400 خبير عالمي يعيدون صياغة «الأمن والنزاهة في الرياضة» لحماية المستقبل

الأمم المتحدة تدعو إلى محاربة المراهنات والعنصرية.. وحنزاب: مركزنا قبلة المتطلعين

TT

اختتمت فعاليات مؤتمر «الأمن الرياضي 2013» في دورته الثالثة بالدوحة مساء أول من أمس، الذي حمل عنوان «الارتقاء بالأمن والنزاهة في الرياضة من أجل حماية المستقبل»، بحضور أكثر من 400 خبير في مجال أمن ونزاهة الرياضة على مستوى العالم ونخبة من الخبراء والمختصين وصانعي القرار وممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمفوضية الأوروبية ومنظمة الدول الأميركية.

وشهدت الندوات على مدار يومين تفاعلا كبيرا في ظل الأزمات الأمنية الرياضية التي يشهدها العالم، وفيها طالب ويلفريد ليمك، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لـ«الرياضة من أجل التنمية والسلام»، ببناء جسور المحبة والتواصل بين الجميع عن طريق الرياضة باعتبارها أقصر السبل إلى تحقيق هذه الغاية، وتكريس تساوي جميع البشر ونبذ الإقصاء والتهميش.

ودعا ليمك إلى محاربة المراهنات غير القانونية، وتعاطي المنشطات، والعنصرية في مجال الرياضة، قائلا: «إنني مؤمن بقدرة الرياضة على إحداث التغيير والتقدم إلى الأمام.. عندما التقيت في مناسبة سابقة بابا الفاتيكان السباق بنديكتوس دهشت حينما علمت أنه لا يحب كرة القدم.. إنها مسؤولية على الجميع أن يتحملها بتشجيع النشء على ممارسة الرياضة وكرة القدم.

وعبر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لـ«الرياضة من أجل التنمية والسلام» عن تقززه من قيام أحد اللاعبين اليونانيين بتحية نازية خلال إحدى المباريات قائلا: «لقد تم طرده من قبل الحكم، وأعتقد أنه سينال العقوبة المناسبة على فعلته تلك إن لم يكن عوقب أصلا. إنه أمر مخيب للآمال أن تحدث مثل هذه الأمور في ملاعب رياضية في الوقت الذي يتوجب فيه علينا أن نعلم الأطفال القيم الجميلة وندعوهم للسلام عن طريق الرياضة».

ورأى محمد حنزاب، رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، أن المؤتمر السنوي للمركز يمثل لحظة مهمة في الجهود الرامية لتعزيز أمن وسلامة ونزاهة الرياضة، وفرصة لتبادل الأفكار والتطلعات وتقاسم المعلومات والخطط المشتركة بين المشاركين في الفعاليات على امتداد يومين من النقاشات المتواصلة.

واستطرد رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، قائلا: «المركز تمكن في الفترة الماضية من تطوير مبادرات في مجال الوقاية، وكذلك في تنمية المعارف وتطوير مؤشرات وآليات النزاهة، فضلا عن تقديم المساعدة، وكذلك التثقيف في مجال الأمن الرياضي بالتركيز على النتائج؛ حيث قام بتطوير مثلث قائم على التعاون مع منظمات وحكومات وأكاديميات بارزة، الأمر الذي أسفر عن مبادرات وتدابير من شأنها أن تساعد المركز على تحقيق أهدافه المتمثلة في الأمن الرياضي.

وتحدث كريس إيتون، مدير «النزاهة الرياضية» في المركز الدولي للأمن الرياضي، وبول سكوتني، مدير «النزاهة» في شركة «خدمات النزاهة الرياضية»، وفريدريتش ستيكلر، رئيس «اليانصيب الأوروبي»، وآندرو كانينجام، رئيس «النزاهة العالمية» في «مجموعة بيتفير»، ولوران فيدال، رئيس لجنة إدارة «برنامج النزاهة الرياضية» المشترك بين جامعة السوربون والمركز الدولي للأمن الرياضي؛ عن الموضوع المهم «تدويل الرهانات.. تصاعد المنحى». وكان حوارا لافتا، كما كانت الندوة التي سبقته وحملت عنوان «التهديد الثلاثي: مستقبل الأمن الرياضي والتكنولوجيا»، وشدد مويا دود، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وويليام جيلارد، كبير مستشاري رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهاينز بالمه، مدير تطوير الأعمال بالمركز الدولي للأمن الرياضي؛ في ندوة «تأمين الخطة الإعلامية» لمؤتمر الأمن الرياضي؛ على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في إنجاح التظاهرات الرياضية. ورأى رئيس اتحاد ألعاب القوى القطري دحلان الحمد أن مقاومة الفساد تبدأ من مرحلة النشء.

وأكد الشيخ سعود بن عبد الرحمن، أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية، أن إطلاق مبادرة «أنقذ الحلم» التي تمت بين المركز واللجنة الأولمبية القطرية، تعد إحدى أهم ثمار التعاون بين الجهتين، التي تهتم أساسا بإصلاح المنظومة الرياضية لدى الطفولة وترسيخ مفاهيم رياضية عديدة تكون كفيلة بإحداث نقلة نوعية في مجال الرياضة.

واستعرضت هنى ثلجية، لاعبة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم سابقا، تجربتها مع كرة القدم لتجاوز مختلف العقبات التي واجهتها برفقة مواطناتها في بلدها المحتل، وروت قصة حياتها بوصفها لاعبة فلسطينية عربية مسيحية آتية من بيت لحم تمكنت بفضل كرة القدم من الانتقال من الدروب الضيقة لبيت لحم؛ حيث ترعرعت، إلى آفاق أوسع لاقتحام مجال تهيمن عليه العقلية الذكورية، موضحة بعض الشروط الإيجابية للعب ضد فريق إسرائيلي من أهمها المساواة والسلام.

ورأى دينيس أوزالد، مدير المركز الدولي للدراسات الرياضية والقاضي بمحكمة التحكيم الرياضي رئيس لجنة التنسيق لدورة الألعاب الأولمبية «أولمبياد لندن 2012»؛ أن هناك هدفا نبيلا تسعى المنظمات الدولية كاليونسكو والمنظمات الدولية الأخرى من أجله لسن تشريعات لمكافحة المخدرات والمنشطات والتصدي للفساد.

وأجمع المتحدثون والمتداخلون على ضرورة التعاون من أجل توحيد القواعد والتشريعات على مستوى جميع أنحاء العالم من أجل حماية مستقبل الرياضة، وإشراك الهيئات المختصة مثل «الإنتربول» و«اليونسكو» للعمل مع عالم الرياضة وذلك إلى جانب توعية المجتمعات.

وبدا أن آفاق العمل الكبير لأجل رياضة موضوعية نزيهة آمنة، بدأت تتسع كثيرا وتلقى اهتماما عالميا كبيرا من خلال تسابق منظمات عالمية كبرى على توقيع الاتفاقيات مع المركز الدولي للأمن الرياضي، من أهمها: البنك الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، وجامعة السوربون، وغيرها كثير من الاتحادات الدولية والهيئات الرياضية التي كان آخرها منظمة الدول الأميركية «لجنة البلدان الأميركية لمكافحة الإرهاب» (CICTE) على هامش المؤتمر «2013».