آرسنال يحقق فوزا بطعم الهزيمة في عقر دار بايرن ويودع دوري الأبطال

تأهل تاريخي لملقة إلى دور الثمانية على حساب بورتو

أوليفييه غيرو (يمين) يفتتح أهداف آرسنال (أ.ب)
TT

حقق آرسنال الإنجليزي فوزا معنويا على مضيفه بايرن ميونيخ الألماني 2 - صفر لم يكن كافيا لتأهله إلى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وخرج مرفوع الرأس أمام الفريق البافاري في إياب دور الـ16 على ملعب «أليانز أرينا». وحقق ملقة الإسباني تأهلا تاريخيا بعدما قلب تأخره أمام بورتو البرتغالي بهدف ذهابا إلى فوز حاسم إيابا بهدفين نظيفين.

وكان آرسنال أمام مهمة شبه مستحيلة لأن الفريق البافاري وصيف بطل النسخة الأخيرة والساعي إلى تحقيق لقب مرموق جديد بعد 3 سنوات من الانتظار، وضع قدما في النهائي بفوزه الثمين في عقر دار آرسنال 3 - 1 ذهابا، ويعيش فترة رائعة على الصعيدين المحلي والأوروبي، فتأهل الفريق الألماني لتسجيله هدفا أكثر من خصمه خارج ملعبه.

وسجل أوليفييه غيرو الهدف الأول لآرسنال بعد ثلاث دقائق فقط من البداية ليمنح فريقه أملا مبكرا في تعويض هزيمته 3 - 1 في ذهاب دور الستة عشر في ظل سعيه لأن يصبح ثالث فريق فقط ينجح في التعافي من هزيمته على أرضه ذهابا في أدوار خروج المغلوب. وسجل لوران كوشيلني الهدف الثاني في الدقيقة 86 بضربة رأس ليشعل الدقائق الأخيرة من المباراة لكن آرسنال فشل في إضافة هدف ثالث كان سيمنحه مكانا في دور الثمانية.

وأعرب مدرب آرسنال أرسين فينغر عن فخره بما قدمه فريقه أمام بايرن ميونيخ والحاقة الهزيمة به في عقر داره. وقال فينغر «كنا قريبين جدا من تحقيق الإنجاز لكني فخور بالعرض الذي قدمه فريقي». وأضاف «بالطبع أنا آسف لكل شخص له علاقة بنادي آرسنال لأننا لم نتمكن من تسجيل هدف ثالث». وبخروج آرسنال لم يعد هناك أي ممثل للكرة الإنجليزية في المسابقة الأوروبية المرموقة وهو ما يحصل للمرة الأولى منذ 17 عاما علما بأن تشيلسي حامل اللقب الموسم الماضي ومانشستر سيتي خرجا من دور المجموعات، في حين لحق بهما مانشستر يونايتد على يد ريال مدريد من الدور الثاني.

وأضاف فينغر «نستطيع أن نكون فخورين بأنفسنا، لقد خرجنا مرفوعي الرأس ومن الباب الخارجي. التأهل هو ثمار ما تقدمه على مدى 180 دقيقة ولم نكن في أفضل مستوى لنا في الدقائق التسعين الأولى». وكشف «لقد أثبتنا بأننا نملك النوعية لننافس على أعلى المستويات، سنحت لنا بعض الفرص في المباراة لكننا لم نتمكن من تسجيل الهدف الثالث. وقع الهدف الثالث في مباراة الذهاب كان أثره كبيرا علينا».

وختم «ما أندم عليه هو أن هذا الفريق يملك قدرات هائلة لكن على الرغم من ذلك فإننا خارج المنافسة».

أما مدرب بايرن ميونيخ يوب هاينكيس فاعتبر أن فريقه لم يسيطر على مجريات اللعب وكان أداؤه بطيئا وقال «لم نكن نتوقع دخول هدف مبكر مرمانا وهذا الأمر جعل آرسنال يدخل أجواء المباراة بسرعة. لم نسيطر على مجريات المباراة ولم نكن هادئين. الفريق لم يلعب بطريقة جيدة خصوصا في غياب ثلاثة لاعبين أساسيين لكنني اعتمدت مبدأ المداورة مؤخرا وبالتالي لا وجود لأي أعذار». وتابع «لعبنا في مواجهة فريق قوي ضغط علينا بشكل دائم، وافتقدنا إلى الحيوية في أدائنا ولم نتحرك بطريقة جيدة. خرجنا من هذه المعركة متضررين بشدة».

وهكذا استيقظ فريق بايرن ميونيخ من نومه أول من أمس غارقا في عرقه البارد متسائلا ما إذا كان أداؤه المروع في المباراة حقيقة أم أنه مجرد كابوس مزعج. فقد أوشك النادي البافاري العملاق على إهدار فوزه 3-1 خارج أرضه في مباراة الذهاب. وقال كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ بعد المباراة: «يجب أن تؤخذ هذه المباراة كإنذار بالنسبة للفريق. إننا محظوظون لأننا سجلنا ما يكفينا من أهداف في لندن».

وعلق أولي هونيس رئيس بايرن على أداء فريقه قائلا: «نلعب بمستوى مزرٍ منذ ثلاثة أسابيع الآن.. لن نفوز بأي شيء إذا ظللنا بهذا المستوى». وأكد الهولندي أريين روبين نجم بايرن أن أداء كالذي قدمه فريقه أمام آرسنال يجب أن لا يتكرر أبدا.

وقال روبين: «ولكن في النهاية، ربما يكون للأمر جانب إيجابي. حيث يمكن اعتباره بمثابة إنذار بالخطر. ظللنا نتلقى المديح من جميع الجوانب، ولكن انظروا لما يمكن أن يحدث».

وكانت الكلمة الأكثر انتشارا في وسائل الإعلام الألمانية في تعليقها على المباراة هي «ارتجف» كما في العبارة: بايرن يرتجف في طريقه إلى دور الثمانية. وكتبت صحيفة «بيلد» اليومية واسعة الانتشار: «حسنا، كدنا نخرج من البطولة. لقد تجنب بايرن بصعوبة التعرض لإهانة كبيرة.. وتحولت النزهة إلى ليلة ارتجاف». أما صحيفة «سويدويتشه تسايتونغ» الصادرة في ميونيخ فكتبت في عنوانها: «إلى دور الثمانية بعين متورمة» في إشارة إلى التأهل الصعب، وقالت الصحيفة: «بعد الفوز 3-1 في مباراة الذهاب، ما الأمر السيئ الذي كان يمكن أن يحدث؟ لقد حدث: خسر بايرن صفر-2 أمام آرسنال بعدما قدم أداء مخيبا للآمال، وأصبح عليه الآن أن يقلق على خاتمة موسمه المثالي». ومع ذلك يمكن لجماهير الكرة الألمانية أن تسعد بوجود فريقين من الدوري الألماني في دور الثمانية من دوري الأبطال حيث انضم بايرن إلى بوروسيا دورتموند الذي سبقه إلى هذا الدور. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فريقان ألمانيان إلى تلك المرحلة من البطولة الأوروبية منذ موسم 2001-2002. وكادت ألمانيا تشارك في دور الثمانية من دوري الأبطال بثلاثة ممثلين لولا هزيمة شالكه 2-3 على أرضه أمام غالطة سراي التركي في مباراة الإياب ليودع منافسات البطولة بتفوق الفريق التركي 4/3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

ملقة - بورتو واصل ملقة مسيرته الحالمة في مشاركته الأولى في دوري أبطال أوروبا بعد أن سجل إيسكو والبديل روكي سانتا كروز هدفين ليفوز الفريق الإسباني 2 - صفر على ضيفه بورتو البرتغالي في مباراة الإياب ويتأهل إلى دور الثمانية. وكان بورتو فاز 1 - صفر في مباراة الذهاب بدور الستة عشر لكن ملقة تفوق 2 - 1 في مجموع المباراتين لينتزع بطاقة التأهل لدور الثمانية.

ووضع صانع اللعب ايسكو ملقة في المقدمة بعد تسديدة رائعة قبل دقيقتين على نهاية الشوط الأول قبل أن تتلقى آمال بورتو ضربة قوية بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني بعد حصول صانع اللعب ستيفن ديفور على الإنذار الثاني ليطرد من الملعب. وسعى ملقة لإحراز الهدف الثاني ونجح في ذلك عندما سدد البديل سانتا كروز كرة بضربة رأس بعد ركلة ركنية نفذها ايسكو في الدقيقة 77. ودفع بورتو بمهاجم إضافي إلا أن ملقة تماسك ليضمن ظهور اسمه ضمن قائمة الفرق التي ستلعب في دور الثمانية.

وقال ايسكو عقب المباراة «عدلنا النتيجة بأفضل طريقة ممكنة» وأضاف «لم نكن نتوقع هذا النجاح قبل قليل من تحقيقه.. إنه أمر لا يصدق. لم يمر أي لاعب منا بهذه التجربة من قبل لكن جميع اللاعبين يستحقون التأهل. أعتقد أننا نستحق الفوز. استمتعنا بالمباراة ولعبنا بمستوأنا المعهود».