الإسباني أنطونيو: تصحيح المفاهيم وتطبيق الاحتراف سيقود السعوديين للاحتراف في أوروبا

مدرب براعم الأخضر تحت 14 عاما قال إن الدوري المحلي ليس قويا

TT

أكد الإسباني أنطونيو بويل بورسيش مدرب براعم المنتخب السعودي لكرة القدم تحت 14 سنة في حوار لـ«الشرق الأوسط» في جدة، أن الكرة السعودية بها الكثير من المواهب القادرة على إعادة هيبة المنتخبات خصوصا أن المهارة والحماس والروح المطلوبة متوافرة بعدد منهم.

واعتبر أن اللاعب السعودي قادر على الاحتراف في أوروبا، وخصوصا مع الفرق الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة متى ما تم تصحيح الكثير من المفاهيم لديهم بضرورة الالتزام وتطبيق الاحتراف بصورة أفضل مما هي عليه.

وكشف خلال الحوار أنه ترك ريال مدريد ككشاف للمواهب وجاء للسعودية بطلب من مواطنه المدرب لوبيز كارو، مبينا أنه اكتشف عددا من النجوم الكبار وفي مقدمتهم اللاعب الشهير دي ماريا.

* كيف نجحت في جمع هذه المجموعة من اللاعبين تحت سن 14 سنة رغم أنه لا يوجد دوري مختص لهذا السن؟

- بالطبع كان الأمر صعبا أن أقوم بنفسي باختيار جميع هؤلاء اللاعبين من جميع مناطق السعودية، خصوصا أن المسافات متباعدة بين المدن والمحافظات كما أنه لا يوجد دوري لهذه الفئة السنية من اللاعبين ولذا عملت على التنسيق مع مدربي الأندية الذين قاموا بجهود كبيرة يشكرون عليها في ترشيح هؤلاء اللاعبين من غالبية مناطق السعودية تقريبا، وتعرفت عن قرب على مستوياتهم ومهاراتهم وسعيت مع الأجهزة الفنية والإدارية المساعدة على تعزيز وتنمية الإيجابيات وتصحيح بعض السلبيات من خلال المعسكرات التي تمت إقامتها لهذا الشأن.

وحقيقة اللاعبين في السعودية لديهم من الموهبة والحماس الشيء الكثير، ولمست هذا كوني أعمل معهم وأعتقد أن مستقبل الكرة سيكون مزدهرا كثيرا مع هذا الجيل، بل حتى مع الفئات الأكبر سنا سواء كانوا في الناشئين أو الشباب أو الأولمبي، ولكن من المهم السعي لتعزيز الإيجابيات الفنية والانضباطية للاعبين حتى يتطوروا ويكونوا على قدر التطلعات.

* كيف ستتابع هؤلاء اللاعبين بعد عودتهم لأنديتهم خصوصا في ظل عدم وجود دوري منتظم لهذه الفئة؟

- ستكون هناك صعوبات في المتابعة المباشرة والدائمة لكافة هؤلاء اللاعبين، ولكني سأواصل التعاون مع المدربين في الأندية من أجل متابعة وضع كل لاعب لأن هؤلاء هم مستقبل الكرة السعودية ويتوجب أن ينالوا الاهتمام اللازم الذي يضمن الحفاظ على نجوميتهم وتطويرها وهذا أمر مهم جدا.

* هل تهدفون فقط من خلال التصفيات الآسيوية الأولية التي تقام حاليا في مدينة الدمام للوصول إلى نهائيات كأس آسيا 2014 أم هناك أهداف أخرى؟

- نحن نعمل وفق خطط متوسطة وبعيدة المدى ولذا أعتقد أن طموحنا كبير يفوق الوصول إلى نهائيات كأس آسيا ونعمل على إعداد هذا المنتخب بصورة صحيحة من كل النواحي ليكون على قدر التطلعات في المستقبل وليس همنا فقط الوصول إلى نهائيات كأس آسيا، وهذا لا يعني التقليل من أهمية الوصول إلى النهائيات خصوصا أن 8 منتخبات ستصل للنهائيات وفي حال حصل ذلك سيؤكد نجاح المرحلة الأولى من الخطة بكل المقاييس. وحقيقة هذه المجموعة من اللاعبين كانت في العام الماضي تشكل منتخبا من 8 لاعبين في الصالات وحاليا يشكلون منتخبا بالعدد الطبيعي 11 لاعبا وهذا يعني وجود قابلية للتطور.

* كيف نهضت الكرة الإسبانية حتى باتت حاليا الأولى على مستوى العالم بشكل عام وأوروبا بشكل خاص؟

- الكرة الإسبانية مرت بفترات صعبة جدا وكان لزاما على الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن يرسم خططا متوسطة وطويلة المدى وكانت البداية بالطبع من خلال الاهتمام بالفئات السنية، وتم وضع الكثير من الخطط والبرامج للنهوض الشامل بالكرة الإسبانية وكان نتيجة هذا الصبر الذي استمر 25 عاما بروز منتخب أول نجح وبكل اقتدار أن يعتلي هرم الكرة الأوروبية أولا ثم الكرة العالمية، والجميع في إسبانيا فخور حاليا بمنتخب بلاده بعد أن مر هذا المنتخب بصعوبات جمة في السنوات التي سبقت خطط التطوير الشاملة.

وحقيقة باتت التجربة الإسبانية مصدر إلهام للكثيرين في الدول العالمية ولكن الأمر الذي يتوجب أن أؤكده في هذا الجانب هو ضرورة الصبر ودفع مبالغ مالية طائلة لخطط التطوير الشامل فلا يمكن أن يفصل عامل عن الآخر خصوصا أن العنصر الأساسي في النهوض هو موهبة اللاعبين وهذا موجود في السعودية وأعتقد أن القائمين على الكرة السعودية لديهم العزيمة الجادة لبناء منتخب قوي وإعادة صياغة الكرة في السعودية لتستعيد الأمجاد وهذا ليس بمستبعد متى ما توفرت الظروف والعوامل المناسبة.

* بحكم عملك في الفئات السنية واكتشاف المواهب في إسبانيا، ما الفارق بين اللاعب السعودي والإسباني في هذه المرحلة (تحت 14 سنة)؟

- لا توجد فوارق كبيرة فالموهبة موجودة والبنية الجسمانية متوافرة ولكن في إسبانيا توضع لهم برامج تأهيلية تتضمن التقوية الجسمانية المناسبة من خلال برامج صالات الحديد، كما أن البيئة الاحترافية التي يعيشها اللاعب الإسباني منذ الصغر يختلف نسبيا عن بيئة اللاعب السعودي، وخصوصا أن في إسبانيا يعون جيدا أهمية كرة القدم كمهنة ولكن هذا لا ينفصل عن أهمية التحصيل الدراسي وغير ذلك ولذلك الأكاديميات تمثل ضرورة دائما في أي دولة تود أن تجمع بين التفوق في المجال العلمي والكروي للاعبيها الصغار ولكن هذا كما قلت يتطلب صرف مبالغ باهظة جدا وصبرا طويلا حتى تتحقق النتائج المرجوة.

* هل تتابع المنافسات الكروية السعودية، ومن يعجبك من الفرق؟

- بالطبع أتابع الكرة السعودية جيدا، ولكن تركيزي الدائم يكون لمتابعة منافسات الفرق السنية من البراعم والناشئين والشباب، ولكن هذا لا يعني أنني أتجاهل متابعة مباريات الفرق الكروية الأولى فقد شاهدت مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس ولي العهد وأعجبت بالمستوى الفني للفريقين، وحقيقة أظهرت تلك المباراة قوة كبيرة وأثبتت أن الكرة السعودية مليئة باللاعبين المميزين القادرين على إعادة هيبة المنتخب الأول خلال الفترة القادمة، والأهم هو أن الموهبة موجودة لديكم في السعودية، ولكن هناك عناصر مهمة أيضا وهي تطبيق الاحتراف بشكل أفضل، حيث ضروري أن يكون اللاعبون ملتزمين تماما بالأنظمة والتعليمات التي تفرض عليهم سواء في النظام الغذائي أو الحصص التدريبية، وكذلك عدم السهر والالتزام بالتدريبات التي ينبغي أن تكون على فترتين صباحية ومسائية.

* وماذا عن الدوري والمنافسات الكروية السعودية الأخرى، هل تعتقد أنها قوية؟

- الدوري السعودي ليس بالقوة المطلوبة ولا يمكن عمل مقارنة بين قوته وقوة الدور الإسباني إن قبلت هذا المقياس.

* هل لديك انطباع أن اللاعب السعودي غير منضبط من الناحية الاحترافية مقارنة باللاعب الإسباني؟

- لا، لا يوجد لدي انطباع حول هذا الأمر، ولكن أرى أن هناك عددا من اللاعبين المحترفين السعوديين المميزين، ويتضح من محافظتهم على الأداء الفني العالي أنهم يطبقون الاحتراف بصورة صحيحة، وموضوع تطبيق الاحتراف يتطلب ثقافة شخصية أكبر من اللاعب قبل أي شخص آخر. هناك حالات أيضا للاعبين في إسبانيا لم يكونوا يقومون بتطبيق الاحتراف بالشكل الأمثل لكن فترتهم في الملاعب كانت قصيرة لأن هناك في إسبانيا الانضباطية والالتزام هي أهم شيء وهذا الأمر يجب أن يطبق بشكل أكثر صرامة في بلادكم.

* هل ترى أن هناك بعض اللاعبين السعوديين يمكنهم الاحتراف في أوروبا والنجاح في التجارب هناك؟

- نعم هناك لاعبون مميزون في السعودية يمكنهم النجاح في أوروبا في حال كان لديهم الانضباط المطلوب والموهبة والمهارة الجيدة القابلة للتطوير، ولكن كما قلت يتطلب توافر بعض الشروط الأساسية فيهم وأضمن أن يكون منهم من ينال فرصة اللعب في أكبر الأندية الإسبانية مثل ريال مدريد وبرشلونة في السنوات القليلة القادمة.

* هل بالإمكان تسمية هؤلاء اللاعبين الذين تنطبق عليهم مواصفات اللاعب المحترف؟

- اعذرني وسأتحفظ على ذكر أسمائهم ولكنهم موجودون لديكم وهذا أعتقد أنه أمر إيجابي للكرة السعودية.

* بعض النقاد يعتبرك مدربا مغمورا، ولست الأنسب لتولى اللاعبين الذين يمثلون حلما كبيرا للسعوديين. هل لديك خبرات ناجحة مع هذه الفئة؟

- قبل أن أحضر للسعودية كنت مكلفا من قبل إدارة ريال مدريد لاكتشاف المواهب وجلبها للنادي كما تعاونت مع ناديي فياريال وأتليتكو مدريد وجلبت لريال مدريد النجم الكبير دي ماريا حيث كلفت بحضور عدد من البطولات العالمية في الفئات السنية وبعد أن تلقيت عرضا من قبل الاتحاد السعودي عن طريق المدرب لوبيز كارو والذي يتولى حاليا تدريب المنتخب السعودي الأول وهو من المدربين الذين يتشرف أي مدرب للعمل معهم فوافقت على التدريب في السعودية.

* هل لعبت في أي من الأندية الإسبانية ووصلت لتمثيل منتخب بلادك؟

- نعم لعبت 18 عاما في دوري الدرجة الأولى وتدرجت في جميع الفئات السنية لفريق أتليتكو مدريد كما مثلت المنتخب تحت 21 عاما ثم اتجهت لاكتشاف المواهب والتدريب.