الكرة الإيطالية غارقة في العنصرية

بعد فتح تحقيق في سلوك جماهير إنترميلان ضد لاعبي توتنهام وجماهيره

TT

أكد التحقيق الذي فتحه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في ادعاءات السلوك العنصري من قبل جماهير نادي إنترميلان أن الكرة الإيطالية ما زالت تعاني للقضاء على تلك المشكلة المزعجة.

ويحقق اتحاد الكرة الأوروبي في هتافات جماهير الإنتر التي بدا أنها تستهدف مهاجم نادي توتنهام إيمانويل أديبايور خلال المباراة التي حل فيها الفريق الإنجليزي ضيفا على الإنتر، ضمن منافسات بطولة الدوري الأوروبي يوم الخميس الماضي. وأكد البرتغالي أندريه فيلاس بواس مدرب توتنهام عقب المباراة أنه «كان من السهل جدا سماع هذه الهتافات»، بينما أكد بعض زملاء اللاعب التوغولي أنه فكر في ترك المباراة. وعلى الرغم من فوز الإنتر 4/ 1 في هذه المباراة، فإنه خرج من البطولة بقاعدة احتساب الهدف خارج ملعب الفريق بهدفين بعد تعادل الفريقين 4/ 4 في مجموع المباراتين، حيث سبق له أن خسر صفر/ 3 في مباراة الذهاب بلندن.

ويمكن أن يتعرض الإنتر، الذي ودّع البطولة الأوروبية بالفعل، للغرامة المالية أو عقوبة خوض مباراة من دون جمهور عندما يجتمع الاتحاد لمناقشة قضيته في 19 أبريل (نيسان) المقبل. وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض غرامة مالية قدرها 40 ألف يورو إلى جانب عقوبة خوض مباراتين من دون جمهور على نادي لاتسيو الإيطالي بسبب قيام بعض جماهيره بتأدية التحية النازية خلال مباراة بالدوري الأوروبي.

وكانت جهود مكافحة العنصرية في إيطاليا قد بدأت تكتسب حماسا كبيرا في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما قاد اللاعب الغاني كيفين - برنس بواتينغ باقي زملائه في إيه سي ميلان إلى خارج الملعب خلال مباراة ودية للفريق أمام فريق برو باتريا المحلي، بسبب توجيه بعض جماهير الفريق المنافس إساءات عنصرية له ولثلاثة من زملائه أصحاب الأصول الأفريقية. ولكن القضاة المختصين فرضوا غرامات مالية متباينة هذا الموسم على أندية في أكثر من 20 قضية تتعلق بالإساءة العنصرية بالدوري الإيطالي، كما أن دوريات الدرجات الأدنى في إيطاليا ليست بمنأى عن هذه المشكلة.

وتلقّى الإنتر نفسه غرامة مالية قدرها 50 ألف يورو في أواخر فبراير (شباط) الماضي بسبب هتافات جماهيره العنصرية ضد مهاجم إيطاليا وإيه سي ميلان ماريو بالوتيللي، ذي الأصول الغانية، خلال مباراة ديربي مدينة ميلانو. كما تعرض بالوتيللي، الذي انضم إلى ميلان مقبلا من مانشستر سيتي الإنجليزي أواخر يناير الماضي، للإهانة من جماهير حامل اللقب يوفنتوس خلال مباراة للفريق أمام كاتانيا، مما كلف يوفنتوس مبلغ 4 آلاف يورو كغرامة مالية.

وحاول اتحاد الكرة الإيطالي التصدي لهذه المشكلة في الأسبوع الماضي عندما رفع لافتات تحمل عبارة «اطردوا العنصرية من كرة القدم»، ودعا بواتينغ لحضور مباراة إيطاليا الودية أمام البرازيل في جنيف غدا.

وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في وقت سابق أن بواتينغ سيلتقي السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا بعد غد في جنيف لتبادل الآراء بشأن الإجراءات الممكن اتخاذها ضد العنصرية.

ومن المقرر لبواتينغ أن يكون موجودا في المدينة السويسرية بالفعل، حيث ينتظر أن يلقي كلمة في اليوم الدولي للتخلص من التفرقة العنصرية الذي تنظمه الأمم المتحدة. وكان بواتينغ قد نال إشادة دولية بالغة على انسحابه مع باقي لاعبي ميلان من أرض الملعب خلال المباراة الودية أمام فريق برو باتريا. وانتقد بلاتر في البداية هذا التصرف من اللاعب، ولكنه عاد ليثني على شجاعته.

وبدأ اتحاد الكرة الإيطالي ومسابقة الدوري المحلي ملاحقة المخالفين في هذه القضية بتوقيع عقوبات، مثل الحرمان من دخول الاستاد، كما دعما حملات مكافحة العنصرية بين الشباب. ومع ذلك، فقد اتهما بالفتور في التعامل مع هذه القضية.

وتساءل جياني إيبوليتي، المعلق الساخر والحكم المحلي السابق بمسابقات الدوري الأدنى، خلال برنامجه بمحطة «راديو 1» الإذاعية، أول من أمس، قائلا: «مع وجود كل هذه الكاميرات التلفزيونية في الاستادات، كيف نعجز عن تحديد هوية هؤلاء الأشخاص والتخلص منهم على الفور؟». وبخلاف العنصرية، عادة ما تشهد الاستادات الإيطالية لافتات مسيئة وألعابا نارية وقنابل دخان واشتباكات بين الجماهير أو ضد الشرطة. ولذلك لم يكن من الغريب أن تكون نسبة الحضور الجماهيري في مباريات إيطاليا أدنى بكثير من المتوسط الأوروبي خلال السنوات القليلة الماضية. ويجري اليويفا حاليا تحقيقات بشأن إطلاق مشجعي الإنتر لبعض الصواريخ النارية (الشماريخ) في اتجاه المدرجات التي شغلها جمهور توتنهام.