اليوفي يكسر عناد كاتانيا بهدف قاتل ويبتعد أكثر بصدارة «الكالتشيو»

كونتي قال إن المواجهة أبرزت النضج الكبير لفريق يدرك كيفية تحقيق الفوز

TT

بهدف دون رد سجله البديل ايمانويلي جياكيريني في الدقيقة 46 من الشوط الثاني انتزع اليوفي الفوز أمام مضيفه العنيد كاتانيا أول من أمس (الأحد) في ختام المرحلة الـ28 من دوري الدرجة الأولى. وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد فريق أنطونيو كونتي إلى النقطة 62 مرسخا أقدامه في صدارة الكالتشيو (حيث ارتفع فارق النقاط مع أقرب منافسيه نابولي إلى 9 نقطة)، فيما تجمد رصيد كاتانيا عند النقطة 42 في المركز الثامن. وهكذا مع آخر أنفاس اللقاء سجل جياكيريني وارتجف استاد السيدة العجوز، وتحولت أرضية الملعب إلى «فوضى» تعمها الفرحة. بعد انطلاق صافرة النهاية ترك كونتي مقعده وأخذ يعانق لاعبي فريقه فردا فردا. كانت الأجواء أشبه باحتفالات الفوز بالدرع الإيطالية. ثم، أمام الكاميرات والميكروفونات كان أشبه برجال الإطفاء، أو تقريبا هكذا. على أي حال، الواقع يقول إن اليوفي يضع حاليا يده على الدرع المحلية الثانية على التوالي. فارق التسع نقاط مع نابولي أمر مطمئن، وقد صرح بوفون عقب انتهاء المباراة قائلا: «فوز يقدر بست نقاط لأننا ابتعدنا عن نابولي أكثر وحافظنا على المسافة مع الميلان». وبدوره صرح كونتي قائلا: «نعيش كل مرحلة على حدة، ونفكر الآن بالفعل في لقاء بولونيا المقبل»، ولم يختلف رأي بونوتشي كثيرا عن ذلك. وأضاف جياكيريني: «أتمنى حقا أن يكون هدف حسم الدرع، الآن الأمر بات في أيدينا نحن على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلا».

ولكن يبدو أن تاريخ الدوري الإيطالي يدفع اليوفي نحو الاغترار أكثر، الأرقام في أيديهم، الدرع المحلية باتت شبه مؤكدة بفارق الـ6 نقاط قبل 10 مراحل من نهاية البطولة. ولكن ثمة سابقة واحدة تدعو هذا اليوفي إلى عدم الغرور أو التكاسل، في موسم 1999 - 2000 كان يوفنتوس بقيادة المدرب أنشيلوتي وقتها يتقدم على لاتسيو بفارق 9 نقاط قبل 8 جولات من نهاية البطولة بيد أنه فقد الدرع في ختام الموسم. على أي حال، فوز أول من أمس وصل باليوفي إلى النقطة 62 في جدول الدوري بواقع 19 فوزا و5 تعادلات و4 هزائم: وسجل الفريق هذا الموسم 55 هدفا مقابل استقبال 18 هدفا. ويمثل بوفون وليوناردو بونوتشي جزءا من السد الدفاعي للفريق. تصدٍّ واحد لحارس مرمى اليوفي خلال اللقاء «على الأقل لختم البطاقة»، وعقب انتهاء المباراة وجه بوفون الشكر إلى نظيره بوجيوني حارس مرمى كييفو الذي نجح في التصدي لركلة جزاء كافاني، وقال مازحا: «المعروف قدمه لنفسه.. مقارنة بنتائج الفرق الأخرى هذه المباراة كان من الصعب خسارتها، في الماضي كنا نواجه في مثل هذه اللقاءات خطر التعرض للخسارة، نتيجة التعادل السلبي كانت جيدة ثم جاءت ضربة اليوفي في النهاية، التي نتج عنها فوز يعادل 6 نقاط».

والآن، هل بات على اليوفي الانتباه أكثر إلى الميلان؟. «فريق أليغري يسير بشكل جيد، ونتائج الفرق الأخرى تساعده. كان من المهم تحقيق الفوز حتى نبعث بمؤشر للجميع. نابولي لن يستسلم، على أي حال يتعين علينا نحن عدم الاسترخاء أمام بولونيا في الجولة المقبلة».

وحول قرعة دور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، أوضح بوفون: «نود الوصول بعيدا في ذلك المحفل والفرق الكبرى.. آجلا أم عاجلا سنلتقي بهم».

كانت سعادة كونتي بهدف جياكيريني واضحة، وقد أشاد مدرب اليوفي باللاعب ذاته عقب انتهاء المباراة قائلا: «اليوفي هو رمز الإرادة والتنظيم والثقة والحماس والسعادة: إيمانويلي هو أيضا نفس هذه الأشياء. هذا الموسم لم تُتَح له مساحة كبيرة في المشاركة بسبب تفجر موهبة بوغبا، غير أنه أمام كاتانيا دخل إلى أرض الملعب بحسم كبير».

وكذلك استمتع جياكيريني بالهدف الذي سجله: «أتمنى أن يكون هدف حسم الدرع، بالتأكيد هو هدف ثمين للفريق وهو الأكثر أهمية في حياتي. أهدي هذا الهدف إلى نفسي.. أنا أتدرب كثيرا حتى أكون جاهزا باستمرار، وهذا الهدف هو مكافأة المناسبة. نحن جميع نعلم أن من يجلس على مقاعد البدلاء ستتاح له الفرصة آجلا أم عاجلا، وهذه المرة حدث ذلك معي. الآن علينا الحفاظ على هذا الفارق».

وأضاف كونتي: «نحن لن نقوم بعمل الحسابات، السبت المقبل في بولونيا سيكون لقاء نهائي بطولة آخر. نحن نفكر في أنفسنا فحسب. هذه البطولة صعبة وتتسم بالضغط وتعد أكثر صعوبة أيضا لأننا مرشحين لحصد اللقب، ولقد منحنا لاعبي الفريق يوما راحة لم يكن متوقعا لأنه أحيانا من الأفضل بالنسبة إلي إعادة شحن البطاريات أكثر من التدريبات».

ثم عاد مدرب اليوفي في حديثه إلى إبراز أهمية الفوز أمام كاتانيا: «كنا في حاجة تامة لحصد النقاط الثلاث أمام خصم بارع للغاية من الناحية الخططية. كانت ستصبح مباراة أخرى لو كنا سجلنا مبكرا، ولكننا كنا بارعين في عدم فقد التوازن والاستمرار في الهجوم دون السماح بأي شيء. هذه المباراة أبرزت النضج الكبير لفريق أدرك كيفية تحقيق الفوز، فنحن ليس لدينا ذلك البطل الذي يمكن الوثوق به في اللحظات الصعبة، ولكن لدينا فريق يعزز القدرات الفردية».

وكان يبدو أن بوغبا بمفرده يدير فريق اليوفي بأكمله: «ولكنه في الشوط الأول لم يرُقْ لي. ثم في الشوط الثاني قدم أشياء مهمة». كما تمنى كونتي الفوز لفريق الميلان في مباراته أمام برشلونة في دوري الأبطال: «أتمنى أن يقصي الميلان نظيره برشلونة ويصل إلى ربع نهائي البطولة الأوروبية، هذا الأمر سيكون مهما للغاية بالنسبة لكرة القدم الإيطالية واعترافا مناسبا بالعمل الذي يقدمه أليغري». ولكن ثمة مشكلة بسيطة يواجهها كونتي وهي أسامواه: «ولكن ليت كل المشكلات هكذا.. أسامواه فتى غير عادي، لقد بدا مجددا في تناول الخبز وقريبا سيعود إلى مستواه. لو عاد بي الزمن للوراء لمنحته أسبوعا من الراحة بعد بطولة كأس أمم أفريقيا. لقد كان أسامواه في حاجة إلى نزع موصل الكهرباء». ولكن كونتي لا ينزع مطلقا هذا الموصل: «لا يمكن فعل ذلك: سنستريح عندما نصل إلى هدفنا».