انسحاب فرديناند من المنتخب الإنجليزي يثير قضية تفضيل الأندية على الفريق الوطني

لامبارد يضرب المثل: لن أتخلى أبدا عن قميص إنجلترا وأتطلع للمباراة الـ100 دوليا

TT

جاء قرار نجم مانشستر يونايتد ريو فرديناند بالانسحاب من صفوف المنتخب الإنجليزي بداعي خضوعه لبرنامج طبي وتأهيلي مع ناديه، ليفتح قضية في أوساط الكرة حول تفضيل اللاعبين اللعب مع فرقها على ارتداء قميص المنتخب الوطني!، كما فتح الباب لطرح سؤال على الساحة الكروية الإنجليزية هو: من الجاني في تلك المشكلة: فرديناند أم المنتخب الإنجليزي؟.

ويرى كثير من النقاد أن فرديناند قد تعمد عدم الالتحاق بصفوف منتخب بلاده كرد فعل انتقامي على المعاملة السيئة التي تلقاها من المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو أثناء القضية التي تم خلالها اتهام جون تيري بتوجيه ألفاظ عنصرية لشقيقه أنطون فرديناند.

وتذكر الجميع كيف قام كابيللو بسحب شارة القيادة من فرديناند ومنحها لتيري، كما تم استبعاده من صفوف المنتخب في عهد روي هودجسون خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية الماضية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن هودجسون عاد ليعلن على الملأ بأنه قد استبعد فرديناند لـ«أسباب تتعلق بكرة القدم»، في الوقت الذي كان يعلم فيه العالم أجمع أن الاتحاد الإنجليزي قد قرر استبعاده حتى لا تحدث مشكلة بين فرديناند وتيري تؤثر على تركيز لاعبي الفريق في تلك البطولة الهامة.

ولم ينس النقاد مدى الغضب الشديد الذي شعر به فرديناند عندما سمع هودجسون وهو يقول إنه لن يرتدي قميص المنتخب الإنجليزي مرة أخرى طوال مسيرته الكروية، والحقد الشديد الذي يكنه المدافع الدولي للاتحاد الإنجليزي الذي سبق وأن أوقفه عن اللعب لمدة ثمانية أشهر بسبب تخلفه عن إجراء اختبار للكشف عن المنشطات.

وأشارت صحيفة «الصن» إلى أنه لا بد أن يوضع في الحسبان تأثير المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون على قرار عدم التحاق فرديناند بصفوف المنتخب الإنجليزي، ولا سيما أن عقد فرديناند مع الشياطين الحمر سوف ينتهي بعد أشهر قليلة، ولذا بات هناك نوع من المساومة، فلو فضل فرديناند الالتحاق بصفوف المنتخب الإنجليزي فقد لا يتم التجديد له للبقاء في «أولد ترافورد»، أما إذا فضل مانشستر يونايتد على المنتخب فسيتم التجديد له!.

وانتقدت الصحيفة قرار فرديناند بالانسحاب من صفوف المنتخب وأشارت إلى أن هناك شيئا هاما للغاية غاب عن فرديناند، وهو أن القرار الذي اتخذه سوف يجعل الجميع يتذكره بأنه اللاعب الذي تخلف عن إجراء اختبار للكشف عن المنشطات واللاعب الذي لم يحقق الكثير من الإنجازات على المستوي الدولي، بدلا من أن يتذكره الجميع بأنه اللاعب الذي لبى نداء منتخب بلاده عندما كان في أشد الاحتياج إليه، علاوة على أنه سيتم اتهامه بأنه قد تخلى عن منتخب بلاده عندما كان يعاني بشدة من نقص اللاعبين الجاهزين في مركز قلب الدفاع.

والسؤال الذي طرح في غالبية الصحف البريطانية أمس هو: ما سبب هذا الرفض، هل من أجل أن ينال رضا فيرغسون ويوقع على عقد جديد، وكيف يكون ذلك منطقي والمعيار الوحيد للبقاء في «مسرح الأحلام» هو المستوى الذي يقدمه اللاعب داخل المستطيل الأخضر، ولا شيء سوى ذلك؟، والسؤال الآخر الذي طرح نفسه بقوة الآن هو: هل مانشستر يونايتد يحتاج فرديناند للدرجة التي تجعله يرفض الانضمام للمنتخب للقاء مونتينيغرو، مع العلم بأن النادي يغرد منفردا في صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 15 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، ولم يتبق له سوى ثلاث مباريات فقط في كأس الاتحاد الإنجليزي، على أقصى تقدير في حال وصوله إلى المباراة النهائية للبطولة؟ وكانت الإجابة التي توصلت إليها الصحف بأن هذا هراء ولا يمكن تصديقه بأي حال من الأحوال!.

ثم يأتي الحديث عن الفريق الطبي لمانشستر يونايتد الذي لا يريد أن يغامر بالدفع بفرديناند في مباراة المنتخب أمام مونتينيغرو. وسوف يعلم الجميع مدى حرص مانشستر يونايتد على سلامة لاعبه عندما يتوجه الفريق لمعسكره استعدادا للموسم الجديد في الشرق الأقصى والتي يلعب خلاله عدة مباريات مقابل مليوني جنيه إسترليني للمباراة الواحدة، وهل سيتم الدفع بفرديناند في تلك المباريات أم سيتم الاحتفاظ به خوفا على سلامته كما كان الحال مع المنتخب الإنجليزي!.

إذا لم يتمكن فرديناند من لعب مباراة مونتينيغرو، فلن يتمكن بالطبع من اللعب في سيدني، فهذا هو المنطقي والطبيعي؟ وإذا حدث أي شيء خلاف ذلك، فسيعلم الجميع حينئذ بأن بيع قمصان مانشستر يونايتد أهم من الدفاع عن ألوان المنتخب الإنجليزي في مشواره الهام بتصفيات كأس العالم بالبرازيل. وعلى النقيض من موقف فرديناند أكد نجم نادي تشيلسي المخضرم فرانك لامبارد أنه لن يتخلى مطلقا عن المنتخب الإنجليزي وأنه سيلبي النداء بمجرد أن يتم استدعاؤه للدفاع عن قميص منتخب بلاده.

ولم يسبق أن طالب لامبارد، الذي يكبر فرديناند بخمسة أشهر فقط، بأي معاملة خاصة مع المنتخب الإنجليزي خلال مسيرته الدولية على مدى 14 عاما كاملة. وحتى الآن، ما زال لامبارد - الذي سيحتفل بعيد ميلاده الخامس والثلاثين بعد ثلاثة أشهر - سعيدا للغاية باستدعائه للدفاع عن ألوان المنتخب الإنجليزي، على الرغم من المجهود البدني الهائل الذي سيكون اللاعب مطالبا بتقديمه مع تشيلسي في البطولات المختلفة ومع المنتخب الإنجليزي في نفس الوقت. ولم يكن أي شخص ليلوم لامبارد لو اعتذر عن اللعب لصفوف المنتخب الإنجليزي، ولا سيما أن تشيلسي يلعب مباراة كل ثلاثة أيام، بمعنى أن الفريق يلعب 70 مباراة في الموسم. ومع ذلك، أكد لامبارد على أن فكرة رفض الانضمام للمنتخب الإنجليزي لم تخطر بباله مطلقا، مضيفا: «أنا أستمتع بكوني أحد لاعبي المنتخب الإنجليزي. وكلما كبرت في السن، شعرت بأهمية وعظمة الدفاع عن قميص المنتخب الإنجليزي».

واستطرد نجم تشيلسي في حديثه لصحيفة «الصن» قائلا: «أنا سعيد للغاية بالانضمام لصفوف المنتخب تحت قيادة هودجسون، فهو يتواصل مع اللاعبين بطريقة رائعة. إنه فريق شاب، أما أنا فكلما أتقدم في السن أشعر بأهمية اللعب والتدريب بشكل مستمر».

ويتمنى لامبارد، الذي أدلى بهذه التصريحات قبل إعلان فرديناند عن انسحابه من تشكيلة المنتخب الإنجليزي، أن يشارك في مباراة المنتخب الإنجليزي أمام سان مارينو يوم الجمعة المقبل لتكون المباراة رقم 95 له بقميص إنجلترا.

وبعدما أحرز لامبارد هدفه رقم 200 مع تشيلسي الأحد الماضي، يسعى لتحقيق إنجاز جديد مع منتخب بلاده، قائلا: «أتمنى أن أشارك في 100 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي، ولكن يتبقي لي ست مباريات حتى أصل لهذا الرقم، وهو أمر ليس بالسهل، ولذا سأتعامل مع الأمر بجدية ومباراة بمباراة».