كنا فيها أكثر كثافة داخل الملعب، ولكن مع خطورة التعرض لفقد النقاط». وحول اللقاء المرتقب بين اليوفي ونابولي في الجولة المقبلة من الدوري، صرح أنطونيو: «سنحصل على يوم راحة إضافي مقارنة بنابولي؟ سنخوض تلك المباراة بطريقة هادئة ومتوازنة».

واختتم كونتي تصريحات بالتعقيب على الإشادات التي تصل إليه من جانب إنجلترا: «شهادات التقدير تثير الإعجاب، حلمي هو التدريب في الخارج يوما ما ولكن الآن أفكر في اليوفي فحسب».

وشهد اللقاء تألق السويسري ليشتستاينر وإحرازه الهدف الأول في المباراة. تجدر الإشارة إلى أن المدافع السويسري شخص محترف وجاد للغاية داخل الملعب ومع الحكام غير أنه كريم، بل سخي، ولطيف في الحياة اليومية بعيدا عن الكرة. بعض الشيء وقال لاعب اليوفي مبتسما إلى ميكروفونات شبكة «سكاي»: «الحركة التي جاء منها هدفي؟ ربما تلفزيونية بعض الشيء، لقد لمست الكرة بفخذي، إذن بعض الحظ». ربما يعد ليشتستاينر حاليا أفضل ظهير أيمن، أو ربما يتنافس مع داني الفيس على هذا اللقب. فالمدافع السويسري بارع في خط الدفاع المكون من 4 لاعبين، وأفضل أيضا في طريقة لعب 3/ 5/ 2. ولذلك تعد الأهداف الـ6 التي سجلها حتى الآن (4 منها هذا الموسم) ليست بقليلة بالنسبة إلى لاعب يتعين علينا التفكير بالأحرى في حمل الماء والدفاع أو بحد أقصى استغلال العمق لمساعدة المهاجمين ولاعبي خط الوسط الذين يقتحمون منطقة جزاء الخصم. وتابع ليشتستاينر تصريحاته: «أسجل كثيرا مع اليوفي، هذا صحيح والفضل في ذلك يرجع إلى طريقة عمل كونتي. مع فريق بعقلية هجومية مثل هذا يصبح من السهل علي الهجوم عند الاعتماد على 5 لاعبين في الخلف».

وبشأن المباراة، أردف اللاعب قائلا: «يمكنني القول إننا لعبنا شوطا أول رائعا ولكن في الشوط الثاني منحنا الخصم الكثير». والآن العقل والقلب والأقدام متجهة إلى مباراة نابولي المقبلة: «إذا ذهبنا إلى سان باولو من أجل الفوز فهذا لا يعني أنه تحقق، ولكن أن الأمر سيصبح صعب للغاية بالنسبة إليهم. فريقنا بحالة جيدة للغاية».

وبينما كانت الجماهير تطلق صافرات الاستهجان ضد جيوفينكوأحرز هو الهدف الثاني في المباراة، وبات على رأس هدافي يوفنتوس، وعند عودته إلى منتصف ملعبه وضع أصبعه على فمه مشيرا إلى ضرورة التزام الجماهير بالصمت تجاهه. يذكر أن هدفه أمام سيينا هو رقم 11 له هذا الموسم. وفي عام 2013 سجل حتى الآن 3 أهداف، هدف غير مفيد على ملعب اليوفي أمام سمبدوريا، بينما كان هدف أول من أمس مهما، وكذلك كان حاسما الهدف الذي سجله أمام الميلان في كأس إيطاليا. على الأقل الأرقام تتحدث إلى الآن عن موهبة لم تخرج بعد أفضل ما لديها. أما لاعب الوسط بوغبا الذي خاض المباراة رقم 18 له في الدوري وسجل الهدف الخامس له مع اليوفي فقد قال: «أنا سعيد بأهدافي الـ5، أكثر روعة ذلك الذي أحرزته في شباك أودينيزي. لم أفكر مطلقا في إمكانية التسجيل كثيرا هكذا في أول موسم لي مع اليوفي. الفضل في ذلك يرجع إلى كونتي، هو الذي يطلب مني تسديد الكرة. لا أشعر بحنين إلى مانشستر فقد اخترت اليوفي، القمة».