الشلهوب لـ «الشرق الأوسط»: قادرون على تجاوز «المجموعة الحديدية».. والحسم في الجولة الأخيرة

طالب لاعبي فريق الهلال بالاحترافية في التعامل مع «ضغط المباريات».. وأشاد بكمبواريه

TT

قال محمد الشلهوب، صانع ألعاب فريق الهلال، إن فريقه قادر على التأهل لدور الـ16 لدوري أبطال آسيا مثلما فعل في النسخ الأخيرة من البطولة، مبينا أن أمر التأهل يبدو صعبا لكنه لن يحسم إلا في الجولة الأخيرة؛ لوجود فرق كبيرة في مجموعة الهلال، مشيرا إلى أن الانتصار الذي تحقق أمام الريان القطري في الجولة الثانية من دوري الأبطال الآسيوي أراح فريقه كثيرا، خصوصا بعد تقدم الفريق للمركز الثاني.

وأكد الشلهوب أن اللاعبين عازمون على الظهور بشكل مشرف وتقديم أداء جيد بعد خسارة العين المريرة، مشددا على أنه يحمل في قلبه كل مودة وتقدير للمدرب الفرنسي المقال أنطوان كمبواريه.

وطالب لاعب فريق الهلال البالغ من العمر 33 عاما، لاعبي فريقه بضرورة التعامل باحترافية كبيرة تجاه ضغط المباريات الحاصل حاليا، وذلك حتى لا يؤثر عليهم أثناء تأدية المباريات خلال فترة وجيزة لا تتعدى الأسبوع.

وبيّن أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس النادي، ونائبه الأمير نواف بن سعد؛ وقفا معه كثيرا بعد ابتعاده عن المشاركة مع الفريق كأساسي، شاكرا الجماهير الهلالية على وقفتهم الدائمة معه منذ انطلاقته مع الفريق.

«الشرق الأوسط» التقت النجم الكبير والخلوق فكان معه الحوار التالي:

* كانت البداية الآسيوية سيئة جدا، حيث الخسارة بثلاثية أمام العين الإماراتي في عقر دار الأخير، لكنكم مسحتم هذه البداية بفوز مهم على الريان.. كيف ترى ذلك؟

- الحمد لله، بالفعل كان الفوز مهما جدا لنا، خصوصا بعد الخسارة أمام العين الإماراتي في الجولة الماضية، ولم نقدم الأداء المعروف في تلك المواجهة، وأعتقد أن لاعبي الهلال أثناء مباراة الريان كانوا عند حسن ظن الجماهير، والشيء الجيد أن الانتصار قفز بالفريق للمركز الثاني، ولا أخفيك أن خسارة العين كانت صعبة علينا كلاعبين إذ لم نتوقع ذلك على اعتبار أننا كنا في جاهزية تامة في تلك المواجهة، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بظروفها ومحيطاتها التي لا تجعلك تتوقع أي شيء.

* ما الذي حدث بعدما خسرتم مباراة العين والتغيير الكبير في المستوى في مواجهة الريان؟

- بعد المستوى المخيب في لقاء العين كنا عازمين على تعويض ما حدث، وأعتبر ذلك كبوة جواد، وكنا نرغب بهمة وعزيمة تقديم المستوى والنتيجة في مباراة الريان لمسح الإخفاق الذي حدث في الجولة الماضية، واستطعنا أن نكسب المواجهة بنتيجة 3-1 رغم إهدارنا عدة فرص محققة على مدار الشوطين.

* لماذا تأخرتم في حسم النتيجة وتسجيل ثلاثة أهداف إلى الشوط الثاني؟

- ظروف المباراة حكمت أن يتأخر التسجيل إلى الشوط الثاني، رغم سيطرتنا على مجريات اللقاء، وأضعنا فرصا كثيرة في الشوط الأول، ووفقنا في تسجيل ثلاثة أهداف في الشوط الثاني.

* سجلت هدفا جميلا، وهو الثالث للهلال، وكان محبطا للريان المندفع للحاق بالتعادل.. ما شعورك بعد هذا الهدف؟

- الحمد لله، الأجمل في هذا الهدف أنه كبح جماح الريان بعد تقليصه الفارق إلى هدف، وهدفي جاء نتيجة اندفاع المهاجم البرازيلي ويسلي وضغطه على الحارس الذي أخطأ وأفلت الكرة، واستثمرت ذلك وسجلت الهدف الثالث الذي أراح الفريق من ضغط الدقائق الأخيرة، وللحق فإن هذه الأهداف تأتي وفق لعبة جماعية من الزملاء اللاعبين الذين يساعدونك على التألق، ولاعبو الهلال ميزتهم أنهم «عنوان الإبداع» وعُرفوا بقدرتهم على تحويل الحلم إلى واقع، والألقاب التي تحققت للفريق طوال مسيرة الهلال التاريخية تؤكد أن عناصر التميز حاضرة في هذا الفريق.

* كيف ترى مستقبل المنافسة في المجموعة بعد الانتصار على الريان؟

- المنافسة ستشتد بين كل الفرق بما فيها الريان، والذي حصل على نقطة واحدة من جولتين، لكن لديه فرصة ولم يفقد الأمل، وما زال الوقت مبكرا لأن نحكم على التأهل الآن، كما أن الهلال يحتاج لمواصلة تقديم المستويات الجيدة وحصد النقاط، والمهم لدينا أن نحقق الفوز في المواجهات التي تقام على أرضنا ونحاول أن نخطف نقطة خارج قواعدنا أو الفوز، وأعتقد أن هذه المجموعة التي وصفها النقاد بـ«الحديدية» لن يحسم التأهل فيها إلا في الجولة الأخيرة، وبإذن الله الأزرق قادر على حسم أمر التأهل كما فعلنا في المرات السابقة ولن نكتفي بذلك بل سنواصل العمل على تهيئة أنفسنا كلاعبين لتحقيق آمال وتطلعات الجماهير في هذه البطولة، وهذا لن يكون إلا بتعاون جميع اللاعبين وتكاتفهم في الأدوار التي ستعقب دور المجموعات.

* عودتك إلى مستواك المعهود مع المدرب الكرواتي زلاتكو هل هو رد على المدرب الفرنسي السابق كمبواريه؟

- أولا، أنا أحترم كمبواريه، وأحمل له في قلبي كل ودّ وتقدير، وأنا لاعب محترف ويجب علي أن أحترم قرار مدربي مهما يكن، والمطلوب مني عندما أكون خارج القائمة الأساسية أن أدعم زملائي، ومتى ما سنحت لي الفرصة باللعب يجب علي أن أقدم كل ما لدي، وهذا ما أسعى إليه، وفي الحقيقة أشكر كل من وقف معي في الفترة الماضية وعلى رأسهم الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس النادي، ونائبه الأمير نواف بن سعد، وأعضاء مجلس الإدارة، وجميع زملائي اللاعبين، والأجهزة الفنية والإدارية، ولا أنسى كذلك الإعلام الذي كانت له وقفة كبيرة معي خلال فترة ابتعادي عن المشاركة في المباريات.

* وماذا عن زلاتكو الذي يرجع له الفضل بعد الله في استعادتك بريقك السابق؟

- أنا سعيد بثقة مدربنا زلاتكو بإمكاناتي رغم ابتعادي عن أجواء اللقاءات الرسمية كأساسي لفترة طويلة، والحقيقة أنه بذل معي جهودا كبيرة مع بداية عودتي واستعادتي للياقة، والحمد لله أنني كنت عند حسن ظنه وظن الجماهير الهلالية التي وقفت معي كثيرا، وزلاتكو مدرب شاب وطموح ولديه الكثير ليقدمه للفريق، وأتمنى أن ينجح في مهمته، لأن ذلك هو بمثابة النجاح للفريق الأزرق.

* ماذا تقول للجماهير الهلالية التي وقفت معك كثيرا؟

- الذي يجمعني بالرقم الصعب محبة وعشق هذا الكيان، وأنا مقدر وقفاتهم معي ومساندتهم لي، ليس هذا الموسم، لكن منذ بداياتي الأولى قبل أكثر من 13 عاما، وأتمنى أن أوفق أنا وزملائي اللاعبين في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم، وبالنسبة لي أعتبر الجماهير وقود الفريق ومحركه وداعمه الأول والأخير في إظهار إمكاناته، وما نريده منهم هو الوقوف إلى جانبنا أكثر ودعمنا والبعد عن أي سلبيات قد تجبر الفريق على التعثر وعدم النظر إلى ما يضر الهلال؛ لأن فعل ذلك بالتأكيد سيؤثر على المجموعة التي تعمل لمصلحة «الزعيم».

* الجميع يتحدث عن الإرهاق وضغط المباريات، أنتم كلاعبين هل تشعرون بهذا الضغط والإرهاق؟

- ضغط المباريات هو واقع، لكن المهم هو كيف نتعامل معه كلاعبين، وبالتالي اللاعب المحترف عليه أن يهيئ نفسه لذلك، وأن يحافظ على لياقته وبرنامجه اليومي ويجهز نفسه بشكل جيد للمواجهات، وحينما تخوض أكثر من 3 مباريات خلال فترة لا تتجاوز الـ10 أيام بالتأكيد ستجد معاناة على الصعيد البدني والذهني وأيضا الفني، لكن علينا أن نتجاوز ذلك بالصبر والعزيمة والإرادة.