الجمعية العمومية تقر 191 مليون ريال ميزانية لاتحاد الكرة السعودي.. والعجز 108 ملايين

توقعات بإيرادات تصل إلى 82 مليون ريال.. و75 مليونا دينا سابقا.. والتجهيز لتشكيل الروابط

TT

«مصروفات اتحاد الكرة السعودي عام 2012 شهدت مبالغة كبيرة، ورغم ذلك سنعتمدها حتى نهاية الموسم الحالي». عبارة هي الأبرز في مشهد الجمعية العمومية التي عقدت ظهر أمس، والتي تعد الأولى بعد أن تولى الاتحاد المنتخب المهمة في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك في إطار سعي الأعضاء إلى اعتماد ميزانية تقديرية حتى نهاية الموسم الحالي، في الوقت الذي أقر فيه الأعضاء تشكيل لجنة لوضع آلية لتأسيس روابط للأندية والمدربين واللاعبين والحكام، وهو الأمر الذي تنص عليه المادة الـ10 من النظام الأساسي المتبع في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وضمت اللجنة عشرة أشخاص هم: خالد الزيد، وإبراهيم العمر، ومحمد الخراشي، وفهد المفرج، وعبد الله الهزاع، وعبد الله اليحيى، وعلي العباد، ومحمد السعيد، وسامي أبو خضير، ومحيي الدين ناظر، كما وافق أعضاء الجمعية العمومية على تشكيل لجنة لدراسة الكيفية التي تتيح للأندية استبدال مرشحيها في الجمعية، وذلك يتطلب إعادة صياغة بعض اللوائح الأساسية.

وحسب ما دار أمس في تفاصيل اجتماع الجمعية العمومية، فإن مجلس إدارة اتحاد الكرة طرح أمام 38 عضوا حضروا الاجتماع الميزانية التقديرية لعام 2013؛ حيث رصد 191 مليون ريال كمصروفات، بينما ستكون الإيرادات المتوقعة نحو 82 مليونا مقابل عجز مالي في الميزانية يصل 108 ملايين ريال، وحسب المصادر - أيضا - فإن دينا سابقا على اتحاد الكرة بلغ نحو 75 مليون ريال سعودي لم يسدد بعد.

وغاب عن الاجتماع أمس الأعضاء خالد الحميدي وخريف الخريف، وعبد العزيز الزنيدي وفيصل مدخلي، والأخير طلب استبدال اسمه بزميله أحمد شبيلي الذي يعمل أمينا عاما في نادي حطين، بينما غاب سلمان القريني لوجوده مع المنتخب السعودي في ماليزيا. أما عبد الرزاق أبو داود، فلم يحضر لأسباب عائلية، في حين غاب الدكتور عبد اللطيف بخاري لأسباب عملية تتعلق بجامعة الملك عبد العزيز، بينما شوهد مقعدا يوسف الثنيان وفؤاد أنور فارغين؛ بسبب غيابهما دون عذر.

وبدا كثير من الأعضاء منزعجين من طول الوقت الذي استغرقه الاجتماع، خاصة أن النتائج ليست مرضية حسب ما يرون، كما أبدوا امتعاضهم من كثرة الإحالات والدراسات على الأمور التي تناقش؛ إذ لا يوجد قرار يختص بأي موضوع.

وكشف أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في الشأن المالي، عن أنهم يسعون جاهدين خلال الفترة المقبلة لسداد الديون المتراكمة على الاتحاد، وقال: «نحن على تواصل دائم مع الرئيس العام لـ(رعاية الشباب) الأمير نواف بن فيصل، الذي يبذل جهودا كبيرة لحل هذه الأزمة، ونسير - حاليا - وفق جدول معتمد بناء على الموارد المالية التي تدخل خزانة الاتحاد».

وحول تسريبات ما كان يدور داخل أروقة اجتماع الجمعية العمومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال عيد: «الجميع ملتزمون مبادئ وأخلاقيات العمل، وإن كان هناك شخص أو شخصان سرب ذلك، فهذا شأنهما؛ لأنه ليس هناك أي إجراء يتصل بذلك، وأنا لن أتحدث عن ضرورة السرية في اجتماع الجمعية العمومية، فلو كان الأمر متعلقا بأعضاء مجلس إدارة الاتحاد لاختلفت الأمور».

وعن أوضاع اللاعبين الأجانب المولودين في السعودية، قال رئيس الاتحاد السعودي: «لم نناقش هذا الجانب في الاجتماع؛ ولكننا تطرقنا إليه في مجلس الإدارة، وخاطبنا من أجله جهات أخرى، وبإذن الله سنحدد آلية تتيح للاعبين إمكانية المشاركة مع الأندية والمنتخبات الوطنية، فهم أبناؤنا ونسعى جاهدين إلى أن نتيح لهم الفرصة في هذا المجال».

وفي ما يتعلق بالأعضاء البدلاء للأندية في الجمعية العمومية، أجاب عيد: «شكلت لجنة لدراسة هذا الأمر بالمشاركة مع مركز قانوني محلي وآخر خارجي، إلى جانب أعضاء الجمعية العمومية ومجلس الإدارة».

وأغلق رئيس الاتحاد السعودي على الصحافيين إمكانية طرح مزيد من الأسئلة، بعد أن وجه إليه أحد الإعلاميين تساؤلا حول قضية عدم تهنئته لرئيس الهلال بعد الفوز أمام الريان القطري، وأجاب عيد بكلمات مقتضبة وهو يهم بالخروج: «الموضوع أغلق، ولن أتحدث عنه في الجمعية العمومية».

من جهته، أكد عضو مجلس الإدارة بالاتحاد السعودي لكرة القدم خالد الزيد أن المرحلة المقبلة مهمة وحساسة لكافة الأندية والمنتخبات، وأضاف: «نحن أتينا في مرحلة حرجة، وتحديدا منتصف الموسم الحالي؛ لذا علينا أن نخرج برؤية توافقية تخدم المنتخب السعودي والأندية المشاركة في البطولات الخارجية، ونسعى إلى أن تسهم قرارات اللجان في تحقيق نتائج إيجابية لكافة ممثلي الكرة السعودية، ولن نبخل عليهم بالدعم، وما أتمناه هو أن تمر المرحلة الحالية بسلام، وبعدها تكون كافة الأمور مبرمجة بشكل جيد وتكفل تحقيق مصلحة جميع الأطراف».

وفي ما يتعلق بميزانية العام الحالي 2013، قال الزيد: «عندما يأتي اتحاد جديد في منتصف الموسم، لن يتمكن من تحديد ميزانيته، فلا بد أن تكون الرؤية منطلقة من بداية العام الرياضي، لوضع جدولة تشمل كافة الإيرادات والمصروفات، أما الآن فنحن نسير بناء على ميزانية تقديرية تهدف إلى تسيير أمور الاتحاد حتى نهاية الموسم الحالي، وفي اجتماع الجمعية المقبل ستكون هناك مناقشة بشكل مفصل للجوانب المالية».

وبدوره، تطرق المتحدث الرسمي بالاتحاد السعودي لكرة القدم، عدنان المعيبد، إلى مصروفات عام 2012، وأوضاع ميزانية الموسم الحالي، بقوله: «مشروع الميزانية التقديرية لعام 2013 التي ناقشناها خلال الجمعية العمومية، تعد استقراء لمصروفات الموسم الماضي 2012، وكانت هناك أموال مدفوعة وصلت حد المبالغة؛ ولكن لا توجد هناك مشكلة في الوقت الحالي، الأهم أننا عند نهاية السنة الحالية يكون بين أيدينا ما يشير إلى حجم المصروفات بشكل دقيق؛ مما يتيح لنا إمكانية المقارنة، إلى جانب مناقشتها بشفافية من قبل أعضاء الجمعية العمومية في نهاية السنة المالية، ولن نغفل الإيرادات التي سيحققها الاتحاد، وبناء على ذلك نستطيع أن نكون تصورا واضحا حول الميزانية للعام المقبل».

وعن الأنباء التي أكدت أن ديون الاتحاد السعودي لكرة القدم بلغت 75 مليونا، ذكر المعيبد: «هذا صحيح، فما يقارب 40 مليونا من الديون هي حقوق للأندية من عائدات النقل التلفزيوني، وذلك في دوري زين والدرجتين الأولى والثانية، كما أنه سيكون هناك عمل تسويقي لإيجاد رعاة للأندية، وكذلك للبطولات المحلية التي ينظمها الاتحاد، ومن ضمنها كأس السوبر، إلى جانب كأسي الملك وولي العهد، ومن المتوقع أن تدر مبالغ كبيرة لخزانة الاتحاد، كما نأمل أن ترتفع قيمة حقوق النقل التلفزيوني؛ لأن الحمل أصبح أكبر، ونحن بحاجة لمبالغ ليست قليلة هذا العام».

وحول أسباب انعقاد اجتماع الجمعية العمومية في أحد الفنادق عوضا عن تنظيمها داخل أروقة الاتحاد السعودي، أضاف: «ما وردني هو أن كافة القاعات في مبنى الاتحاد غير فارغة في هذا التوقيت، ولذلك قامت الجهة المسؤولة بالتنسيق لتنظيمها في الفندق».

وفي ما يتعلق باللجان التي تم تشكيلها خلال الاجتماع، قال المتحدث الرسمي: «شكلنا لجنتين، الأولى تهتم بإعادة صياغة بعض مواد النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم، والأخرى تضم فريق عمل من اللجنة العمومية عددهم 10 أشخاص، مهمتهم وضع إطار عام لتأسيس روابط للحكام واللاعبين المحترفين والهواة والمدربين، فالمادة الـ10 من النظام الأساسي تتطلب تشكيل روابط، وسيكون هناك عمل مؤسسي، قبل رفعه للرئاسة العامة لرعاية الشباب لأخذ موافقته واعتمادها كروابط تعمل ضمن منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم».

وعن الأحاديث التي ترددت حول إمكانية حل اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، علق المعيبد: «الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يملك أي صلاحية لمناقشة لجنة الرقابة على المنشطات التي تتبع اللجنة السعودية الأولمبية، فلوائحها مستمدة من اللجنة الدولية للرقابة على المنشطات».