العرب يفتحون المزاد لشراء آرسنال بعرض 1.5 مليار إسترليني

مجموعة إماراتية - قطرية تتطلع لإتمام أكبر صفقة استحواذ على ناد لكرة القدم.. وعثمانوف يقف عقبة

TT

توشك ملكية نادي آرسنال الإنجليزي على الانتقال من الملياردير الأميركي ستان كرونكي ونظيره الأوزبكستاني أليشير عثمانوف إلى مجموعة تجارية قطرية إماراتية، مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني، في أكبر صفقة استحواذ على ناد لكرة القدم.

وأفادت مصادر إعلامية بريطانية أمس بأن مجموعة تجارية قطرية إماراتية أعربت عن اهتمامها بشراء النادي الإنجليزي، وأنها على استعداد لتقديم عرض يفوق ضعف القيمة التي حددت لنادي آرسنال قبل عامين، على أن تنتقل الملكية بشكل كامل للمجموعة، إضافة لسداد ديون النادي التي تبلغ نحو 250 مليون إسترليني. ويتضمن العرض المنتظر شراء جميع أسهم النادي البالغ عددها 62 ألفا و217 سهما، لكن ربما يقف عثمانوف الذي يملك 29.96 في المائة من أسهم آرسنال، كعقبة أمام العرض العربي للاستحواذ الكامل، لأن رجل الأعمال الأوزبكي حاول من قبل شراء النادي بأكمله لكنه فشل.

وذكرت مصادر أنه في حال عدم رغبة عثمانوف (الذي لا يتمتع بعلاقة ود مع الشريك الأكبر كرونكي) في بيع حصته فإن المجموعة الإماراتية القطرية ستركز على شراء نسبة كرونكي من هذه الأسهم والتي تبلغ 66.83 في المائة من أسهم النادي، بما يعادل 41 ألفا و581 سهما، حيث ينتظر أن تبلغ قيمة السهم نحو 20 ألف إسترليني.

ويحظى آرسنال برعاية من شركة «طيران الإمارات»، التي جددت تعاقدها مع النادي حتى نهاية موسم 2019/2018، مقابل 150 مليون جنيه إسترليني، لكن مصدرا مسؤولا بالشركة أكد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنهم (طيران الإمارات) ليسوا طرفا في العرض الذي تم الإعلان عنه، مع التأكيد على الاستمرار في رعاية آرسنال.

ولا تريد هذه المجموعة أن تعلن عن هويتها في الوقت الحالي، لكن مصدرا مطلعا على العرض صرح لصحيفة «التلغراف» البريطانية بأن الهدف هو شراء حصة رجل الأعمال الأميركي ستان كرونكي، الذي تسبب تقشفه المالي في إثارة غضب عشاق وجمهور نادي آرسنال الذين يشعرون بالإحباط بسبب نتائج النادي المتواضعة وتخليه عن أبرز نجومه واحدا تلو الآخر.

وفي حال نجحت صفقة الاستحواذ فإنها ستكون الأكبر في جميع أنحاء العالم، وستتجاوز بذلك الرقم القياسي الذي تم دفعه لشراء مانشستر يونايتد الإنجليزي من قبل عائلة «جليزر» الأميركية قبل 10 سنوات مقابل 800 مليون جنيه إسترليني.

وأضاف المصدر أنه سيتم تخصيص مبالغ مالية ضخمة للتعاقد مع نجوم من العيار الثقيل لإعادة فريق المدفعجية إلى طريق البطولات ومنصات التتويج على المستويين القاري والعالمي، كما سيتم تخفيض أسعار تذاكر المباريات في معقل الفريق بملعب «الإمارات»، والتي تعد في الوقت الحالي هي الأعلى في الدوري الإنجليزي وربما في أوروبا، في محاولة لاستعادة أجواء ملعب هايبري (القديم) الذي شهد أزهى فترات آرسنال في عالم الساحرة المستديرة.

وتسعى المجموعة إلى أن تكون ملكية النادي بالكامل تابعة لهيئة واحدة، ولذا سيشمل العرض كل أسهم النادي.. وعلى هذا الأساس، سيحقق الملياردير الأميركي كرونكي أرباحا تقدر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني، نظرا لأنه كان قد اشترى جميع أسهمه مقابل نحو 430 مليون جنيه إسترليني منذ أن بدأ في شراء أسهم النادي عام 2007. وعندما قام كرونكي بتقديم عرضه النقدي في أبريل (نيسان) 2011 لشراء حصص داني فيزمان ونينا بريسويل سميث، كانت أسهم النادي تقدر بـ731 مليون جنيه إسترليني.

وذكرت «تلغراف» أن المجموعة العربية طلبت عقد لقاء مع كرونكي لمناقشة تفاصيل العرض، وهناك إمكانية كبيرة لإتمام الصفقة، لكن من غير المرجح أن يوافق عثمانوف على بيع أسهمه، لأنه يحلم بالاستحواذ على النادي الإنجليزي العريق. ومع ذلك، تعتقد المجموعة أنها ستكون قادرة على العمل مع الملياردير الأوزبكي، الذي لا يملك حاليا صوتا في مجلس إدارة النادي والذي يشعر بإحباط شديد نتيجة ابتعاده عن دائرة اتخاذ القرار داخل آرسنال.

على جانب آخر، يتوقع أن تثير أي صفقة من هذا النوع التساؤلات حول مصير المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر مع المدفعجية، على الرغم من تأكيد المجموعة على أنها تسعى للاستفادة من الخبرات الهائلة لفينغر ومعرفته بأدق التفاصيل داخل النادي. ومع ذلك، تدرك المجموعة جيدا أن آخر بطولة حصل عليها آرسنال كانت كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2005، وأن النادي لم يعد منافسا قويا على الدوري الإنجليزي الممتاز، وبات يكتفي باحتلال المراكز الدافئة في الدوري.

ويسعى آرسنال جاهدا لإنهاء المسابقة ضمن المراكز الأربعة الأولى لكي يضمن التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا. وإذا ما فشل المدفعجية في التأهل لدوري أبطال أوروبا فستكون لذلك تداعيات وخيمة على الفريق الذي لم يتخلف عن البطولة الأقوى في القارة العجوز على مدار الـ16 عاما الماضية، منذ أن تولى فينغر قيادته.

ونقلت «تلغراف» عن مصدر قريب من الصفقة قوله «يمر آرسنال بمرحلة في غاية الأهمية، وثمة خوف كبير من أن يدخل النادي في دائرة مفرغة من التراجع والتدهور، على غرار ما حدث مع نادي ليفربول، ولذا نعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لإتمام هذه الصفقة، لأننا لن نتقدم بمثل هذا العرض لو تراجع آرسنال في المستوى. ولن يحصل كرونكي وعثمانوف على عرض بهذه القيمة لو لم ينجح آرسنال، ولن يحصلا على مثل هذا العرض مطلقا. إننا نعتقد أن هذا العرض يأتي في الوقت المناسب تماما لأنه سوف يعطي كل مساهم أقصى قيمة للأسهم التي يحملها». وأضاف المصدر «لا يمكن أن يرتفع العرض عن القيمة التي تم عرضها بالفعل، لأنه سيتم ضخ مبالغ مالية طائلة أخرى لشراء لاعبين جدد حتى يتمكن الفريق من المنافسة على المستوى المحلي والقاري والعالمي».

وأضاف المصدر أن الصفقة ستكون بمثابة المنقذ لجمهور النادي الذي يشعر بالإحباط، مضيفا «لا يمكن لأي ناد كبير أن يظل ثماني سنوات من دون الحصول على أي بطولة، ولا يمكن لأي مدير فني لناد كبير أن يبقى في منصبه لمدة ثماني سنوات إذا لم يحصل على أي بطولة، حتى لو كان هذا المدير الفني هو السير أليكس فيرغسون نفسه».

وربما يوافق فينغر على الاستمرار في منصبه تحت القيادة الجديدة للنادي، لكنه سيكون في موقف لا يحسد عليه، لا سيما أنه دائما ما كان ينتقد الأندية التي يملكها رجال الأعمال الأثرياء واتهمها بأنها تتعاطى «منشطات مالية»، على الرغم من أن الكثير من التقارير تشير إلى احتمال انتقاله لتدريب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يملكه قطريون أيضا!.. ويمتد عقد فينغر مع المدفعجية حتى عام 2014، ولا ينوي الرحيل عن النادي حتى لو لم يتأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا، على الرغم من تعرضه للعديد من الانتقادات التي تطالبه بالرحيل.

وقد أعربت المجموعة عن رغبتها الجامحة في إعادة آرسنال إلى طريق الألقاب والبطولات مرة أخرى، مؤكدة على أن ملكية كرونكي ونجله لحصة كبيرة من أسهم النادي تعد أحد الأسباب التي تجعل النادي غير قادر على المنافسة على البطولات، علاوة على نقص الخبرة، الذي يعد أحد العوائق الرئيسية في طريق النادي، حيث قال المصدر «تتمثل المشكلة الكبرى في نادي آرسنال في عدم وجود مالك أو وجه يمثل النادي أو شخص تتحدث معه».

ويفتقر آرسنال للقوة والقيادة في الإدارة، علاوة على الشعور العام بأن كرونكي ونجله لا يباليان بما يحدث داخل النادي، في الوقت الذي يتعرض فيه المدير التنفيذي للنادي إيفان غازيديس لانتقادات حادة بسبب الصلاحيات الهائلة التي يعطيها للمدير الفني للفريق آرسين فينغر. وبالإضافة إلى ذلك، يشكو عشاق النادي من أن كرونكي يقوم بدور المتفرج، وأنه لم يلتق بهم بصورة مباشرة منذ استحواذه على غالبية أسهم النادي، على الرغم من حضوره بعض المباريات المهمة التي لعبها الفريق على ملعبه في الآونة الأخيرة، مثل مباراتي آرسنال أمام بايرن ميونيخ الألماني وأستون فيلا. ودائما ما تشهد الاجتماعات السنوية لجمهور النادي توجيه انتقادات لاذعة لكرونكي بسبب طريقته في الإدارة.