بالوتيللي ينضم إلى نادي كبار المهاجمين بتسجيله 6 أهداف بقميص الآزوري

برانديللي أثنى على أداء ماريو أمام البرازيل.. ووصفه بأحد أفضل 5 لاعبين في العالم

TT

ماريو بالوتيللي شخص يقول الحقيقة دائما، على الأقل في ما يتعلق بالأهداف. فالتاريخ الرياضي يحمل مفارقات عجيبة، فعلى سبيل المثال الأرجنتيني ماتياس ألميدا كان يفعل كل شيء في كرة القدم عدا إحراز الأهداف، غير أنه في 26 سبتمبر (أيلول) 1999 بقميص لاتسيو استطاع تسجيل واحد من أفضل أهداف الدوري الإيطالي على مر التاريخ، مطلقا تسديدة رائعة بيمينه على الطائر من وسط الملعب من مسافة نحو 30 مترا في شباك بوفون الذي كان وقتها حارس بارما. وفي 11 فبراير (شباط) 1990، في طوكيو، تمكن جيمس بوستر دوغلاس الممتلئ الجسم من حصد اللقب العالمي في الوزن الثقيل للملاكمة متغلبا على الماكينة الحربية مايك تايسون. وكذلك، في أولمبياد شتاء عام 2002، في سولت ليك سيتي، تمكن أسترالي غير معروف من الفوز بالميدالية الذهبية في التزلج لمسافات قصيرة (100 متر): ستيفن برادبوري، الذي كانت بدايته مفككة بالفعل بعد أولى الجولات، حيث استطاع التغلب على الأساتذة الكوريين وصاحب الشعبية الكبيرة البو أنطون أونو. إنها ثلاثة أمثلة على كيف من الممكن أحيانا أن «تكذب» الرياضة في ما يتعلق بالمستويات الواقعية.

لكن هناك، على العكس، أرقاما وإحصائيات لا تترك مساحة إلى تدخلات غير مصرح بها، مثل هدافي المنتخب الإيطالي القادرين على إحراز الأهداف خلال مسيرتهم إلا أمام المنتخب البرازيلي أو في شباك ألمانيا. قبل لقاء جنيف الخميس المنصرم (حيث علاوة على بالوتيللي سجل أيضا دي روسي، لاعب الوسط الوحيد في تاريخ إيطاليا الذي تمكن من هز شباك منتخبي ألمانيا والبرازيل)، كان قد نجح في هذه المغامرة كل من مياتزا وجينو كولاوسي وساندرو ماتزولا وبونينسينيا وريفا وباولو روسي وأليساندرو ديل بييرو.

ويعتبر جوسيبى مياتزا أقوى لاعب إيطالي في التاريخ القديم، وكذلك جينو كولاوسي كان هدافا غير عاديا، ففي مونديال 1938 الذي فاز به الآزوري سجل جينو هدفا في شباك البرازيل في لقاء نصف النهائي فضلا عن ثنائية في المجر في النهائي. أما باقي الأبطال السابق ذكرهم فهم ينتمون إلى الماضي القريب. وها هو بالوتيللي، الذي هز شباك ألمانيا في الصيف المنصرم خلال أمم أوروبا 2012، يدخل إلى نادي الكبار وهو يبلغ من العمر فحسب 22 عاما ونصف العام. وليس هناك أفضل منه في هذا الصدد سوى ماتزولا (الذي انضم إلى تلك القائمة وهو في سن الـ22 عاما و4 أشهر)، لكن أهدافه كانت في لقاءات ودية. أما المهاجمان الإيطاليان الوحيدان الذين تمكنا من هز شباك القوتين الأخريين لكرة القدم العالمية (البرازيل وألمانيا) في المباريات الرسمية فكانا بونينسينيا (في مونديال المكسيك 70) وباولو روسي (مونديال 1982).

ماريو رجل المباريات الكبيرة. في تلك المناسبات تظهر قدرته ويحسم النتائج ويلعب وكأنه في فناء بيته. جدير بالذكر أن بالوتيللي وهو في سن الـ17، مع فريق الإنتر، حل بدلا من المصاب إبراهيموفيتش في إحدى المراحل الحاسمة من الدوري المحلي لموسم 2007 – 2008، واستطاع أن يسجل هدفين في سبع جولات، أمام أتلانتا (حيث كانت انطلاقته كلاعب أساسي مع الإنتر) وفيورنتينا؛ واستطاع الإنتر وقتها أن يحتفظ بالمسافة التي كانت تبعده عن روما العائد بقوة حينها، وفي نهاية البطولة حمل نادي ماسيمو موراتي الدرع المحلية. ثم جاء دور بالوتيللي مع مانشستر سيتي، ففي 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، في وكر الخصم اللدود مانشستر يونايتد، سجل المهاجم الإيطالي أول هدفين في السداسية التاريخية التي أذلت فيرغسون. هذا هو ماريو، لاعب لا يشعر بالضغط، مطلقا!.. لاعب لم يسجل من قبيل الصدفة في شباك ألمانيا والبرازيل في أول مواجهة مباشرة. ويوم الخميس الفائت وصل ماريو برصيده مع المنتخب الإيطالي إلى ستة أهداف، في نفس عمره، بعد الحرب العالمية، فحسب ماتزولا أحرز تسعة أهداف بقميص الآزوري وريفيرا وديل بييرو سجلا سبعة أهداف.

وكان بوفون حارس مرمى الآزوري قد أثنى على أداء ماريو عقب مباراة البرازيل قائلا «إنها مباراة بالوتيللي»، بينما أدلى المدرب برانديللي بتوقعه حول مستقبل اللاعب القريب «بإمكانه أن يصبح واحدا من أفضل خمسة لاعبين في العالم». حتى البرازيل أثنت على أداء المهاجم الإيطالي حيث صرح نيمار «بالوتيللي مثل الآس، ما هذا الهدف الذي سجله؟!».. بينما جاء رد ماريو على النحو التالي «نيمار أيضا لاعب قوي للغاية، لا تقارنوا بيننا، فنحن مختلفان، وهو يلعب بطريقة مختلفة عني. سنجعلكم تستمتعون طويلا». لقد عاد ماريو من جنيف ومعه العديد من الصور التي التقطها في غرفة خلع ملابس منتخب البرازيل مع مارسيلو وسكولاري ونيمار. والآن يتطلع المهاجم الإيطالي إلى مباراة مالطة غدا الثلاثاء.

وفي الإطار نفسه، صرح شيزاري برانديللي بعد تعادل فريقه أمام البرازيل وديا 2/2 وسط أداء رائع وطريقة لعب مختلفة «التهاني لا تصنع نقاطا.. الآن أود الحصول على ست نقاط في المباراتين الرسميتين القادمتين أمام مالطة وجمهورية التشيك». وأوضح مدرب المنتخب الإيطالي قائلا «اللعب بثلاثي هجوم ليس سهلا. نحن الآن لدينا البدلاء بفضل استدعاء تشيرشي وكاندريفا وانسيني، ونحن نعمل على ذلك. بالوتيللي يقول إنه يفضل هذه الطريقة؟ هذا لأنه يلعب بها في الميلان، وعليه فهو يعرف الوقت المناسب للتحرك والنقاط المرجعية السليمة للتخلص من الرقابة. ولكن بالنسبة إلى ماريو لعب بشكل جيد أيضا عندما استخدمنا طريقة 2/1/4/3. لا ينبغي عليه التفكير في أن هناك طريقا واحدا يؤدي إلى إحراز الأهداف. المعارف مطلوبة». ماريو لاعب سوبر لكن المقارنات لا تروق له، ويواصل برانديللي «ريفا؟ جيجي كان لاعبا يصعب الوصول إليه، والأرقام تؤكد ذلك. كان يبتكر الأهداف وينجح في صناعة فريق بمفرده. ماريو لاعب رائع، يشكل قطاعا في الفريق، ولكن ليست لديه بعض نفس ضمانات ريفا. بالوتيللي ونيمار؟ أنا أدعو إلى التوازن. لا يمكننا رفع الحاجز كل يومين. منذ وقت قليل مضى كان يبدو أن ماريو في منعطف مسدود، والآن يظهر اللاعب قدراته. بالتأكيد، هو يتمتع بمهارات غير عادية. وهو جدير بالوجود بين أفضل خمسة لاعبين في العالم، ولكن يكفي القليل لجعل ما يتم بناؤه حاليا ينهار. على أي حال أنا أراه الآن أكثر طمأنينة. أيضا أمام البرازيل كان حريصا على عدم الرد على الاستفزازات وعلى المخالفات القوية التي ارتكبت ضده. لقد عثر على هدوئه النفسي. ربما الوجود بالقرب من عائلته وبيته وأصدقائه الحقيقيين جعله يشعر بمزيد من المسؤولية. الوجود إلى جوارهم ساعده. من يحبك عندما تخطئ يقول لك. لقد راق لي أنه منح نفسه ست نقاط فحسب عن أدائه في المباراة. هذا مؤشر على أنه يرغب في التحسن».