شرطة لندن تحقق في اعتداء جمهور ويستهام على جون تيري ولامبارد

لاعبا تشيلسي كانا هدفا للضرب بالعملات المعدنية وزجاجات المياه الفارغة خلال مباراة دربي العاصمة

TT

فتحت شرطة العاصمة البريطانية لندن تحقيقات في اعتداء جمهور ويستهام يونايتد بالصواريخ والعملات المعدنية وزجاجات المياه الفارغة على نجمي فريق تشيلسي الإنجليزي جون تيري وفرانك لامبارد أثناء الاحتفال بالهدف الذي أحرزه الأخير والذي يعد الهدف رقم 200 له بقميص تشيلسي.

وقد يتعرض ويستهام يونايتد لعقوبات من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إذا ما ذكر حكم اللقاء مايكل أوليفير تلك الأحداث في تقرير المباراة. وأكدت شرطة العاصمة لندن أمس أنها فتحت تحقيقات مع اثنين من مشجعي ويستهام في تلك الحادثة وأنها تستعين ببعض الصور من كاميرات الرقابة بالملعب لتحديد المسؤولين عن الشغب. وكان النجم البلجيكي إدين هازارد قد قدم أداء رائعا في تلك المباراة وأحرز الهدف الثاني ليقود فريقه إلى المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، متخلفا بفارق أربع نقاط عن مانشستر سيتي الذي يحتل المركز الثاني. ويعد هذا الفوز تتويجا لأسبوع جيد للغاية للمدير الفني لتشيلسي رفائيل بينيتيز، بعدما نجح في قيادة فريقه للتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق في كأس إنجلترا بعدما كان متخلفا بهدفين مقابل لا شيء، علاوة على نجاحه في الصعود للدور ربع النهائي لدوري أوروبا. وقد سيطرت اعتداءات جمهور ويستهام على أحداث تلك المباراة، وحتى قبل الهدف الذي أحرزه لامبارد، حيث كان تيري الذي جلس على مقاعد البدلاء، هدفا للهجوم بالعملات المعدنية والصواريخ من جانب جمهور ويستهام عندما تعمد إجراء عمليات الإحماء أمامهم.

وبعدما تعرض غاري كاهيل للإصابة في الدقيقة السابعة عشرة من عمر اللقاء، قام تيري بإجراء عمليات الإحماء وتوجه إلى جمهور الفريق الزائر وقام بحركات استفزازية للجمهور. ولم يقتصر الأمر على استفزازات تيري وحده، ولكن الأمر امتد لباقي زملائه في الفريق، فقد أبى لامبارد أن تمر لحظة إحرازه الهدف رقم 200 خلال مسيرته مع تشيلسي من دون احتفال مثير، ولذا ركض باتجاه جمهور ويستهام ولحق به تيري. وعن ذلك يقول لامبارد: «لم أتعرض للقذف بأي بشيء. لقد اقتربت من جمهور ويستهام، ولكني كنت أركض بشكل تلقائي وطبيعي». وبعدما تم استئناف أحداث المباراة، توقف تيري ليجمع الكثير من النقود المعدنية الملقاة على أرض الملعب وأشار بها لجمهور نادي ويستهام، وهو ما لم يحظ بقبول الحكم الرابع، هاورد ويب، الذي طلب من بدلاء الفريقين إجراء عمليات الإحماء على الجانب الأخر.

وقال المتحدث الرسمي باسم نادي ويستهام إنه سيتم منع أي شخص ثبت أنه قام بإلقاء عملات معدنية في تلك المباراة من حضور المباريات القادمة، مضيفا: «سوف يعمل ويستهام وتشيلسي سويا للتحقيق في عملية إلقاء الصواريخ داخل الملعب، وأي شخص يثبت أنه قام بعمل غير لائق سوف يتحمل تبعات ما قام به، بما في ذلك منعه من حضور المباريات في المستقبل». وقد يتعرض تشيلسي لعقوبة هو الآخر، رغم أن النادي المستضيف للمباراة هو المسؤول عن الجمهور. وكان تشيلسي قد تعرض لغرامة بقيمة 30 ألف جنيه إسترليني عام 2005، بعدما تعرض ماتجاي كيزمان لهجوم بعملات معدنية من قبل جمهور ويستهام.

من جهته، أشاد بينيتيز بالإنجاز الكبير الذي حققه لامبارد، معترفا في الوقت ذاته بأنه كان يتعين عليه الاحتفال بالهدف في مكان أكثر أمانا، قبل أن يضيف: «عندما تحرز هدفك رقم 200. فإنك لا تفكر بالطبع في مكان الاحتفال به». وقد غطت تلك الأحداث على الأداء الراقي والرائع الذي قدمه تشيلسي في تلك المباراة، ولا سيما من جانب النجم البلجيكي هازارد الذي صنع الهدف الأول وأحرز الهدف الثاني في لوحة فنية رائعة، حيث انطلق من الجهة اليمنى وتبادل الكرة مع النجم الإسباني خوان ماتا قبل أن تعود إليه مرة أخرى ويستقبلها على صدره ويمر من مدافعين ويضعها على يسار حارس المرمى. وعن ذلك أشاد لامبارد بزميله البلجيكي مؤكدا أن هازارد يملك كل الإمكانات التي تؤهله لدخول نادي أفضل لاعبي كرة القدم في العالم. وانضم هازارد إلى تشيلسي بطل أوروبا من ليل الفرنسي في يونيو (حزيران) الماضي، وقد أثبت جدارته بالعروض الرائعة التي قدمها. وكال لامبارد المديح لهازارد وعقد مقارنة بينه وبين النجم الإيطالي السابق جيانفرانكو زولا الذي كان واحدا من أفضل اللاعبين الذين شاركوا مع تشيلسي. وقال لامبارد، 34 عاما،: «يبلغ هازارد من العمر 22 عاما والعالم كله بين قدميه، يجيد التعامل مع الضغوط لأنه يملك إمكانات كبيرة، سرعته وقدرته على الإفلات من رقيبه واستغلال إنصاف الفرص كلها إمكانات يمتلكها المهاجمون العظام فقط وهي مهارات يملكها هازارد جميعا». وأضاف لامبارد: «فعلها زولا على مدار تاريخه لكن هازارد فعلها في فترة مبكرة جدا من مشواره وما يقدمه الآن مجرد لمحات لما يستطيع أن يصل إليه ليكون من بين أفضل اللاعبين في العالم».

وتألق الجناح السريع خلال الأسابيع القليلة الماضية وسجل أهدافا رائعة من مسافات بعيدة من بينها في مرمى مانشستر يونايتد وسبارتا براغ. ومثل زولا يجيد هازارد اللعب بالقدم اليسرى واليمنى بنفس الكفاءة وأعاد إلى الأذهان تألق اللاعب الإيطالي مع تشيلسي حينما حسم المباراة أمام ويستهام بإحراز الهدف الثاني. وقال لامبارد: «إنه شخص يمكنك الاعتماد عليه ويتمتع بشخصية عظيمة.. أتمنى أن يواصل اللعب بنفس الطريقة لاني استمتع بالفعل باللعب إلى جواره».

ويأمل بنيتيز أن يحصل لاعبوه على فترة راحة أثناء الفترة المخصصة لإقامة المباريات الدولية ضمن الأجندة الدولية، بينما سيعمل المدير الفني لنادي ويستهام يونايتد سام الاراديس على دراسة نقاط ضعف فريقه وعلاجها خلال المرحلة المقبلة، ولا سيما أن النادي قد دخل منطقة الخطر في صراع الهروب من الهبوط إلى القسم الثاني. وقال الاراديس: «سوف أشعر بالقلق دائما حتى نصبح في أمان تماما. أعتقد أننا لو لعبنا المباريات التي تقام على ملعبنا بشكل جيد يمكننا من أن نصل إلى منطقة الأمان».