حافظ المدلج لـ «الشرق الأوسط»: سأنسحب لصالح مرشح توافقي

مرشح السعودية لرئاسة الاتحاد الآسيوي أكد على أن هناك توافقا سعوديا – إماراتيا – قطريا والخلاف مع الاتحاد البحريني

TT

طالب الدكتور حافظ المدلج مرشح السعودية لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بضرورة إجراء حوار جاد للخروج من أزمة المرشحين العرب الثلاثة والدفع بمرشح خليجي واحد تكون كل أصوات العرب معه لتدعمه في مهمته المقبلة.

وكشف المدلج في حواره مع «الشرق الأوسط» عن اجتماع جرى في الإمارات مع الشيخ هزاع بن زايد لبحث أهمية أن يخرج العرب بمرشح توافقي لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومشددا على أن هناك اتفاقا سعوديا – إماراتيا – قطريا على المرشح التوافقي، لكن هناك معارضة من البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.

وترشح كل من المدلج والإماراتي يوسف السركال والشيخ سلمان آل خليفة إلى جانب التايلندي واراوي ماكودي لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي حيث من المقرر إجراء الانتخابات في 2 من مايو (أيار) المقبل. وقال الدكتور حافظ المدلج إنه مستعد للانسحاب من سباق الرئاسة الآسيوية في حال تم الاتفاق على مرشح توافقي، مؤكدا أن هناك انسجاما كبيرا وواضحا بين السعودية والإمارات وقطر في هذا الموضوع ولم يتبق سوى البحرين التي رفضت أن تجتمع ممثلة في مرشحها الشيخ سلمان آل خليفة، واستمرار الانقسام قد يصب في مصلحة المرشح التايلاندي. واعترف المدلج بأنه اختير من بين 3 مرشحين سعوديين قدمت أسماؤهم، نظير خبرته في الاتحاد الآسيوي وعلاقاته الواسعة مع اتحادات القارة الأهلية، فضلا عن عضويته في الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المنظمة لكأس العالم 2010، مبينا أن خططه في حال أجمع المتنافسون على أن يكون هو الرئيس الآسيوي، ستكون فرض الأغلبية في روزنامة المسابقات الآسيوية وضخ الأموال في خزائن 46 اتحادا وطنيا تابعا للاتحاد الآسيوي.

«الشرق الأوسط» التقت المرشح السعودي المدلج وحاورته في كل هموم وشؤون الانتخابات واجتماعاته ورحلاته الأخيرة، فكان الحوار التالي:

* كيف ترى ساحة الاتحادات الأهلية الآسيوية العربية التي لم تتفق على مرشح واحد للرئاسة الآسيوية؟

- بالتأكيد هذا خطر نشعر بقلق بالغ تجاهه، وعندما كان في السابق شخصان فقط هما البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والإماراتي يوسف السركال، كانت السعودية ودول عربية أخرى قد بذلت جهودا واسعة وحثيثة لإقناع أحد الطرفين ليتنازل للآخر، لكن مع الأسف هذا التنازل لم يحدث وصار هناك تلميح للزج بمرشح ثالث، وطالب كثير من الدول العربية السعودية بالدفع بمرشح سعودي بما أنها الشقيقة الكبرى للإمارات والبحرين، وعن نفسي أنا قريب من السركال والشيخ سلمان وكنت أفترض أن هذا الخيار سيحل هذه الأزمة، وأعتقد أنه حل جزءا منها بالفعل، حيث صار وفاق بيني وبين السركال، لكن الشيخ سلمان يبدو أنه منطلق في حملته ولم يفكر على الأقل بأن يتواصل معنا، وحتى أمس كنا وما زلنا نوجه النداء الأخير للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة كي يأتي ويجلس معنا على طاولة النقاش ونحاول بقدر الإمكان أن نوجد الحل، وإن لم نجد الحل فتوقعي أن تتعزز كتلة «الآسيان» خلف التايلاندي ماكودي واوروي، خاصة أن شرق آسيا ووسطها وجنوبها ترغب في عدم ترشح رئيس عربي جديد باعتبار أننا أخذنا فرصتنا منذ عام 2002 حتى 2011 الماضي، وأعتقد أن حظوظ التايلاندي واوروي كبيرة جدا في حال لم نتفق على مرشح واحد.

* إذن سبب إقدام السعودية على الدفع بمرشح سعودي في انتخابات «الآسيوي» هو الوصول إلى مرشح توافقي عربي؟

- صحيح، وما زالت هذه نية السعودية، حتى إننا لا نقول المرشح السعودي، بل المرشح التوافقي.. هدفنا أن نقوم بالدور التوافقي كي نحل الإشكالية التي حدثت بين الشيخ سلمان والسركال، ونحن نسير خطوات في مشوارنا حاليا، والوقت أصبح قصيرا، حيث تبقت ستة أسابيع على الانتخابات، والأسبوعان المقبلان سيكونان حاسمين، حيث إنه في 2 أبريل (نيسان) يجب أن تكون الصورة واضحة على اعتبار أن المتبقي سيكون شهرا على التصويت للمرشحين.

* الواضح من حديثك أننا قد نسمع في أي وقت عن انسحابك من الترشح لانتخابات «الآسيوي»؟

- صحيح، إذا لم يكن هناك وفاق، فسأنسحب، فنحن ضد أن يأتي يوم الثاني من مايو المقبل وهناك مرشحان عربيان في الوقت نفسه، فما بالك إذا كانوا ثلاثة؟ وإذا أتى يوم 2 مايو وهناك مرشح عربي وحيد، فهذا هو المطلوب، فنحن لا نرحب بأن ننافس مرشحا عربيا في هذا المرحلة أبدا، وقد أكون مرشحا منافسا لماكودي، وأرحب بذلك.

* مع كل هذا، هناك من يرى أن السعودية زادت من أزمة الاتحادات العربية في الوصول إلى مرشح توافقي بالدفع بمرشح من جانبها لخوض معترك الانتخابات الآسيوية.. ماذا تقول؟

- لا أعتقد ذلك، حيث إنه في أول يوم تقدمنا فيه، وصلت لنا عبر وسائل الإعلام ردود فعل إيجابية من قطر واليمن والعراق ولبنان وفلسطين، وجميعها مؤيدة للمرشح التوافقي، فكان هناك ميل عام للترحيب بالمرشح التوافقي، لكن كان الأمل أن هذا الترحيب يتبعه لقاء ثلاثي بيني وبين السركال والشيخ سلمان كي نتفق على من هو المرشح الوحيد، وما زالت فرصة الاجتماع قائمة لنرى أين المصلحة ومن هو الأصلح الذي سيحقق تطلعاتنا في الفترة المقبلة، وأنا أعتقد أنه إذا اتفقنا، فلا أحد يستطيع أن يفوز على المرشح العربي الوحيد.

* بماذا ترد على من يتهم المملكة العربية السعودية بأن هدفها الرئيس وراء ترشيحك هو التأثير على الأصوات التي قد ينالها الشيخ سلمان المرشح البحريني؟

- كلام غير صحيح، كما أن يوم الانتخابات لم يأتِ بعد، لكن لو دخلنا الانتخابات يوم 2 مايو ونحن أكثر من مرشح، فيمكن أن يكون هذا التصور صحيحا، ونحن إلى الآن لم نصل إلى 2 مايو، وصعب أن تُتهم السعودية بأنها تهدف إلى أخذ أصوات من أحد، وأؤكد من هنا أنه إذا جاء يوم 2 مايو والمرشح السعودي ليس هو المرشح التوافقي، فسأنسحب من السباق.

* تبدو متفائلا في تقليص عدد المرشحين الثلاثة للرئاسة الآسيوية إلى واحد؟

- أنا متفائل لسببين؛ الأول: أنه قبل أن يكون هناك مرشح سعودي، لم يكن هناك اجتماع اتحاد عربي، لكن بوجود المرشح السعودي أصبح هناك اجتماع في عمّان سببه الأساسي هو وجود المرشح التوافقي. ثانيا: وهي النقطة الأهم، لم نكن نتحدث معا وفق توجهات خليجية أو عربية، أما اليوم فهناك توافق كبير بيني وبين السركال وأيضا بيني وبين الشيخ حمد آل خليفة من قطر، حيث نجتمع ثلاثتنا في أجواء لم تكن موجودة في السابق، ونتطلع لأن ينضم إلى هذه الأجواء الشيخ سلمان وينضم إليها آخرون، وفي النهاية نكون يدا واحدة، ولا أتكلم عن اليوم فقط، لكن عن رؤية مستقبلية.

* لو عدنا إلى ترشحك للانتخابات.. كيف وقع الاختيار عليك؟

- طُرحت في البداية عدة أسماء، وأنا الوحيد الذي كنت عضو اللجنة التنفيذية الآسيوية وقريبا من الاتحاد الآسيوي وكانت لي تجربة جيدة مع الفيفا في اللجنة المنظمة لكأس العالم 2010م، وأنا أعتقد أني الشخص التوافقي الذي يتوافق عليه جميع الأشخاص حتى من خارج السعودية، وعلاقاتي جيدة داخليا وخارجيا، حتى في الفترة التي توجد فيها أزمات كنت حريصا على استمرارية علاقاتي الجيدة مع الجميع، وأنا أشكر من اختاروني، وهم أجدر على الإجابة مني عن هذا السؤال.

* من الذي يقف مع المرشح السعودي في العملية الانتخابية ويشكل الداعم الأساسي له؟

- الاتحاد السعودي لكرة القدم هو الداعم الأول، وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وهو تحديدا يقف موقفا إيجابيا، وما زلنا إلى الآن في انتظار اتضاح الصورة حتى يتبين حجم الدعم الحكومي؛ هل هناك دعم حكومي أم لا؟ لكن الآن في الفترة الحالية الاتحاد السعودي والرئاسة هما أكثر الداعمين لي في العملية الانتخابية.

* ما موقف الوسط الرياضي السعودي من ترشحك في الاتحاد الآسيوي؟

- هناك تباين، لكن الأغلبية باركوا لي الخطوة؛ لأني أول سعودي يترشح لهذا المنصب، لكن هناك بعض الناس الذين لا يحبون التغيير، وهناك من هم يحبون اللعب على المضمون ولا يحبون المخاطرة، أي لا يفضلون أن أترشح إلا إذا كنت ضامنا الفوز، لكن أرى أن الأغلبية معي، حتى إن الناس الذين كانوا ضدي في الوسط الرياضي بمجرد أن تم إعلان ترشحي باركوا لي ووقفوا بجانبي، وأنا أشكرهم، حتى من هو ضدي إلى الآن أنا أشكرهم وأحترم وجهة نظرهم.

* ما رأيك في تصريح الناقد الرياضي صالح العلي الحمادي، حيث قال: «أتمنى من المدلج أن يترك الترشيح لمن هو أجدر منه وهو يوسف السركال لأنه أقدر المرشحين للانتخابات»، حيث إنه يرى أن من يرد أن يصل إلى رئاسة الاتحاد الآسيوي، فيجب عليه أن يمر على رئاسة اتحاد بلاده أولا ويترك بصمة فيه؟

- لم أسمع هذا التصريح حقيقة، لكن الأخ صالح العلي الحمادي من الناس القريبين جدا لي، ووجهة نظره أحترمها، وقد تكون صحيحة، لكن الذي أعرفه أن بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لم يكن رئيس الاتحاد السويسري، وغيره كثيرون، فلا توجد علاقة بين الاتحاد القاري والاتحاد المحلي، والأساس أن الشخص الذي يرأس الاتحاد القاري تكون لديه الخبرة والكاريزما ليقود ناسا من غير بلده؛ لأنها مسألة ليست بالسهلة، عكس رئاسة الاتحاد المحلي، حيث إنك تقود ناسا من بلدك، فالموضوع ليس صعبا وغالبية الاتحادات العربية الرئيس يكون بالتزكية، أما أن ترأس اتحاد 47 دولة وفيها عدد كبير جدا من اللغات والأديان والثقافات، كل هذا يتطلب من رئيس الاتحاد الآسيوي أن يكون مرنا، فالتفاوت الثقافي والاقتصادي الكبير في آسيا أعتقد أنه لا يوجد مثله في أي قارة أخرى.

* هل صحيح أنك تنقصك الخبرة كما صرح بذلك منافسك الإماراتي يوسف السركال؟

- صحيح تنقصني الخبرة، لكنني مع التدرج في النهل منها، ولو سألتني العام الماضي كيف ترى نفسك بعد خمس سنوات، كنت سأقول أرى نفسي نائبا لرئيس الاتحاد الآسيوي وليس رئيسا؛ لأن التدرج الطبيعي أن أكون نائبا للرئيس ومن بعدها الرئيس، لكن أحيانا تأتي للشخص فرص لم يكن يتوقعها، وأنا لم أطلب أو ألمح لبلادي السعودية بأنني أريد أن أترشح رئيسا للاتحاد القاري.

* لو أمعنا النظر في كل من المرشح البحريني والإماراتي، فسنجد أن كلا منهما رئيس لاتحاد الكرة في بلده، لماذا لم يقع اختيار السعودية على رئيس اتحاد الكرة السعودية أحمد عيد ليكون هو مرشحها في انتخابات الاتحاد الآسيوي؟

- أولا أحمد عيد يستحق، وهو رجل فاضل وخبير رياضي، لكن موضوع الترشح مرتبط بالخبرة الآسيوية للشخص، حيث إننا نتكلم عن منصب آسيوي، والمنصب الآسيوي كان من الخيارات المطروحة، وعلى الجانب الآخر الخلاف البحريني - الإماراتي بدأ في يونيو (حزيران) 2011م، ومنذ ذلك الوقت وفكرة المرشح التوافقي تطرح وتعاد، وأحمد عيد أصبح رئيسا لاتحاد كرة القدم السعودي في ديسمبر (كانون الأول) 2012م، فلم يكن بالتالي موجودا في الفترة السابقة، ولم يكن يعرف من هو رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأنا أؤكد أن أحمد عيد شخصية رائعة، وأعتقد أنه لو كان حاضرا رئيسا في عامين سابقين لكانت الفرصة سانحة له لأن يكون مكاني اليوم مرشحا أو على الأقل ضمن الأسماء المطروحة.

* ذكرت في بداية الحديث أنه إذا لم يتم التوصل لمرشح عربي توافقي، فستنسحب، لكن في حال أنك لم تنسحب، كيف ترى حظوظك في الفوز في ظل وجود مرشحين على درجة كبيرة من الخبرة في هذا المجال، إضافة إلى أنهما سبقاك في عملية الدعاية الانتخابية؟

- هذا يعتمد على الأيام الأخيرة؛ لأني أرى أن اللحظات الأخيرة هي الفاصلة في العملية الانتخابية، ومثالي على ذلك في 2009م، حيث حضرت مجلس الشيخ سلمان الانتخابي حين نافس القطري ابن همام على مقعد الفيفا التنفيذي عن قارة آسيا، وكان حاضرا في الاجتماع 38 رئيس اتحاد، وكان ذلك في الليلة التي سبقت يوم الانتخابات، وجميعهم أكدوا أن صوتهم للبحريني الشيخ سلمان، لكن بعد ذلك تراجع 17 اتحادا، حيث أعطوا صوتهم للقطري محمد بن همام، لذلك أعتقد أن أهم أمر في السباق الانتخابي هو الأمتار الأخيرة، حيث إنها هي الفيصل بين من ينجح ومن يخسر.

* هل هناك دول عربية تأكدت من أن أصواتها ستكون لك؟

- بالتأكيد، وعددها مفرح جدا، وأنا شخصيا لم أكن أتوقع أن هذه الدول قد تقف معنا، لكن وصلت لي تأكيدات منهم، لكن لعبة الانتخابات عودتني من خلال مسيرتي في الاتحاد الآسيوي وحضوري في انتخابات سابقة شاهدا أو منافسا على مقاعد تنفيذية قارية، على أن لا أثق بأحد؛ لأني أرى ممن أكدوا لي أنهم معي أنهم أيضا يجلسون مع المرشحين الآخرين، وقد يؤكدون لهم، كما أكدوا لي، أنهم معهم.

* إذا نجحت فكرة المرشح التوافقي، فبرأيك من سيستمر منكم في انتخابات «الآسيوي»؟

- الذي يتم الاتفاق عليه، وإذا أخذناها من حيث الخبرة، أرى السركال، حيث إنه موجود من عام 1991م في الاتحاد الآسيوي وترأس عددا من اللجان في الاتحاد الآسيوي، والآن هو نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، فالخبرة تدعم يوسف السركال، كذلك السركال هو الأكبر سنا والأكثر خبرة ومناصب والأقدم تجربة، لكن نعود ونقول من منهم لديه النية للتنازل للآخر؟ عن نفسي أنا مستعد لأتنازل عن ترشحي لصالح السركال حبا وكرامة، وإذا تم التوافق على الشيخ سلمان أيضا مستعد للتنازل له، لكن أسأل هنا: هل الاثنان يملكان الشيء نفسه ومن الممكن أن يتنازلا للوصول إلى هدفنا المنشود؟ في النهاية المرشح الذي سيتم الاتفاق عليه من الجميع هو من سيفوز بعيدا عن الخبرة والمناصب.

* يتضح من حديثك أنك مؤيد بشكل كبير للمرشح الإماراتي يوسف السركال؟

- نعم جدا؛ لأن خبرة السركال تعطيه أفضلية، لكن في النهاية السركال والشيخ سلمان عينان في الرأس.

* هل هناك نية من جانبك بأن تنسحب في حال طلب منك ذلك؟

- نعم، في حال طلب مني ذلك، فسأنسحب، أو كما قلت إذا لم نتوصل لمرشح عربي توافقي فسأنسحب.

* ما رأيك في موقف الشيخ سلمان في عدم حضور اجتماع اتحاد غرب آسيا في الأردن ورفض ممثله أحمد النعيمي فكرة التوافق على مرشح عربي واحد؟

- الشيخ سلمان أكثر شخص أعرفه من المرشحين؛ لأنه أول من تعرفت عليه، ففي عام 2001م كان اللقاء الأول بيني وبين الشيخ سلمان، ومنذ ذلك الوقت وهو صديق وعزيز، وجاء اجتماع الأردن تزامنا مع جولته الانتخابية، لذلك أرى أنه لم يستطع التحرر من هذه الجولة، وبالتالي هذا الارتباط حال بينه وبين حضوره الاجتماع، وبالنسبة لأحمد النعيمي ممثل الشيخ سلمان في اجتماع الأردن والمرشح نيابة عنه للتصويت، فكان طبيعيا في ظل غياب الشيخ سلمان أن يرفض التصويت.

* لكن في حديث سابق لجريدة «الشرق الأوسط» مع المرشح الإماراتي يوسف السركال، ذكر لنا أنه ناقش فكرة المرشح التوافقي مع الشيخ سلمان، لكن الشيخ سلمان لم يرحب بالفكرة على الإطلاق، إذن فرفض ممثل الشيخ سلمان التصويت في اجتماع الأردن لم يكن سببه غياب الشيخ سلمان؟

- أنا لا أحب أن أتحدث عن أحد في غيابه، لكن أنا سمعت الكلام نفسه، وكان الشيخ سلمان يرى ويردد أن قوته في المناطق الأخرى غير المنطقة العربية، وبالتالي ليس بالضرورة أن من سيحصل على أغلبية الأصوات في العالم العربي سيكون هو الفائز بالانتخابات، وهذه وجهة نظر سليمة، لكن نحن نبحث عن مرشح عربي نتفق عليه، نحن العرب هدفنا أن يكون الشخص الذي سيجلس على الكرسي، شخصا متفقا عليه كي نكون يدا واحدة ونكون قوة تسير في الطريق الصحيح ونحقق مصلحة القارة بشكل عام ومنطقتنا العربية بشكل خاص، لكن إذا فاز مرشح لا يحظى بدعم من منطقته التي ينتمي إليها، فصعب عليه أن ينجح لأنه غير مقنع لمنطقته، فكيف يكون مقنعا للآخرين؟

* لكل مرشح برنامجه الانتخابي الذي يتميز به عن باقي المرشحين، بماذا يتميز برنامج الدكتور المدلج «حافظ على آسيا» عن باقي المرشحين؟

- لدي نقاط أساسية في برنامجي الانتخابي الذي يحمل شعار «حافظ على آسيا»، من أهمها: إعادة توحيد آسيا، حيث نريد أن نحافظ على آسيا كتلة واحدة، وأيضا برنامج المسابقات، حيث ما زالت روزنامة مسابقات الاتحاد الآسيوي تميل للشرق القاري على حساب الغرب باعتبارها تميل للأقلية على حساب الأغلبية، لذلك أنوي إذا أصبحت رئيسا للاتحاد الآسيوي أن أغير من جدول روزنامة مسابقات الاتحاد الآسيوي بحيث تتوافق مع الأغلبية. نقطة أخرى وهي دعم الاتحادات، حيث ما زال الدعم الذي تحصل عليه الاتحادات من الاتحاد الآسيوي قليلا، وعندي قناعة بأن الاتحاد الآسيوي يستطيع أن يضاعف من دعم الاتحادات على الأقل ضعف ما يمنح لها الآن، وأيضا الاتحاد الآسيوي يملك 130 موظفا.. وهؤلاء الموظفون غالبيتهم من ماليزيا والدول المحيطة بها، وأنا أرى أنه من المنطقي أن يكون هناك بين 40% و50% موظفون في الاتحاد الآسيوي من ماليزيا دولة المقر وما جاورها، وفي المقابل، يكون هناك 50% أو 60% موظفون في الاتحاد من المناطق الأخرى، ولذلك أرى أنه من المفروض فتح المجال لجميع دول آسيا ليكون لديهم موظفون في الاتحاد الآسيوي يمثلون هذه الدول ويلبون مطالبها ويرعون مصالحها. نحن السعودية دولة عظمى في آسيا، وأول موظف سعودي هو عصام السحيباني الذي بدأ عمله في يناير (كانون الثاني) العام الحالي، لكن لا يوجد أي موظف إماراتي أو قطري أو كويتي أو أردني، لا يوجد موظفون في الاتحاد الآسيوي غير حسن الصباح من البحرين ويشغل منصب أمين عام مساعد.. موظف واحد فقط من منطقة تمثل ربع القارة، على الأقل ربع موظفي الاتحاد الآسيوي المفترض أن يكونوا من هذه الدول.

نقطة أخرى في مشواري الانتخابي، وهي قضية المسؤولية الاجتماعية، أنا مؤمن بأن الرياضة جزء من المجتمع، وأنا صاحب فكرة إيجاد لجنة للمسؤولية الاجتماعية في الاتحاد الآسيوي، والآن نريد أن ندعم هذه اللجنة ونريد من الاتحاد الآسيوي أن يزيد دعمه للجنة المسؤولية الاجتماعية، سواء الدعم المادي أو الكوادر الوظيفية التي تعمل معه، لأنه مهم جدا أن نفعّل دعم الاتحاد الآسيوي لهذه اللجنة.

* ألن يكون للسعوديين نصيب الأسد في شغل وظائف الاتحاد الآسيوي؟

- لا على الإطلاق؛ لأن القضية ليست سعودية، بل آسيوية بشكل عام، والسعودية الآن لديها موظف، ونفكر بموظف أو اثنين على الأكثر، فلا يوجد أي داع لأكثر من ذلك، بهدف صقل مهاراتهم ليرتقوا إلى وظائف أكبر في الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي.

أذكر أنه عندما حضرت منافسات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا دخلت مقر الاتحاد الدولي هناك وما يسمى اللجنة المنظمة للمونديال، ولم أجد في إدارة مسابقة كأس العالم أي شخص خليجي ولا عربي غير مصطفى فهمي المصري الذي كان مسؤولا عن أهم ملعب في جنوب أفريقيا في جوهانسبورغ المقام عليه الافتتاح والنهائي، وكنت أنا عضو اللجنة المنظمة وكنت فخورا جدا بوجودي، وكان هناك عدد آخر من دول عربية مختلفة، لكنه عدد قليل جدا.

* ما الذي ستقدمه للكرة السعودية إذا وصلت إلى كرسي الاتحاد الآسيوي، خاصة أنها تعاني تراجعا في الفترة الأخيرة؟

- من وجهة نظري، أتوقع أن الكرة السعودية في كأس آسيا 2011 وصلت إلى أسوأ مستوى، وبعد ذلك كان خروجها من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014م، فلا أتوقع أبدا أن يهبط مستوى الكرة السعودية أكثر من ذلك، ونحن الآن في مرحلة العودة للبناء ومرحلة الصعود، ولا أريد أن يحسب أي نجاح قادم لرئيس الاتحاد الآسيوي لو كان سعوديا إلا إذا كان على قناعة بأن القادم أفضل، وواجب على رئيس الاتحاد الآسيوي، أيا كانت جنسيته، أن يعيد السعودية والدول الكبيرة للمنافسة؛ لأن نجاح هذه الدول نجاح لآسيا، حيث إن القارة خسرت من ابتعاد الكرة السعودية أكثر مما خسرت السعودية، وفي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا قال بلاتر رئيس الاتحاد الدولي: «السعودية وروسيا أكثر دولتين فقدهما الاتحاد الدولي للعبة بعد عدم تأهلهما لكأس العالم»، والسبب ثقلهما في قارتيهما ووجودهما مهم وعامل أساسي في نجاح الكرة الآسيوية والأوروبية.

* برأيك ما سبب تراجع الكرة السعودية؟

- الكرة مثلها مثل الاقتصاد، هناك دورة اقتصادية وهناك دورة رياضية، فنحن مررنا بمراحل ازدهار في الثمانينات والتسعينات، وفي عام 2007م حققنا أفضل إنجاز لنا وهو الوصول لنهائي آسيا وكانت هذه نهاية المرحلة الذهبية، وبعد ذلك حدثت إخفاقات متتالية بسبب عدم التوافق بين الأندية والمنتخبات، وصارت هناك مجاملة في المشاركة في بعض المسابقات التي لم يكن من المفروض أن نشارك فيها والتي كانت تؤثر على اللاعبين في المسابقات الأساسية، كنت أتمنى أن نضع اهتمامنا على كأس آسيا والبطولات الأخرى بعيدا عن أي مجاملات؛ لأن كثرة المشاركات تؤثر على اللاعبين.

* كيف ترى انسحاب الصيني من انتخابات الرئاسة الآسيوية خاصة أن الصحف الصينية ترى أن انسحابه خطة لمنح اللجنة الأولمبية الصينية منصبا كبيرا في المجلس الأولمبي الآسيوي؟

- هناك من يقول إن الصينيين مهتمون بالأولمبياد أكثر من كرة القدم، فاللجنة الأولمبية عندهم أهم بكثير، وجي لونغ لديه أعمال يقوم بها في اللجنة الأولمبية وستتأثر بشكل كبير إذا أصبح رئيسا للاتحاد، ولا يريدون هذا الشيء، واتحاد بلاده رأى أنه من الأفضل أن يترك الاتحاد الآسيوي ومشكلاته ويركز أكثر على العمل في اللجنة الأولمبية، هذا ما أعرفه أنا، لكن هناك من يقول إن هناك من تدخل وضغط على الصين كي تسحب مرشحها، لكن أنا أرى أن الصين لا تهمها رئاسة الاتحاد الآسيوي لأنها ليست دولة كرة قدم، وبالتالي لم تدعم مرشحها، ودون دعم الاتحاد المحلي صعب الفوز.

* كيف رأيت الترشح المفاجئ للتايلندي ماكودي واوروي، خاصة أن هناك من يرى أن سبب ترشحه هو صرف الأنظار عن العمل الانتخابي الذي يقوم به المرشح البحريني الشيخ سلمان ويدعمه فيه الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي والممسك بذكاء بخيوط لعبة الانتخابات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كما يردد مراقبون مخضرمون في لعبة الانتخابات؟

- لا أحب التخمينات، لكن واوروي بنفسه قال لي إنه لم يكن يرغب في الرئاسة وكانت اجتماعات «الآسيان» باتجاه عبد الله شاه الماليزي كي يترشح، لكنه قال إنه لا يرغب في الترشح إلا بالتزكية ولا يريد أن يدخل انتخابات ضد أحد، وعندما لم يستطيعوا إقناعه قرروا أن واوروي هو الأنسب؛ لأنه صاحب خبرة، حيث إنه خاض انتخابات كثيرة منذ الثمانينات ولديه معرفة بما يدور في كواليس الانتخابات وبالتالي وافق على الترشح.

* في كل مرة أتحدث فيها مع السركال يؤكد فوزه في انتخابات الآسيوي، كيف ترى هذا الإصرار وهل تمتلك الثقة نفسها بالنسبة للفوز؟

- هذه ثقة انتخابية، وأعتقد أنك لو وجهتي السؤال نفسه للشيخ سلمان، فستجدين منه الجواب نفسه، وكذلك واوروي، لكن أنا لغتي تختلف عنهم لأني لا أؤمن بالإفراط في الثقة لا بالكرة ولا الانتخابات، وأنا مؤيد جدا لعملية احترام الخصوم ودخول اللعبة وأنا متوقع كل النتائج، وأنا أعتقد أن ذلك يساعد أكثر على النجاح.

* تردد في الأوساط الرياضية أن السعودية بعد أن أعلنت نيتها خوض انتخابات الآسيوي عدلت الكويت من موقفها في الانتخابات، حيث إن صوتها سيكون للسعودية بدلا من البحرين..

- في اجتماع الأردن أعلن الشيخ طلال الفهد أن صوت الكويت للبحرين وأن موقف الكويت ثابت ولن يتغير.

* كيف ترى موقف الكويت من الإمارات حيث نرى دائما أن هناك موقفا عدائيا تجاه رئيس الاتحاد الإماراتي من الشيخ أحمد الفهد؟

- هدف السعودية من خلال المرشح التوافقي إذابة هذه الخلافات.. نحن نعلم بأن هناك خلافات ثنائية عربية منذ عام 2009 ونشأت خلافات في عام 2011 والآن تنشأ خلافات في 2013، فهذه الخلافات العربية هدفنا لو أصبح رئيس الاتحاد الآسيوي سعوديا أن نعالجها بشكل جذري، وإن شاء الله لا يأتي عام 2015 إلا وكل الخليجيين وكل العرب بشكل عام على قلب رجل واحد.. صحيح هناك خلاف واضح بين القيادة الرياضية الكويتية ويوسف السركال لدرجة أنهم أعلنوا أكثر من مرة أنه إذا دفعت الإمارات بمرشح آخر غير السركال فهم على استعداد لدعمه، وهذا خلاف شخصي بالإمكان علاجه إذا كان رئيس الاتحاد حريصا على علاجه أيا كان هذا الرئيس، وأنا أتحدث عن نفسي.

* التقيت الشيخ هزاع بن زايد، ما سبب هذا اللقاء، وماذا نجم عنه؟- نعم؛ لأن الخليج به مجموعة من الحكماء، والشيخ هزاع بن زايد أحد هؤلاء الحكماء، كما أنه قد سبق لنا واجتمعنا مع الأمير نواف بن فيصل وأيضا اجتمعنا مع الشيخ حمد بن خليفة بقطر والشيخ جاسم بن حمد عراب الرياضة القطرية، وكان لا بد من أن نجتمع مع أحد القيادات السياسية الكبيرة في الإمارات، والشيخ هزاع يملك الرؤية نفسها التي نسير عليها في الخليج، وهي «خليجنا واحد»، وكان نتيجة اللقاء أنه بارك التوافق الذي بين السعودية والإمارات وقطر وأيّد السعي لضم البحرين لهذا التوافق بغض النظر عمن سيتم التوافق عليه، لأننا كلنا متفقون على فكرة الحل التوافقي.

* في نهاية اللقاء ما رسالتك التي ستوجهها ليوسف السركال والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة؟

- أقول لهما نحن إخوة، وكما قلت في البداية السركال وسلمان عينان في الرأس وتربطني بهما علاقة قوية، وأرجو منهما أن يعرفا قبل وبعد وأثناء الانتخابات أن علاقتنا يجب أن تقوى يوما بعد يوم مهما كانت النتيجة؛ لأن الرياضة يجب أن تجمعنا ولا تفرقنا، وأقول للسركال: شكرا لك على ثقتك وعلى إعلانك أكثر من مرة أنك مستعد لأن تتنازل لي عن الرئاسة وأنه لا يوجد مانع لديك في أن تصبح نائبا لي في الاتحاد الآسيوي. وأنا أقول لك بالمثل: إني أتشرف أن أكون نائبا لك. وأقول للشيخ سلمان: أرجوك من خلال جريدة «الشرق الأوسط» أن تتصل بنا وأن تجلس معنا وأن نجتمع على طاولة حوار واحدة وأن نحل هذه الخلافات ونصل إلى رؤية واحدة تخدم جميع آسيا وبالتحديد غرب القارة.