أنظار نادي تشيلسي تتابع كونتي مدرب فريق «السيدة العجوز»

ماتري قال إنه يفضل الرحيل عن اليوفي في حال شعوره بعدم أهميته

ماتري لحظة تسجيله الهدف في مرمى سلتيك الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
TT

أطلق الموقع الإلكتروني الذي يحظى بشعبية كبيرة للغاية «داغوسبيا» القنبلة: «أنطونيو كونتي على بعد خطوة واحدة من تدريب فريق تشيلسي الإنجليزي. وفي الواقع المفاوضات التي من المفترض أن تحمل المدرب لقيادة النادي اللندني تبدو متقدمة. رومان أبراموفيتش يرغب في الحصول على خدمات مدرب اليوفي مهما كانت التكاليف لبدء حقبة جديدة تغلفها الانتصارات». ووفقا أيضا لما نشره موقع «داغوسبيا» أنه «لن يكون لأندريا أنيللي رئيس نادي اليوفي حق الاعتراض». وهكذا اشتعلت على الفور النيران على صفحات الإنترنت. فقد عاد الخوف إلى نفوس جماهير نادي السيدة العجوز، فهم لا يريدون حتى مجرد الأخذ في عين الاعتبار تصور مستقبل للفريق دون المدرب المنحدر من ليتشي. وعلى الفور جاء رد الفعل الرسمي من جانب نادي يوفنتوس، الذي نفى تلك الأقوال بطريقة جافة، وكانت أكثر حسما أيضا حاشية المدرب كونتي التي صرحت: «كل هذا غير صحيح، هذا لا يمثل أحد أساليب كونتي في التعامل».

وبغض النظر عما جاء على صفحات موقع «داغوسبيا» أو ما صدر عن نادي اليوفي، هناك بالتأكيد إعجاب من جانب الأندية الأوروبية الكبرى بمدرب الفريق حامل اللقب الإيطالي. فاللعب الممتع والتنظيم والغضب الإيجابي والنتائج التي حققها فريق اليوفي الجديد لم يمروا مرور الكرام. فاهتمام تشيلسي ملحوظ، ولكن ينبغي الانتباه أيضا إلى المسار الإسباني، لا سيما في حال رحيل البرتغالي مورينهو عن ريال مدريد والاتجاه إلى إنجلترا أو من المحتمل أكثر إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. إذن، قريبا من الممكن إطلاق العنان لجولة انتقالات سريعة بين المدربين على المستوى الدولي. وعلاوة على كونتي، ارتفعت بشكل واضح وليس من قبيل الصدفة أسهم جورجين كلوب، صاحب الـ45 عاما مدرب بروسيا دورتموند، المفاجأة الأخرى الكبيرة في دوي أبطال أوروبا الحالية.

ونادي اليوفي مطمئن، ويعرف الحب والاحترام الذي يغذي كونتي تجاه إدارة النادي والجماهير، ولكن في الوقت نفسه ينبغي إدراك أنه لا يمكن المماطلة فحسب. بالتأكيد، هناك عقد ساري المفعول مقابل 3 ملايين يورو سنويا فضلا عن المكافآت حتى عام 2015 (المدرب صاحب الراتب الأعلى على المستوى المحلي)، ولكن ثمة شيء ما سينبغي، على أية حال، القيام به لتقليل خطورة الإنذارات الأوروبية والملايين الأجنبية، ربما من خلال الوعد بضم لاعب كبير في يونيو (حزيران) المقبل، الأمر الذي يعد ضروريا لانطلاق الفريق خارج حدود إيطاليا ولكن ليس حصانا أسود. ولكن ليس هناك لقاءات فورية متوقعة بين كونتي وإدارة اليوفي، فالفترة الحالية من الموسم هي الأكثر سخونة، وليست لدى أحد النية في تحويل طاقات اللاعبين عن الأمور الخاصة بالملعب. وتنتظر كونتي درع محلية ينبغي عليه الدفاع عنها وحلم أوروبي يتعين اتباعه. وصول الفريق إلى ربع نهائي دوري الأبطال أعاد في اليوفي أضواء الكرة المهمة أوروبيا بعد غياب ستة مواسم: «ولكن بمجموعة من اللاعبين أقل من الناحية الفنية» كما يرى النقد العام. بالفعل، فريق اليوفي الذي كان يتولى تدريبه فابيو كابيللو، بوفون في حراسة المرمى ثم فابيو كانافارو في الدفاع ونيدفيد وفييرا وإيمرسون في الوسط وأخيرا إبراهيموفيتش وتريزيغيه مهاجمين، مع ديل بييرو بديلا أول. وهو ما كان يعتبر «فريق أحلام» بحق، وفي الواقع لم يغفر جمهور نادي السيدة العجوز مطلقا للمدرب كابيللو إقصاء اليوفي من ربع النهائي أمام الأرسنال بنفس نتيجة الموسم الذي سبقه، عندما كان ليفربول سببا في توديع يوفنتوس للبطولة الأوروبية من نفس الدور. اليوم فريق يوفنتوس يعد، بشكل حاسم، أقل موهبة وشخصية وخبرة من أيام كابيللو عام 2006؛ فليس هناك آثار لمهاجم فذ في خط الأمام، ولكنه في الوقت ذاته لا يزال يثير الرعب في أوروبا بأرقامه وطريقة لعبه، خمسة انتصارات في آخر خمس مباريات بواقع تسجيل 13 هدفا ودون أن تهتز شباك بوفون منذ 490 دقيقة داخل الملعب؛ ويعد يوفنتوس الفريق صاحب أفضل دفاع في دوري الأبطال الحالية إلى جانب بورتو البرتغالي والذي لا يتعين عليه خوض مباراة ذهاب دور الـ16. أجل، هنا يد مدرب الفريق كونتي تبدو حاسمة، بوضوح، ومحفزة تقريبا. من الطبيعي أن تلتفت الأنظار إلى كونتي. على اليوفي أن يتوخى الحذر.

وفي نفس الإطار، يعد خط هجوم اليوفي هو نقطة الضعف في مشروع كونتي؛ ذلك القطاع الذي يفتقد إلى «متخصص»، فتاك داخل منطقة الجزاء وهداف دولي ولاعب كبير لإنهاء كل شيء. اليوفي يحتاج في خط هجومه إلى لاعب فذ؛ دونه لن يكون ممكنا إتمام القفزة المهارية الأخيرة والانضمام بثبات إلى النخبة الدولية. ولكن ينبغي أيضا توضيح أن هجوم اليوفي على مستوى الأرقام استطاع إعادة وضع كثير من الأمور إلى نصابها خلال بداية هذا العام الجديد 2013: على سبيل المثال، من خلال هدفي ماتري وكوالياريلا الأربعاء الماضي أمام سلتيك الأسكوتلندي ارتفع رصيد القطاع الهجومي من الأهداف هذا الموسم إلى 40 هدفا، 50% من إجمالي أهداف اليوفي هذا الموسم. انعكاس حاد للاتجاه مقارنة بالشق الأول من الموسم الحالي عندما خط وسط الفريق هو الأكثر تهديفا. ثم منذ بداية عام 2013 سجل اليوفي 24 هدفا في 14 مباراة، منها 14 هدفا بتوقيع رؤوس الحربة، خمسة أهداف لماتري وأربعة لفوتسينيتش وثلاثة لجيوفينكو وأخيرا هدفين لكوالياريلا. فيما يهيمن بوغبا على أهداف خط الوسط في عام 2013 بواقع ثلاثة أهداف، بينما سجل ليشتستاينر مرتين في العام الجديد وأحرز بيرلو هدفا بالرأس وكذلك ماركيزيو وفيدال وبيلوزو وكيلليني.

وحملت مباراة سلتيك أول فوز أوروبي لليوفي بتوقيع خالص من مهاجمي الفريق. الأمر الذي لم يحدث خلال الموسم الحالي، خلال الدوري المحلي وكأس إيطاليا، سوى خمس مرات أخرى فحسب: اليوفي أمام كييفو (2 / 0) بثنائية لكوالياريلا؛ واليوفي أمام كالياري 1 / 0 في كأس إيطاليا بهدف لجيوفينكو؛ وأمام نفس الفريق في الدوري المحلي بنتيجة 3 / 1(ثنائية لماتري وهدف لفوتسينيتش)، واليوفي أمام الميلان بنتيجة 2 / 1 في كأس إيطاليا بتوقيع جيوفينكو وفوتسينيتش؛ وأخيرا اليوفي أمام فيورنتينا 2 / 0 بتوقيع فوتسينيتش وماتري.ويعد جيوفينكو وكوالياريلا هما هدافي اليوفي هذا الموسم برصيد 11 هدف لكل منها، ولكن الأول يسجل بمعدل هدف كل 214 دقيقة بينما الثاني يسجل هدفا كل 96 دقيقة داخل الملعب. فيما سجل فوتسينيتش هدفا كل 213 دقيقة (بإجمالي 10 أهداف)، فيما يبحر ماتري بمعدل هدف كل 178 دقيقة (بواقع ثمانية أهداف حتى الآن). وقد صرح ماتري مؤخرا قائلا: «إعادة خلط الأوراق بات ميزة فريقنا في خط الهجوم. علينا أن نكون بارعين في الوجود دائما في وضع الاستعداد. الأربعاء الماضي أنا وكوالياريلا كنا بارعين بالفعل. لقد صرحت مرارا: إذا شعرت أنني مهم في الفريق، أفضل خوض دقيقة واحدة محدودة في اليوفي على ضمان قميص أساسي في مكان آخر. ولكنني في حاجة إلى شعور حقا بالأهمية وإلا سيكون من الأفضل تغيير المناخ. ولكني حتى الآن أشعر بثقة حقيقية تجاهي من جانب مدرب الفريق وإدارة النادي. وعليه حدد ماتري الأهداف: «ينبغي تكرار الفوز بالدرع المحلية، أما دوري الأبطال فهو بمثابة حلم». وتابع أليساندرو: «أكثر من نتيجة قرعة دور ربع النهائي أفكر في مباراة كاتانيا، ستكون صعبة للغاية، كاتانيا هو اكتشاف الموسم الحالي. من الناحية العقلية والبدنية الفريق الصقلي بحالة جيدة للغاية».