الأندية السعودية المحترفة تطالب بحقوق مالية ضائعة تتجاوز 40 مليون ريال

رئيس الفيصلي أكد أن أندية عدة ستشهر إفلاسها إذا لم تتدخل «رعاية الشباب»

TT

طالب رؤساء أندية سعودية تنافس في دوري زين للمحترفين، المسؤولين في اتحاد الكرة المحلي؛ بضرورة سداد المستحقات المالية المتأخرة والمتعثرة منذ 3 سنوات فأكثر، مشددين على أن خزائن أنديتهم تئن من وطأة الديون، وصداع مطالبات اللاعبين بأموالهم ورواتبهم الشهرية يشغل تفكيرهم ويجعلهم غير قادرين على التركيز في عملهم اليومي.

وتنتظر أندية دوري زين السعودي للمحترفين بفارغ الصبر سداد مستحقاتها من اتحاد كرة القدم السعودي مقابل نقل المباريات تلفزيونيا وإعانة الاحتراف للمواسم (2011 - 2012 و2012 - 2013) التي تتجاوز قيمتها 3 ملايين ريال سعودي لكل ناد.

ولأن المال عصب الحياة ومفتاح العمل، خاصة في ظل الأزمة المالية للأندية وشح دعم أعضاء الشرف، حتما النتائج ستكون سلبية، وبالتالي تتأثر إدارات الأندية في عملها وتفقد مصداقيتها أمام لاعبيها ومدربيها وكل ما يحتاجه عمل الأندية وتعاملاتها.

وحول هذه القضية التي تطرحها «الشرق الأوسط» وتهم الوسط الرياضي، تحدث رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري قائلا: «نقدم الشكر لكم في الصحيفة لنقل هموم الأندية ومعاناتها، وهي بلا شك قضية ديون قديمة نحتاج إليها لما لها من أثر في القضاء على الالتزامات المالية بالنادي من عقود مدربين ومقدمات عقود لاعبين ورواتب وتسيير أمور النادي ككل». وأضاف رئيس نادي الاتفاق: «إدارة الأندية متهمة بتأخر تسليم الرواتب للاعبين والمدربين، وفي الحقيقة لسنا سببا لهذا التأخير، ولا نريد الإحراج مع مدربينا ولاعبينا، بالعكس، نحن جئنا لخدمة الرياضة السعودية من خلال العمل في إدارة نادي الاتفاق، ونضع الخطط المالية المناسبة، ونتفاجأ بتأخر مستحقاتنا لأكثر من موسم رياضي، وهذا بلا شك يربك العمل وينعكس على اختياراتنا أيضا لنوعيات اللاعبين المحترفين المحليين والأجانب، ونضطر لجلب لاعبين وفق إمكاناتنا الموجودة البسيطة التي لا تتواكب مع جماهيرية نادي الاتفاق ومشاركاته ومنافساته، فنحن نتطلع للأفضل بجلب لاعبين مناسبين لخدمة الفريق، وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية».

وأكد عبد العزيز الدوسري أن لديهم مشاركات خارجية، وأن تأخر صرف المستحقات المالية من أكبر عوائقهم في العمل، وقال: «نحن نصرف ماليا وفق ما أقر لنا من اتحاد كرة القدم وفي ضوئه، وننتظر الحصول على الحقوق، ولم نجد شيئا من مستحقاتنا، وأطالب المعنيين بأن تعود المستحقات للأندية كي تعمل وتخدم شباب الوطن، وبالتالي تعود الفائدة على الكرة السعودية».

من جانبه، أكد رئيس نادي الرائد فهد المطوع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» حول هذه القضية، بقوله: «نعم لدينا حقوق متأخرة وكثيرا ما خاطبنا الاتحاد السعودي في فترة الأمير نواف بن فيصل، وكذلك الرئيس المنتخب الجديد أحمد عيد، وقلت له إن هديتك لنا كأندية صرف الديون المتراكمة للأندية التي تمثل الدعم الأساسي، وهي قيمة نقل المباريات في موسم 2010 - 2011 وعددها 26 مباراة بواقع 50 ألف ريال لكل مباراة، ومباراتا كأس ولي العهد السعودي، وكذلك 14 مباراة في كأس الأمير فيصل بن فهد، وفي العام الذي يليه 2011 – 2012 أيضا هناك 26 مباراة في الدوري و16 مباراة للأولمبي، وأيضا إعانة الاحتراف والبالغة 750 ألف ريال سعودي». وأضاف فهد المطوع: «إجمالي مستحقات نادي الرائد من قيمة نقل المباريات وإعانة الاحتراف 4 ملايين و250 ألف ريال سعودي، فنحن في النادي ضمن الأندية التسعة التي لا تملك عقد رعاية، وهي الأندية التي تمثل ما نسبته 75% من أندية الدوري، وأستطيع تسميتها أندية الدخل المحدود، فإليك حجم معاناة هذه الأندية التي هي الأساس لاتحاد كرة القدم، وبالتالي من الضروري صرف تلك المستحقات، ولعل هذا من أسباب تراجع المستويات الفنية للاعبين والفرق السعودية، وأيضا المنتخبات الوطنية؛ لأنهم يعيشون حالة عدم استقرار مالي الذي سينعكس على الجانب النفسي وبالتالي يقل العطاء».

في حين شاطر رئيس النادي الفيصلي فهد المدلج زملاءه رؤساء الأندية في القول بأهمية صرف الديون المالية المستحقة للدفع على الاتحاد السعودي، وقال: «أناشد الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل بصفته رجل الرياضة السعودية الأول ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، توجيه الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيسه الجديد أحمد عيد الذي يعمل تحت مظلة اللجنة الأولمبية والرئاسة العامة لرعاية الشباب، لأهمية دفع تلك المستحقات المالية؛ لأن الأندية الآن أفلست بسبب الديون الداخلية التي تتراكم من مرتبات لاعبين ومدربين ومقدمات عقود اللاعبين، وإذا لم تحل هذه القضية خلال الشهر المقبل، فسيعلن أكثر من ناد سعودي إفلاسه بسبب الديون». وأضاف المدلج: «وفي ضوء الإفلاس، ستخاطب الأندية الاتحاد الآسيوي بالاعتذار عن الرخص الدولية التي مُنحت لبعض الأندية السعودية بسبب الضائقة المالية وإفلاسها».

من جهته، أكد نائب رئيس نادي الفتح المهندس عبد العزيز العفالق استحقاق ناديه الديون المالية، وقال: «نتصدر دوري زين السعودي للمحترفين، وقريبون الآن من تحقيقه بمشيئة الله، ومع ذلك نناشد أعضاء الشرف الوقفة الصادقة مع الفريق في ظل غياب إيراد مالي مهم يصل إلى 6 ملايين و300 ألف ريال لم يتسلمها نادي الفتح، وكذلك بقية الأندية، ولأن لدينا الموسم المقبل استحقاقات خارجية ولا بد من أن نمثل الوطن خير تمثيل، خاصة في بطولة آسيا.. عليه، لا بد أن تصرف هذه الحقوق المالية من إعانة الاحتراف وقيمة نقل المباريات كي نجدول الموسم المالي الجديد وفق معرفة الإيرادات وما يصرف لنا، ناهيك بحاجتنا إليها حاليا في ظل تصدر الفريق، وبالتالي كي تحافظ على هذا التصدر، فلا بد من استقرار نفسي ومالي وكل شيء، وثقتنا كبيرة بأن يجد الرئيس الجديد حلا لهذه القضية التي نعانيها كل موسم».

ويضيف: «لعل المحزن في الأمر أننا نطبق العمل الاحترافي منذ زمن طويل، وكثير من الأندية في بداية كل موسم رياضي تعتمد برمجة مالية بعد دراسة الإيرادات وحاجة المصروفات المتوقعة في العام الرياضي، إلا أنها تصطدم بتأخر حقوق مالية مستحقة الدفع من مرجعها (الاتحاد السعودي لكرة القدم)، ومع ذلك تتفاجأ الأندية بمطالبة لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي بضرورة سداد مستحقات اللاعبين والمدربين ووكلاء اللاعبين، وإلا، فسيعاقب النادي حال ثبت أن عليه ديونا بعدم تسجيل أي لاعب جديد في فترة الانتقالات، سواء الشتوية أو الصيفية».

وأكثر المتضررين من تأخر سداد المستحقات المالية، سواء من النقل التلفزيوني أو إعانة الاحتراف، هي الأندية التي لا تملك «راعيا رسميا» للفريق، وكلنا يعلم أن الأندية التي تملك رعاية في الدوري السعودي هي فقط الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب، أما بقية الأندية التسعة فلا تملك راعيا يخفف من الضائقة المالية للأندية، وهي الاتفاق والفتح والرائد والتعاون والفيصلي وهجر والوحدة ونجران والشعلة.

وكان أحمد عيد، رئيس اتحاد كرة القدم الجديد، قد أكد سعيه لإيجاد حل لهذه القضية المهمة لتلك الأندية خلال 3 أشهر من تنصيبه رئيسا لاتحاد كرة القدم، وأنهم شكلوا فريق عمل للنظر في الأمور المالية والعمل على تكليف إحدى الشركات بدراسة وضع الاتحاد المالي ووضع نظام للصرف في إطار إعادة هيكلة الأمانة العامة واللجان، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إدارته ستعمل على جدولة وسداد الديون المتراكمة للأندية على الاتحاد وكذلك رواتب المدربين والإداريين في إدارة المنتخبات خلال 3 أشهر، وحيث إنه لم يتبق على انتهاء الأشهر الثلاثة إلا القليل، فإن الأندية تتساءل عن هذا الوعد من الرئيس المُنتَخب الجديد؟

وتستند الأندية في المطالبة بحقوقها المالية من اتحاد كرة القدم إلى على ما جاء في توزيع العائد المالي من النقل التلفزيوني الحصري للمباريات التي لا ينقلها التلفزيون السعودي مع المشاركة فيما ينقله الأخير الذي فاز بامتيازه «راديو وتلفزيون العرب» (إي آر تي) في موسمه الأخير وأول موسم بعد إسناد النقل التلفزيوني للقناة الرياضية السعودية، حيث نصّت إحدى المواد في القرار على التالي: «يصرف 100 ألف ريال لكل مباراة منقولة حصريا في الدرجة الممتازة يخصص لكل ناد منها مبلغ 50 ألف ريال». ومع ذلك، لم تُصرف هذه المستحقات منذ موسمين بواقع 26 مباراة في الموسم الرياضي الواحد، إضافة إلى إعانة الاحتراف لتلك المواسم وتفوق قيمتها 3 ملايين ريال سعودي، علاوة على نقل مباريات كأس الأمير فيصل بن فهد وكذلك مباريات كأس ولي العهد السعودي بواقع 50 ألف ريال للمباراة الواحدة.