القلق يسيطر على إسبانيا قبل مواجهة فرنسا غدا

بعد الهيمنة على الساحة الأوروبية والعالمية لسنوات

TT

بعد خمس سنوات من إحكام قبضته وفرض هيمنته التام على ساحة كرة القدم العالمية، أصبح المنتخب الإسباني مصدر قلق وانزعاج لدى جماهيره بسبب ترنح الفريق في الآونة الأخيرة واهتزاز نتائجه.

وجاء التعادل مع ضيفه الفنلندي 1 / 1 الجمعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2014 ليمثل صفعة قوية على وجه المنتخب الإسباني الفائز بلقب آخر نسختين كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008 ويورو 2012) وبلقب كأس العالم 2010.

وأصبحت مصطلحات «التراخي» و«الثقة الزائدة» و«العجرفة» هي الأكثر استخداما في الصحف الإسبانية لتفسير الحالة التي يمر بها المنتخب الإسباني، والتي تجعل هذا الفريق مهددا بعدم بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 رغم كونه أحد أفضل المنتخبات في التاريخ.

وأصبح المنتخب الإسباني (الماتادور) مطالبا بالرد على سؤال مهم خلال مباراته المرتقبة والحاسمة أمام مضيفه الفرنسي غدا، وهو: «هل استيقظ الفريق بعد الصفعة الفنلندية التي تلقاها في خيخون أمام مدرجات ممتلئة تماما بأنصار الماتادور؟».

ولم يكن تعامل المنتخب الفنلندي مفاجئا لأي من المتابعين للمباراة، حيث دافع الفريق أحيانا بعشرة لاعبين في مواجهة المنتخب الإسباني المصنف الأول عالميا.

وسبق للمنتخب الإسباني أن نجح في حل مثل هذه المشكلات في مباريات كثيرة، وبدا أنه نجح أيضا في علاجه خلال هذه المباراة عندما تقدم مدافعه سيرخيو راموس بهدف للفريق في بداية الشوط الثاني.

ولكن، على غرار ما حدث في مباراته أمام المنتخب الفرنسي بنفس التصفيات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فشل المنتخب الإسباني في الحفاظ على تقدمه أو ترجمة تفوقه إلى مزيد من الأهداف، وسمح لضيوفه بتسجيل هدف التعادل في وقت قاتل من المباراة.

واعترف ديفيد فيا مهاجم المنتخب الإسباني بأن الانزعاج والضيق كانا شديدين داخل الفريق بعد التعادل مع فنلندا. وأكد فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للفريق أنه أمر غامض، وقال: «عدم الفوز في هذه المباراة يمثل عقوبة قاسية للفريق».

وجاءت خسارة المنتخب الإسباني لنقطتين في هذه المباراة لتضع الفريق في موقف صعب للغاية بعدما تراجع للمركز الثاني في المجموعة التاسعة بالتصفيات برصيد ثماني نقاط وبفارق نقطتين خلف نظيره الفرنسي بعد أربع مباريات لكل منهما، حيث حقق المنتخب الفرنسي فوزا ثمينا 3 / 1 على ضيفه الجورجي الجمعة.

ولم يعد أمام المنتخب الإسباني مفر من الفوز على نظيره الفرنسي في عقر داره غدا إذا أراد إنعاش آماله التأهل المباشر لنهائيات المونديال باحتلال صدارة المجموعة بعيدا عن فخ الملحق الأوروبي الفاصل الذي يخوضه أصحاب المركز الثاني في مجموعات التصفيات.

ومن المؤكد أن المنتخب الإسباني لن يغير من طريقة لعبه في العاصمة الفرنسية باريس غدا، حيث اعتاد الفريق اللعب الهجومي دائما ولن يكون بحاجة إلا إلى استغلال الفرص واللعب بشكل أكثر فعالية والحفاظ على هدوء أعصابه.

وناشد الإسباني الدولي سانتياغو كازورلا مهاجم آرسنال الإنجليزي جماهير بلاده مساندة المنتخب وعدم الشك في قدراته، وقال: «من يلمح إلى أنها نهاية عصر (تفوق المنتخب الإسباني) فإنه مخطئ. ليس منطقيا أن يثور الشك في هذا الفريق بسبب تعادلين. في كرة القدم الحالية يمكن أن يسقط أي منتخب في فخ التعادل، ولكن هذا لا يعني نهاية مرحلة بالنسبة للفريق».

وقال كازورلا: «ما زال لدينا نفس التعطش والرغبة في تحقيق النجاح»، مطالبا «بمزيد من التنوع» في طرق لعب المنتخب. وقال كازورلا: «لدينا الآن هامش أقل للخطأ، ولكننا نتعامل مع كل المباريات بنفس القدر من الأهمية. مباراة المنتخب الفرنسي ستكون بثلاث نقاط أيضا، سنتعامل مع المباراة بأفضل شكل».