مسؤولو الكرة الإنجليزية: قرار شاكير يعد تدميرا بعيد المدى للتحكيم الأوروبي

أكدوا انتقادهم لقرار الحكم التركي بطرد ناني: هذا النهج سيقضي على الألعاب الرائعة

TT

«حكام الاتحاد الأوروبي في أزمة لا الأندية الإنجليزية بعد قرار طرد ناني في مباراة مانشستر يونايتد أمام ريال مدريد»، منذ ديفيد باتي وغرايم لو سو في موسكو موسم 1995 - 1996 لم يضطر الإنجليز إلى تقديم مثل هذا التبرير لمباراة في الدوري الأوروبي.

وإذا لم تحدث معجزة لآرسنال في ميونيخ الأسبوع المقبل، فإن حتمية استثناء الدوري الإنجليزي من الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا لا تبرر كل هذه التصريحات النارية.

لقد رفض ريتشارد سكودامور الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الممتاز الإنجليزي التباهي في أبريل (نيسان) 2008 بأن ثلاثة من بين الأندية الأربعة التي وصلت إلى الدور نصف النهائي لدوري الأبطال أندية إنجليزية، ومن ثم لماذا يضطر الآن للقول إن الإنجليز تعرضوا للحرج في أوروبا؟.

يعشق سكودامور القول: «إن كرة القدم متقلبة، ولتحيا الاختلافات، ويحيا رونالدو، ولنركز على الموسم المقبل».

وبدلا من العبوس على جانب الملعب، ومتابعة الإسبان والإيطاليين والألمان في طريقهم نحو نهائي ويمبلي ومباراة التتويج في 25 مايو (أيار)، ينبغي على الدوري الإنجليزي السير قدما لأنه لا يشهد حالة من التدهور.

خلال مباريات النهائي الثماني الماضية قدم الدوري الإنجليزي ثمانية ممثلين عنه (مانشستر يونايتد ثلاث مرات، وتشيلسي مرتين، وليفربول مرتين، وآرسنال مرة، بما في ذلك ثلاثة فائزين، مثل ليفربول 2005 ويونايتد 2008 وتشيلسي العام الماضي)، وهو ما لا يجعل من الموقف الحالي أزمة.

ويقول هنري وينتر الناقد الرياضي بصحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية: «جميعنا يحب ويشجع الدوري الألماني، الذي ربما يكون الدوري الأفضل في العالم، لأنهم يعتنون بالمشجعين ويحافظون على خفض التكلفة. فهم يربون الكثير من اللاعبين للمنتخب الوطني. يملك الألمان الكثير من الميزات، لكن على الرغم من ذلك لم يتمكن أي نادٍ ألماني من الحصول على بطولة دوري الأبطال منذ عام 2001. لكن كل هذا الإحساس بالألم لفشل تشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد (وربما بشكل كبير) آرسنال قد يتسبب في ضرر فادح للكرة الإنجليزية يسفر عن هزيمة إنجلترا في السادس والعشرين من مارس (آذار) في مونتنيغرو خلال تصفيات مونديال 2014».

ويرى وينتر أن عدم تأهل إنجلترا لكأس العالم 2014، والإخفاق في تحقيق الوعود بتكوين فريق متميز في البرازيل، سيؤدي حتما إلى كارثة وفترة من الحزن الطويل.

لقد هيمنت الأندية الإنجليزية على بطولة دوري الأبطال خلال السنوات الأخيرة، وما ينبغي على الفرق الإنجليزية الآن هو أن تتخلى عن غرورها وأن تعيد تنظيم صفوفها، إنها فلسفة الدوري الإنجليزي في مواجهة بالتحديات الجديدة، بأن تنهض الفرق من كبوتها، وأن يقدم المالكون من أمثال رومان أبراموفيتش (رئيس تشيلسي) والشيخ منصور بن زايد (مانشستر سيتي) مزيدا من المنافسة على القمة.

لقد كانت الخشونة أحد المبادئ الرئيسة في الدوري الإنجليزي ولا ينبغي علينا أن نشكو إذا ما طبقت هذه المبادئ في المباريات الأوروبية.

لقد كان رد فعل البرتغالي جوزيه مورينهو مدرب ريال مدريد وتحليله الهادئ والسريع للأحداث في أولد ترافورد يوم الثلاثاء عندما تم طرد لويس ناني جناح يونايتد بعد 56 دقيقة بأنه السبب الرئيسي في خروج مانشستر يونايتد من البطولة، على الرغم من أن القائمين على الكرة الإنجليزية يدخلون فيما بينهم في جدل من النقاشات.

ويقول هنري وينتر في مقاله: «لكن هل يمكن لبديل واحد ذكي في تفكيره وتوقيته، مثل لوكا مودريتش بديلا لألفارو آربيلوا في صفوف ريال مدريد أن يدعم القول إن تأثير الدوري الإنجليزي يشهد حالة من التراجع أوروبيا؟». وأضاف: «مورينهو شخصية عبقرية ويسعى بقوة إلى استئناف علاقة الحب مع الدوري الإنجليزي، والذي كان واضحا في كلامه بتغزله غير الطبيعي لفريق مانشستر يونايتد، لكن ذلك لا يلغي أن كلامه يؤكد أن أفق الكرة الإنجليزية صافٍ للغاية ولا تعتريه سحب سوداء».

البصمات الشهيرة التي أسبغها مورينهو على ريال مدريد أوضحت الحقائق، ليست فقط بامتداحه ليونايتد، بل باعتراف الإسبان بأن الحظ خدمهم كثيرا عندما قرر الحكم غير الخبير كونتي شاكير أن يفسر بطرده ناني خلال محاولته العادية للفوز بالكرة بحذاء مرتفع أنه يستحق البطاقة الحمراء.

ويقول وينتر: «إذا كان خطأ ناني ضد آربيلوا ظهر كأحد حركات الكونغ فو وفق رأي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فهي عند الإنجليز أشبه بحركة لبروس فورسيث الراقصة، ولم يستطع شاكير فهم الاختلاف بين العرض الفني والاعتداء، ولا ينبغي لأحد أن يتحامل على الدوري الإنجليزي، فقد كان شاكير مخطئا».

وأضاف وينتر: «لولا خطأ شاكير لربما فاز مانشستر يونايتد ولتتركز حينئذ النقاشات على الكرة الإسبانية لا الإنجليزية».

لقد نقلت مباراة مانشستر والريال دائرة الضوء من المقارنة بين أخطاء الدوري الإنجليزي والقرارات التحكيمية الأوروبية أيضا، عندما شهد ملعب (وايت هارت لين) أحد أفضل العروض التحكيمية خلال الموسم والمتمثل في تعامل مارك كاتلينبيرغ الرائع لديربي شمال لندن بين آرسنال وتوتنهام.

وبعد يومين، استشاط ملعب أولد ترافورد غضبا من عدم كفاءة شاكير. ويشير ونتر إلى أن الحكمين شاكير وغلاتينبورغ ينافسان للوصول إلى كأس العالم، وهنا ماذا سنقول إذا ما تم اختيار شاكير ورفض كلاتنبيرغ.

لقد قوض خطأ شاكير مصداقية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، خاصة بعدما خرج الحكم الإيطالي الذي كان يحظى باحترام كبير سابقا، بيرلويغي كولينا، رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الأوروبي ليعلن دعمه لشاكير. وعن ذلك يقول وينتر: «رفع القدم لا يشترط دائما أن يكون لعبة خطرة. وتطبيق منطق شاكير يعني أن الأهداف التي احتفى بها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد العالمي لكرة القدم كهدف زلتان إبراهيموفيتش في مرمى إنجلترا في استوكهولم لن يحتسب لأنه قد يؤذي الخصم القريب منه. إنه كلام مرفوض». وأضاف: «وأيضا هدف واين روني الشهير ضد مانشستر سيتي الذي جاء بتسديدة بضربة مزدوجة بينما كان ميكا ريتشاردز وفنسنت كومباني قريبين منه للغاية لكن أيا منهما لم يشكو».

وكذلك رائعة ماركو فان باستن بتسديدة بضربة مزدوجة لناديه آياكس ضد دين بوسيتش، وريفالدو لبرشلونة أمام فالنسيا وإيدور غودينسون لتشيلسي ضد ليدز يونايتد؟ كل هذه الكرات تبدو خطرة بالنسبة للخصوم إذا ما تم تطبيق وجهة نظر شاكير، ونتيجة لذلك، كانت ليلة الثلاثاء تدميرا بعيد المدى للتحكيم في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أكثر من أندية الدوري الإنجليزي.