الأندية الروسية تتخلى عن سياسة الإنفاق الباهظ

بعد إبرام صفقات خارجة عن المألوف العام الماضي

TT

يبدو أن الأندية الروسية تخلت عن سياسة الإنفاق المبالغ به في سوق الانتقالات الدولية بعد الأموال الطائلة التي أنفقتها العام الماضي، إذ اعتمدت مقاربة أكثر توازنا خلال العطلة الشتوية التي بدأت في 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانتهت في العاشر من الشهر الحالي.

وما زال انجي ماخاشكالا، المدعوم من قبل عملاق التنقيب عن النفط والمعادن عضو مجلس الشيوخ الروسي سليمان كريموف صاحب رابع أكبر ثروة في روسيا، على رأس لائحة الأندية الأكثر إنفاقا، بعد أن دفع 35 مليون يورو لشاختار دانييتسك الأوكراني من أجل إقناعه بالتخلي عن لاعب الوسط البرازيلي ويليان. لكن انتقال ويليان إلى ماخاشكالا كان الصفقة الكبيرة الوحيدة خلال فترة الانتقالات الشتوية التي انتهت الأسبوع قبل الماضي، وذلك خلافا للعام الماضي الذي شهد ما يقارب 6 صفقات من العيار الثقيل.

وكانت الصفقة الثانية من حيث الأهمية خلال فترة الانتقالات الشتوية من نصيب روبن كازان، بطل الدوري مرتين، إذ تعاقد مع لاعب وسط رين الفرنسي يان مفيلا بعقد يمتد لـ4 أعوام مقابل 12 مليون يورو، فيما كان انضمام المدافع البرتغالي لويس نيتو إلى زينيت سان بطرسبورغ حامل اللقب خارج الرادار تقريبا ولم يعره الكثيرون الأهمية. أما بالنسبة للأندية الروسية الأخرى، فهي لم تخرق في تعاقداتها حاجز الـ5 ملايين يورو، في حين احتفل سسكا موسكو بعودة الهداف البرازيلي فاغنر لوف من فلامنغو دون مقابل، لأنه كان انتقالا حرا.

«لا نتوقع التعاقد مع أي لاعبين جدد»، هذا ما قاله مدرب سسكا موسكو المتصدر ليونيد سلاتسكي في تصريح لصحيفة «سبورت إكسبرس دايلي»، مضيفا: «نحن سعداء لأن غالبية لاعبينا الذين غابوا عن النصف الأول من الموسم بسبب الإصابة تخطوا مشكلاتهم، وهم الآن يستعيدون لياقتهم البدنية». وتوقع سلاتسكي أن يحظى فريقه بدعم كبير في خط المقدمة بعد شفاء العاجي سيدو دومبيا من مشكلات خطيرة في ظهره العام الماضي، مضيفا «يشكل دومبيا مع فاغنر الثنائي الخطر جدا في خط الهجوم. هناك أيضا توماس نيسيد الذي عاد إلى التمارين، ولاعب الوسط الهجومي النيجيري أحمد موسى الذي ساهم في قيادة بلاده إلى المجد في كأس الأمم الأفريقية. أعتقد أننا جاهزون لعودة عجلة الدوري إلى الدوران».

ومن المؤكد أن الأندية الروسية كانت في فبراير (شباط) 2012 أكثر نشاطا في سوق الانتقالات، إذ جاءت إلى بلادها بلاعبين مثل الكونغولي كريستوفر سامبا (إلى انجي لكنه انتقل في بداية العام إلى كوينز بارك رينجزر) والسويدي بونتوس فيرنبلوم (سسكا موسكو) وموسى، وكثير من اللاعبين المحليين الذين فشلوا في فرض نفسهم خارج روسيا على غرار رومان بافليوتشنكو، الذي انضم إلى لوكوموتيف موسكو من توتنهام الإنجليزي مقابل 14 مليون يورو، ودينيار بيليالتدينوف الذي التحق بسبارتاك موسكو من إيفرتون الإنجليزي مقابل 7 ملايين يورو.

والإنفاق كان في أوجه في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتجلى بالصفقة التي أجراها زينيت، حين ضم البرازيلي هولك والبلجيكي اكسل ويتسل، مقابل 100 مليون يورو، مما جعله صاحب أغلى صفقة في تاريخ الدوري الروسي. وإذا كان الإنفاق في فترة الانتقالات الشتوية معتدلا، فإن ذلك لا يعني أن أندية مثل انجي ماخاشكالا قد وجدت ضالتها في اللاعبين الذين ضمتهم، إذ إن المستقبل يعد بالمزيد من الصفقات الخارجة عن المألوف التي قد تطال النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، بحسب ما أشار إليه مؤخرا المدير الرياضي لانجي البرازيلي روبرتو كارلوس، الذي قال إن فريقه، الذي يشرف عليه الهولندي غوس هيدينك، سيسعى إلى ضمهما بعد نهاية عقديهما مع برشلونة وريال مدريد على التوالي.