اليوفي.. فريق يركض نحو درع إيطاليا والاستمرار في إدهاش أوروبا

صدارة «الكالتشيو» تعكس روح المدرب كونتي وتضحية اللاعبين بشكل كبير

بوغبا لاعب اليوفي تألق بشكل لافت أمام كاتانيا (رويترز)
TT

ظهرت أولى مؤشرات الاقتراب من الدرع، لأن اليوفي الذي على بعد 10 مراحل من نهاية بطولة الدوري الإيطالي يحلق في صدارة الجدول بفارق أكثر من تسع نقاط عن أقرب منافسيه فريق نابولي الذي تعرض للخسارة على يد نظيره كييفو يوم الأحد الفائت، يبدو بعيد المنال حتى تحت بركان فيزوف. حذر يوفنتوس، مثل التفاؤل والتشاؤم، ليس مبالغا فيه مطلقا بيد أن ذلك العناق الذي جمع بين أندريا انيللي رئيس النادي وبيبي ماروتا وبافل نيدفيد في المدرجات وبين أنطونيو كونتي وجورجيو كيلليني وأندريا بيرلو داخل الملعب، كانت تفوح منه بالفعل رائحة الفوز بالدرع المحلية. ورغم الإقرار بأنه لا يزال هناك بعض الشكوك، فإن متصدر جدول الدوري الإيطالي قدم أمام فريق كاتانيا دليلا جديدا على قوته الخططية وما يتمتع به الفريق من سمات، حيث تمكن من انتزاع الفوز في الدقيقة 91 من عمر المباراة عن طريق هجمة بدأها واختتمها البديل جياكيريني.

إنه الفوز الثالث هذا الموسم لفريق السيدة العجوز الذي يتحقق بعد الدقيقة 90 من عمر المباراة، بعد الـ2 - 1 أمام فريق بولونيا بتوقيع بوغبا والـ3 - 1 أمام كالياري عن طريق ماتري وفوتسينيتش ومن الممكن أن يضاف إليهم أيضا الثلاث النقاط التي حصدها اليوفي أمام نابولي في مباراة الذهاب التي انتهت 2 - 0 في تورينو.

وإجمالي فارق النقاط بين المتصدر وصاحب المركز الثاني في جدول الدوري الإيطالي حاليا هو تسع نقاط، وهو بالفعل الفارق الذي يفصل فريق أنطونيو كونتي عن أبناء والتر ماتزاري، هذا بالإضافة إلى فارق النصف نقطة النظري الناتج عن تغلب اليوفي في اللقاءات المباشرة مع نابولي بعد تعادل الفريقين1 - 1 في لقاء الذهاب بإستاد سان باولو. ولكن الاختلاف الحقيقي بين اليوفي ونابولي لا يمكن البحث عنه في الأرقام فحسب، فهذا لا ينتج قيما مهمة.

بالفعل كان فريق أنطونيو كونتي مرشحا بقوة في الصيف المنصرم لحصد الدرع الإيطالية، قبل أن يعكس لاعبوه الأفذاذ الحقيقيون أمثال بوفون وبيرلو الروح التي يتمتع بها مدربهم الذي لا يشعر بالرضا مطلقا مثل أستاذته في نادي اليوفي تراباتوني وليبي. كونتي كان قادرا دائما على النهوض مجددا حتى بعد الهزائم التي لم يكن معتاد عليها.

ورغم عدم التعرض للخسارة طوال الموسم الفائت، اليوفي لم يصب بالرعب بعد الخسارة المدوية على ملعبه أمام الإنتر، الأمر الذي حمل فريق أندريا ستراماتشوني إلى فارق نقطة واحدة مع متصدر الدوري، وجاء رد اليوفي في المرحلة التالية بسداسية في شباك بيسكارا.

وكذلك بعد الهزيمة أمام الميلان وروما عاد اليوفي إلى الفوز بثلاثية دون مقابل في شباك تورينو وسيينا، ولم يتوقف عند حد التعادل سوى أمام جنوا بعد الخسارة أمام سمبدوريا على ملعب السيدة العجوز.

القدرة على استئناف السير ثبطت المنافسة وكذلك أيضا القدرة على الركض في جبهتي الدوري المحلي ودوري الأبطال، مع تقديم الدرس الأخير الخاص بتطبيق مبدأ تناوب الأدوار حيث قام كونتي بتغيير خمسة لاعبين ما بين مباراة نابولي وسلتيك، ثم ستة لاعبين ما بين لقاء الفريق الأسكوتلندي وكاتانيا، مع القدرة النادرة على إخراج أفضل ما بداخل المشاركين. هذا لأنه ليس من قبيل الصدفة أن يتمكن 10 لاعبين لفريق اليوفي من إحراز الأهداف انطلاقا من مقاعد البدلاء، ابتداء من ميركو فوتسينيتش أمام جنوا وحتى هدف الأحد الماضي أمام كاتانيا بتوقيع جياكيريني. هكذا أيضا يتضح التقدم على نابولي، بثلاث نقاط في بداية شهر فبراير (شباط) الماضي ثم تسع نقاط الآن، مع توجيه الكثير من التحية إلى التعادلات التي أوقفت قطار اليوفي في الموسم المنصرم 14 مرة.

وجاءت هذا الموسم تعادلات اليوفي حتى الآن خمسة، وبالأحرى فريق كونتي لا يتواجد في المركز الثاني بفارق أربع نقاط عن الميلان مثلما كان الحال في نفس هذا الشهر من العام الماضي، بل يتصدر يوفنتوس جدول الدوري بفارق أمان عن نابولي، وبرصيد يزداد ست نقاط عن الموسم الفائت، مع احتفاظه بأفضل خط دفاع في البطولة فضلا عن تحسن الإنتاج الهجومي للفريق بفارق 11 هدفا إضافيا عن الموسم الماضي، وأقل فحسب بثلاثة أهداف عن روما صاحب أفضل خط هجوم في البطولة الحالية، ومن قبيل الصدفة إنها تلك الأهداف الثلاثة التي تم احتسابها لصالح فريق روما في المباراة الملغية أمام كالياري.

والخلاصة هي أن اليوفي بات صاحب قناعة أكثر في العقل ومزيد من الحسم بالقرب من المرمى ومهارة أكثر بموهبة بوغبا وروح أكبر للفريق الواحد دون الحاجة إلى مزاعم اللاعب الكبير، أمثال بيندتنر وانليكا وتضحية أكثر من جانب الجميع من أجل اليوفي، المسيطر بالفعل على الدوري، والذي عقد معسكره بعد عطلة أعياد الميلاد في 27 ديسمبر (كانون الأول)؛ أي خمسة أيام قبل تجمع الإنتر... إذن يوفنتوس متقدم لخمسة أسباب؛ فريق جاهز للركض النهائي نحو الدرع الإيطالية والاستمرار في إدهاش أوروبا.