الإنتر يقلب الطاولة في وجه كاتانيا وينافس على المركز الثالث

بالاسيو قاد فريقه لاستعادة نغمة الفوز خارج ملعبه بعد غياب 4 أشهر

TT

تمكن الإنتر من قلب الطاولة في وجه مضيفه كاتانيا وتحويل تأخره بهدفين في الشوط الأول إلى فوز ثلاثي أول من أمس (الأحد)، في إطار الجولة 27 من الدوري الإيطالي. كان الفريق، صاحب الأرض والجمهور، قد تمكن خلال الشوط الأول من إحراز هدفين بتوقيع بيرغيسيو وماركيزي في الدقيقتين 7 و19 على التوالي. ثم في الشوط الثاني نجح الإنتر في انتزاع الفوز عن طريق ألفاريز في الدقيقة 7، ثم ثنائية بالاسيو في الدقيقتين 25 و47 على التوالي. وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد فريق أندريا ستراماتشوني إلى النقطة 47 في المركز الرابع، بينما تجمد رصيد كاتانيا عند النقطة 42 في المركز الثامن. شهد اللقاء تألق المهاجم الأرجنتيني بالاسيو الذي سجل ثنائية ثمينة، إنه بمثابة البطارية الاحتياطية للفريق. يذكر أن بالاسيو يغيب عن التهديف منذ خمس مباريات، لكنه في مباراة واحدة سجل هدفين وأهدى تمريرة حاسمة. وعقب انتهاء اللقاء، صرح اللاعب قائلا: «الميلان فاز بمباراته أمام لاتسيو، وعليه كان يتعين علينا نحن أيضا الفوز. وقد فعلنا ذلك». بالاسيو من الشخصيات التي لا تحب الظهور إعلاميا كثيرا لأنه يفضل لغة كرة القدم داخل الملعب. وكرة القدم التي يقدمها عندما يكون بحالة جيدة تتحدث عنه بشكل رائع. وكثيرا ما كان بالاسيو هو منقذ الإنتر، يدخل إلى اللقاء أو يتحرك ويفوز الفريق. وبعد فترة من الضباب، ها هو الإنتر يعود إلى نفس ما حققه خلال الفترة الذهبية للانتصارات العشرة المتتالية التي شهدها هذا الموسم. وتابع المهاجم الأرجنتيني: «خلال هدفي الأول، قام بيريرا برفع كرة رائعة، لقد وضعها بشكل عملي فوق رأسي. لقد فزنا عن استحقاق بمباراة لم نكن قد أحسنا قراءتها. أندريا ستراماتشوني؟ لقد أخبرني في فترة ما بين الشوطين بضرورة التحرك أكثر في خط الأمام لتصعيب الأمور أمام كاتانيا». وبتنفيذ ما طلبه المدرب، سقط كاتانيا على ملعبه بعد التقدم بهدفين، وعاد الإنتر إلى الفوز خارج ملعبه بعد غياب دام أربعة أشهر (آخر انتصار للإنتر بعيدا عن أرضه، كان أمام اليوفي في استاد السيدة العجوز)، وأردف المهاجم بالاسيو: «هل فهم أداء الإنتر يحتاج إلى محلل نفسي؟ لا أعلم لأن من الوارد أن تقدم شوطا أول مختلفا عن الشوط الثاني، ولكن المهم كان الفوز وتقديم الأداء الجيد، وقد فعلنا ذلك. هل هذا الفوز ربما يمثل نقطة الانطلاق نحو التقدم للأمام؟ نتمنى ذلك».

وقد سجل بالاسيو حتى الآن مع الإنتر 18 هدفا ما بين الدوري المحلي والأوروبي، ودائما ما حملت أهدافه التوفيق للفريق، فالضحايا كثيرة خلال مرتين فحسب (أمام روما في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا وأمام أتلانتا)، من إجمالي الـ18 هدفا لم يجلب اللاعب التوفيق للإنتر. أما في باقي المباريات، على العكس، لم يخسر الإنتر مطلقا: إما الفوز أو التعادل. وتابع رودريغو: «أنا سعيد باللعب في هذا الفريق الذي يضم أبطالا: على أي حال لست أنا من قام بتغيير الفريق، بل الفريق بأكمله. خلال الشوط الثاني، لعبنا بمزيد من الضراوة، ولذلك حققنا الفوز».

إلى جانب بالاسيو، هناك أيضا لاعب آخر غير ملامح اللقاء: كامبياسو الذي صرح مبتسما عقب انتهاء المباراة: «لقد تعلمت في إيطاليا: فريق غاضب وفريق فائز. يتعين علينا إيجاد الاستمرارية، ليس بإمكاننا أن نكون مدمرين مرة ومتفوقين مرة أخرى. إذا كنا حققنا الفوز اليوم، فهذا بفضل التماسك: بعد نتيجة الـ(2-0)، كان من الممكن أن تنهار القلعة أو إظهار سماتنا. واخترنا إظهار شخصيتنا».

وبعد انتهاء المباراة، عانق ستراماتشوني الجميع، فردا فردا، وصوته بالكاد يتضح بعد الصراخ طوال المباراة، كأنه يشكر لاعبي فريقه على الثبات وعدم الانهيار ولظهورهم كفريق واحد أولا على مستوى الروح ثم في كرة القدم: «كرة قدم أكثر تمريرا عندما قمت في الشوط الثاني بإرجاع غوارين».

وتابع مدرب الإنتر تصريحاته: «أمام الفريق صاحب أفضل لياقة بدنية في البطولة الحالية وعلى أرضه: من كان مستعدا للرهان علينا ولو بيورو واحد بعد الشوط الأول؟»، ولكن الإنتر فعلها وجاء رد الفعل المناسب وانقلبت النتيجة: «لقد تم تطبيق ما قيل داخل غرفة خلع الملابس، وهذه المرة أنا متأكد أن هذا الكلام سيظل بيننا. من أجل هذا، احتفلت بالفوز (3-2) الذي جاء عن استحقاق: بالفعل أولا أهدرنا إحراز هدف عن طريق سكيلوتو. لقد كانت سعادتي بسبب الفوز على فريق يمثل مزيجا بين هؤلاء الذين كتبوا التاريخ وهؤلاء الذين سيشكلون المستقبل».

لقد جاء رد فعل الإنتر هذه المرة بعد استقبال صفعة قوية، بل صفعتين، في الشوط الأول، ولكن ستراماتشوني يفضل «النظر إلى نصف الكوب الممتلئ: نحن لم نفعل ذلك عمدا، وعلى أي حال الأكثر أهمية اليوم كان رد الفعل وليست الأخطاء» التي كانت متوافرة أيضا: «خطأ فادح في الهدف الأول لفريق كاتانيا، ولكن من الرائع أن يخرج فتى شاب مثل جوان جيسوس من هذا اللقاء بشوط ثان مثالي. ثم هناك خطأ ثان في كرة ثابتة، الأمر الذي تسبب في إحراز الهدف الثاني للفريق المنافس». ثم كانت هناك أخطاء المدرب ستراماتشوني ذاته، الذي أهدى كاتانيا شوطا أولا دون بالاسيو داخل الملعب: «إنه خيار متعلق بإدارة طاقات الفريق: ليس هناك أحد بين لاعبي الإنتر شارك في عام 2013 بنفس قدر بالاسيو، 5 مباريات في 14 يوما ولدينا 3 مهاجمين فحسب: من البديهي أن يلعب دائما نفس الأشخاص. لقد فكرت في أن رودريغو ربما يتمكن من الحسم إذا خاض شوطا واحدا، وإذا كان روكي لم يقدم مباراة متألقة فهذا بالأحرى لأن الإنتر لم يكن متألقا: المهاجمون هم أكثر من يتأثرون بمهارة لعب الفريق».

وعلى الجانب الآخر، كانت وجوه فريق كاتانيا تتحدث أكثر من الكلمات عن خيبة الأمل التي أصابتهم، حتى إن المدرب ماران صرح عقب اللقاء قائلا: «ليس هناك الكثير لقوله، لقد حاولنا فعل كل شيء لتحقيق الفوز، وكانت لدينا فرصة كبيرة لإحراز هدف الـ3(-0). ثم على العكس جاء هدف الإنتر، وبعدها حاولنا الرد على كل هجمة بهجمة أخرى، غير أننا خرجنا من المباراة بعقاب فاق المقاييس. أول تسديدة لفريق الإنتر نحو مرمانا نتج عنها هدف، حتى عندما كانت النتيجة (2-1) أتيحت لنا فرصة توسيع الفارق مرة أخرى، ولكن لم تسر الأمور بشكل جيد معنا. نشعر بغضب لأننا أنفقنا الكثير من الطاقات ولم نحصل على شيء. لم نحاول مطلقا إخماد المباراة، بل على العكس حاولنا دائما الرد على كل هجمة». وتابع ماران: «هدفنا هو الوصول إلى إحدى البطولات الأوروبية، وهذا ما نشيده يوما بعد يوم، وسنستمر بالعقلية التي وصلت بنا إلى هنا».