قمة سان باولو تبقي اليوفي في صدارة «الكالتشيو» بفارق 6 نقاط

إنلر مهاجم نابولي أفسد فرحة المدافع كيلليني بتسجيله هدف التعادل

TT

نجح يوفنتوس في الخروج من نفق سان باولو بالتعادل الإيجابي 1-1 أمام مضيفه وأقرب منافسيه نابولي أول من أمس( الجمعة) في افتتاحية الجولة 27 من الدوري الإيطالي. وكان المدافع كيلليني قد نجح في تسجيل الهدف الأول لصالح اليوفي في الدقيقة 10 ثم أدرك المهاجم السويسري إنلر هدف التعادل لأصحاب الأرض والجمهور في الدقيقة 44. وارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 59 مرسخا أقدامه في صدارة «الكالتشيو» بينما رفع نابولي رصيده إلى النقطة 53 في الوصافة، ليبقى فارق الست نقاط قائما بين الطرفين. يذكر أن جماهير سان باولو وقفت لتحية اللاعبين عقب إطلاق صافرة النهاية، وواجه فريق نابولي خطر التعرض للخسارة في الشوط الأول ولكن بمجرد أن أدرك هدف التعادل استفاق وحاول انتزاع نقاط اللقاء واقترب من تسجيل هدف الـ2-1 عن طريق دزيمايلي. ولكن اليوفي كان أكثر سعادة بهذه النتيجة لأنها تعادل، في الواقع، توسيعا جديدا للفارق مع فريق والتر ماتزاري. صحيح أن فارق النقاط ظل كما هو (ست نقاط) ولكن هذا على الورق فحسب، فنتائج اللقاءات المباشرة بين الفريقين تصب في مصلحة اليوفي: فوز في تورينو وتعادل في سان باولو. وهكذا حتى يتمكن نابولي من الفوز بالدرع المحلي هذا الموسم يتعين عليه (حتما) إنهاء الموسم منفردا بالصدارة، بينما اليوفي حتى في حال إنهاء الموسم بنفس عدد نقاط نابولي سيحصد الدرع بفضل نتائج اللقاءات المباشرة بينهم. من أجل ذلك عندما أطلق الحكم أورساتو صافرة النهاية توجه اليسيو مساعد مدرب اليوفي إلى كونتي ليربت على كتفيه وكذلك عانق بوفون رفاقه قبل أن يتوجه بهم لتحية جماهير السيدة العجوز (نحو ثلاثة آلاف شخص) التي حضرت إلى الملعب.

وكان من بين أكثر لاعبي اليوفي سعادة هو المدافع كيلليني الذي شارك أساسيا بعد غياب شهرين ونصف وقد تحامل اللاعب على نفسه لأن كاحله لا يزال منتفخا ويؤلمه، وكان كيلليني صلبا بل استطاع أيضا أن يسجل هدفا جديرا بمهاجم (كرة رأسية داخل منطقة جزاء نابولي)، وقال المدافع عقب انتهاء المباراة: «أجل، لقد كانت مباراة مهمة، من الواضح أن هدفي لم يكن حاسما ولكن بالنسبة إلي نحن قدمنا مؤشرا لمن يريد أن ينتزع عنا الدرع. نحن نستحق دون نقاش هذه الصدارة. كنا نأمل في تحقيق الفوز ولكن حسنا النتيجة عادلة على أي حال. حالة كاحلي؟ بالتأكيد كانت حالته سيئة للغاية، يتعين علي توجيه الشكر إلى الطاقم الطبي بالنادي وأخصائي العلاج الطبيعي، لقد كنا نعمل حتى الليل يوميا، وفي المنزل أيضا. ثم كان كونتي بالأحرى يشجعني». وحول اللقطات العنيفة التي شهدها اللقاء بين كيلليني وكافاني مهاجم نابولي صرح مدافع اليوفي: «ضربة الكوع التي حصلت عليها؟ ما حدث هو ما ظهر في الصور التلفزيونية. لقد تحدثتا بعد المباراة وليست هناك مشكلة بيننا. من السليم أن نتصارع طوال الـ90 دقيقة، أما تحديد المخالفات فهذه الأمور تخص الحكم وعندما تنتهي المباراة ينبغي أن ينتهي كل شيء أيضا. وهذا من جمال كرة القدم، تحدي أبطال كبار مثل كافاني والصراع داخل الملعب ثم الخروج من المباراة كمنافسين نحترم بعضنا البعض».

وعقب انتهاء المباراة كان تحليل المدرب كونتي هادئا للغاية: «بعد الشوط الأول كنا نقترب من الفوز. كنا رائعين في عدم فقد الكرة تماما على الرغم من المناخ المشتعل في الملعب. الآن أمامنا 11 مباراة في الدوري، ونحن نود تكرار نجاح الموسم المنصرم، ستكون مغامرة أكثر غرابة. أمام نابولي تقدمنا خطوة للأمام ولكن الحسابات لا تقول إننا حسمنا الأمر. لا يزال يتعين علينا اللعب على أرض لاتسيو والإنتر وأمام الميلان وكذلك أمام كاتانيا مفاجأة هذا الموسم. يؤسفني أننا لم نكن حاسمين عندما كان بوسعنا غلق المباراة، إحراز هدف الـ2-0 كان بوسعه القضاء على نابولي». وبعد انتهاء المباراة الأكثر ترقبا في الدوري الإيطالي لم يتبق لدى كونتي سوى انطباعات جيدة: «كان من المهم تقديم هذا الإثبات على الشخصية والسمات التي يتمتع بها اليوفي. أكرر مرة أخرى، إنها مشكلة مضاعفة النتيجة، في مرات أخرى كنا بارعين في التعامل مع الخسارة، هذه المرة لا. ثم خلال الشوط الثاني كان نابولي أكثر حذرا». وحول المشاهد التحكيمية لم يذكر كونتي سوى بعض المزاحات: «كيلليني أراد فحسب أن يتأكد إذا كان شعر كافاني به مثبت أم لا (يضحك). أصدروا أنتم الأحكام فالإعادة التلفزيونية موجودة. لم يكن من السهل تحكيم مثل هذا اللقاء، فالكثير من التوترات تم خلقها حول هذه المباراة».

من جانبه قال ماتزاري مدرب نابولي: «أنا سعيد بما قدمه فريقي خلال الشوط الثاني ولست سعيدا بالنتيجة. عند لحظة بعينها من الشوط الثاني اعتقدت أننا سنسجل هدف الفوز، فقد كنا نستحق ذلك. فلننظر فحسب إلى الفرصة المهدرة من جانب دزيمايلي». كان ماتزاري قد علق قبل المباراة على اختيار الحكم أورساتو لإدارة المباراة بقوله «قرار مرحب به» ولكن بعد اللقاء صرح مدرب نابولي: «تعلمون أنني لا أعلق مطلقا على القرارات التحكيمية ولكن قيل لي إن هناك ضربتي جزاء لم يتم احتسابهما لصالحنا. ولكن كان علينا وبوسعنا تحقيق الفوز دون هذه المشاهد». ويرى ماتزاري أنه لا يزال هناك هوامش يستطيع فريقه من خلالها المنافسة على الدرع المحلية حتى نهاية البطولة: «علينا أن نلعب دون الانشغال بمن يسبقنا ومن يأتي خلفنا. سيكون من المهم للغاية التفكير في أنفسنا وحصد أكبر عدد من النقاط، ثم في منتصف مايو (أيار) نقوم بغلق الحسابات. لقد فقدنا على الأقل أربع نقاط في الأسابيع الأخيرة ولا يمكننا السماح بتكرار ذلك. أعتقد أننا إذا أدرنا الهجمات بشكل أفضل داخل منطقة الجزاء سيكون بوسعنا الفوز خلال الـ4 - 5 مباريات المقبلة».

وحتى هذه المرة لم يتمكن المهاجم الأورغواني كافاني من التسجيل. فصيامه التهديفي مستمر منذ خمس مباريات، فاللاعب يلتزم، كالعادة، ولكنه لا ينجح في تحويل ذلك إلى واقع. هكذا مثل هامسيك وبانديف، فالأخير لم يحاول مطلقا إحراز الأهداف أمام اليوفي، على خلاف لاعب الوسط السلوفاكي الذي واجه بوفون في فرصتين. ومع غياب أهداف المهاجم الأورغواني يستمر نابولي في عدم الفوز. ولكن يظل في النهاية التعادل أمام اليوفي نتيجة إيجابية ولكن بلا معنى في الترتيب، فمنذ أن غاب كافاني عن التسجيل حصد نابولي أربع تعادلات فضلا عن هزيمتين أمام فيكتوريا بلزن في الدوري الأوروبي.