يوفنتوس وسان جيرمان مرشحان لخطف بطاقتي ربع النهائي على حساب سلتيك وفالنسيا

بطل إيطاليا يخشى مفاجآت الفريق الاسكوتلندي.. وبيكام يتطلع للظهور مع قطب العاصمة الفرنسية في إياب دور الـ16 لدوري الأبطال اليوم

TT

يبدو يوفنتوس مرشحا بقوة للتأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يستضيف سلتيك الاسكوتلندي اليوم في تورينو، في حين سيكون باريس سان جيرمان تحت الضغط أمام جماهيره عندما يستضيف فالنسيا الإسباني في العاصمة باريس في إياب الدور ثمن النهائي.

وكان يوفنتوس حسم تأهله بنسبة كبيرة إلى الدور ربع النهائي بفوزه على سلتيك بثلاثية نظيفة في عقر دار الأخير ذهابا، في حين كان باريس سان جيرمان في طريقه إلى العودة فائزا بثنائية نظيفة من ملعب ميستايا قبل أن يسجل الإسبان هدفا في الدقيقة الأخيرة قلصوا به النتيجة وأبقى حظوظهم قائمة في مباراة الإياب.

في المباراة الأولى على ملعب «يوفنتوس أرينا»، يسعى يوفنتوس حامل لقب ومتصدر الدوري الإيطالي، إلى بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 2006 عندما خرج على يد آرسنال الإنجليزي بخسارته أمامه صفر - 2 ذهابا في لندن وتعادلهما سلبا إيابا في تورينو.

وعلى الرغم من حسمه نتيجة مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة وحاجة الفريق الاسكوتلندي، بطل 1967 إلى معجزة لتخطي ثمن النهائي، طالب مدرب «السيدة العجوز» أنطونيو كونتي لاعبيه بخوض مباراة الإياب بجدية كبيرة وعدم الاستهانة بالفريق الاسكوتلندي الذي لم يعد لديه شيء يخسره.

وأوضح كونتي أن فريقه لم يحسم تأهله بعد إلى الدور المقبل على الرغم من الفوز الكبير ذهابا «لأن كل شيء وارد في كرة القدم» في إشارة إلى النتائج الصادمة التي شهدتها المسابقة الأوروبية العريقة أبرزها تتويج مانشستر يونايتد باللقب عام 1999 على حساب العملاق البافاري 2 - 1 بفضل هدفين في الدقيقتين الأخيرتين، وكذلك تتويج ليفربول الإنجليزي باللقب بركلات الترجيح عام 2005 بعدما قلب تخلفه صفر - 3 في الشوط الأول أمام ميلان الإيطالي إلى تعادل 3 – 3 في الوقت الأصلي.

ويعول يوفنتوس على عاملي الأرض والجمهور لتأكيد فوزه ذهابا وحجز بطاقته إلى ربع نهائي المسابقة التي يسعى إلى الظفر بلقبها للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1985 و1996.

وقال المدافع العملاق جورجيو كيليني: «لم نضمن أي شيء بعد، لا يزال أمامنا الشيء الكثير لنقوم به ويجب أن ندخل المباراة ونحن نؤمن بذلك». ومن المحتمل أن يلجأ المدرب كونتي إلى إراحة بعض المفاتيح الأساسية في التشكيلة خصوصا الثلاثي المهدد بالحصول على بطاقة صفراء وعدم خوض ذهاب ربع النهائي في حال التأهل وهم المدافع السويسري ستيفان ليشتاينر وكلاوديو ماركيزيو والتشيلي أرتورو فيدال.

وستكون الفرصة سانحة أمام كونتي للدفع بالدولي الغاني كوادوو أساموا الذي غاب عن المباراة الأخيرة للفريق في الدوري أمام مضيفه نابولي (صفر - صفر) يوم الجمعة الماضي، والأمر ذاته بالنسبة إلى الفرنسي الواعد بول بوغبا الذي يقدم مستويات رائعة مع الفريق ويسجل أهدافا منذ انتقاله إلى صفوفه الصيف الماضي مقبلا من مانشستر يونايتد الإنجليزي في صفقة انتقال حر.

وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية فإن كونتي سيلعب بخطة 3 - 5 - 2 مع الاعتماد على المهاجمين فابيو كوالياريلا وأليساندرو ماتري، في حين سيبقى المونتينيغري ميركو فوسينيتش الذي لعب أساسيا إلى جوار ماتري ذهابا، على مقاعد البدلاء.

في المقابل، اعترف الآيرلندي الشمالي نيل لينون مدرب سلتيك بصعوبة المهمة أمام فريق «السيدة العجوز» الذي يقف حاجزا أمام تأهل الفريق الأخضر والأبيض لأول مرة إلى ربع نهائي المسابقة في عصرها الحديث، بيد أنه أعرب عن ثقته في قدرة لاعبيه على الفوز خصوصا بعد التأهل إلى الدور نصف النهائي لمسابقة الكأس المحلية.

وقال لينون: «ما سنفعله هو الذهاب إلى تورينو من أجل المنافسة ومحاولة تحقيق الفوز بهذه المباراة». وكان لينون لاعبا ضمن تشكيلة سلتيك التي أسقطت يوفنتوس بقيادة المدرب مارتشيلو ليبي 4 - 3 عام 2001.

وفي المباراة الثانية على ملعب بارك دي برانس، تنتظر باريس سان جيرمان مهمة أصعب قليلا من حال يوفنتوس، عندما يستضيف اليوم فالنسيا في ظل غياب لاعبين أساسيين في صفوفه بداعي الإيقاف هما الدوليان هدافه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي طرد في مباراة الذهاب، ولاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي لجمعه إنذارين.

وكان سان جيرمان قد استأنف ضد عقوبة الإيقاف لمباراتين المفروضة على إبراهيموفيتش أمام لجنة العقوبات بالاتحاد الأوروبي التي قررت زيادة العقوبة المفروضة على المهاجم من مباراة إلى اثنتين، وهو ما يعني غياب السويدي عن مباراة اليوم، وكذلك ذهاب دور الثمانية في حالة تأهل الفريق.

ويدخل فريق العاصمة المباراة تحت وقع الصدمة عقب الخسارة المفاجئة أمام مضيفه ريمس صفر - 1 في الدوري المحلي السبت الماضي، وهو مطالب بنسيان هذه الكبوة والتركيز على مباراة اليوم لمواصلة مشواره الناجح في المسابقة بعد تصدره مجموعته في الدور الأول أمام بورتو البرتغالي ودينامو كييف الأوكراني ودينامو زغرب الكرواتي وتبرير الملايين التي أنفقتها إدارته القطرية لجلب أبرز نجوم اللعبة.

من جهته قال الظهير البرازيلي ماكسويل «لا أعتقد أن الخسارة أمام ريمس ستكون مشكلة قبل مواجهة فالنسيا لأن الجميع هنا يركز على الاستحقاق الأوروبي. إنها لحظة مهمة بالنسبة إلى النادي. كما أنها مسابقة مهمة جدا وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل الفوز بها».

ويستعيد باريس سان جيرمان خدمات قطب دفاعه الدولي البرازيلي تياغو سيلفا بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، بالإضافة إلى لاعب وسطه الدولي الإيطالي البرازيلي الأصل تياغو موتا الغائب عن الملاعب منذ 27 يناير الماضي، كما أن غياب إبراهيموفيتش قد يفتح الباب أمام مشاركة كيفن غاميرو أساسيا إلى جانب الأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي، فضلا عن أن مشاركة النجم الإنجليزي ديفيد بيكام،37 عاما، محتملة في ظل غياب فيراتي الذي قد يعوضه أيضا كليمان شانتوم أو موتا.

وكان بيكام لعب مباراته الكاملة الأولى مع سان جيرمان التي فاز فيها الفريق 2/ صفر على مرسيليا بمسابقة كأس فرنسا، وقد أعرب بيكام عن اعتقاده بأن سان جيرمان سعى لضمه لأسباب لا تقتصر على قدراته التسويقية فحسب.

وقال بيكام: «لا شيء جديدا بالنسبة للناس التي تعتقد أنني جئت إلى هنا للمساعدة في بيع قميص الفريق فحسب.. فلطالما كان الأمر هكذا في مانشستر يونايتد وريال مدريد وإيه سي ميلان ولوس أنجليس غالاكسي».

وأضاف: «ولكنهم في كل مرة يلاحظون بعد بضع مباريات أن بوسعي تقديم شيء ما في الملعب أيضا».

وبالفوز على فالنسيا، يستطيع باريس سان جيرمان الاحتفاظ بحلمه في تحقيق إنجاز ثلاثي هذا الموسم (بالفوز بالدوري والكأس الفرنسيين ودوري الأبطال). وقد أثبت بيكام أنه ما زال قادرا على الأداء على أعلى مستوى خلال المباريات الثلاث التي لعبها مع النادي الفرنسي منذ انضمامه إليه في صفقة إعارة تمتد لخمسة أشهر.

وقال بيكام الذي تابع مباراة الذهاب من مدرجات الجماهير: «أشعر بإثارة بالغة مع عودتي إلى المنافسات القوية. أنا بحالة طيبة ولا أطيق الانتظار للعودة لألعب على أعلى مستوى جديد بعد كل هذه السنوات».

ويملك فريق العاصمة الأسلحة اللازمة لاستعادة نغمة الانتصارات وتجديد فوزه على ضيوفه بعدما كان الطرف الأفضل ذهابا وكان بإمكانه الفوز بأكثر من هدفين، ويبرز الأرجنتيني الآخر خافيير باستوري والبرازيلي لوكاس وجيريمي مينيز.

في المقابل، لا تبدو حالة فالنسيا وصيف بطل عامي 2000 و2001 أفضل من فريق العاصمة فهو يدخل اللقاء بعد تعادل مخيب أمام ليفانتي 2 - 2 محليا السبت الماضي، كما سيلعب مباراة اليوم في غياب قطبي دفاعه الفرنسي عادل رامي والبرتغالي ريكاردو كوستا بسبب الإصابة، لكنه سيستعيد خدمات المدافع الفرنسي جيريمي ماتيو الذي غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة.

ويعول مدرب فالنسيا ارنيستو فالفيردي على الهداف روبرتو سولدادو الذي يعيش أفضل حالاته في الآونة الأخيرة والذي سجل هدفا رائعا في مرمى ليفانتي السبت، إلى جانب الأرجنتيني ايفر بانيغا الذي غاب عن المباراة الأخيرة في الدوري المحلي بسب الإيقاف.

وقال المدافع الفرنسي الآخر في صفوف الفريق الإسباني علي سيسوكو: «لا تزال حظوظنا قائمة للفوز في باريس، ما نحتاجه هو تسجيل الأهداف وعدم الاكتفاء بالدفاع، ليس هناك شيء مستحيل في عالم كرة القدم».

وأضاف: «سيتأثرون بغياب إبراهيموفيتش الذي يحتفظ بالكرة جيدا وفيراتي الواعد وصاحب المؤهلات الفنية العالية، لكنهم يملكون البديل على غرار بيكام ومينيز».