بيرلو: أخشى على اليوفي من تكرار كارثة الميلان أمام ليفربول

كونتي يخسر خدمات ليشتستاينر وفيدال وماركيزيو بسبب الإنذارات

TT

أقل من عامين من العمل، مدة كانت كافية لجعل أنطونيو كونتي يعيد حمل اليوفي إلى قمة الكرة الإيطالية ويضع أحد قدمي فريقه في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا. الفوز بثلاثية دون مقابل أمام سيلتيك الأسكوتلندي في غلاسغو يعد الضمان الأكبر لتحقيق الهدف المنشود: وبقليل من التركيز في لقاء الإياب اليوم (الأربعاء) في تورينو سيصل فريق السيدة العجوز إلى دور ربع النهائي لبطولة الشامبيونز ليغ، الأمر الذي ينجح في تحقيقه النادي الأكثر جماهيرية في إيطاليا منذ سبع سنوات. حينها كان الفريق تحت قيادة المدرب فابيو كابيللو، مجموعة غير عادية من اللاعبين: بوفون في حارسة المرمى وفي خط الدفاع فابيو كانافارو وفي وسط الملعب ايمرسون وفييرا ونيدفيد، وفي خط الهجوم اليساندرو ديل بييرو وتريزيغيه وإبراهيموفيتش. وآنذاك ودع اليوفي البطولة الأوروبية في دور ربع النهائي أمام الآرسنال (تعرض للخسارة 0-2 في لندن وتعادل سلبيا في تورينو). نفس القدر الذي تعرض له فريق السيدة العجوز في الموسم السابق لتلك المغامرة: الإقصاء من دور ربع النهائي بعد الخسارة 0-2 أمام ليفربول ثم التعادل سلبيا في تورينو. وهذا الأمر وقتها أزعج الكثير من جماهير اليوفي التي، رغم كثرة الفوز بالبطولات المحلية، ضاقت ذرعا من استمرار الخروج مبكرا من المحفل الأوروبي الأكثر أهمية رغم الفريق القوى المتاح.

ولكن هذا الموسم الوضع مختلف. الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا يتجاوز بالفعل الهدف الأدنى الذي كان منشودا في الصيف من جانب مسؤولي النادي: «التأكيد على ما حققناه في إيطاليا ونأمل على الأقل في الوصول إلى مرحلة المجموعات من بطولة دوري الأبطال»، هكذا كان يصرح رئيس النادي وأكبر معاونيه. وعليه، فإن أنطونيو كونتي بدأ التوقيع على موسم آخر يقترب من حدود المعجزة بعد الدرع المحلية التي حصدها في الموسم الفائت خلافا لكل التوقعات وأمام الميلان بقيادة إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا. ولكن لنعود بالحديث إلى البطولة الأوروبية وإلى مسيرة اليوفي فيها والتي تبدو حتى الآن غير عادية، ولم يكن في الواقع أمرا مفروغا منه وصول اليوفي إلى دور الـ16 من دوري الأبطال، نظرا لضم المجموعة التي كان بها يوفنتوس على فرق كبيرة مثل تشيلسي الإنجليزي (بطل النسخة الفائتة من الشامبيونز ليغ)، وبالأحرى فريق شاختار الأوكراني، القوي بوجود بين صفوفه الظاهرة البرازيلية ويليان دا سيلفا الذي تم بيع بطاقته في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى نادي أنزهي الروسي حيث يلعب أيضا الكاميروني صامويل ايتو. فاجتياز دور المجموعات كان تقدما رائعا لفريق أنطونيو كونتي: ثلاثة تعادلات على الفور، تأهل محفوف بالمخاطر، ثم تغير العلامة وتحقيق الثلاثة انتصارات المتتالية وانتزاع المركز الأول في المجموعة: 4-0 أمام نوردسيالاند و3-0 أمام تشيلسي وأخيرا 1-0 أمام شاختار في أوكرانيا. وفي ذهاب دور الـ16 نجح يوفنتوس في الفوز بثلاثية نظيفة أمام سيلتيك في أسكوتلندا بتوقيع ماتري وكلاوديو ماركيزيو وفوتسينيتش على ملعب لم يكن اليوفي قد حقق الفوز عليه مطلقا.

وفي نفس الإطار، لا يزال المخضرم بيرلو واللاعب كاسيريس يتدربان على حدة، وخلال الساعات القادمة سيخضعان للتجريب الحاسم، ولكن يبدو من المستحيل أن يجد اللاعبان قميصا أساسيا لهما في مباراة سيلتيك. وسيغيب عن التشكيلة الأساسية لفريق كونتي أيضا كل من ليشتستاينر وفيدال وماركيزيو، الحاصلين على إنذارات: موقف من السهل إدارته بهدوء بعد الثلاثية النظيفة التي خرج بها اليوفي من لقاء الذهاب في أسكوتلندا. وأجرى الفريق الإيطالي أول من أمس أولى التدريبات الخططية استعدادا للمباراة ومن المتوقع أن يدخل المدرب بتشكيلة مكونة من: بوفون في حراسة المرمى؛ بارزالي وماروني وبونوتشي في الدفاع، ثم ايسلا وأسامواه على الأجناب وبيرلو كصانع ألعاب ثم بوغبا وجياكيرني بالداخل؛ وكوالياريلا وماتري في الهجوم. ولكن في خط الأمام لا يزال، في الواقع، الاقتراع قائما بين كوالياريلا وجيوفينكو حيث لم يلعب فابيو منذ الثالث من فبراير (شباط) الماضي عندما شارك 32 دقيقة أمام كييفو. أما آخر مباراة خاضها كوالياريلا أساسيا فيعود تاريخها إلى 26 يناير الفائت: حيث سجل هدف اليوفي أيضا في اللقاء الذي انتهى 1-1 أمام جنوا. أما فيما يتعلق بالمهاجم الفرنسي انيلكا: اللاعب يتدرب بمفرده للتخلص من ألم الظهر التي تعرض لها في الأسبوع الفائت؛ وهدفه الأقصى هو الجلوس على مقاعد البدلاء اليوم.

وقد أعرب المخضرم بيرلو في تصريحات إلى «ذي سكوتش صن» عن مدى قلقه من مباراة الإياب أمام سيلتيك: «لن أنسى مطلقا مباراة إسطنبول أمام ليفربول عندما كنت لاعبا في صفوف الميلان. سأذكر نفسي بتلك المباراة قبل لقاء سيلتيك. اليوم نحن في موقف رائع ونتوقع اجتياز دور الـ16 بعد نتيجة لقاء الذهاب في غلاسغو ولكن لا ينبغي علينا التفكير في رفع أقدامنا عن دواسة البنزين. أتوقع مواجهة فريق جريح، وسيلتيك هذا فريق معتز بنفسه للغاية. الطريقة التي تغلبنا بها عليه في أرضه كانت واضحة، وأنا على قناعة بأنهم سيحاولون الانتقام. ولكن لو ركزنا في المباراة سنعبر نحن إلى دور الثمانية، أنا واثق من ذلك. نحن نحترم خصومنا، وهذا يعني أن السقوط أمام الفريق الأسكوتلندي في تورينو ربما يكون أحد أكبر الكوارث في تاريخ النادي». ثم تطلع بيرلو إلى الأمام: «علينا أن نتحلى بالواقعية. نعلم أننا لسنا المرشحين لحصد اللقب الأوروبي. المنطق يقول بايرن ميونيخ وريال مدريد ومانشستر يونايتيد وكذلك برشلونة، رغم خسارته الأخيرة أمام الميلان. الشيء الأكثر أهمية الذي بإمكاننا فعله هو الحفاظ على تركيزنا أمام سيلتيك، وبعدها نرى ماذا ستقدم لنا القرعة».