أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميير ليغ) مؤخرا أنه سيتم خصم نقاط من الأندية التي لن تلتزم بضوابط الإنفاق الجديدة، والتي تلزم الأندية بتقليل خسائرها ونفقاتها على رواتب اللاعبين بهدف تحسين الوضع المالي.
ويأتي ذلك متوافقا مع قانون اللعب المالي النظيف الذي يسعى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني إقراره قريبا على جميع البطولات الأوروبية.
أعرب بلاتيني عن تخوفه من سيطرة المال على دوائر كرة القدم، وقال بأسى واضح: «أنا لا أعلم إلى أين نسير من دون هذا النظام، فإذا لم يجنِ المستثمرون ملاك الأندية المال فسيتركون اللعبة وستتوارى الأندية. أنا أكن إعجابا كبيرا لريال مدريد وبرشلونة حيث يشكل الأعضاء صوت النادي، وأحب حقيقة فكرة أن الأندية ملك للمشجعين. وأن الأفراد المحليين هم المشجعون، لقد تغير كل شيء، لقد بات الرئيس أجنبيا واللاعبون أجانب والمدرب أجنبيا، لكنهم يستمرون، فقد أصبحت كرة القدم شعبية بسبب هويتهم».
وأبدى بلاتيني رغبة في تشجيع المحاسبة المسؤولة، وكرر رئيس «اليوفا» نيته تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف. وقال: «لن نعود إلى الوراء، وكل من لا يحترم هذه القواعد سيتعرض للعقوبة (بالطرد من دوري أبطال أوروبا)، فمشجعو الأندية الذين لا يملكون المال يريدون تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف، ومشجعو الأندية التي يملكها الأثرياء لا يرغبون في ذلك».
وحرص بلاتيني على تكرار ما لا تتمنى الأندية الاستماع إليه حيث أضاف قائلا: «إذا حاول أحد الهروب من العمل بمبادئ اللعب المالي النظيف فسوف تتم معاقبته».
وكانت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد تكبدت خسائر بقيمة 361 مليون جنيه إسترليني في موسم 2010-2011، ولذا فإنها ترى أن هذه الضوابط هامة وضرورية للغاية، ولا سيما في ضوء الضغوط التي تمارس عليها من قبل الحكومة البريطانية لتقليل الخسائر. وطبقا لتقرير نشرته «بي بي سبورت»، فقد تباينت ردود فعل المديرين الفنيين لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز على هذه الضوابط.
آرسين فينغر قال المدير الفني لنادي آرسنال آرسين فينغر: «أنا شخصيا مع قواعد اللعب المالي النظيف التي تمنح الشركات والأندية الحرية في إدارة شؤونها من خلال مواردها الخاصة، ولذا فأنا لست مع فرض نظام على طريقة بروكسل التي تفرض ضوابط مركزية وقواعد معقدة للغاية». وأضاف المدير الفني للمدفعجية: «أعتقد أنه يتعين على كل شركة أن تدير أمورها في ضوء مواردها المالية الخاصة بها، ولذا يتعين علينا أن نترك كل شركة تدير أمورها بالطريقة التي تريدها. هذا هراء، لأننا نعيش في عالم، وفي قارة أوروبا على وجه التحديد، يعاني مشكلات مالية صعبة، وأعتقد أن أقل شيء يمكننا القيام به هو أن نحترم التوازن المالي».
أليكس فيرغسون من جهته، قال المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون: «هذه الضوابط جيدة من الناحية النظرية، ولكنها ستكون صعبة للغاية من حيث التطبيق؛ لأن أي شخص لديه أموال طائلة يمكنه استثمارها في أي مكان، ولذا فأنا أود رؤية الطريقة التي سيتم بها تطبيق تلك الضوابط. ستكون هذه الضوابط جيدة في حال تطبيقها، ولكني أشك في ذلك، وأعتقد أنه ستكون هناك مشكلة دائمة في كيفية تطبيقها على أرض الواقع».
روبرت مانشيني أما المدير الفني لنادي مانشستر سيتي روبرتو مانشيني فقد رفض هذه الضوابط قائلا: «لو كان هناك رجل ثري للغاية ويريد أن ينفق ثروته بالكامل على ناديه، فما المشكلة في ذلك؟ أنا لا أوافق على تلك الضوابط، وأعتقد أنها ستجعل الأمور أصعب مما كانت عليه قبل سنوات. إننا محظوظون لأنه يمكننا إنفاق الأموال على التعاقد مع لاعبين بارزين، ولكن في عالم كرة القدم لو قمت بعمل جيد فيمكنك التعاقد مع لاعبين جيدين من دون إنفاق 30 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع لاعب واحد».
وأضاف المدير الفني لحامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز: «يتعين فرض قواعد أخرى على الأندية التي يمكنها بيع أحد لاعبيها مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، ولكنها تصر على الحصول على 30 مليون جنيه إسترليني عندما تعلم أن النادي الذي يريد شراء اللاعب هو مانشستر سيتي! إذا لم يكن لدى الأندية المال الكافي، فسوف تنفق 8 ملايين جنيه إسترليني على اللاعب، ولكن لو تحرك مانشستر سيتي للتعاقد مع هذا اللاعب، فسيطلب النادي 25 مليون جنيه إسترليني. ومع ذلك، هناك لاعبون جيدون، ومن المهم أن نعمل جيدا في فبراير (شباط) ومارس (آذار) وأبريل (نيسان) حتى ننجح في التعاقد معهم».
رفائيل بينيتيز وقال المدير الفني لنادي تشيلسي رفائيل بينيتيز: «لو فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضوابط مماثلة، فسيكون هذا جيدا. وفي النهاية، ستكون النتائج إيجابية لو سارت الأمور على النحو الصحيح. يعد استقرار الأندية شيئا مهما للغاية، وخير مثال على ذلك ما حدث في إسبانيا، حيث اتجهت بعض الأندية للحصول على قروض ثم أعلنت إفلاسها، وهو ما يظهر عمق المشكلة. لو تمكنا من تجنب مثل هذه الأشياء، فأعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام».
ديفيد مويس وقال المدير الفني لنادي إيفرتون ديفيد مويس: «يجب أن تكون لدينا منافسة قوية، ويتعين علينا أن نتأكد من أن الجميع يحصل على فرصة المنافسة. نحن لا نريد، بالطبع، الإفراط في الإنفاق، لأنني آخر مدير فني وهذا آخر ناد يمكنك أن تسأله عن الإفراط في الإنفاق! لا أعتقد أن هذه الضوابط هي المثلى لإيجاد حل لتلك المشكلة، ولكن يتعين علينا أن نتسم بالحذر حتى لا نمنع الاستثمارات الضخمة التي يمكن أن تأتي إلى هنا لتطوير كرة القدم الإنجليزية. أنا أريد أن أحصل على الفرصة كاملة لكي أتمكن من الصعود إلى قمة ترتيب الدوري الإنجليزي مع إيفرتون، وأتمنى ألا يعوقني ذلك عن تحقيق أهدافي».
سام ألارديس ومن جهته، قال المدير الفني لنادي ويستهام يونايتد سام ألارديس: «هذه الضوابط، مثلها مثل أي شيء آخر، سوف تبدأ في التطبيق وسيكون هناك بعض الأخطاء والعيوب، التي لو تم علاجها فسيسير كل شيء على ما يرام. يتعين علينا جميعا أن نلتزم بالضوابط الجديدة فور تطبيقها، ولكني أخشى أن تؤدي هذه الضوابط إلى رحيل أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي إلى مسابقات أخرى».
بول لامبرت وقال المدير الفني لنادي أستون فيلا بول لامبرت: «لا يمكننا الحكم على هذه الضوابط قبل تطبيقها. الدوري الإنجليزي بطولة كبرى للغاية واستثمار هائل، ولا يمكننا أن نلوم اللاعبين على الرواتب التي يحصلون عليها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يحصل اللاعبون على مرتبات خيالية؟ بالطبع نعم، ولكن هذه هي طبيعة كرة القدم، ولا دخل للاعبين في ذلك».
بريندان رودجرز وقال المدير الفني لنادي ليفربول بريندان رودجرز: «نحن بالتأكيد لا نريد أن يكون هناك ناد أو ناديان لديهما موارد مالية هائلة، في الوقت الذي تعاني فيه الأندية الأخرى، حيث شاهدنا على مدى العامين الماضيين، ولا سيما خلال العام الماضي، مؤسسات كبرى في عالم كرة القدم تعلن إفلاسها وتعاني بشدة، وهو ما لا نريده بالتأكيد. لقد قرأت شيئا يفيد بأن هذا النادي كان على وشك الإفلاس قبل بضع سنوات، وهو ما لا يتعين أن يحدث مع ناد عريق كهذا».