في ظرف أيام بسيطة، اختفت لغة التفاؤل الإندونيسية وحل بدلا عنها الخوف والقلق من شبح الخروج مبكرا من حسابات المجموعة الثالثة الآسيوية في حالة خسارة المباراة الثانية على التوالي، وذلك بعدما أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم المدرب الأرجنتيني لويز مانويل بلانكو بعد تعيينه قبل فترة قصيرة فقط لاختلافات عميقة بين الطرفين كان الانفصال آخر الحلول، وتعيين المدرب الإندونيسي راتشمد دارماون مدربا للمنتخب في لقائه المهم أمام الأخضر السعودي لحين تعيين مدرب دائم بعد ذلك.
ولم تخف صحيفة «كومباسيانا» الإلكترونية الإندونيسية غضبها الشديد وقلقها من تأثير القرار على منتخبها الوطني يوم السبت، وقالت: «حتى إن كانت الاختلافات بين الطرفين عميقة للغاية، كان لزاما على الاتحاد الإندونيسي أن يكون صبورا أكثر وينتظر حتى نهاية المباراة ويناقش المدرب بعدها، والطريقة التي تم التعامل بها مع بلانكو لم تكن طريقة احترافية إطلاقا، فهو يقبع بغرفته بأحد فنادق جاكرتا ولم يزره أحد، كما أن اللاعبين الذين لا يعرفهم المدرب الجديد جيدا لن يكونوا بمثل المستوى الذي كان بلانكو يعدهم له، وسيكون منتخب إندونيسيا لقمة سائغة للمنتخب السعودي الذي سيأتي لجاكرتا مثل الأسود والجمال الثائرة لافتراسنا منذ الدقيقة الأولى». ووجهت خطابها نحو اللاعبين قائلة: «يوم السبت لن يكون بمقدوركم اللعب بتكتيك وخطط خاصة، لظروف كل الإندونيسيين يعرفونها، لكن عليكم أن تقاتلوا من أجل الوطن وتكونوا صلبين للحفاظ على آمال الملايين من خلفكم الذين يودون مشاهدتكم في أستراليا بعد عامين».
ولم يكتف الإعلام الإندونيسي فقط بشجب القرار، بل إن الرفض أتى من الأمين العام للاتحاد الإندونيسي جوهر عارفين حسين الذي أكد في تصريح صحافي لمصلحة صحيفة «بيليتا» أنه لم يعلم عن القرار الذي اتخذه الاتحاد الإندونيسي بإقالة بلانكو وتعيين راتشمند بديلا عنه، وقال: «لم يناقشني أحد باختيار راتشمند كمدرب بدلا عن بلانكو، واستغرب حقيقة هذا القرار المتهور قبل أيام بسيطة من لعبنا مباراة مهمة أمام السعودية، وكأنني أرى بعض الأشخاص يحبون أن تقع المشكلات التكتيكية للمنتخب الإندونيسي دوما»، في إشارة إلى الإقالات المتعددة التي يقرها الاتحاد الإندونيسي بحق المدربين.
وأضاف: «كنا ننعم بهدوء وتفاؤل لا واسع لهما، لكني بت أخشى من المستقبل بعد هذا القرار، وأن تذهب جميع الخطط التي وضعناها لتحسين وضع المنتخب الإندونيسي أدراج الرياح».
من جانبه، يواصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تمارينه اليومية استعدادا للقاء المرتقب مع المنتخب الإندونيسي الذي سيقام في جاكرتا يوم السبت المقبل الموافق الـ23 مارس (آذار) ضمن التصفيات التمهيدية لبطولة كأس الأمم الآسيوية التي ستقام في أستراليا عام 2015م، وذلك في المعسكر الذي يقام حاليا في ماليزيا، حيث أجرى المنتخب بقيادة مديره الفني الإسباني لوبيز كارو تمرينا صباحيا في صالة الحديد وتمرينا مسائيا على ملعب بوكيت جليل في الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس بحسب بتوقيت ماليزيا، وتم تطبيق بعض الجمل الفنية والتكتيكية. وسيجري الأخضر السعودي اليوم تمرينا صباحيا على صالة الحديد وتمرينا على ملعب بوكيت جليل.
من جانبه، أقام مساء أمس سفير خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا فهد بن عبد الله الرشيد مأدبة عشاء لبعثة المنتخب بحضور بعض أعضاء السفارة دار فيها بعض الأحاديث الودية وتوزيع الهدايا التذكارية، حيث قدم المشرف العام على المنتخب الأول لكرة القدم سلمان القريني درع الاتحاد السعودي لكرة القدم للسفير.