العالم ينتظر قمة الحسم بين العملاقين مانشستر يونايتد وريال مدريد اليوم

فرص دورتموند الألماني أكبر لعبور عقبة شاختار الأوكراني وبلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

TT

مع استئناف الصراع على بطاقات التأهل لدور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، خطفت المواجهة المرتقبة اليوم بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني الاهتمام والأضواء من باقي المباريات التي تقام خلال اليوم وغدا في جولة الإياب بدور الستة عشر للبطولة.

ويبدو يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي في وضعية جيدة للغاية من أجل الوصول لدور الثمانية بعد ما حقق كل منهما فوزا ثمينا خارج ملعبه في جولة الذهاب قبل ثلاثة أسابيع بينما تبدو فرصة بروسيا دورتموند الألماني جيدة أيضا في العبور بعد ما تعادل 2 / 2 مع شاختار دونيتسك الأوكراني في عقر داره ذهابا.

وسيكون ريال مدريد، الطامح إلى الفوز باللقب للمرة الأولى منذ 2002 وتعزيز رقمه القياسي (9 ألقاب حتى الآن)، مطالبا بتحسين نتيجة الذهاب، عندما يحل على مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد».

الفصل الأول من الموقعة النارية انتهى بالتعادل 1 - 1 على ملعب «سانتياغو برنابيو»، عندما افتتح يونايتد التسجيل عبر داني ويلبيك، إلا أن لاعب يونايتد السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تركه في 2009 مقابل صفقة قياسية تجاوزت التسعين مليون يورو، أدرك التعادل في الدقيقة 30 للفريق الملكي.

وسيكون التعادل السلبي كافيا لفريق «الشياطين الحمر» الإنجليزي من أجل بلوغ ربع النهائي، في حين يتعين على ريال تسجيل هدف على الأقل كي يأمل في متابعة المشوار.

وتتميز الموقعة بين ريال ويونايتد بنكهة خاصة لأنها تجمع بين المدربين البرتغالي جوزيه مورينهو والأسكوتلندي أليكس فيرغسون اللذين دخلا في كثير من المواجهات خلال فترة إشراف الأول على تشيلسي الإنجليزي، إضافة إلى أن البرتغالي كان يشرف على مواطنه بورتو عندما أطاح بيونايتد من الدور الثاني للمسابقة عام 2004 (2 - 1 و1 - 1) في طريقه إلى اللقب قبل أن يصبحا أصدقاء.

ويعتبر مورينهو من أبرز المرشحين لخلافة فيرغسون، لكنه مازح الشهر الماضي في رد على سؤال حول قدومه إلى يونايتد: «لا أعتقد ذلك لأننا سنعتزل التدريب في الوقت عينه. هو بعمر التسعين وأنا في السبعين».

وكانت مباراة الذهاب الأولى بين مورينهو والسير أليكس منذ الدور نفسه من موسم 2008 - 2009، عندما قاد الثاني يونايتد إلى الفوز 2 - صفر بمجموع المباراتين على إنتر ميلان الإيطالي، وقد خطى المدرب الأسكوتلندي نصف خطوة لتكرار السيناريو بفضل الهدف الذي سجله خارج معقله، لأنه مهد الطريق أمامه كي يثأر من النادي الملكي الذي خرج فائزا من المواجهة الأخيرة بين الطرفين في ربع نهائي نسخة 2003 حين فاز ذهابا 3 - 1 على أرضه ثم رد يونايتد بحسم لقاء الإياب 4 - 3 لم يكن كافيا، في مباراة رائعة ومجنونة سجل فيها البرازيلي رونالدو ثلاثية للفريق الملكي على ملعب «أولد ترافورد» والبديل ديفيد بيكام ثنائية ليونايتد، كما ضمن ريال مقعدا له في نصف نهائي 2000 بفوزه 3 - 2 في مانشستر.

وفي المباريات الإقصائية بينهما، نجح يونايتد بالفوز مرة واحدة في طريقه إلى إحراز لقبه الأول عام 1968 عندما تعادلا في إسبانيا 3 - 3 وفاز يونايتد على أرضه 1 - صفر.

ويخوض ريال المباراة منتشيا من انتصارين على التوالي حققهما أمام غريمه التاريخي برشلونة في مسابقتي الكأس والدوري، إذ سيتابع المشوار في الأولى نحو النهائي، بيد أن آماله معدومة في الثانية إذ يتصدر برشلونة بفارق كبير (16 نقطة).

وقال مدافع ريال سيرجيو راموس: «من الواضح أن الفوزين (على برشلونة) رائعان على صعيد الثقة بالنفس لدى المجموعة، لأننا سنخوض مباراة هامة الآن في دوري الأبطال. نحن ذاهبون إلى مانشستر وواثقون بإمكانية الفوز، مع الاحترام للخصم المميز».

واعتبر لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل أنه «إذا كان ريال قادرا على الفوز في برشلونة، يمكنه الفوز أيضا في مانشستر».

وأراح مورينهو عددا من لاعبيه الأساسيين في مباراة برشلونة السبت على غرار نجمه رونالدو الذي شارك في الشوط الثاني.

وعدا عن الحارس إيكر كاسياس المصاب، سيكون أمام مورينهو المتسع من الخيارات لاعتماد تشكيلته الأساسية.

وستكون الزيارة الأولى لرونالدو إلى ملعب فريقه السابق، مما دفع الفرنسي باتريس إيفرا ظهير يونايتد إلى القول: «هذا بيته لذا ستكون المشاعر ملتهبة خلال استقباله. آمل ألا يدفعه هذا الأمر للعب بشكل جيد، تحدثت معه بعد المباراة الأخيرة وقال لي إن قدومه إلى مانشستر ومواجهة جمهوره السابق سيكون صعبا». وعلى غرار الريال، يملك فيرغسون خيارات عدة باستثناء غياب المدافع - لاعب الوسط فيل جونز لإصابة في كاحله، وقد أكد الفريق استعداده للمواجهة الكبرى بفوز عريض على نوريتش سيتي 4 - صفر في الدوري السبت، ليحلق في الصدارة بفارق 15 نقطة عن جاره مانشستر سيتي حامل اللقب (قبل مباراة الأخير من أستون فيلا).

وقال فيرغسون عن مواجهة الريال: «ستكون مباراة رائعة. أنتم تتحدثون هنا عن اثنين من أعظم الأندية في العالم. ستكون المشاعر راقية، وأنا متأكد من جمالية اللقاء، إذا حافظنا على نظافة شباكنا سنتأهل، لكني أعتقد أن الفريقين سيسجلان، وآمل أن نسجل أكثر منهم». ومع تقدم يونايتد في صدارة الدوري الإنجليزي وبلوغ الفريق دور الثمانية لبطولة كأس إنجلترا، فإن الحديث يتردد حاليا عن إمكانية تكرار الإنجاز الثلاثي الذي سبق للفريق أن حققه في عام 1999.

ورغم أن مانشستر سيواجه حامل اللقب تشيلسي في مباراته المقبلة بكأس إنجلترا، فلا شك أن مواجهة ريال مدريد اليوم تعتبر العقبة الكبرى في وجهه لتحقيق هدفه ثلاثي الأبعاد.

وعبر فيرغسون، الذي يسعى لمعادلة إنجاز المدرب بوب بيزلي بإحراز لقب أوروبي ثالث، عن ثقته في قدرة فريقه على تجاوز هذه العقبة وقال: «أعتقد أننا بدونا مرتاحين للغاية في مباراة الذهاب وأعطينا فكرة جيدة عن أنفسنا، كان بوسعنا تسجيل خمسة أو ستة أهداف. فقد أضاع روبن فان بيرسي فرصتين محققتين فيما أنقذ حارسهم هدفين آخرين».

فيرغسون الذي سقط في نهائي 2009 و2011 أمام برشلونة مقتنع بجلب اللقب الرابع ليونايتد: «الفوز على ريال مدريد على أرضنا يشكل خطوة كبيرة لهذا الفريق المميز، سيمنحنا فرصة متابعة المشوار حتى النهاية». واعتبر مهاجم يونايتد واين روني أن رونالدو يشكل التهديد الأكبر لفريقه وقال: «الهدف خارج أرضنا يمنحنا الأفضلية بالطبع. لكن من دون شك رونالدو لاعب رائع. شاركت إلى جانبه وأعرف تماما مدى قوته. أكن له احتراما كبيرا لاعبا وشخصا».

> دورتموند - شاختار: وعلى غرار مهمة يونايتد، يستقبل بروسيا دورتموند الألماني شاختار دونيتسك الأوكراني بعد تعادلهما 2 - 2 على ملعب «دونباس ارينا» بهدفين من البولندي روبرت ليفاندوفسكي وماتس هوملز مقابل هدفين للكرواتي داريو سرنا والبرازيلي دوغلاس كوستا، ليقطع شوطا هاما نحو بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 1997 - 1998 حين كان يدافع عن لقبه.

ورغم ذلك، أقر مدرب دورتموند يورغن كلوب أن فريقه لا يزال أمامه مشوار صعب للتأهل إلى ربع النهائي: «كنا الفريق الأفضل في دونيتسك على رغم التعادل 2 - 2 وأن نكون الفريق الأفضل مجددا سيكون تحديا كبيرا لنا».

ويحوم الشك حول مشاركة المدافع الدولي هوملز بعد غيابه عن آخر مباراتين بسبب الرشح. واستعد دورتموند الذي كان بين أربعة فرق تحقق 3 انتصارات على أرضها في الدور الأول، بفوزه على هانوفر 3 - 1 في الدوري السبت بهدفين من ليفاندوفسكي المرشح بقوة للانتقال إلى بايرن ميونيخ.

من جهته، فاز شاختار على فولين لوتسك 4 - 1 ليبقى في صدارة الدوري الأوكراني.

وقال مدافعه الروماني رافزان رات: «ستكون مواجهة صعبة علينا في دورتموند، لأن الضغط سيكون كبيرا. جمهورهم رائع وسيكونون واثقين بعد العودة بنتيجة جيدة من مباراة الذهاب. يجب أن نهاجم ونخاطر ونتأكد من عدم تلقي الأهداف».

ورأى الظهير الأيسر الدولي الألماني مارسيل شملتسر أنه على لاعبي الفريق الأصفر احتواء أبرز نجوم شاختار، خصوصا المهاجم البرازيلي لويز أدريانو الباحث عن إهداء الأهداف لمولودته الجديدة.