توتنهام يهزم آرسنال في دربي شمال لندن ويستعيد المركز الثالث بالدوري الإنجليزي

«فرحة» الريال و«كارثة» برشلونة تلقي بظلالها على استعدادات الفريقين قبل الاختبار الأوروبي الصعب أمام يونايتد وميلان

TT

استعاد فريق توتنهام موقعه في المركز الثالث بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعدما تغلب على ضيفه آرسنال 2 - 1 في دربي شمال لندن الذي جمع بينهما أمس في المرحلة الثامنة والعشرين من المسابقة.

وكان تشيلسي قد اقتنص المركز الثالث يوم السبت الماضي عبر فوزه على ضيفه ويست بروميتش البيون بهدف نظيف.

ولكن سرعان ما عاد توتنهام إلى موقعه في المركز الثالث بعدما رفع رصيده إلى 54 نقطة بفارق نقطتين أمام تشيلسي الذي تراجع للمركز الرابع، بينما تجمد رصيد آرسنال عند 47 نقطة في المركز الخامس.

وتقدم المتألق غاريث بال بهدف لتوتنهام في الدقيقة 37 بعدما أهداه جيلفي سيجوردسون تمريرة رائعة في غفلة من مدافعي آرسنال لم يجد معها أي صعوبة في التسجيل بشباك الحارس جسيش تشيزني.

وبعد دقيقتين فقط أضاف آرون لينون ثاني أهداف توتنهام مستغلا تمريرة سكوت باركر بين مدافعي آرسنال التائهين فتقدم وراوغ الحارس تشيزني وسدد في الشباك بسهولة.

واحتج لاعبو آرسنال على الحكم لأنه لم يوقف اللعب بعد سقوط الإسباني سانتي كازورلا لاعب آرسنال على أرض الملعب، وإشارته باستمرار اللعب ليحرز لينون الهدف.

وحاول آرسنال الضغط لتحسين النتيجة قبل نهاية الشوط الأول دون جدوى أمام دفاع توتنهام الصلب.

وفي الشوط الثاني رد بيير ميرتساكر بهدف لصالح آرسنال في الدقيقة 51 من تمريرة من ضربة حرة مباشرة عن طريق ثيو والكوت. واشتعلت المباراة حماسا وسط هجمات متبادلة من الفريقين، لكن توتنهام حافظ على سجله الخالي من الهزيمة في 12 مباراة بالدوري ليتقدم خطوة جديدة نحو تأمين مكان مباشر لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وتختتم المرحلة اليوم بلقاء مانشستر سيتي الثاني مع أستون فيلا.

من جهة أخرى أجمعت الصحف الإسبانية الصادرة أمس على «الفرحة» التي يشهدها نادي ريال مدريد، و«الكارثة» التي يعيشها منافسه التقليدي العنيد برشلونة، بعدما حقق الريال الانتصار الثاني له على الريق الكتالوني في غضون أيام قليلة.

وتغلب الريال على برشلونة 3 / 1 يوم الثلاثاء الماضي في إياب الدور قبل النهائي لمسابقة كأس ملك إسبانيا ليطيح به من البطولة، ثم تغلب عليه 2 / 1 السبت في الدوري الإسباني.

وذكرت صحيفة «ماركا» في عنوانها «فرحة بيضاء» أن الريال «صرع برشلونة للمرة الثانية في غضون خمسة أيام من خلال تشكيل يضم الكثير من البدلاء».

وأكدت الصحيفة أن فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو قهر برشلونة 2 / 1 على استاد «سانتياغو برنابيو»، وبلغ «نقطة الانطلاق» قبل مباراته المرتقبة أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي غدا في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

وأكدت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية أن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجح في دوره هذه المرة وتفوق على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل الهدف الوحيد لبرشلونة في الظهور الوحيد للاعب الأرجنتيني باللقاء. وأوضحت الصحيفة أن رونالدو فجر ثورة في أداء الريال لدى نزوله وقاد الفريق للفوز الثمين ولم يستطع التسجيل فقط لتألق فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة في التصدي لمحاولاته.

وأشارت الصحيفة إلى أن مباراتي الكلاسيكو أعادتا رسم صورة رونالدو أمام العالم بأكمله بعدما اهتزت في السنوات الماضية نتيجة الهزائم التي نالها الريال على يد برشلونة ونجمه المتألق ميسي الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم على مدار الأعوام الأربعة الماضية.

في المقابل، بررت الصحف الصادرة في برشلونة هزيمة الفريق الكتالوني وأرجعتها إلى سببين، أولهما هو أخطاء الفريق نفسه، والثاني هو أخطاء التحكيم الذي حرم برشلونة من ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع للمباراة.

وأوضحت صحيفة «سبورت» الكتالونية الرياضية: «سرقة لا تبرر الكارثة»، وأضافت: «برشلونة سقط في حفرة سوداء وفي بئر لا يجد فيه حبلا (للنجاة)».

ووسط نشوة الانتصارات والصحوة التي يعيشها ريال مدريد وكآبة الإحباط في منافسه التقليدي العنيد برشلونة، يترقب كل من الفريقين اختبارا قاسيا خلال الأيام القليلة المقبلة عندما يخوضان جولة الإياب في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

وتبدأ جولة الحسم غدا حيث يصطدم الريال بمانشستر يونايتد على ملعب الأخير في استاد «أولد ترافورد»، بينما يصطدم برشلونة بعدها بأسبوع على ملعبه مع ميلان الإيطالي.

وأصبح مصير كل من قطبي الكرة الإسبانية معلقا بالتسعين دقيقة التي يخوضها في جولة الإياب بدوري الأبطال مع اختلاف معنويات اللاعبين في كل من الفريقين وفرص كل منهما في مواجهة منافسه. لكن مما لا شك فيه أن الريال سيتوجه إلى مانشستر متمتعا بمعنويات رائعة قد تكون الأفضل في أي فترة له بالموسم الحالي، لكن الفريق يحتاج إلى الفوز على يونايتد في عقر داره بعدما انتهى لقاء الذهاب بين الفريقين بالتعادل 1 / 1 في مدريد.

واطمأن الريال على مستوى جميع لاعبيه قبل لقاء مانشستر الحاسم، حيث دفع مورينهو بتشكيلتين مختلفتين بشكل شبه تام في مباراتيه أمام برشلونة.

ولكن الشيء غير المؤكد حتى الآن هو ما يمكن أن يقدمه الريال من مستوى أمام مانشستر يونايتد الذي يختلف مستواه حاليا عن مستوى برشلونة كثيرا في ظل العروض القوية والانتصارات المتتالية للفريق الإنجليزي.

وأظهر يونايتد استعداده برباعية في شباك نوريتش سيتي السبت، سجل منها لاعب خط الوسط الياباني الدولي شينجي كاجاوا ثلاثة (هاتريك)، ليزيد من أوراق السير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد الرابحة.

وقال فيرغسون: «أظهر كاجاوا أنه بات يتكيف مع بيئته الجديدة، لقد أظهر لمسات راقية وفعالة منذ قدم الصيف الماضي من صفوف بوروسيا دورتموند الألماني».

وبعد ارتفاع مستوى كاجاوا بهذا الشكل الملحوظ، زادت فرصته في المشاركة منذ البداية في المباراة المرتقبة أمام ريال مدريد. كما أكد فيرغسون على أن ريان غيغز، 39 عاما، الذي يستعد لخوض مباراته رقم ألف (بينها مشاركاته مع منتخب ويلز ومنتخب بريطانيا العظمى) «سيشارك» في المباراة أمام ريال مدريد.

وعلى النقيض تماما من الريال تبدو الحالة الذهنية والمعنوية لدى برشلونة، حيث وجد الفريق نفسه أمام حائط مرتفع يصعب اجتيازه أو تسلقه بعد هزيمتيه في مباراتي الكلاسيكو ليزداد وضع الفريق سوءا في الموسم الحالي بعد هزيمته المفاجئة والمهينة أمام ميلان صفر / 2 في لقاء الذهاب بدوري الأبطال.

وقبل شهر واحد فقط، كان الاعتقاد السائد لدى الجميع أن برشلونة يتجه بثبات وثقة نحو التتويج بثلاثية الدوري والكأس في إسبانيا ودوري أبطال أوروبا. ولكن آمال الفريق في الدفاع عن لقب الكأس تبددت، كما تبدو فرصته في استعادة اللقب الأوروبي صعبة للغاية، وبات الدوري المحلي هو الهدف الأقرب للتحقيق.