مهمة شبه مستحيلة لآرسنال لتعويض الخسارة بالثلاثة أمام بايرن ميونيخ اليوم

ملقة الإسباني يتطلع لاجتياز عقبة بورتو البرتغالي ومواصلة مفاجآته في دوري الأبطال

لاعبو بايرن ميونيخ واثقون من تخطي عقبة ارسنال بعد احتفالهم بثلاثيتهم في مباراة الذهاب ( ا ف ب)
TT

يقف آرسنال الإنجليزي أمام مهمة شبه مستحيلة للتأهل إلى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يحل على بايرن ميونيخ الألماني في إياب دور الستة عشر اليوم على ملعب «إليانز أرينا»، فيما يلتقي ملقة الإسباني مع بورتو البرتغالي في مباراة متوازنة.

وتبدو مهمة آرسنال شبه مستحيلة لأن الفريق الألماني وصيف بطل النسخة الأخيرة والساعي إلى تحقيق لقب مرموق جديد بعد 3 سنوات من الانتظار، وضع قدما في النهائي بفوزه الثمين في عقر دار آرسنال 3 - 1 ذهابا، ويعيش فترة رائعة على الصعيدين المحلي والأوروبي.

أما آرسنال، فيبحث عن إنقاذ موسمه المتعثر وإحراز لقبه الأول منذ عام 2005، وذلك بعد خروجه من مسابقات الكأس وكأس الرابطة محليا، وفقدان آماله في المنافسة على الدوري الإنجليزي حيث يتخلف بفارق 24 نقطة عن مانشستر يونايتد المتصدر.

الفريق اللندني الذي يخوض الدور الثاني للمرة الثالثة عشرة على التوالي، سيكون أمام مهمة بالغة الصعوبة في هذا الدور على غرار آخر تجربتين له في ثمن النهائي، حيث سقط أمام برشلونة الإسباني 3 - 4 بمجموع المباراتين عام 2011 ثم أمام ميلان الإيطالي 3 - 4 أيضا الموسم الماضي عندما سقط ذهابا برباعية قبل أن يفوز إيابا بثلاثية على أرضهم.

من جهته، عجز بايرن، حامل اللقب أربع مرات آخرها عام 2001 عن تخطي الدور الثاني مرة واحدة فقط في آخر أربعة مواسم، وخرج فائزا 3 - 2 في مجموع المباراتين عندما التقى آرسنال في هذا الدور خلال موسم 2004 - 2005 عندما فاز ذهابا 3 - 1 بثنائية للبيروفي كلاوديو بيتزارو والبوسني حسن صالح حميدزيتش مقابل هدف العاجي كولو توريه، قبل أن يرد اللندنيون إيابا بهدف لم يكن كافيا من الفرنسي تييري هنري.

«المدفعجية» تعرضوا لخسارة ثالثة أمام الأندية الألمانية مقابل 9 انتصارات وتعادل واحد، فيما حقق بايرن فوزه الثالث على الأندية الإنجليزية في 15 مباراة على الأراضي الإنجليزية.

وطالب الفرنسي أرسين فينغر لاعبيه «بصنع المستحيل» حيث يتعين عليهم تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل للتأهل إلى ربع النهائي وقال: «نخوض المباراة في ظروف صعبة ضد فريق يثق بنفسه تماما. شعوريا يبدو أنهم قد تأهلوا، ويجب أن نفكر بدورنا بإمكانية التأهل.. الفرصة ضئيلة، لكن هذه الفرصة تجعل من المستحيل أمرا ممكنا».

وسيعول آرسنال مجددا على مهاجمه الألماني لوكاس بودولسكي الذي دافع عن ألوان بايرن بين 2006 و2009 مسجلا 15 هدفا في 71 مباراة، بعدما نجح ذهابا في تسجيل هدف هو الأول في مرمى الفريق البافاري في العام الجديد، لكنه لم يجنب فريقه اللندني الخسارة، علما بأنه يعاني من إصابة طفيفة.

لكن آرسنال سيفتقد صانع ألعابه المتألق جاك ويلشير لعدم تعافيه من إصابة في كاحله تعرض لها خلال دربي شمال لندن ضد توتنهام قبل 10 أيام. ويحوم الشك أيضا حول مشاركة ويلشير في مباراتي منتخب بلاده ضد سان مارينو ومونتينيغرو في تصفيات كأس العالم أواخر الشهر الحالي.

وأشار فينغر إلى أن ويلشير يعاني من التهاب في الكاحل.. الكاحل الآخر وليس الذي أصيب فيه من قبل، وأنه سيغيب لثلاثة أسابيع ولن يلعب في ميونيخ ولا أمام سوانزي ولا مع إنجلترا.

وقال فينغر: «يعاني ويلشير من بعض الكدمات في العظام. تفاقم الأمر في المرة الأخيرة إلى كسر إجهادي. هذا ليس ما كنا نريد أن يحدث الآن».

في المقابل سيغيب مهاجم بايرن الدولي الفرنسي فرانك ريبيري بسبب الإصابة في كاحل قدمه اليسرى.

ولم يكشف الفريق البافاري عن مدة غياب نجمه الفرنسي الذي خاض الدقائق التسعين من مباراة بايرن ميونيخ السبت أمام فورتونا دوسلدورف (3 - 2) وسجل الهدف الثاني، لكنه خرج وهو يعرج.

وبات ريبيري ثالث لاعب مهم يغيب عن بايرن ميونيخ بعد لاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر والمدافع جيروم بواتينغ بسبب الإيقاف.

واستأنف الجناح الدولي الهولندي إريين روبن تدريباته بشكل طبيعي منذ يوم الجمعة الماضي وسيكون جاهزا للقاء.

واستعد الفريق البافاري الذي سيشرف عليه الإسباني جوزيب غوارديولا ابتداء من الموسم المقبل، بفوز صعب على دوسلدورف عندما قلب تأخره مرتين، محققا فوزه الـ21 من أصل 25 في الدوري هذا الموسم، ومبتعدا بفارق 20 نقطة عن أقرب منافسيه بوروسيا دورتموند حامل اللقب في آخر موسمين.

وخسر بايرن مرة وحيدة على أرضه هذا الموسم أمام باير ليفركوزن 2 - 1 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بيد أنه فاز في جميع مبارياته الثماني عام 2013.

وعلى رغم غياب الثلاثي ريبيري وشفاينشايغر وبواتنغ، إلا أن المدرب يوب هاينكيس يملك خيارا واسعا مع الحارس مانويل نوير والمدافع البرازيلي دانتي والإسباني خافي مارتينيز وتوماس مولر وطوني كروز في الوسط والكرواتي ماريو ماندزوكيتش هجوميا.

وقال مولر صاحب الـ17 هدفا في 32 مباراة هذا الموسم لموقع النادي: «آرسنال لن يخسر شيئا، يمكنه التركيز على الهجوم، لا يمكننا أن نسترخي، فزنا في ميلانو 1 - صفر عام 2011 ثم خسرنا على أرضنا 3 - 2 أمام إنتر ميلان الإيطالي في المرحلة نفسها وخرجنا من المسابقة».

أما كروز فقال: «من الحماقة أن نخوض المباراة بثقة مبالغ فيها ثم نخسر بطاقة التأهل. أتمنى ألا يحدث ذلك».

أما مدافع البايرن البلجيكي فان بوتين فكان على عكس زملائه وقال واثقا: «فريق آرسنال الحالي ليس خطيرا كما كان في السابق عندما كان يضم روبن فان بيرسي وسيسك فابريغاس وإلكسندر سونغ وسمير نصري.. الجميع في البايرن يدرك أن مسألة التأهل إلى دور الثمانية شبه محسومة».

وخلافا لبايرن، يمر آرسنال بمرحلة انعدام وزن، وسيسعى فينغر للاستفادة من خبرة البلجيكي توماس فرمايلن دفاعيا والإسبانيين ميكيل أرتيتا وسانتي كازورلا في خط الوسط والفرنسي أوليفييه جيرو وثيو والكوت وبودولسكي هجوميا. وقال جيرو مهاجم مونبلييه الفرنسي السابق: «يجب أن نسجل هدفا سريعا، ما من شيء معروف في كرة القدم. يجب أن نتحلى بالثقة ونواصل تركيزنا، لكن نحتاج لتصحيح أخطائنا الدفاعية».

وأضاف ظهير الفريق الشاب كارل جنكينسون: «أدركت أن دوري أبطال أوروبا هو قمة كرة القدم، حلمت دوما باللعب في هذه المسابقة. الأغنية التي تعزف مع مطلع المباراة تثير الرعشة في جسدي. هذه المسابقة في غاية الأناقة وكل اللاعبين يحلمون بالمشاركة فيها لذا أتمنى أن نقلب نتيجة الذهاب ونستمر للنهاية». وحث العاجي جرفينهو رفاقه على صنع «المعجزة» وقال: «سجلنا في مرمامهم ذهابا، ومن يعلم يمكن أن نحقق المعجزة. إذا سجلنا هدفا مبكرا سنضعهم تحت الضغط».

* ملقة - بورتو

* وفي المباراة الثانية سيكون ملقة الإسباني مطالبا بتعويض خسارته ذهابا أمام بورتو البرتغالي 1 - صفر كي يواصل مفاجآته بعد تأهله لأول مرة إلى الدور الثاني في مشاركته بالمسابقة القارية.

ويبدو البرتغالي الدولي السابق دودا واثقا من تألق ملقة في أهم مباراة في تاريخه وعن ذلك يقول: «يملك المدرب (التشيلي مانويل بيليغريني) كل اللاعبين، وسنقدم كل شيء لنبلغ ربع النهائي مستفيدين من دعم جمهورنا لنا». وضرب ملقة بقوة في الدور الأول وكان في طليعة المتأهلين لتصدره مجموعة ثالثة ضمت ميلان الإيطالي وزينيث الروسي وإندرلخت البلجيكي.

من جهته، كان بورتو بطل 2004 مميزا في الدور الأول وحقق 13 نقطة من أصل 18 في مجموعة ضمت باريس سان جرمان الفرنسي المتصدر ودينامو كييف الأوكراني ودينامو زغرب الكرواتي.

وانتقل فيتور بيريرا مدرب بورتو إلى كوستا دل سول مدججا بتشكيلة من 19 لاعبا، لكن الشك يحوم حول مشاركة الفرنسي الشاب الياكويم مانغالا المصاب في كتفه وهداف المباراة الأولى جواو موتينيو الذي يتلقى علاجا لإصابة عضلية.

وغاب اللاعبان عن مواجهة استوريل الأخيرة (2 - صفر) التي وضعت بورتو في المركز الثاني في الترتيب بفارق نقطتين عن بنفيكا.