انسحب ريو فرديناند مدافع مانشستر يونايتد من قائمة منتخب إنجلترا لمباراتيه المقبلتين أمام سان مارينو والجبل الأسود في تصفيات كأس العالم لكرة القدم أمس، رغم تأكيده على الانضمام قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة فقط.
وأبلغ فرديناند المدير الفني للمنتخب روي هودجسون بأن البرنامج التدريبي الذي يتبعه مع ناديه مانشستر يونايتد والمقرر سلفا سيحول دون مشاركته.
وأعلن هودجسون ضم فرديناند إلى التشكيلة لأول مرة تحت قيادته قبل خوض المباراتين في المجموعة الثامنة بالتصفيات، إلا أنه قال عندما أعلن القائمة يوم الخميس الماضي إنه لم يتحدث إلى اللاعب أولا، وربما لو قام بذلك لكان قد تجنب موقفا محرجا بعد انسحاب اللاعب البالغ من العمر 34 عاما.
ولم يضم هودجسون قلب دفاع مانشستر يونايتد إلى تشكيلة المنتخب في بطولة أوروبا 2012 لأسباب وصفها بأنها «كروية» وسط تكهنات بأن الأمر كان يرتبط بخلاف فرديناند مع جون تيري مدافع تشيلسي الذي اتهم بتوجيه ألفاظ عنصرية لشقيق ريو فرديناند، أنطون فرديناند، ولم يرد المدرب وجود صدام بينهما بالمنتخب فتم الاستغناء حينها عن خدمات ريو.
وأعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أمس بموقعه على الإنترنت أن القرار اتخذ عقب اجتماع بين اللاعب وهودجسون في لندن. وقال هودجسون: «أشعر بالإحباط لغياب ريو، لكن كان من المستحيل مشاركته في ظل تنفيذه لبرنامج تدريبي وعلاجي مقرر سلفا». وأضاف مدرب إنجلترا: «ومع ذلك فإنني شعرت بالسعادة لأن ريو اتصل بي وطلب مني لقاءه. كان من المهم أن نسمع منه بشكل شخصي كيفية التعامل مع نفسه بدنيا بين المباريات. أنا سعيد بالتزامه باللعب لمنتخب إنجلترا وأتطلع قدما لاختياره لتشكيلة الفريق في المستقبل».
وشارك فرديناند في 81 مباراة مع إنجلترا جاء آخرها في لقاء ودي أمام سويسرا في يونيو (حزيران) 2011. وأوضح فرديناند أن انسحابه من التشكيلة ليس مفاجأة، وقال: «كان من المهم بالنسبة لي أن أتحدث إلى روي وجها لوجه لأوضح له الموقف، وقد أوضحت شيئا واحدا، وهو أن حماسي والتزامي بتمثيل منتخب بلادي سيبقى كما هو، من المحبط أنني لن أتمكن من لعب دور في المباريات المقبلة إلا أنني أبلغت روي بأنني أريد أن أستمر في اللعب مع إنجلترا وأتطلع إلى العمل معه في المستقبل».
وتم استدعاء ستيفن كولكر لاعب توتنهام هوتسبير من منتخب إنجلترا تحت 21 عاما الذي يدربه ستيوارت بيرس ليحل محل فرديناند.
وكان فرديناند يشعر أنه في موقف لا يحسد عليه بعدما تم استدعاؤه لصفوف المنتخب الإنجليزي، لأن المدير الفني لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أعرب عن خشيته من أن يؤثر ذلك على إرهاق مدافعه قبيل اللقاء الهام والمرتقب أمام تشيلسي في مباراة الإعادة في كأس الاتحاد الإنجليزي يوم الاثنين الموافق الأول من أبريل (نيسان) القادم.
ويرى فيرغسون أن مشاركة اللاعب البالغ من العمر 34 عاما مع المنتخب الإنجليزي تعني مشاركته في عدد كبير من المباريات في غضون فترة قصيرة، ولذا يتعين على الفريق الطبي للنادي إدارة الأمر بعناية حتى لا يؤثر ذلك على فرديناند.
وكان فيرغسون قد التقي بفرديناند يوم السبت وترك له الحرية في اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركته مع المنتخب الإنجليزي. وربما استشعر اللاعب بان موافقته قد تعني أنه يخاطر بلياقته البدنية وقد يخسر موقعه في تشكيلة مانشستر يونايتد. ويؤمن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي روي هودجسون بأن فرديناند قادر على تحمل ضغط المباريات، قائلا: «لقد شاهدت فرديناند وهو يلعب أمام ريال مدريد مساء الثلاثاء، قبل أن يلعب يوم الأحد التالي أمام تشيلسي، وشارك في المباراتين حتى النهاية».
وعلى الجانب الآخر، قال فيرغسون: «اتصل بي هودجسون ليقول لي إنه قد اختار فرديناند لصفوف المنتخب الإنجليزي، وقد فوجئت بذلك، وقلت له إن اللاعب هو صاحب القرار ولست أنا، وتكمن المشكلة في إعداده للمباريات، حيث يتلقى العلاج ثم يأخذ قسطا من الراحة ويلعب الكثير من المباريات خلال فترة قصيرة، ثم نقلل إشراكه في المباريات تدريجيا، وهذه هي الطريقة التي نعتمد عليها كل موسم، وهو ما يمكنه من تقديم مستويات رائعة. ويتعين علينا أن نضع ذلك في الاعتبار، كما يتعين على فرديناند أن يأخذ ذلك في الحسبان ويراعي المشكلات التي يعاني منها مثل آلام الظهر وأعلى الفخذ».