الهلال والنصر يعيدان الحياة للمؤلفات الرياضية السعودية في معرض الكتاب

كرة القدم حضرت بقوة هذا العام.. و«ميسي» يخطف أضواء المرتادين

TT

تنافست كرة القدم على غير العادة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تجري فعالياته حاليا في العاصمة السعودية بعد أن كانت اللعبة الشعبية الأولى في العالم بمعزل عن الاهتمام من قبل الدور المشاركة في المعرض خلال الأعوام الماضية التي غالبا ما ينصب تركيزها على المؤلفات الفكرية والدينية والأدبية، هذا العام بدت الأمور مختلفة، حيث تجاوز عدد الكتب ذات الصلة بكرة القدم الـ25 مؤلفا لتزدان بها رفوف عدد من دور النشر التي اتخذت من هوس المتابعين السعوديين للمستديرة سبيلا لاستقطابهم وجذب انتباههم نحو الكتب التي يسعون إلى تسويقها.

الهلال والنصر لم يقف تنافسهما داخل المستطيل الأخضر، بل أخذ يتسلل بقوة إلى المعرض الدولي للكتاب، حيث أصدرت دار مدارك كتابا يحمل عنوان «اذكريني كلما فاز الهلال» لفارس الروضان، والذي تحدث عن إنجازات النادي الأزرق منذ تأسيسه حتى الوقت الحاضر، متناولا إنجازات نجوم الفريق كيوسف الثنيان وصالح النعيمة، إلى جانب استعراضه مسيرة كل الرؤساء الذين تعاقبوا على الهلال منذ المؤسس الراحل عبد الرحمن بن سعيد حتى الرئيس الحالي عبد الرحمن بن مساعد. في المقابل أتى كتاب «ماجد عبد الله.. قراءة وتأمل في أسطورة الكرة السعودية» الذي اختار له المؤلف طامي السميري لون غلاف أصفر تحده من أطرافه زرقة تشير بوضوح إلى شعار نادي النصر الذي مثله اللاعب الكبير، ولقي الكتاب الذي يسلط الضوء على تاريخ النجم وإنجازاته إقبالا واسعا في معرض الكتاب، خصوصا أنه يؤرخ لمسيرة لاعب يحظى بمحبة كثير من المنتمين إلى الوسط الرياضي السعودي والعربي، وحقق أرقاما مميزة تستحق أن تدون في مؤلف مستقل خاص به.

ومن المتوقع أن يسهم الكتابان اللذان دارت أحداثهما حول الناديين العاصميين الهلال والنصر في تحفيز عدد من المؤلفين لإصدار كتب تهتم بتاريخ أنديتهم وإنجازاتها خلال الأعوام المقبلة، مما ينبئ بدخول الكتاب حيز المنافسة، وذلك يعد مؤشرا إيجابيا يكشف عن ارتفاع مستوى الوعي في الوسط الرياضي السعودي، كما يوضح من جانب آخر حجم ارتباط المشجعين بأنديتهم على كل الأصعدة، حيث لا ينحصر تأييدهم لها بالحضور في المدرجات أو الوجود في المنتديات، بل يمتد ليصل إلى اقتناء الكتب التي تتحدث عنها، وترصد مسيرتها.

ولم تقف مؤلفات كرة القدم في معرض الكتاب على الأندية السعودية ولاعبيها، بل امتدت لتشمل الحديث عن اللعبة ومهاراتها وقوانينها ولوائح اتحاداتها ولجان الاحتراف فيها، دون إغفال الجوانب التكتيكية والفنية التي عادة ما يعمد إليها المدربون، علاوة على تخصيص كتب للاعبين مشاهير كالأرجنتيني ليونيل ميسي بعد أن ترجمت دار العبيكان كتاب «القصة الحقيقية للفتى الذي أصبح أسطورة» الذي ألفه لوكا كيولي، ويتضمن حياته الشخصية منذ الطفولة إلى أن أصبح نجما عالميا يرتدي قميص برشلونة الإسباني، وحظي باهتمام عدد كبير من مرتادي المعرض، ووضعت له الدار لوحة داخل ركنها، كما عمدت الكثير من الدور إلى ترجمة المؤلفات نظير الشح الذي تواجهه الكتب المدونة باللغة العربية، خصوصا تلك التي تتميز بالعمق في طرحها للعبة الشعبية بعد أن دخلت حيز الاحتراف، وباتت علما يستحق العناية والدراسة كغيره من المجالات التي تشهد إنتاجات غزيرة في الوطن العربي، في حين تأتي معظم المؤلفات كدراسة أكاديمية قدمها باحثون لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، وغالبا ما تصب اهتمامها على الجوانب الحركية للاعب، وكيفية تطويره مهاراته، أو تشير إلى طريقة التعامل مع إصابات الملاعب، في حين تهمل التطرق إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية التي تصاحب كرة القدم، ولا تزال بحاجة ماسة لدراسات مستفيضة تروي ظمأ المتابع وتكشف عن أنساقه المضمرة التي تسهم في تغذية التعصب والعنف والخروج عن المسموح.