أليغري: مباراة الذهاب خدعت البعض.. وسأبقى راسخا كالجبل

مدرب الميلان وصف الخسارة بالمفيدة.. وقال إن برشلونة الأقوى في العالم

TT

على الرغم من ثقل وطأة الخسارة الرباعية الموجعة التي تلقاها الميلان يوم أول من أمس الثلاثاء من مضيفه برشلونة في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، فإن حالة المدرب أليغري المزاجية هي ذاتها التي رأينها عشية اللقاء، وينبغي البحث عن السبب في التوازن المعتاد الذي دائما ما واجه به اللحظات الطيبة والمظلمة. وفي الليلة السابقة للمباراة، أكد مدرب الميلان أن الخروج من الكأس الأوروبية الكبيرة لن يعني الفشل، وبعد مباراة أول من أمس كان المفهوم هو ذاته مباراة الذهاب لم تغير من قيمة الفريقين، ومن كان يعتقد هذا لا يعيش في عالمنا. اجتياز هذا الدور كان ليمثل إنجازا كبيرا بالنسبة إلينا، فقد كان جميلا خلق التطلعات على إمكانية حدوث هذا. استخدم أليغري قدرا كبيرا من الواقعية لتوضيح أن أحدا لا يجب أن يسمح لنفسه بتوجيه النقد لفريقه، وتابع: «إنني راسخ كالجبل، الجميع يروق له التفكير والحلم، غير أنه يجب النظر لواقع الأفعال، إنهم الفريق الأقوى بالعالم ونحن فريق شاب ينبغي أن ينضج». وبصيغة أخرى، مثلما كان قد ذكر يوم الاثنين الماضي، فإن جودة مشروع لا تقاس بالتأهل في أوروبا. المدير الفني أكثر من سعيد بتطور لاعبيه ويعتبر مغامرة أول من أمس مرحلة ممتازة لكسب الخبرة واشتمام عبق المستويات الرفيعة، وقال: «أربعة أهداف تسبب ألما كبيرا، لكنها مباراة استحق اللاعبون الشباب أن يعيشوها بعدما كانوا بارعين في الوصول إلى هنا. لا يجب أن ينهزموا، وأنا لا شيء لدي لألوم عليه أحدا. لم تكن كارثة». مقارنة بمباراة سان سيرو، من الواضح أن أداء الفريق كان مختلفا بصورة كبيرة، ويؤكد أليغري هذا بقوله: «كان أداء أسوأ من لقاء الذهاب، لكن الفضل الأكبر في الفوز يرجع لبرشلونة، فلم يسمح لاعبوه لنا باللعب ونحن ارتكبنا أخطاء كثيرة. من جهة أخرى، حينما يواجه فريقا به خمسة يظهرون لأول مرة في البطولة مباراة كهذه، فالأخطاء واردة. وعلى أي حال، غياب باتزيني كان مؤثرا، فهو لاعب ذو خبرة ونقطة مرجعية لنا». الواقع واحد، وهو أن الميلان حاول تكرار أداء وفلسفة لعب مباراة الذهاب، لكنه لم يفلح، ويقول أليغري أشعر بالأسف الشديد للاعبين والإدارة. عموما كرة القدم جميلة لأنها تكون مسألة سنتيمترات فحسب، والآن ربما كنا لنتحدث عن مباراة أخرى. هدف التعادل (1 – 1) ربما كان ليعني التأهل بنسبة كبيرة، لكن حتى وإن حدث فإن القيم المطلقة للفريقين تظل هي ذاتها. المطلوب الآن هو التركيز وعدم إثارة أي كوارث، نظرا لأن الميلان لا بد وأن يستأنف الزحف في بطولة الدوري من دون أن تشتته المرارات الأوروبية، ويختتم مدرب الميلان هدفنا هو خوض بطولة الشامبيونزليغ في العام المقبل أيضا، ولتحقيق ذلك يجب أن ننهي الموسم في المركز الثالث أو الثاني. وبالتالي يجب الدفاع عن المركز الحالي بأفضل الطرق والانطلاق مجددا فورا أمام باليرمو، الأحد المقبل. إنني على يقين بأن مباراة أول من أمس، بغض النظر عن النتيجة، ستساعد على تطور الفريق، كما أن الخبرة، في كرة القدم كما في الحياة، تكتسب بالمتاعب. إلى ذلك، بدا وجها أدريانو غالياني وباربارا برلسكوني شاحبين مثل قميص الميلان الأبيض، فالخسارة مؤلمة هكذا وإن كنت قد خسرت من أقوى فريق بالعالم، لأنه بعد انتصار الذهاب اشتم الجميع رائحة الإنجاز، وعلى العكس انتهى الأمر بهزيمة ثقيلة، أسوأ مما تعرض لها الفريق في إنجلترا العام الماضي. من المستحيل عدم التفكير في مباراة استاد الإمارات أمام آرسنال منذ عام، حينما واجه الميلان خطر الإطاحة بالفوز الكبير برباعية دون مقابل في مباراة الذهاب، وحدث مشادة بين إبراهيموفيتش والمدرب في غرفة الملابس، حيث اعتبر السويدي أليغري مخطئا بعدم الإعداد جيدا للمباراة. حينها أفلت الميلان وتأهل إلى ربع النهائي على الرغم من الخسارة بثلاثية، وهو ما لم يحدث في كامب نو. فلم يتحمل قوة اصطدام ميسي ورفاقه وانتهى به الحال في معترك أمواج ولم يخرج منه مجددا. المشهد الذي سيبقى في أعين جماهير الفريق هو تسديدة التي ارتطمت بالقائم قبل دقائق قليلة من نهاية الشوط الأول. من يدري ماذا كان ليحدث لو سكنت هذه الكرة الشباك؟ ربما كانت لتصبح قصة أخرى تماما.

كان أليغري قد اختار الدفع بكونستانت لأنه يريد قوة بدنية، فيما لعب الظهير واحدة من أسوأ مبارياته، فقد أخطأ بصورة كارثية في الهدف الثالث متسببا في غضب الحارس أبياتي. فيما فقد نيانغ كل جرأته بمجرد أن وطئت قدماه أرضية كامب نو، ولم يكرر أحد من اللاعبين أداء لقاء الذهاب منذ ثلاثة أسابيع. ويقر القائد ماسيمو أمبروزيني لسنا بنفس مستوى الموقف، وقد اهتزت شباكنا منذ البداية، لم يكن الأداء الذي يجب أن نقدمه، وتلقي هدف بعد دقائق قليلة كان أمرا مميتا. الضربة كانت قوية، والشيء الوحيد الذي ينبغي فعله الآن هو النظر للأمام، لأن الخطأ الأكبر سيكون التراجع الآن، في وسط موسم لا يزال قادرا أن يهدي أوروبا للميلان، ويشير أمبروزيني إلى الطريق لم نكن نود الخسارة هكذا، لكن مباراة الليلة مفيدة لنا كدرس للمستقبل. نريد العودة إلى الشامبيونزليغ وللوجود هنا العام المقبل ينبغي التركيز في بطولة الدوري. الآن، وبينما لن تكون لدينا مشاق الكأس الأوروبية، يمكننا تكريس مجهودنا كله لهذا الهدف. جدير بالذكر أن المركز الثالث في الدوري دائما ما كان الهدف المعلن، ولم يكف أليغري قد عن التأكيد أن بطولة الدوري هذا العام أهم من الشامبيونزليغ. ويسير أباتي على نفس خط القائد، مؤكدا المباراة افتتحها ميسي بلعبة غاية في الروعة، وفي الهدف الثالث ارتكبنا حماقة كبيرة، أتيحت لنا فرص لتجاوز الدور. الآن علينا استهداف المركز الثاني والذي يمكن إدراكه.