فيرغسون: مهمة مدرب مانشستر يونايتد الجديد لن تكون مستحيلة

أكد أن تدريب فريقه سيكون حلما لمن يخلفه

TT

يعتقد الكثيرون أن المدير الفني المقبل لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي سيواجه كابوسا في محاولة السير على درب صاحب الانتصارات المتتالية وأن وجوده في أولد ترافورد لن يطول. لكن فيرغسون أصر أن ذلك سيكون حلما لمن سيخلفه، لأن كل شيء في النادي مهيأ لاستمرار مسيرة النجاح. وقال: «وفق» المقومات الحالية للنادي لن تكون تلك مهمة مستحيلة، فما الذي يمكن أن يطلبه مدير فني أكثر من ذلك؟

يعتقد فيرغسون من هذا التصريح أن الخطأ الأكبر الذي يمكن لخليفته الوقوع فيه هو أن يحاول تغيير نفسه ليتوافق مع مانشستر يونايتد. ويرى فيرغسون، المدير الفني صاحب الإنجازات الكبيرة في مانشستر يونايتد والتي بلغت 37 بطولة، بأن على المدير الفني الجديد لأي فريق أن يضع بصمته الخاصة على النادي.

وقال في المقابلة المطولة التي أجرتها معه مجلة «تونتي فور7» لكرة القدم: «الخيال مهم دائما. الأمر الآخر الذي يشكل أهمية بالغة هي أن لا تغير من شخصيتك».

وأضاف: «هذا يحدث، وقد لاحظنا ذلك عدة مرات، عندما يأتي المدير الفني ويحاول تغيير نفسه. إن مهمتك هي أن لا تغير من نفسك، بل فيما ستتولاه. غير في الفريق وحول فلسفة النادي الذي تتولى قيادته إلى فلسفتك أنت الشخصية، لكن لا تغير من ذاتك على الإطلاق. فهذا من شأنه أن يمنحك ميزة أفضل، لأن اللاعبين يفهمون أسلوبك وطبيعتك».

لن تكون هناك حاجة إلى تغيير أو إصلاح الكثير في أولد ترافورد فقد صمم فيرغسون على ترك بنيان يضمن استمرار إرثه من النجاحات للنادي. ويعتقد أن جزءا من هذا يتمثل في الإبقاء على الأفراد الذين يعلمون قيمة هذا النادي.

لقد استعان فيرغسون بلاعبين سابقون مثل بريان ماكلير لتدريب الفريق الاحتياطي، ومايك فيلان كمدير فني مساعد، والآن يحاول فيرغسون بناء جيل جديد من المدربين.

وقال فيرغسون «عندما أنظر إلى الفريق الحالي ربما يكون ذلك صعبا لكن لاعبين مثل غيغز وسكولز سيكونان جزءا من البناء هنا. وربما يتولى دارين فلتشر ونيكي بات في المستقبل مسؤولية فريق الاحتياط. نحن نحاول الحفاظ على اللاعبين السابقين داخل النادي قدر الإمكان وهو ما يمنحنا دعما كبيرا. ونتطلع إلى المستقبل لأن هذا هو الأسلوب الأمثل في التخطيط لتولى مسؤولية التدريب في النادي - فهؤلاء اللاعبون أبناء النادي، وعندما تكون أحد لاعبيه فأنت تعلم ما يتطلبه الفوز. من الجيد أن تمتلك هذا النوع من التفكير، وأن نطبقه داخل النادي».

سيترك فيرغسون فريقا يختلف كلية عن الفريق الذي تولى مهمته عام 1986، فلم يكن عليه أن يوقظ ماردا نائما، بل ماردا كان في شبه غيبوبة، لم يحصل على لقب واحد خلال 19 عاما وملعبا خربا ولا يوجد فريق جيد للناشئين. أولد ترافورد في ذاته نصب تذكاري شاهد نجاحه، وتمثاله الذي صنع تكريما له إنما استحقه عن جدارة.

ويعتبر مجمع تدريب النادي في كارينغتون أحد أفضل الملاعب في عالم كرة القدم ويختلف إلى أبعد الحدود عن ملعب تدريب كليف، حيث بدأ التخطيط للقضاء على هيمنة ليفربول على الدوري.

ما يختلف عن الآن أيضا أن فيرغسون حصل على الوقت الكافي لنجاح خططه، فالجميع يعلم أنه مكث سبع سنوات مع النادي كي يتمكن من الحصول على لقب الدوري. قد لا ينتظر المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد نصف تلك المدة لحصد اللقب، لكن - وكما قال فيرغسون - انظر إلى من سيعاون المدير الجديد. كان المدير الفني البالغ من العمر 71 عاما عازما على أن يترك لخليفته كل المقومات التي تحفظ لـ«الماكينة الحمراء» قوتها كاملة.

وسيكون الفريق الحالي وفريق الشباب والخبرة الكبيرة داخل النادي حلما لمن سيرثه إذا ما رحل فيرغسون عن النادي هذا الصيف. والسؤال هو من سيكون هذا الشخص؟ كان بيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق قبل ستة أشهر المرشح الأوفر حظا، لكنه لم يصبر وانتهز الفرصة وتولى قيادة بايرن ميونخ بدلا من ذلك.

من بين المرشحين أيضا جوزيه مورينهو، صديق فيرغسون، والذي يتوقع أن يرحل عن ريال مدريد بعد انتهاء الموسم الحالي. لكنه لا يتمتع بشعبية كبيرة بين أعضاء مجلس إدارة النادي، إذ لا يرحب السير بوبي تشارلتون، على وجه الخصوص بمورينهو (المتفرد). من بين أبرز المرشحين أيضا المدير الفني لفريق إيفرتون ديفيد مويس، الذي يعتبره الكثيرون في مانشستر يونايتد الشخصية الأنسب للحفاظ على كل مقومات النادي الراهنة.

وكان مورينهو قال في وقت سابق إنه يأمل أن يظل يعمل في التدريب حتى يبلغ السبعين مثل صديقه فيرغسون. وفي سن الخمسين يكون أمام المدرب البرتغالي عقدان كاملان ليرى إن كان سيبقى في عمله حتى يبلغ 71 عاما مثل فيرغسون.

وقال مورينهو «أعتقد أن هذه مهنة يرتفع فيها مستواك كلما تقدم بك العمر لأنها من المهام التي تلعب الخبرات التي تعيشها والأفكار التي تقدمها دورا في رفع مستواك فيها».

وأيا كان ذلك الشخص، فمهمته هي الأكثر إثارة للمخاوف في كرة القدم، لكن هل هي مستحيلة؟ على الرغم من وجود كل المقومات، فإنها تطلبت عملا شاقا من فيرغسون كي يتقدم النادي مع الوقت، وقبل كل التحديات وظل الأكثر نجاحا من الآخرين.

وفق هذا المنظور ستكون خلافة فيرغسون صعبة للغاية، لكنها ليست بالمستحيلة.

وكان فيرغسون أكد عزمه البقاء داخل النادي بعد إعلانه عن نيته التخلي عن مهمته كمدير فني وقال فيرغسون: «ليست هناك نية للتخلي عني، فربما أتولى إدارة النادي». وعندما سئل فيرغسون عن موعد اعتزاله، قال: «لا أحد يدري، ولا حتى أنا، كذلك لن يكون الطبيب هو من يقرر ذلك». وحول من سيخلفه في مهمته قال: «سوف يسألونني، لكن ذلك سيكون قرار النادي لا قراري».

وأضاف فيرغسون بشأن إمكانية توليه منصبا في مجلس الإدارة: «لا يزال هناك وقت طويل على ذلك، لكني آمل ذلك. فقد كان الدوري الذي لعبه بوبي تشارلتون في النادي رائعا. فقد كان داعما كبيرا للمدير الفني والكثير من اللاعبين. وأعتقد أن بايرن ميونخ هو النموذج الأمثل لذلك». وأضاف: «لا توجد مشكلة في وجود نسخة أخرى لهذا النادي الذي ضم الكثير من اللاعبين العظام على مدى سنوات والذين أصبحوا الآن سفراء له مثل آندي كول وبريان روبنسون وبيتر شمايكل. هناك عدد من هذه النوعية من اللاعبين الآن وهذا أمر ينبغي علينا استغلاله بالصورة الأمثل».