3 فرق للإسبان في ربع نهائي دوري الأبطال.. والإنجليز من دون ممثل واحد

إسبانيا تعيش أفراحها.. وإنجلترا تتوشح بالأحزان

هاينكيس مدرب ملقة توقع عودة الفرق الإنجليزية إلى المنافسة الموسم القادم (أ.ب)
TT

قال أرسن فينغر المدير الفني لفريق آرسنال إن عدم وصول أي من الأندية الإنجليزية إلى الدور ربع النهائي في دوري الأبطال لهو علامة «تحذير قوية». وكان انتصار بايرن ميونيخ على الآرسنال يعني غياب ممثل لإنجلترا بين الفرق الثمانية التي وصلت إلى دور الثمانية وهي المرة الأولى منذ موسم عام 1995 ـ 1996. وقال فينغر: «إنها خيبة أمل كبيرة للكرة الإنجليزية. نحن نسلم بأن الفرق الأوروبية الأخرى قد أدركتنا».

وكان مانشستر سيتي بطل الدوري الموسم الماضي قد ودع البطولة إثر تذيله المجموعة التي ضمت ريال مدريد وبروسيا دوترموند وأياكس، وفشل في الفوز في أي من مبارياته الست. أما تشيلسي الذي هزم بايرن ميونيخ الموسم الماضي ليفوز بدوري الأبطال فقد فشل في تجاوز مرحلة المجموعات، في الوقت الذي خرج فيه مانشستر يونايتد على يد ريال مدريد من دور الستة عشر.

وأضاف فينغر: «لم يتمكن مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد والآرسنال من بلوغ دور الثمانية. لقد مر وقت طويل منذ أن حدث ذلك، ينبغي أن نضع ذلك في اعتبارنا عندما نفكر في مستقبل الدوري الإنجليزي». لكن المدير الفني لبايرن ميونيخ يوب هاينكيس توقع عودة الفرق الإنجليزية إلى المنافسة في المراحل الأخيرة من دوري الأبطال الموسم القادم.

وقال هاينكس: «أعتقد أن المقارنات بهذه الصورة ظالمة بعض الشيء. فهناك فرق ألمانية لم تتمكن من تجاوز المراحل الأولى. وأعتقد أن مانشستر يونايتد لم يكن محظوظا عندما غادر البطولة، أما آرسنال فقد أظهر مدى البراعة التي يملكها».

وأضاف: «دائما ما تحدث هذه الدورات في كرة القدم، وأعتقد أن الفرق الإنجليزية ستسجل عودة قوية الموسم القادم».

ويعني خروج الآرسنال مواجهتهم الموسم الثامن على التوالي دون حصد لقب أي بطولة. وكان هناك تشابه كبير بين هذه المباراة والهزيمة السابقة التي تعرض لها آرسنال على يد إيه سي ميلان في دور الـ16 موسم 2011- 2012. عندما خسروا المباراة الأولى 4 - 0 ثم فازوا في المباراة الثانية 3 - 0. وقال فينغر: «نشعر بنفس الأسى الذي شعرنا به العام الماضي، ففي المباراة الأولى شعرنا ببعض التوتر لكننا أظهرنا في المباراة الثانية مدى براعتنا. أشعر بالأسى على ما حدث في المباراة الأولى التي سمحنا بدخول هدف سهل في مرمانا في الدقائق الخمس الأخيرة ولو أن المباراة انتهت 2 - 1. لرأيت مدي أهمية هذا الهدف الليلة».

ويستطيع الآرسنال الآن التركيز على هدف واحد وهو الدخول ضمن الفرق الأربعة الأولى في الدوري والتأهل إلى دوري الأبطال مرة أخرى. فهم يحتلون مقعدا أساسيا في البطولة منذ قيادة فينغر الآرسنال عام 1996. لكنه يحتل في الوقت الراهن المركز الخامس في الدوري الإنجليزي خلف تشيلسي بفارق خمس نقاط ويتبقى له 10 مباريات.

وأضاف المدير الفني الفرنسي: «لعبنا ضد واحد من أفضل الفرق في أوروبا، وكانت المعنويات والأداء الذي قدمناه مرتفعا للغاية. هذا مؤشر إيجابي بطبيعة الحال سواء من ناحية الأداء أو المعنويات. فعدم دخول أهداف في مرمانا والطريقة الدفاعية الخالصة جيدة للغاية. خسرنا بعض الكرات وهو تسبب لنا في حالة من الإحباط في بعض الأحيان»، «أنا على يقين بأننا سنبذل كل ما بوسعنا للعودة إلى دوري الأبطال الموسم القادم، فقد قدم لاعبونا الشباب عروضا رائعة للغاية ونتمنى أن ننهي هذا الموسم بقوة أيضا».

وفي المقابل ساد شعور بالرضا أنحاء إسبانيا أمس بعدما أصبحت الدولة الوحيدة التي يوجد لها ثلاثة ممثلين في دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وأصبح ملقة فاكهة الكرة الإسبانية اليوم بعد فوزه البطولي على بورتو البرتغالي 2- صفر على ملعبه ليعوض هزيمته صفر- 1 في مباراة الذهاب.

وكانت المشاركة الأولى لملقة في دوري الأبطال هذا الموسم جاءت متزامنة مع قيام إدارة النادي ببيع الكثير من لاعبي الفريق الأول الأساسيين بعدما قرر ملاك النادي القطريون تقليص حجم استثماراتهم فيه بشكل كبير. وتأخرت رواتب اللاعبين والجهاز الفني لمدة ثلاثة أشهر الصيف الماضي، ولهذا السبب قرر اتحاد الكرة الأوروبي (ويفا) حرمان ملقة من المشاركة في أي منافسات أوروبية بالموسم المقبل.

وجاء إنجاز ملقة ببلوغ دور الثمانية من دوري الأبطال ليتصدر العناوين الرئيسية لصحيفتي «آس» و«ماركا» الرياضيتين أمس حيث استخدمت آس تورية لفظية عن اختيار بابا الفاتيكان الجديد الأب فرانسيس الأول لتكتب: «هابيموس ملقة!» بنفس طريقة الاحتفال بالبابا الجديد بما يعني «لدينا ملقة». وأشادت الصحيفة الإسبانية بـ«إيمان واقتناع الجماهير الرائعة» التي يتمتع بها ملقة وكذلك بـ«قبضة (مدرب الفريق مانويل) بيليغريني القوية».

أما ماركا فقد خصت الصاعد إسكو بقدر كبير من الإشادة بعدما سجل هدف ملقة الافتتاحي. وقال المهاجم الصاعد بعد المباراة: «لم يكن هذا الأمر واردا في تفكيرنا قبل فترة قصيرة. إنه إنجاز مذهل، حلم بالنسبة لملقة كلها. لم نمر بتجربة نجاح كهذه من قبل ولكننا نستحقها». بينما قال بيليغريني: «لطالما وثقنا في قدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز. علمنا اليوم أننا علينا أن نلعب بقلوب دافئة ورؤوس باردة». وأضاف: «يتمتع اللاعبون بشخصيات قوية، فهم لديهم عقلية الفوز ولعبوا مع أفضل الأندية من قبل.. نجحنا في تجاوز جميع مشكلاتنا هذا الموسم. وما حققناه كنا نستحقه بجدارة».

وأصبح بيليغريني، قليل الكلام والانفعال، متخصصا في قيادة الأندية الصغيرة للتأهل إلى دوري الأبطال ثم قيادة هذه الفرق إلى مراحل متقدمة من البطولة أبعد من تصورات أي شخص. ففي عام 2006، قاد بيليغريني فريق فياريال عديم الخبرة الأوروبية إلى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال حيث خسر أمام آرسنال الإنجليزي. وبعد ثلاثة أعوام أخرى قاد فياريال من جديد إلى دور الثمانية من البطولة نفسها قبل أن يخسر الفريق للمرة الثانية أمام آرسنال.

وبتأهل ملقة، سيكون لدى إسبانيا ثلاثة ممثلين (ملقة وبرشلونة وريال مدريد) في قرعة مباريات دور الثمانية لدوري الأبطال. ويدخل في القرعة فريقان ألمانيان (بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند) وفريق إيطالي (يوفنتوس) وفريق تركي (غلاطة سراي) وفريق فرنسي (باريس سان جيرمان). وقالت محطة «راديو ماركا» الإذاعية أمس: «إن حقيقة أن إسبانيا هي الدولة الوحيدة التي ما زال يمثلها ثلاثة فرق بالبطولة تؤكد قوة الكرة الإسبانية بشكل عام، كما أنها تشعرنا جميعا بالرضا».